الأونروا تعلن مقتل 100 من موظفيها في قطاع غزة منذ بدء الحرب

دخان يتصاعد خلف مبان مدمرة في قطاع غزة خلال غارة إسرائيلية وسط معارك مستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» في 10 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد خلف مبان مدمرة في قطاع غزة خلال غارة إسرائيلية وسط معارك مستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» في 10 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)
TT

الأونروا تعلن مقتل 100 من موظفيها في قطاع غزة منذ بدء الحرب

دخان يتصاعد خلف مبان مدمرة في قطاع غزة خلال غارة إسرائيلية وسط معارك مستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» في 10 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد خلف مبان مدمرة في قطاع غزة خلال غارة إسرائيلية وسط معارك مستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» في 10 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الجمعة، أن أكثر من 100 من موظفيها قتلوا في قطاع غزة خلال الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة «حماس» منذ أكثر من شهر.

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، أعرب المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني عبر منصة «إكس» عن شعوره بـ«الفجع»، مضيفا: «تأكد مقتل أكثر من 100 من زملائنا في الأونروا خلال شهر واحد... أهل، معلّمون، ممرّضون، أطباء، فريق دعم».

على موقعها الإلكتروني تشير الأونروا إلى أن الرقم الدقيق للقتلى هو 100 موظف سقطوا في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) عندما شنت «حماس» هجومها غير المسبوق على إسرائيل.

وكتب رئيس الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث تعقيبا على إعلان الأونروا على منصة «إكس»: «أشعر بحزن عميق لهذا الخبر المأساوي للغاية. لقد كان هؤلاء الزملاء شعلة الأمل والإنسانية». وأضاف: «أفكارنا مع عائلاتهم وجميع زملائنا الشجعان في الأونروا».

تكريما لموظفي الأمم المتحدة الذين قضوا في غزة، تعتزم المنظمة الوقوف دقيقة صمت، الاثنين، في جميع مراكزها حول العالم، عند الساعة 09.30 بالتوقيت المحلي في كل دولة.

وأعلن المتحدث باسم المنظمة في جنيف رولاندو غوميز خلال مؤتمر صحافي أن «الأمين العام دعا الموظفين إلى الوقوف دقيقة صمت»، وسيتم تنكيس الأعلام في مقار الأمم المتحدة.


مقالات ذات صلة

إيطاليا تستأنف تمويل «الأونروا»... وتتعهد بـ35 مليون يورو للفلسطينيين

المشرق العربي أطفال ونازحون فلسطينيون في مدرسة مدمرة تابعة لـ«الأونروا» في خان يونس (إ.ب.أ)

إيطاليا تستأنف تمويل «الأونروا»... وتتعهد بـ35 مليون يورو للفلسطينيين

أبلغ وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني، رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، أن روما ستعاود تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وفق ما…

«الشرق الأوسط» (روما)
المشرق العربي موظف في «الأونروا» يتفقد مدرسة مدمرة تابعة للأمم المتحدة في أعقاب غارة جوية على مخيم النصيرات للاجئين (إ.ب.أ)

«الأونروا»: ملتزمون بدعم غزة رغم مأساوية الوضع الراهن

أعلن فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أن موظفي الوكالة ملتزمون بدعم غزة رغم مأساوية الوضع الراهن.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي شكري يتلقى اتصالاً هاتفياً من وزيرة خارجية هولندا (الخارجية المصرية)

مصر تشدد على تحمل إسرائيل مسؤولية منع دخول المساعدات إلى غزة

شددت مصر على تحمل إسرائيل مسؤولية عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة، عقب سيطرتها على الجانب الفلسطيني من معبر «رفح» البري، قبل أسبوعين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي «أونروا» تقول إن توزيع الطعام في رفح معلّق حالياً بسبب نقص الإمدادات وغياب الأمن (رويترز)

«أونروا»: توزيع الطعام في رفح معلّق حالياً بسبب نقص الإمدادات وغياب الأمن

قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الثلاثاء، إن توزيع الطعام في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة معلّق حالياً بسبب نقص الإمدادات.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي المفوض العام لوكالة «الأونروا» فيليب لازاريني خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (إ.ب.أ)

مفوّض «الأونروا»: إسرائيل اعتقلت وعذبت موظفينا للاعتراف بجرائم لم يقترفوها

أفاد المفوض العام لوكالة «الأونروا»، الأحد، بأن المساعدات تصل بـ«القطَّارة» إلى قطاع غزة، وأن موظفي الوكالة تعرضوا للاعتقال والتعذيب من جانب إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (عمّان)

مقتل 40 بقصف إسرائيلي لخيام النازحين في رفح

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على رفح (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على رفح (أ.ف.ب)
TT

مقتل 40 بقصف إسرائيلي لخيام النازحين في رفح

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على رفح (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على رفح (أ.ف.ب)

أفاد «تلفزيون فلسطين»، اليوم (الأحد)، بمقتل 40 شخصاً، بينهم أطفال، إضافة إلى سقوط عدد من الجرحى في قصف إسرائيلي على خيام النازحين قرب مقر الأمم المتحدة بشمال غربي رفح، وفق ما أوردته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأعلن «الهلال الأحمر الفلسطيني»، مساء اليوم، أن قصفاً إسرائيلياً أسفر عن مقتل وإصابة «عدد كبير» من الأشخاص في منطقة مصنفة آمنة قرب مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة. وقال «الهلال الأحمر» إن طواقمه «تنقل عدداً كبيراً من الشهداء والإصابات عقب استهداف الاحتلال لخيام النازحين قرب مقر الأمم المتحدة شمال غربي رفح». وأضاف أن «الموقع صنّفه الاحتلال الإسرائيلي منطقة إنسانية».

كانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت، في وقت سابق اليوم، ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 35 ألفاً و984، بينما زاد عدد المصابين إلى 80 ألفاً و643.

وأعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم، قصف تل أبيب برشقة صاروخية كبيرة.

وأفاد بيان مقتضب لـ«الكتائب» عبر «تلغرام»: «(كتائب القسام) تقصف تل أبيب برشقة صاروخية كبيرة رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين».

وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق صافرات الإنذار في المدينة، وإنه رصد إطلاق 8 صواريخ من منطقة رفح بجنوب قطاع غزة صوب إسرائيل، واعترضت دفاعاته الجوية بعضها. فيما قال تلفزيون «آي - 24 نيوز» إن الرشقة شملت 12 صاروخاً.


بن فرحان: الوضع الإنساني في غزة غير مقبول

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في اجتماع بروكسل يوم الأحد 26 مايو (د.ب.أ)
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في اجتماع بروكسل يوم الأحد 26 مايو (د.ب.أ)
TT

بن فرحان: الوضع الإنساني في غزة غير مقبول

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في اجتماع بروكسل يوم الأحد 26 مايو (د.ب.أ)
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في اجتماع بروكسل يوم الأحد 26 مايو (د.ب.أ)

وصف وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الوضع الإنساني في غزة بأنه «غير مقبول» محذراً من أنه يتدهور بسرعة. وأضاف بن فرحان، في مؤتمر صحافي مشترك في بروكسل عقده مع نظيره النرويجي إسبن بارث إيدي، ومفوض الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، أن هناك حاجة لوقف فوري للنار في غزة، مشيراً إلى «توافق متزايد في العالم حول وقف النار وإطلاق الرهائن».

واتهم وزير الخارجية السعودي، إسرائيل باتخاذ إجراءات إضافية تزيد من الوضع سوءاً في غزة وفي الضفة الغربية. وشدد على أن «السبيل الوحيد لضمان أمن الفلسطينيين وأمن إسرائيل هو حل الدولتين». ودعا الأمير بن فرحان إلى «بذل ما نستطيع لإبقاء هذا الحل حياً، والذي يتم تقوضيه يومياً».

ووصف خطوات النرويج وإسبانيا وآيرلندا وسلوفينيا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بـ«مهمة جداً، فهي ليست فقط خطوات رمزية، بل تبني مصداقية السلطة الفلسطينية»، وشجع دولاً أخرى على القيام بالمثل، داعياً كذلك إلى مساعدة الدولة الفلسطينية على أن تزدهر. وأضاف أن «الحوارات التي حصلت في بروكسل مشجعة».

بن فرحان مع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم (د.ب.أ)

استكمال الحوار مع اللجنة العربية

من جهته، أعلن بوريل استكمال الحوار مع اللجنة العربية في بروكسل لليوم الثاني، واصفاً حل الدولتين بأنه «ليس تنازلاً مؤلماً تقدمه إسرائيل، وليس تهديداً أمنياً لإسرائيل، بل هو الضمان الوحيد على المدى البعيد لأمن إسرائيل».

وكانت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن التطورات في قطاع غزة، قد عقدت اجتماعاً مع وزراء خارجية وممثلي الدول الأوروبية في بروكسل؛ لبحث الحاجة الملحّة لإنهاء الحرب في غزة، واتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ حل الدولتين.

وترأّس الاجتماع الأمير فيصل بن فرحان إلى جانب إيدي وبوريل. وحضر الاجتماع وزراء وممثلو كل من الجزائر والنمسا والبحرين وبلجيكا والدنمارك ومصر وألمانيا وإندونيسيا وآيرلندا والأردن ولاتفيا والبرتغال وقطر ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وإسبانيا وفلسطين والسويد وسويسرا وتركيا والإمارات وبريطانيا، إضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي.

«حماس» أبلغت الوسطاء بأنها لن تقبل أي هدنة لا تتضمن الإعلان عن وقف دائم لإطلاق النار في غزة (أ.ف.ب)

إقامة الدولة الفلسطينية

وأعرب الاجتماع عن دعمه للجهود الرامية للتوصل إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، وإنهاء الحرب في قطاع غزة وجميع الإجراءات والانتهاكات الأحادية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنها السيطرة على معبر رفح، ومعالجة الأزمة الإنسانية الكارثية. كما ناقش الاجتماع الخطوات الملموسة نحو إقامة الدولة الفلسطينية في سياق حل الدولتين، والانتقال إلى مسارٍ سياسي يدعم حلٍ مستدام للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.

وشدّد الاجتماع أيضاً على أهمية اعتراف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية لاعتماد نهجٍ شمولي نحو مسارٍ موثوق به لا رجعة فيه لتنفيذ حل الدولتين وفقاً للقانون الدولي والمعايير المتفق عليها، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، والمبادرات الأخرى ذات الصلة، بهدف تحقيق سلامٍ عادل ودائم يلبي حقوق الشعب الفلسطيني وأمن المنطقة، مما سيمهّد الطريق أمام علاقات طبيعية بين الدول في منطقةٍ يسودها الاستقرار والأمن والسلام والتعاون.


«ملتقى العشائر»... تجاهل متبادل مع دمشق وتشديد على «سوريا موحدة لا مركزية»

مظلوم عبدي القائد العام لقوات «قسد» يتوسط ممثلي العشائر في شمال شرق سوريا
مظلوم عبدي القائد العام لقوات «قسد» يتوسط ممثلي العشائر في شمال شرق سوريا
TT

«ملتقى العشائر»... تجاهل متبادل مع دمشق وتشديد على «سوريا موحدة لا مركزية»

مظلوم عبدي القائد العام لقوات «قسد» يتوسط ممثلي العشائر في شمال شرق سوريا
مظلوم عبدي القائد العام لقوات «قسد» يتوسط ممثلي العشائر في شمال شرق سوريا

في تجاهل متبادل، لم يصدر تعليقٌ من دمشق على «ملتقى الوحدة الوطنية للعشائر والمكونات السورية» الثاني، الذي نظمته الإدارة الذاتية في الحسكة شمال شرق سوريا تحت شعار «حوار، أمان، بناء، من أجل سوريا موحدة لا مركزية». وفي المقابل لم يتطرق البيان الختامي للعلاقة مع الحكومة في دمشق، التي يُشار لها ضمناً في سياق تأكيد الملتقى على «سوريا موحدة لا مركزية».

وأشار البيان إلى أن الملتقى انعقد في «ظل ظروف حساسة وبالغة الأهمية تعصفُ بالمنطقة وسوريا»، لافتاً إلى الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، داعياً جميع مكونات شمال وشرق سوريا إلى المشاركة الفعالة في الترشُح والانتخاب، واختيار الأكفأ والأجدر والأنسب «خدمةً للإدارة الذاتية ومكوناتها المجتمعية».

وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات في مناطق الإدارة الذاتية يوم 11 يونيو (حزيران) المقبل موعداً للانتخابات البلدية. وبلغ إجمالي عدد المرشحين في إقليم شمال وشرق سوريا 5336 مرشحاً في مقاطعات الإقليم كافة. وحسب المفوضية ضمت القوائم مرشحين مستقلين وممثلي أحزاب سياسية.

الشيخ حاجم البشير من شيوخ قبيلة البكارة في دير الزور في «ملتقى العشائر»

خلال «ملتقى العشائر»، برزت مطالبة الشيخ حاجم البشير من شيوخ قبيلة البكارة في دير الزور، بإلغاء عسكرة النساء باعتبارها أمراً غير مقبول لدى العشائر العربية، قائلاً: «الناموس خط أحمر» بمعنى القوانين والأعراف العشائرية وضرورة مراعاتها، لا سيما فيما يتعلق بقبول الجاهات التي يجب ألا ترد. كما طالب بإخراج جميع النساء السوريات المحتجزات في المخيمات (المخصصة لعائلات «داعش»)، وإصدار عفو عام يخرج بموجبه عدد كبير من المساجين، ودعم المكون العربي بـ«شراكة حقيقية» دون وصاية، كما طالب بدعم الزراعة بشقيها الزراعي الحيواني وتحديد أسعار جيدة.

من جانبه، أكد القائد العام لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مظلوم عبدي على أن «قوات سوريا الديمقراطية» تُعَدُّ «قـوةً أساسيةً في حمـاية الحدود والمحافظة على المؤسسات الوطنية».

وقال: «إن أي استقرار لسوريا لا يُمكن تحقيقه دون الاعتراف بمؤسسات شمال وشرق سوريا، سواء كانت عسكرية أو إدارية».

نساء وأقليات في ملتقي العشائر (الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا)

ودعا «ملتقى العشائر» الذي عُقد، السبت، بمشاركة نحو 5 آلاف شخصية من ممثلي العشائر والطوائف الدينية والأطياف السياسية السورية في دير الزور والحسكة، الدول العربية، على رأسها الجامعة العربية، إلى «لعب دورها في سياقات الحل السوري - السوري»، كما دعا الملتقى في بيانه الختامي، الاتحاد الأوروبي، والمؤسسات الدولية والأممية، لإعطاء الدور «للقوى الوطنية الحقيقية والفاعلة على الأرض من أبناء الطيف السوري»، وفق البيان الختامي الصادر عن الملتقى، الذي ألقاه في الختام شيخ قبيلة شمر، مانع دهام الهادي.

وأوضح البيان أن «الملتقى توافق على عدد من المخرجات الوطنية والداخلية، أهمها السلام والدعوة إلى حوار يهدف إلى بناء علاقات حسن جوار مع شعوب المنطقة ودولها، وتحريم قتل السوري للسوري، والتأكيد على الحوار والأمان والبناء، ونبذ الإرهاب ومحاربته، ورفض التمييز على أساس القومي والديني والجنسوي، الإيمان بالقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية المواطن». كما شدد على «سوريا دولة موحدة لا مركزية تتسع لجميع السوريين بكل مكوناتهم وأطيافهم ومشاربهم». وطالب بإصدار عفو يشمل من لم تتلطخ يده بالدم السوري، ومن ثبت تأهيله وإصلاحه ليعود ويندمج في إطار مجتمعه.

حصاد القمح في الحسكة (وكالة «سانا» الرسمية)

مطالب تطوير وتوفير الخدمات الحياتية اليومية، وفقاً للإمكانات المتوفرة والاحتياجات المطلوبة، حضرت في البيان، مع دعوة لزيادة الاهتمام بالقطاع الزراعي والثروة الحيوانية والقطاعات الأخرى المهمة.

منظر عام لمخيم للنازحين في شمال إدلب 25 سبتمبر 2022 (رويترز)

وطالب الحضور بإعادة النظر في موضوع النزوح الداخلي، سواء في المخيمات أو التجمعات المضيفة لمن لديهم الرغبة في العودة الطوعية إلى مكان سكنهم الأصلي. وأكد البيان على مكافحة المخدرات بكافة السبل والوسائل الممكنة لما له من مخاطر على مستقبل الشعب السوري.

ورأى البيان أن «الإرهاب الدولي كمنظومة فكرية وسياسية وعسكرية لم ينتهِ بعد» وأن إرث تنظيم «داعش» المتمثل في الخلايا النائمة «لا يزال يمثل خطراً جدياً وحقيقياً على المنطقة والعالم، وتُعرقل الجهود الرامية لإيجاد حلول للأزمة السورية». وأكد البيان على أن «الاحتلال يبقى عقبةً أساسيةً ورئيسيةً أمام أي محاولات ومشاريع الحل السوري ـ السوري، ويزيد في تأزم المُعضلة السورية»، دون أن يحدد أي احتلال هو المقصود. وطالب بإنهاء «الاحتلال بأي شكل من الأشكال، ومعالجة آثاره في العودة الآمنة والطوعية وبضمانات دولية وشرعنة حقوق الإنسان».

كما أكد البيان على أهمية الدور الذي تلعبه العشائر والمكونات السورية كقوة حقيقية وفاعلة وقادرة على تعزيز السلم الأهلي.

مقر مجلس «مسد» بمدينة الحسكة الواقعة أقصى في شمال شرقي سوريا

كما دعا الملتقى السوريين عموماً للجلوس إلى طاولة الحوار السوري - السوري و«عقدِ مُلتقى وطني جامع نضعُ فيه المصلحة السورية العُليا وقضايانا الوطنية فوق كل اعتبار». وقال إن هذا الدور «منوط بـ(مجلس سوريا الديمقراطية) (مسد) كإطار سياسي واجتماعي جامع يضم أحزاباً وكيانات اجتماعية وإثنية وشخصيات وازنة تستطيع أن تكون مظلة سورية وطنية جامعة»، حسب البيان.


مقتل 8 أشخاص جراء غارات إسرائيلية على جنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

مقتل 8 أشخاص جراء غارات إسرائيلية على جنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

ذكرت مصادر أمنية لبنانية، اليوم الأحد، أن ثمانية أشخاص، على الأقل، لقوا حتفهم، في ضربات إسرائيلية استهدفت قرى بجنوب لبنان، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وقالت المصادر إن شخصين قُتلا في عيتا الشعب، وثلاثة في حولا، واثنين في يارون، وسائق دراجة نارية استُهدفت على طريق رئيسية في الناقورة.

وقال «حزب الله»، اليوم، إن أربعة من مقاتليه لقوا حتفهم جرّاء الضربات الإسرائيلية، وإنه رد على الهجمات بإطلاق عشرات صواريخ كاتيوشا باتجاه وحدات الاحتياط، التابعة للجيش الإسرائيلي، على امتداد حدود إسرائيل الشمالية.

وهذا أشرس قتال بين إسرائيل و«حزب الله» منذ 2006، ويدور بالتوازي مع الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثمانية أشهر في غزة. وأدى القصف المتزايد، من الجانبين، إلى إثارة المخاوف من نشوب حرب أكبر بين الخصمين.

وأكد «حزب الله» مراراً أنه سوف يُوقف إطلاق النار عندما يتوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة، مشدداً، في الوقت نفسه، على استعداده لمواصلة القتال إذا استمرت إسرائيل في مهاجمة لبنان.


وزير خارجية الأردن: الوضع في الضفة الغربية على حافة الانفجار

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم في بروكسل (أ.ب)
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم في بروكسل (أ.ب)
TT

وزير خارجية الأردن: الوضع في الضفة الغربية على حافة الانفجار

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم في بروكسل (أ.ب)
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم في بروكسل (أ.ب)

حذر وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، اليوم (الأحد)، من أن الوضع في الضفة الغربية على حافة الانفجار، ولفت إلى خطورة الأوضاع الناتجة عن الحصار الاقتصادي الإسرائيلي للسلطة الفلسطينية.

وحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، جاء في بيان لوزارة الخارجية الأردنية أن الصفدي أوضح أن «عدم امتثال إسرائيل لالتزاماتها القانونية بدفع أموال المقاصة للسلطة الفلسطينية ينعكس بشكل سلبي جداً على قدرة السلطة على دفع الرواتب، وأن يكون لدى الفلسطينيين ما يحتاجونه من إمكانات للاعتناء بأسرهم».

وأضاف: «محاصرة الاقتصاد الفلسطيني، وعدم دفع مستحقات السلطة تجويع للفلسطينيين».

وشدد وزير الخارجية الأردني على ضرورة تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة «وإنهاء المعاناة والكارثة الفلسطينية في القطاع، ودخول المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لجميع أنحائه بدون عوائق».


قصف تل أبيب يعقد الجهود ولا يمنع التقدم نحو صفقة

متظاهرون في مدينة تل أبيب السبت بوسط البلاد يطالبون الحكومة الفلسطينية بإطلاق سراح المحتجزين لدى «حماس» (أ.ف.ب)
متظاهرون في مدينة تل أبيب السبت بوسط البلاد يطالبون الحكومة الفلسطينية بإطلاق سراح المحتجزين لدى «حماس» (أ.ف.ب)
TT

قصف تل أبيب يعقد الجهود ولا يمنع التقدم نحو صفقة

متظاهرون في مدينة تل أبيب السبت بوسط البلاد يطالبون الحكومة الفلسطينية بإطلاق سراح المحتجزين لدى «حماس» (أ.ف.ب)
متظاهرون في مدينة تل أبيب السبت بوسط البلاد يطالبون الحكومة الفلسطينية بإطلاق سراح المحتجزين لدى «حماس» (أ.ف.ب)

رغم تحديد موعد لبدء المفاوضات بين إسرائيل و«حماس»، عبر الوسطاء الأميركيين والمصريين والقطريين، الثلاثاء المقبل، فإن التقديرات المتشائمة تتفوق على التقديرات المتفائلة بشأن التوصل إلى صفقة تبادل.

ففي قيادة «حماس» ينفون العلم بشيء جديد يتيح العودة إلى المفاوضات، ويؤكدون أن استمرار الغارات على رفح والعمليات الحربية والاجتياح الذي وصل إلى 70 في المائة من أراضيها، إضافة لتصعيد العمليات في جباليا وغيرها من مناطق قطاع غزة، يدل على أن إسرائيل ليست جادة في العودة إلى المفاوضات.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجتمعاً بمجلس الحرب في تل أبيب أبريل الماضي (د.ب.أ)

وفي إسرائيل يعتبرون قصف تل أبيب من قبل «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، الأحد، برشقة صاروخية كبيرة من رفح «يؤكد ضرورة الاستمرار في العمليات الحربية أينما وجدت حاجة لها»، بحسب تصريحات عضو مجلس الحرب المؤيد للمفاوضات، بيني غانتس، ويوضح أن قيادة «حماس» أيضاً ليست معنية بالمفاوضات.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن صافرات الإنذار كانت تدوي بقوة في تل أبيب ومنطقة تل أبيب الكبرى وسط إسرائيل، لأول مرة منذ أربعة أشهر.

وأعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، الأحد، عبر حسابها على «تلغرام» أنها «قصفت تل أبيب برشقة صاروخية كبيرة رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين». فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن ثمانية صواريخ على الأقل أطلقت في اتجاه تل أبيب من مدينة رفح. وبحسب الجيش «اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية عدداً من الصواريخ».

وأكد مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية» في قطاع غزة، أنه شاهد إطلاق صواريخ من رفح. وهي المرة الأولى منذ أشهر تدوي صفارات الإنذار في المدينة الإسرائيلية الاقتصادية.

في الأثناء، تتفاقم أزمة النقص في الغذاء وفي الخدمات الطبية في غزة، وتحصد آلة الحرب الإسرائيلية مزيداً من الضحايا الفلسطينيين غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، ويسقط أيضاً الجنود الإسرائيليون في عمليات الفصائل ما بين قتيل وجريح، وحتى أسير، وفقاً لـ«كتائب القسام».

غير أن هذه النتائج لا تؤثر كثيراً على القادة من الطرفين، بل يتحدثان عنها كـ«جزء من الصمود في مواجهة العدو».

أقارب أحد الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم 7 أكتوبر خلال جنازته في تل أبيب الأحد (أ.ف.ب)

في إسرائيل يشككون في نيات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ويقولون إنه ومنذ عدة أسابيع يحرص على بث أنباء متفائلة حول التوجه إلى المفاوضات في نهاية كل أسبوع، ويعزون ذلك إلى أنه يحاول إجهاض زخم المظاهرات المندلعة ضده مساء كل سبت. لكنه بعد انتهاء المظاهرات يعود إلى التصعيد الحربي الذي يجهض المفاوضات.

ويبدو أن نتنياهو ما زال صامداً في سياسته الالتفافية، حيث يواجه «ضغوطاً ناعمة جداً» من الولايات المتحدة وضغوطاً شديدة من محكمتي لاهاي، (الجنايات) التي أصدرت أوامر اعتقال ضده وضد وزير دفاعه، يوآف غالانت، سواء بسواء مع قادة «حماس»، إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف، و(العدل الدولية) التي أمرت بـ«وقف العمليات الحربية في رفح فوراً» وكل العمليات الحربية التي تهدد بتكريس عمليات إبادة شعب في القطاع.

كما يواجه نتنياهو مطالب من قيادة الجيش وغالبية أعضاء مجلس الحرب، الذين يريدون تفضيل إطلاق سراح الأسرى بالمفاوضات، فيرسل رئيس طاقم المفاوضات إلى باريس ليتقدم في الصفقة، لكنه يواصل وقادة الجيش على الأرض عمليات حربية تجعل المفاوضات شيئاً ساخراً.

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يزور قوات جيشه في رفح الأحد (د.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي، الذي يتخذ موقفاً علنياً بتأييد تغليب صفقة التبادل، يواصل المعارك وفق مبدأ «نحارب كما لو أنه لا توجد مفاوضات، ونفاوض كما لو أنه لا توجد حرب». ويسعى لتحقيق مكاسب تكتيكية على الأرض، مع أن كل يوم يمر يثبت أن هذا التكتيك يضرب الاستراتيجية. فعلى سبيل المثال، تمكن الجيش الإسرائيلي خلال الأسبوع الفائت، من «تحرير» 5 جثث لأسرى لدى «حماس». لكنه في عمليات التحرير هذه قتل سبعة جنود وجرح تسعة.

ولم يحقق الجيش فرحة لعائلات الأسرى التي تطالب بإعادة المخطوفين «أحياء لا يسكنون في التوابيت. ويعلن أنه يواصل اجتياح رفح وبلغ نحو 70 في المائة منها، لكنه لم يتمكن من تحقيق أي هدف من أهداف الحرب». يقول الجيش إنه قتل 12 ألف مقاتل من «حماس» و«الجهاد» ودمر ثلثي الأنفاق، ويأتيهم الرد لا من «حماس» بل من الإدارة الأميركية، التي تقول إن حركة «حماس» خسرت ثلث قوتها، لكن 60 في المائة من الأنفاق التابعة لها ما زالت تعمل.

ثم الحرب الدائرة من تحت الحزام بين نتنياهو وقيادة الجيش، التي بلغت حد نشر فيديو يشجع الجنود على التمرد وتجاهل وزير الدفاع ورئيس الأركان، والسير وراء نتنياهو وحده، ويشارك نجل نتنياهو الفيديو مع متابعيه. لا يتردد بعض السياسيين على القول إن نتنياهو يشهد جيشه يتلظى في حرب استنزاف ويتركه ينزف، حتى يثبت نظريته القائلة إن «الجيش فاسد وفاشل، ولذلك فإنه يتحمل المسؤولية عن إخفاق 7 أكتوبر».

عناصر من حركة «حماس» (أرشيفية - رويترز)

في حركة «حماس» يقولون إنه لا حاجة إلى مفاوضات جديدة، فقد جلب الوسطاء مقترحاً، ووافقت هي عليه، وينبغي البدء بتنفيذه. وإذا كانت إسرائيل تنوي مواصلة العمليات «فإن رجال المقاومة مستعدون ويقاتلون. ويوقعون الخسائر بقوات الاحتلال». وهذا صحيح طبعاً. لكنه ليس كل الحقيقة، فإسرائيل تتخذ نهجاً منذ بداية الحرب، تقتل نحو 20 فلسطينياً مقابل كل إسرائيلي. فقد قتل حتى الآن نحو 36 ألف فلسطيني مقابل 1530 إسرائيلياً. ودمرت كل البنى التحتية والجامعات وغالبية المدارس والمستشفيات، ودمرت أكثر من ثلثي البيوت وألحقت إسرائيل أضراراً هائلة في غالبية المدن والمخيمات، وأحدثت أضراراً لا توصف بالمدنيين، نفسياً ومعنوياً وجسدياً. نحو 5500 فلسطيني، غالبيتهم من النساء، أصبحوا في نظر الطب في حالة جنون بالغ. وبعد هذا يقصفون تل أبيب بعشرة صواريخ... قصف يقوي موقف اليمين المتطرف الذي يتهم الجيش بالفشل ويطالبه بالاستمرار في الحرب «حتى تحقيق النصر». وفي الجيش يقولون إن القصف لم يوقع إصابات جدية (هناك إصابتان بجراح من الشظايا وبعض الأضرار في بيت واحد). لذا، بالإمكان الاستمرار في جهود التهدئة.


«هدنة غزة»: ما الجديد على طاولة الوسطاء؟

مقاتلان من «كتائب القسام» برفقة أسيرين خلال عملية تبادل الأسرى في نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
مقاتلان من «كتائب القسام» برفقة أسيرين خلال عملية تبادل الأسرى في نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: ما الجديد على طاولة الوسطاء؟

مقاتلان من «كتائب القسام» برفقة أسيرين خلال عملية تبادل الأسرى في نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
مقاتلان من «كتائب القسام» برفقة أسيرين خلال عملية تبادل الأسرى في نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)

تكثف أطراف إقليمية ودولية اتصالاتها الرامية لاستعادة مسار مفاوضات الهدنة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بقيادة الوسطاء؛ مصر وقطر والولايات المتحدة. وفي وقت تحدثت فيه أطراف دولية وإقليمية عن مقترحات جديدة على مائدة المفاوضات، عدّ خبراء سياسيون تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط» أن «المفاوضات ستبدأ من حيث انتهت إليه مشاورات الجولة الأخيرة في القاهرة، وأن الضغوط الداخلية والدولية على طرَفي الصراع قد تكون عامل الحسم في نجاح هذه الجولة».

وكشف مصدر مطلع في القاهرة على عملية المفاوضات أن «هناك اتصالات مصرية - إسرائيلية في الساعات الأخيرة بغرض التعرف على ردود حركة (حماس) النهائية على الورقة المصرية التي قدمتها القاهرة في جولة المفاوضات الأخيرة مطلع مايو (أيار) الحالي»، مضيفاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الجانب الإسرائيلي يستهدف التعرف على الردود (الخاصة بحركة حماس) النهائية بشأن مقترح تبادل الرهائن وتنفيذ هدنة وقف إطلاق النار».

وكانت حركة «حماس» وافقت في مطلع مايو الحالي على مقترح مصري للهدنة ينهي الحرب عبر 3 مراحل، لكن إسرائيل عارضت المقترح، وقالت إنه «بعيد عن مطالبها»؛ ما جمّد مسار التفاوض وقتها.

وأشار المصدر المطلع إلى أن «الاجتماعات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس أخيراً بين مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، ورئيس وزراء قطر، أكدت بناء مقاربة جديدة لاستئناف المفاوضات مرة أخرى بأفكار ومقترحات (لقاء باريس 2) الذي عُقد في فبراير (شباط) الماضي، ووضع إطاراً عاماً لعملية تبادل الأسرى ووقف العمليات القتالية في غزة».

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن موافقة الجانب الإسرائيلي على «استئناف المحادثات حول صفقة التبادل في الأسبوع المقبل»، عقب اجتماع رئيس الموساد، ورئيس وكالة المخابرات المركزية، ورئيس وزراء قطر في باريس (السبت).

ونقل موقع «والا» الإسرائيلي عن مسؤول أميركي أن «اجتماع باريس قرر فتح المفاوضات بناء على مقترحات جديدة بقيادة الوسطاء (مصر وقطر)، وبمشاركة نشطة من الولايات المتحدة، وأن استئناف الاتصالات سيتم على أساس المقترحات الجديدة التي تم طرحها في الاجتماع».

وقالت: «هيئة البث الإسرائيلية» (السبت) إن إسرائيل أعلنت رسمياً استئناف المفاوضات الرامية إلى التوصل لهدنة في قطاع غزة وتبادل المحتجزين مع «حماس»، وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن وفدَي الطرفين سيتوجهان للعاصمة القطرية، الدوحة خلال أيام.

في المقابل، قال القيادي في حركة «حماس» عزت الرشق، (الأحد) إن «الحركة لم يصل إليها شيء من الوسطاء حول ما يتم تداوله بخصوص مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة» مشيراً في تصريحات لـ«وكالة أنباء العالم العربي» إلى أن «المطلوب بشكل واضح هو وقف العدوان بشكل دائم وكامل في كل قطاع غزة وليس في رفح وحدها».

في غضون ذلك، أشار مصدر رفيع المستوى لقناة «القاهرة الإخبارية» إلى أن «مصر تواصل جهودها لإعادة تنشيط مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، كما تُجري اتصالات مكثفة لاستعادة الهدوء بالقطاع، بالتزامن مع إنفاذ الوقود والمستلزمات الطبية لمستشفيات القطاع».

وحول طبيعة «الرؤى والمقترحات الجديدة» التي أشارت لها مخرجات اجتماعات باريس هذا الأسبوع، عدّ المحلل السياسي الأميركي الدكتور ماك شرقاوي أن «جولة المفاوضات المرتقبة ستختلف عن سابقاتها، ذلك أنها ستبدأ من حيث انتهت الجولات السابقة، وبالتالي ستناقش النقاط الخلافية في آخر جولة تفاوض».

وعدّ شرقاوي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «جولة التفاوض الجديدة ستختلف وتيرتها عن الجولات السابقة»، وتوقّع «نجاح الجولة المرتقبة لكثرة الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية، من مظاهرات داخلية ودعوات تشكيل لجنة تحقيق في أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، التي قد تدين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو».

وأشار إلى ضغوط إقليمية ودولية قد تدفع نحو إنجاح تلك المفاوضات مثل «تهديد مصر بالانسحاب بوصفها وسيطاً في المفاوضات؛ اعتراضاً على العملية العسكرية في رفح، إلى جانب الضغوط الدولية بالاعتراف؛ مثل اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطينية مستقلة».

رؤى جديدة

بينما قلل الخبير في الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام»، الدكتور سعيد عكاشة، من فرص نجاح جولة التفاوض المقبلة، مشيراً إلى أن «المعضلة الأساسية في المفاوضات أن إسرائيل لن توافق على وقف دائم لإطلاق النار، ولا تريد الانسحاب الكامل من قطاع غزة بناء على طلب حركة حماس».

وأوضح عكاشة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «المفاوضات الجديدة ستُجرى نتيجة ضغوط على طرَفي الصراع؛ بسبب الضغط العسكري على حركة (حماس) في غزة، والضغوط الدولية على إسرائيل والولايات المتحدة؛ بسبب الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين»، عادّاً أن هذه الجولة «قد تكون فرصة لالتقاط الأنفاس من جانب (حماس)، وتقليل الصدام مع إسرائيل من المجتمع الدولي ما لم يتم التوصل لرؤى وضمانات مقبولة من الطرفين في التفاوض».

وتوقّع الخبير بـ«مركز الأهرام» «طرح رؤى مرنة من الجانبين خلال المفاوضات كأن تتم الموافقة على وقف إطلاق النار دون تحديده بشكل دائم، إلى جانب مناقشة دفعات الإفراج عن الرهائن والأسرى وأعدادهم، ثم شكل وصورة تخفيف وجود القوات الإسرائيلية في قطاع غزة دون انسحاب كامل».

غير أن أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة طارق فهمي، أشار إلى أن «الرؤى والمقترحات المطروحة تتعلق بإجراءات لبناء الثقة بين الأطراف المختلفة، وأفكار مثل دمج بعض مراحل الهدنة الثلاث، التي كانت مطروحة في الورقة المصرية، في جولة التفاوض الأخيرة».

وأشار فهمي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «من المقترحات المطروحة لبناء الثقة؛ انسحاب الجانب الإسرائيلي من معبر رفح من الجانب الفلسطيني ومن ممر صلاح الدين، بما يعطي إشارات إيجابية للجانب المصري، وبهدف دفع القاهرة لاستئناف دور الوساطة» مضيفاً أن «من المقترحات المقدمة إسناد إدارة معبر رفح من الجانب الفلسطيني لممثلين من الأمم المتحدة وممثلين من السلطة الفلسطينية، أو لمجموعة أوروبية كما حدث في اتفاقية المعابر عام 2005».


إسرائيل تسرّع الضم الصامت للأراضي الفلسطينية

مستوطنون يحتلون بؤرة استيطانية قرب مستوطنة كريات بمدينة الخليل بالضفة يوليو 2022 (إ.ب.أ)
مستوطنون يحتلون بؤرة استيطانية قرب مستوطنة كريات بمدينة الخليل بالضفة يوليو 2022 (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تسرّع الضم الصامت للأراضي الفلسطينية

مستوطنون يحتلون بؤرة استيطانية قرب مستوطنة كريات بمدينة الخليل بالضفة يوليو 2022 (إ.ب.أ)
مستوطنون يحتلون بؤرة استيطانية قرب مستوطنة كريات بمدينة الخليل بالضفة يوليو 2022 (إ.ب.أ)

أخطرت السلطات الإسرائيلية، الأحد، بهدم محال تجارية على الطريق الرابط بين حاجزي جبع وقلنديا العسكريين شمال القدس المحتلة، وجسر قديم عريق يربط بين بلدتي جبع والرام، وذلك بغرض تسهيل حركة المستوطنين في المنطقة، وهو ما عدَّه مراقبون بمثابة تسريع لـ«الضم الصامت» لأراضي الضفة.

وأفاد المواطنون والتجار المشتكون بأن «قوات الاحتلال سلمت إخطارات بالهدم لأصحاب عدد من المحال التجارية والمنشآت الواقعة على الشارع المستهدف». وأكد مهندسون اطلعوا على الخرائط أن الهدم سيشمل جسر جبع التاريخي الذي يقع فوق الشارع المستهدف والذي يربط بلدة جبع ببلدة الرام، وذلك بهدف توسيع الشارع الواقع بين الحاجزين لتسهيل مرور المستوطنين من القدس إلى المستوطنات المقامة في الضفة الغربية، بعد أن انتهى الاحتلال من إنشاء نفق للسيارات أسفل حاجز قلنديا ليصبح «طريقاً استيطانياً رئيسياً» يربط القدس بالضفة الغربية لاستخدام المستوطنين، بينما يبقى الحاجز مقاماً لإعاقة مرور المقدسيين.

صورة من قرية فلسطينية تظهر مستوطنة دوليف المقامة على أراضي الضفة الغربية (أ.ف.ب)

لا جدوى من الاعتراض

وأوضح المهندسون أن إخطارات الهدم تُمنح أسبوعين لأصحابها من أجل الاعتراض على عمليات الهدم، مشيرين إلى أن الاعتراضات عادة ما تكون من دون جدوى ومكلفة مادياً بشكل كبير على المواطنين. وأعلن مستشار محافظ القدس في السلطة الفلسطينية، معروف الرفاعي، أن «الاحتلال يزعم أنه لا يوجد ترخيص رغم أن المحال تتبع لبلدية الرام، وتوجد فيها رخص بناء فلسطينية، وتقع في المنطقة المصنفة «ب» وهي محلات قديمة مبنية من عشرات السنين».

وأوضح الرفاعي أن تسارع عمليات الهدم في القدس داخل الجدار وخارجه دليل على أن إسرائيل تريد توسيع الشوارع لتسهيل حركة المستوطنين، مبيناً أن الشارع المزمع إنشاؤه سيربط شارع «60» ومستوطنات الضفة بالقدس «لتسهيل مرور المستوطنين، وفتح شوارع استيطانية جديدة؛ ما سيضيق الخناق على المواطنين الفلسطينيين، ويهدد بنهب مزيد من أراضيهم، وتضييق الخناق على حياتهم».

وكانت السلطات الإسرائيلية قد اتبعت هذا الأسلوب في مناطق أخرى في الضفة الغربية، واستولت فعلاً على الأرض، ولكي تمنع الاحتجاجات الشعبية ضد هذه الممارسات تقوم بحملات اعتقال دائمة، تشمل كل من يتفوه بكلمات احتجاج أو اعتراض.

اشتباكات سابقة بين متظاهرين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي تقوم بمداهمة في جنين بالضفة (أ.ف.ب)

حملة مداهمات

وفي ليلة السبت - الأحد، نُفذت حملة مداهمات وتفتيش في نحو 10 بلدات، في مقدمتها جنين، المدينة والمخيم، وكذلك في نابلس وبعض قراها، جرى خلالها اعتقال 20 فلسطينياً على الأقل. وبذلك ترتفع حصيلة الاعتقالات منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إلى أكثر من 8875 معتقلاً، وهذه الحصيلة تشمل مَن جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطُروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتُجزوا رهائن، وأفرجت إسرائيل عن نحو 4500 منهم في وقت لاحق، ليبقى في سجونها عدد مماثل تقريباً.

وفي تقرير جديد للحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال في منظمة التحرير الفلسطينية، جاء أن «الاحتلال يلجأ لاستخدام ذريعة «المحميات الطبيعية» للاستيلاء على الأرض، بوصفه وسيلة لتضليل المجتمع الدولي، والترويج لفكرة حماية الطبيعة، إلا أن هدفه الحقيقي تمرير مخططاته الاستيطانية في المنطقة التي تتمحور في الأساس حول مشروع الضم».

وأضاف التقرير أن الاحتلال ينفذ سياسة منهجية لتحقيق هذا الغرض. فإلى جانب الأرض، يجري التضييق على الأهالي والمزارعين والسيطرة على مصادر المياه، وحرمانهم من استغلال أراضيهم وزراعتها، كذلك الاستيلاء على الماشية والمعدات الزراعية وكل ما يساعد أهالي المنطقة على الاستمرار في العيش هناك، إلى جانب حرمانهم من الخدمات الأساسية كالكهرباء والطرق والبنية التحتية».

صورة تبيّن آثار اقتلاع مستوطنين أغراس الزيتون في قرية الخضر (منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان)

«المحميات الطبيعية»

ووفق معطيات «مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان» في الأراضي المحتلة «بتسيلم»، تستولي إسرائيل على نحو 20 في المائة من أراضي الأغوار وشمال البحر الميت، تحت مسمى «المحميات الطبيعية»، إضافة إلى مساحات أخرى تحت مسميات أراضي دولة ومناطق عسكرية، ومناطق إطلاق النار. وخلال الشهور الثلاثة الأخيرة، أصدرت سلطات الاحتلال أوامر عسكرية عدة للاستيلاء على آلاف الدونمات من أراضي الضفة الغربية، وتحديداً مناطق الأغوار ومحيط البحر الميت، تحت ذريعة إقامة «محميات طبيعية» جديدة، أو توسيع حدود «محميات» مستولى عليها سابقاً.


إسرائيل تلاحق الدراجات النارية على الحدود بجنوب لبنان

النيران تندلع من دراجة نارية استهدفتها غارة إسرائيلية في بلدة حولا بجنوب لبنان (ناشطون ميدانيون)
النيران تندلع من دراجة نارية استهدفتها غارة إسرائيلية في بلدة حولا بجنوب لبنان (ناشطون ميدانيون)
TT

إسرائيل تلاحق الدراجات النارية على الحدود بجنوب لبنان

النيران تندلع من دراجة نارية استهدفتها غارة إسرائيلية في بلدة حولا بجنوب لبنان (ناشطون ميدانيون)
النيران تندلع من دراجة نارية استهدفتها غارة إسرائيلية في بلدة حولا بجنوب لبنان (ناشطون ميدانيون)

انتقل الجيش الإسرائيلي في حربه ضد «حزب الله» في جنوب لبنان، إلى مرحلة استهداف الدراجات النارية في المنطقة الحدودية، دون التمييز بين المدنيين والمقاتلين، حسبما قالت مصادر ميدانية، إذ نفذت مُسيّراته، الأحد، ثلاثة استهدافات لدراجات نارية، أحدها انتحاري، وأسفر عن وقوع ستة قتلى؛ بينهم مدنيون، وإصابة آخرين.

ويعكس التحول الأخير تطويراً لاستراتيجية حظر التجول بالمنطقة الحدودية اللبنانية الجنوبية عبر القصف المكثف. فقد أدت الاستهدافات المتواصلة للسيارات إلى فرض منطقة حظر تجول بالنار على كامل منطقة الشريط الحدودي، كما أدى القصف الجوي العنيف والتدمير الممنهج للمنازل، إلى إفراغ المنطقة الحدودية، قبل أن تتوسع الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، هذا الأسبوع، لاستهداف الدراجات النارية التي تحاول التنقل في تلك المنطقة.

ويظن السكان أن التنقل بالدراجات النارية من شأنه أن يكشف وجوه راكبيها، مما يتيح للتقنيات الإسرائيلية التعرف على وجوههم، والتيقن بأنهم مدنيون، وفق ما قالت مصادر ميدانية، لافتة إلى أن ما قامت به إسرائيل، الأحد، «يثبت العكس؛ حيث لا شيء يمكن أن يحمي المدنيين، بدليل استهداف مدنيين اثنين يقومان بإطعام الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب التي بقيت في المنطقة».

وأفادت جمعية «الجنوبيون الخضر»، الأحد، بأن الغارة استهدفت شابين كانا يركبان دراجة نارية في بلدة عيتا الشعب الحدودية، وكانا يواظبان على إطعام القطط. وقالت إن الشاب رفيق حسن قاسم دأب على رعاية الحيوانات وإطعامها في بلدته عيتا الشعب التي تتعرض لاعتداءات إسرائيلية منذ ثمانية أشهر. ولفتت إلى أن الشاب «يعمل ميكانيكياً، وكان يتردد بشكل منتظم على قريته الصامدة حاملاً الطعام لعشرات القطط والكلاب».

وقاسم، قُتل في غارة نفّذتها مُسيّرة مفخخة استهدفت دراجته النارية التي كان يستقلها مع صديقه؛ وهو مدني آخر، مما أدى إلى مقتلهما. وغالباً ما يلاحق الجيش الإسرائيلي المركبات بالمُسيّرات التي تطلق الصواريخ الموجهة، ومن النادر استخدام المُسيّرات المفخخة التي افتتحت استخدامها، في الأسبوع الماضي، عندما قصفت حطام منزل في الناقورة كانت قد استهدفته بغارة جوية، مما أدى إلى تدميره.

وكانت الغارة على دراجة نارية في عيتا الشعب هي الثانية، يوم الأحد، بعد غارة أخرى استهدفت دراجة نارية في الناقورة، مما أدى إلى مقتل قائدها، وإصابة آخرين من المدنيين كانوا موجودين بمحيط المنطقة، بجروح. وقالت المصادر الميدانية إن المستهدف كان عنصراً في «حزب الله»، وقد نعاه «الحزب»، في وقت لاحق، في بيان، ووصف استهدافه بـ«الاغتيال».

وأعلن الجيش الإسرائيلي لاحقاً أنه «جرى التعرف على عنصر من (حزب الله) وهو يخرج من منشأة عسكرية في منطقة الناقورة، وجرى قضفه مباشرة والقضاء عليه».

حطام دراجة نارية استهدفت غارة إسرائيلية مقاتلاً من «حزب الله» كان يستقلها في الناقورة (الوكالة الوطنية)

في السياق نفسه، استهدفت مُسيّرة إسرائيلية بصواريخ موجهة دراجة نارية في وسط بلدة حولا، مما أدى إلى وقوع ثلاثة قتلى على الأقل، بين إصابات انتشلها الدفاع المدني، وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن بين المصابين مدنيين أيضاً.

وأفادت «الوكالة الوطنية» بأن بلدة عيترون تعرضت لقصف إسرائيلي، حيث سجل سقوط قذائف فوسفورية محرَّمة دولياً على أحيائها، مما تسبب باندلاع حرائق واسعة، كما شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة استهدفت بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، بصاروخين من نوع جو - أرض، كما استهدف الجيش الإسرائيلي بالقصف الفسفوري العنيف بلدة العديسة، وبلدة كفركلا، وأطراف بلدتي شيحين ومجدل زون، بالتزامن مع قصف على وادي حامول ووادي حسن بعدد من القذائف المدفعية.

الدخان يتصاعد من غارة إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان (أ.ف.ب)

«حزب الله»

في المقابل، أعلن «حزب الله» أنه ردّ على الاغتيال في بلدة ‏الناقورة وإصابة المدنيين، بهجوم ناري مكثف بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية استهدف موقع جل العلام، وانتشاراً لجنود إسرائيليين في محيطه، كما أعلن أنه رد، ردّاً على الاغتيال الذي قام به العدو الصهيوني في بلدة ‌‏الناقورة ‏وإصابة مدنيين، بقصف ‏مقر قيادة الكتيبة في ثكنة ليمان براجمة صاروخية.

وقال إنه رد على قصف عيتا الشعب باستهداف مبنى يستخدمه جنود إسرائيليون في مستعمرة أفيفيم، كما استهدفوا أيضاً ‏مباني ‏يستخدمها الجنود في مستعمرة مرغليوت بالأسلحة المناسبة، وحقّقوا ‏إصابات.

وأشار، في بيانات لاحقة، إلى استهداف المنظومات الفنية في موقع العباد بالأسلحة المناسبة، واستهداف موقع المالكية وانتشار جنود إسرائيليين في محيطه، فضلاً عن استهداف موقعي الرمثا وزبدين في مزارع شبعا بالصواريخ.

كان الجيش الإسرائيلي قد كثف، ليل السبت، قصفه المدفعي، مستهدفاً أطراف بلدات كفرحمام والناقورة في وادي حامول وراشيا الفخّار، وزبقين، واللبونة، وحرج مركبا، والأطراف الشرقية لبلدة الخيام. وتعرضت بلدة الخيام لأربع غارات عنيفة ليلاً، في أقل من 5 دقائق.

وعلى التوازي، أعلن المتحدث باسم ​الجيش الإسرائيلي​، ​أفيخاي أدرعي​، أن «الجيش هاجم، خلال ساعات الليلة الماضية، من خلال القصف الجوّي والمدفعي، أهدافاً لـ(​حزب الله​) في خمس مناطق ب​جنوب لبنان». وقال إن «طائرات حربيّة أغارت، ليلة الأحد، على بنية تحتيّة ومبان عسكريّة عدّة لـ(حزب الله) في منطقتَي الخيام وعيتا الشعب. كما قصف الجيش بالمدفعيّة مناطق في الخيام وحولا ومركبا وكفركلا في جنوب لبنان».


مزارعو لبنان أكبر الخاسرين من «تنظيم» الوجود السوري

اللاجئ السوري حسن جابر السلوم يبيع الخضراوات بقرية منيارة بمنطقة عكار شمال لبنان حيث تقول البلدية إن السوريين يشكلون نحو نصف سكان البلدة البالغ عددهم 8000 نسمة ويعيش معظمهم في خيام محاذية لحقول زراعية واسعة (أ.ف.ب)
اللاجئ السوري حسن جابر السلوم يبيع الخضراوات بقرية منيارة بمنطقة عكار شمال لبنان حيث تقول البلدية إن السوريين يشكلون نحو نصف سكان البلدة البالغ عددهم 8000 نسمة ويعيش معظمهم في خيام محاذية لحقول زراعية واسعة (أ.ف.ب)
TT

مزارعو لبنان أكبر الخاسرين من «تنظيم» الوجود السوري

اللاجئ السوري حسن جابر السلوم يبيع الخضراوات بقرية منيارة بمنطقة عكار شمال لبنان حيث تقول البلدية إن السوريين يشكلون نحو نصف سكان البلدة البالغ عددهم 8000 نسمة ويعيش معظمهم في خيام محاذية لحقول زراعية واسعة (أ.ف.ب)
اللاجئ السوري حسن جابر السلوم يبيع الخضراوات بقرية منيارة بمنطقة عكار شمال لبنان حيث تقول البلدية إن السوريين يشكلون نحو نصف سكان البلدة البالغ عددهم 8000 نسمة ويعيش معظمهم في خيام محاذية لحقول زراعية واسعة (أ.ف.ب)

تنعكس حملة تنظيم الوجود السوري في لبنان سلباً على القطاع الزراعي الذي يعتمد في جزء كبير منه، منذ عشرات السنوات، على اليد العاملة السورية.

وتأتي هذه الحملة التي تقوم بها الحكومة اللبنانية سعياً لإعادة أكبر عدد ممكن من اللاجئين السوريين إلى بلدهم، خصوصاً مع بدء الموسم الزراعي في لبنان؛ إذ يواجه المزارعون صعوبة في تأمين العدد الذي يحتاجونه من العمال لأسباب مرتبطة بشروط الإقامة والإجراءات المطلوبة لها.

وسبب هذا الإرباك هو فرض شروط الإقامة على جميع السوريين بعدما كان هذا الأمر مسهّلاً على العاملين في قطاعَي الزراعي والبناء، الذين يأتون إلى لبنان للعمل الموسمي، قبل بدء الأزمة السورية، عبر إجراءات بسيطة.

أما اليوم، وبعد سنوات من الفوضى التي طبعت هذا القطاع كما غيره من قطاعات كثيرة في لبنان، فقد بدأت القوى الأمنية تلاحق كل من لا يملك إقامة؛ بغض النظر عن القطاع الذي يعمل فيه، مما أدى، من جهة، إلى نقص في عدد عمال الزراعة؛ ومن جهة أخرى إلى استغلال «الشرعيين» منهم حاجة المزارعين لهم عبر رفع بدل الأجر. مع العلم بأنه في السنوات الأخيرة كان معظم العمال يقيمون في لبنان بناء على ما تعرف بـ«بطاقة الشؤون» الصادرة عن «مفوضية شؤون اللاجئين».

وفي حين تمنع السلطة اللبنانية على الأجانب العمل في قطاعات معينة، فهي تسمح لهم بالعمل في قطاعي الزراعة والبناء، فقد كان يقدر عدد العاملين في هذين القطاعين قبل الحرب في سوريا، بما بين 400 ألف و700 ألف وفق «الدولية للمعلومات»، ويرتفع الرقم وينخفض وفق مواسم الزراعة والبناء، قبل أن يزيد عددهم مع نزوح عائلات بأكملها خلال الحرب السورية.

من هنا، يطالب المزارعون بتنظيم العمالة السورية وفق حاجة لبنان لها من الناحية الاقتصادية، وليس بشكل عشوائي كما يحصل اليوم، علماً بأن دراسة أعدها «مركز عصام فارس» في الجامعة الأميركية في بيروت عام 2020 أظهرت أن القطاع الزراعي في لبنان قادر على استيعاب اللاجئين لأسباب عدة؛ منها الطابع غير المنظم للقطاع، والتاريخ الطويل لارتباط العمال السوريين بالزراعة في لبنان، واعتماد هذا القطاع على العمالة الرخيصة، وعدم وجود يد عاملة منافسة مع اللبنانيين، و«مشروعية» عمل السوريين في الزراعة.

ويقول رئيس «تجمّع المزارعين والفلاحين» في لبنان، إبراهيم ترشيشي لـ«الشرق الأوسط»: «العمال السوريون موجودون منذ عشرات السنين في القطاع الزراعي، وهو يعتمد عليهم بأكثر من 90 في المائة، لكن المشكلة تكمن في الفوضى التي رافقت الوجود السوري في لبنان في السنوات الأخيرة، لتعود الدولة اليوم وتقرّر تنظيمهم عبر قرارات عشوائية دون تمييز في ما بينهم». ويوضح: «لطالما كان السوريون يأتون إلى لبنان في فصل الصيف ضمن من يعرفون بـ(العمال الموسميين)، من دون الحاجة إلى إقامة ولا إجازة عمل، ويعودون في الشتاء إلى بلدهم. أما في السنوات الأخيرة، فقد اختلط الحابل بالنابل، وبات الجميع موجودين في لبنان تحت عنوان (اللاجئ)». من هنا يطالب ترشيشي بـ«العودة إلى النظام القديم الذي كان يحكم وجود عمال الزراعة في لبنان، لتسهيل أمور اللبنانيين والسوريين الذين يريدون العمل ضمن القانون، وذلك عبر إيجاد صيغة جديدة على غرار الصيغة السابقة؛ حيث كان يقوم من يعرف بـ(الشاويش)، أو صاحب الأرض، أو المزارع، بتقديم إثبات للأمن العام حول أسماء وعدد السوريين الذين يعملون معه وتاريخ دخولهم إلى لبنان ومدة إقامتهم، مع رقم الخيمة التي يقيمون فيها على الأرض التي يملكها».

محافظ شمال لبنان وشخصيات سياسية في الكورة شمال لبنان يشرفون على تفكيك مخيم بقرية دده (الوكالة الوطنية)

ويعدّ ترشيشي أن هذه الفوضى تنعكس سلباً على المزارعين والقطاع الزراعي في لبنان، مشدداً على أنه «لا قيمة لكل الإجراءات التي تقوم بها الدولة اليوم ما دامت أبواب التهريب مفتوحة عبر الحدود حيث تدخل أعداد كبيرة من السوريين عبر الطرق غير الشرعية مقابل مبالغ تتراوح بين 100 و300 دولار».

من جهته، يتحدث بطرس خاطر؛ مزارع لبناني في منطقة البقاع، عن مشكلة يواجهها المزارعون في هذه الفترة، وهي «عدم القدرة على تأمين العدد المطلوب من العمال السوريين للعمل في الحقول والبساتين الزراعية». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «مع الحملة التي تلاحق السوريين غير الشرعيين بدأنا نواجه مشكلة نقص في الأعداد المطلوبة؛ وإن توفّرت فتكون بأسعار مضاعفة عن العام الماضي». ويوضح: «المشكلة تكمن في عدم تسهيل إجراءات تشييد الخيام التي يقيم فيها العمال المزارعون في لبنان، والتي تسهّل عمل كل مشروع، فهذا الأمر يتطلب إجراءات بيروقراطية تنتهي دائماً بالرفض، ضمن التضييق الذي يمارس على وجود السوريين في لبنان، ويضطر حينها المزارع إلى الاستعانة بعمال سوريين من مناطق أخرى؛ وبالتالي دفع مبالغ أكبر»، مشيراً في الوقت عينه إلى «قرار جديد اتخذته بعض البلديات في البقاع، تمنع بموجبه على السوريين الانتقال من بلدة إلى بلدة للعمل».

أطفال سوريون لاجئون يساعدون في رعي الأغنام بمخيم في قرية منيارة بمنطقة عكار شمال لبنان (أ.ف.ب)

ومع الحملات التي تلاحق السوريين في بيروت وجبل لبنان، يلفت خاطر إلى انتقال عدد كبير من هؤلاء إلى البقاع، مؤكداً أنه «يمكن الاستعانة بهم في القطاع الزراعي الذي يحتاج إليهم، عبر تسهيل تشييد الخيام التي يعيش فيها نساء ورجال يعملون في الزراعة، لكن المشكلة تكمن في عدم تسهيل هذا الأمر، وفي عدم التمييز في الإجراءات»، قائلاً: «إذا أرادوا أن يطبقوا القانون فليلاحقوا المخالفين الذين ينافسون اليد العاملة اللبنانية في قطاعات أخرى، لكن في الزراعة نحن نعتمد على السوريين بنسبة كبيرة، وليست هناك يد عاملة بديلة عنهم، لذا؛ لا بدّ من إيجاد حل لهذه المشكلة في أسرع وقت ممكن».