وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش غزة بأنها أصبحت «مقبرة للأطفال»، مطلقاً النداء من أجل «وقف إنساني فوري» لإطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، داعياً إلى جمع 1.2 مليار دولار لمساعدة 2.7 مليون من الفلسطينيين في غزة، ونصف مليون فلسطيني في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
وقال غوتيريش للصحافيين في المقر الرئيسي للمنظمة الدولية في نيويورك، إن «الكابوس في غزة هو أكثر من مجرد أزمة إنسانية. إنها أزمة للإنسانية»، مضيفاً أن «الصراع المحتدم يهز العالم، ويهز المنطقة».
وأكد أن «لا أحد في أمان» بسبب العمليات البرية للقوات الإسرائيلية والقصف المتواصل الذي «يضرب المدنيين والمستشفيات ومخيمات اللاجئين والمساجد والكنائس ومرافق الأمم المتحدة - بما في ذلك الملاجئ».
وكرر أيضاً انتقاداته لـ«حماس» والمسلحين الآخرين الذين «يستخدمون المدنيين دروعاً بشرية، ويواصلون إطلاق الصواريخ بشكل عشوائي نحو إسرائيل»، مجدداً «إدانته المطلقة للأعمال الإرهابية البغيضة التي ارتكبتها (حماس) في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وداعياً إلى «الإطلاق الفوري وغير المشروط والآمن للرهائن المحتجزين في غزة».
وأشار غوتيريش إلى التقارير التي تحدثت عن أن «المئات من الفتيات والفتيان يُقتلون أو يُصابون كل يوم»، علماً أيضاً أنه «قُتل عدد من الصحافيين خلال فترة 4 أسابيع أكثر من أي نزاع آخر خلال 3 عقود على الأقل»، فضلاً على «مقتل أكبر عدد من موظفي الأمم المتحدة من أي فترة مماثلة في تاريخ منظمتنا». وأكد أن الكارثة التي تتكشف، تجعل الحاجة إلى وقف إطلاق النار الإنساني "أكثر إلحاحاً بمضي كل ساعة»، مشدداً على أن «أطراف النزاع - بل والمجتمع الدولي - يواجهون مسؤولية فورية وأساسية لوقف هذه المعاناة الجماعية اللاإنسانية، وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية لغزة بشكل كبير».
وأعلن كبير الموظفين الأمميين إطلاق الأمم المتحدة وشركائها «نداءً إنسانياً بقيمة 1.2 مليار دولار لمساعدة 2.7 مليون شخص هم مجموع سكان قطاع غزة، ونصف مليون فلسطيني في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية».
وأوضح أن «معبر رفح وحده لا يملك القدرة على التعامل مع شاحنات المساعدات بالحجم المطلوب»، مضيفاً أن «ما يزيد قليلاً على 400 شاحنة عبرت إلى غزة خلال الأسبوعين الماضيين، مقارنة بـ500 شاحنة يومياً قبل النزاع».
وحذر من أنه «من دون الوقود، سيموت الأطفال حديثو الولادة في الحاضنات والمرضى الذين يحتاجون إلى أجهزة دعم الحياة». كما أنه «لا يمكن ضخ المياه أو تنقيتها»، مكرراً المطالبة بـ«وقف إطلاق نار إنساني الآن». ودعا كل الأطراف إلى «احترام جميع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، الآن».
وعبر غوتيريش عن «قلق بالغ من تصاعد العنف واتساع نطاق الصراع»، مضيفاً أن «الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وصلت إلى نقطة الغليان».
وحض على «عدم نسيان أهمية معالجة مخاطر امتداد الصراع إلى المنطقة الأوسع»، مشيراً إلى «دوامة التصعيد» التي تشمل لبنان وسوريا بالإضافة إلى العراق واليمن.
كذلك عبّر عن «قلق بالغ إزاء تصاعد معاداة السامية والتعصب ضد المسلمين». وقال: «علينا أن نتحرك الآن لإيجاد طريقة للخروج من طريق المسدودة للدمار الوحشي والمروع والمؤلم»، داعياً إلى «المساعدة في تمهيد الطريق للسلام، وحل الدولتين حيث يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون في سلام وأمان».