إسرائيل تقصف أهدافاً في سوريا رداً على إطلاق صواريخ

أرشيفية لجنود إسرائيليين خلال تدريب بالقرب من مرتفعات الجولان المحتلة (أ.ف.ب)
أرشيفية لجنود إسرائيليين خلال تدريب بالقرب من مرتفعات الجولان المحتلة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تقصف أهدافاً في سوريا رداً على إطلاق صواريخ

أرشيفية لجنود إسرائيليين خلال تدريب بالقرب من مرتفعات الجولان المحتلة (أ.ف.ب)
أرشيفية لجنود إسرائيليين خلال تدريب بالقرب من مرتفعات الجولان المحتلة (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أنه قصف أهدافاً عدة في سوريا؛ رداً على إطلاق صواريخ، وسط ازدياد المخاوف من تحول الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة إلى صراع إقليمي أوسع. وقال الجيش الإسرائيلي، على موقع «إكس»: «قبل وقت قصير، هاجمت طائرة مقاتلة، تابعة للجيش الإسرائيلي، منصات انطلقت منها عمليات الإطلاق (الصاروخية)، الليلة الماضية، من الأراضي السورية باتجاه الأراضي الإسرائيلية»، وفقاً لما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضاف أن الطائرة الإسرائيلية «قصفت منشأة عسكرية في الأراضي السورية». ولم يقدم الجيش مزيداً من التفاصيل. لكن وفق هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية «كان نيوز»، استهدفت الغارات مواقع في منطقة درعا بجنوب سوريا مرتبطة بحلفاء لإيران.

من جانبه، قال مصدر عسكري، وفق بيان عن وزارة الدفاع السورية نقله الإعلام الرسمي: «نحو الساعة 1.35 من فجر اليوم (22:35 بتوقيت غرينتش)، نفّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتلّ، مستهدفاً موقعين لقواتنا المسلَّحة في ريف درعا، ما أدى لوقوع بعض الخسائر المادية». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الضربات الجوية استهدفت مواقع عسكرية، منها «موقع كتيبة مدفعية قرب مدينة نوى بريف درعا».

وتزداد المخاوف بشأن التداعيات الإقليمية الناجمة عن الحرب التي تشنّها إسرائيل على «حماس» في غزة. ووقعت سلسلة هجمات على القوات الأميركية في العراق وسوريا، بالإضافة إلى ازدياد تبادل القصف بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية، منذ بدء الصراع في غزة. وشهدت الحدود بين إسرائيل ولبنان، أمس الأحد، تصاعداً في حدة التوتر والقصف المتبادل المتواصل منذ بدء الحرب بين إسرائيل و«حماس».

وأعلن «حزب الله»، الأحد، أن مقاتليه قاموا «باستهداف مسيّرة إسرائيلية في منطقة شرق الخيام (بجنوب لبنان) بصاروخ أرض جو، وأصابوها إصابة مباشرة، وشُوهدت بالعين المجردة وهي تسقط داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة». وهي أول مرة منذ بدء التوتر الحدودي الراهن، يعلن «حزب الله» استخدام صاروخ أرض جو، بعدما كان يكتفي بالإعلان عن قصف مواقع إسرائيلية بصواريخ موجّهة أو «الأسلحة المناسبة». وأكد الجيش الإسرائيلي، من جهته، تسجيل إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة وهار دوف، والردّ عليها.


مقالات ذات صلة

تدهور أمني جنوب لبنان على إيقاع تعثّر مفاوضات غزة

المشرق العربي امرأة تنتحب على نعش سيدة لبنانية قُتلت و3 آخرون من أفراد أسرتها بغارة إسرائيلية يوم الأحد جنوب لبنان (أ.ف.ب)

تدهور أمني جنوب لبنان على إيقاع تعثّر مفاوضات غزة

تدهور الوضع الأمني جنوب لبنان، الاثنين، إلى مستويات كبيرة، للمرة الأولى منذ أسبوعين، على إيقاع التصعيد في غزة.

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي قوات الأمن السورية تتجمع بالقرب من أنقاض مبنى دمرته غارات جوية إسرائيلية في حمص (أرشيفية - أ.ب)

انفجار عنيف في ريف درعا الشرقي

دوي انفجار عنيف سُمع في ريف درعا الشرقي، وفقاً لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مقتل ضابط سوري وإصابة آخر في هجوم قرب الجولان

مقتل ضابط سوري وإصابة آخر في هجوم قرب الجولان

قُتل ضابط سوري وأصيب آخر في هجوم نفذه مجهولون على حاجز لقوات النظام السوري قرب الجولان المحتل ليل الاثنين - الثلاثاء

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في أحد المواقع على الحدود الإسرائيلية السورية في منطقة الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل 2 أبريل 2024 (رويترز)

المرصد السوري: القوات الروسية تقيم نقطتي مراقبة جديدتين قرب الجولان

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (الخميس) بأن القوات الروسية أقامت نقطتي مراقبة جديدتين على الحدود مع الجولان حيث توجد القوات الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مناصرون لـ«حركة أمل» يشيعون في بلدة كفركلا بجنوب لبنان مقاتلاً قضى باستهداف إسرائيلي لمنزل في مرجعيون (إعلام أمل)

إسرائيل و«حزب الله» يتبادلان قصف بعلبك - الجولان

ثبّت «حزب الله» والجيش الإسرائيلي قواعد الاشتباك الجديدة؛ بتبادل للقصف طال الجولان السوري المحتل، ومحيط مدينة بعلبك في شرق لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

جباليا... إسرائيل تضغط على «حماس» وتبحث عن محتجزين

فلسطينيون ينزحون من جباليا الثلاثاء (أ.ف.ب)
فلسطينيون ينزحون من جباليا الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

جباليا... إسرائيل تضغط على «حماس» وتبحث عن محتجزين

فلسطينيون ينزحون من جباليا الثلاثاء (أ.ف.ب)
فلسطينيون ينزحون من جباليا الثلاثاء (أ.ف.ب)

على وقع معارك ضارية، تقدمت الدبابات الإسرائيلية، أمس، في عمق مدينة رفح بجنوب قطاع غزة وعلى مشارف مخيم جباليا شماله، في تصعيد للهجوم المستمر منذ سبعة شهور.

وإذا كان هجوم رفح متوقعاً منذ فترة، فإن عودة العمليات إلى مخيم جباليا شكلت مفاجأة، إذ إن إسرائيل كانت تزعم أنها هزمت حركة «حماس» في شمال القطاع منذ نهايات العام الماضي. ورصدت «الشرق الأوسط» أن القوات الإسرائيلية تعتمد تكتيكاً جديداً لاقتحام جباليا، إذ تحاول التقدم عبر المنطقة الحدودية الشرقية، التي تعد في أجزاء كبيرة منها فارغة من السكان. وواضح أن إسرائيل تريد الضغط أكثر على «حماس» لإجبارها على تقديم تنازلات في مفاوضات صفقة التبادل، وذلك عبر استهداف معقلها الرئيسي في شمال القطاع.

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن إسرائيل بعد فشلها في الوصول لأسراها في خان يونس وفي وسط القطاع، ومناطق متفرقة من شماله، تأمل الآن أن تجدهم في المخيم. ومعلوم أنها وجدت سابقاً جثث أسرى قتلوا ودفنوا في مقبرة «الفالوجا» غرب المخيم.

وبموازاة ذلك، تقدمت الدبابات الإسرائيلية من جهة معبر رفح في الشرق، متجاوزة شارع صلاح الدين إلى مناطق في غرب ووسط رفح، حيث يتكدس أكثر من مليون فلسطيني هناك، تحت نيران قصف جوي ومدفعي.

إلى ذلك، اعترض البيت الأبيض بشدة على مشروع قانون يقوده الجمهوريون يسعى إلى إجبار الرئيس جو بايدن على إلغاء تعليق شحنة من القنابل عالية القدرة إلى إسرائيل.


نازحون سوريون يعودون من لبنان... إلى الخيام

لاجئون  يتحضرون لمغادرة منطقة عرسال باتجاه سوريا (إ.ب.أ)
لاجئون يتحضرون لمغادرة منطقة عرسال باتجاه سوريا (إ.ب.أ)
TT

نازحون سوريون يعودون من لبنان... إلى الخيام

لاجئون  يتحضرون لمغادرة منطقة عرسال باتجاه سوريا (إ.ب.أ)
لاجئون يتحضرون لمغادرة منطقة عرسال باتجاه سوريا (إ.ب.أ)

عاد 330 سوريّاً من لبنان إلى بلدهم ضمن عمليات العودة الطوعية التي كانت قد بدأت عام 2017، وتوقفت لنحو 7 أشهر، وكان آخرها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وباشرت المديرية العامة للأمن العام في لبنان، صباح أمس (الثلاثاء)، تنظيم العودة لسوريين سجلوا أسماءهم لدى مراكز الأمن العام، ووافق الأمن السوري على عودتهم، فيما لا يزال آخرون ينتظرون الموافقة على طلب مغادرتهم، إذ تواجه بعض العائلات مشكلة مرتبطة برفض مغادرة أحد أفرادها، مما يؤدي إلى تراجع العائلة بأكملها عن قرار المغادرة، وفق ما قال أحد اللاجئين لـ«الشرق الأوسط»، مؤكداً أن عدد هؤلاء ليس قليلاً.

وانطلقت رحلة عودة اللاجئين من وادي حميد في عرسال الساعة السابعة صباحاً في اتجاه معبر الزمراني على الحدود اللبنانية - السورية نحو قراهم مصطحبين معهم آلياتهم المدنية وجراراتهم الزراعية ومواشيهم في سيارات وشاحنات مستأجرة من عرسال. ويقول أحد النازحين من بلدة الجراجير إلى القلمون الغربي، وهو يغادر لبنان مع أفراد عائلته العشرة: «سنعيش في خيمة في أرضنا على مقربة من بيتنا الذي تضرّر، بانتظار الانتهاء من ترميمه والانتقال للسكن فيه». ويشكو نازح آخر من الأوضاع المادية الصعبة في لبنان، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «بعد 12 عاماً من اللجوء في لبنان، أغادر اليوم ولا أملك في جيبي مائة دولار أميركي... سأعمل في بلدي وأعيش هناك».


الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل مدني جراء إطلاق صاروخ من لبنان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل مدني جراء إطلاق صاروخ من لبنان (أ.ب)
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل مدني جراء إطلاق صاروخ من لبنان (أ.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل مدني جراء إطلاق صاروخ من لبنان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل مدني جراء إطلاق صاروخ من لبنان (أ.ب)
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل مدني جراء إطلاق صاروخ من لبنان (أ.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل مدني وإصابة خمسة جنود جراء صواريخ أُطلقت اليوم (الثلاثاء) من لبنان على الجانب الإسرائيلي من الحدود.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري في إحاطة متلفزة: «على الحدود الشمالية، قُتل مدني اليوم جراء صاروخ مضاد للدبابات أصاب أداميت» الكيبوتس الواقع عند الحدود مع لبنان.

وأشار هاغاري إلى أن القوات الإسرائيلية «هاجمت خلال النهار عشرات الأهداف لـ(حزب الله) في جنوب لبنان».

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه تم رصد «إطلاق صواريخ عدة مضادة للدبابات من لبنان»، وإن جندياً أصيب بجروح متوسطة، في حين أن إصابات أربعة آخرين طفيفة.

منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، يتبادل «حزب الله» وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل يومي.


مستوطنون يقتحمون الأقصى ملوحين بالأعلام الإسرائيلية

عشرات المستوطنين رفعوا أعلاماً إسرائيلية وهتافات استفزازية أثناء اقتحامهم المسجد الأقصى في يناير الماضي (صورة نشرتها «الأناضول»)
عشرات المستوطنين رفعوا أعلاماً إسرائيلية وهتافات استفزازية أثناء اقتحامهم المسجد الأقصى في يناير الماضي (صورة نشرتها «الأناضول»)
TT

مستوطنون يقتحمون الأقصى ملوحين بالأعلام الإسرائيلية

عشرات المستوطنين رفعوا أعلاماً إسرائيلية وهتافات استفزازية أثناء اقتحامهم المسجد الأقصى في يناير الماضي (صورة نشرتها «الأناضول»)
عشرات المستوطنين رفعوا أعلاماً إسرائيلية وهتافات استفزازية أثناء اقتحامهم المسجد الأقصى في يناير الماضي (صورة نشرتها «الأناضول»)

اقتحم مستوطنون متطرفون المسجد الأقصى، الثلاثاء، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية، وأدوا الصلوات الجماعية العلنية داخله بحراسة قوات الاحتلال، في ذكرى ما يسمى «يوم الاستقلال».

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن 423 مستوطناً اقتحموا الأقصى خلال فترة الاقتحامات الصباحية.

وقام مستوطنون برفع العلم الإسرائيلي والتوشح به خلال اقتحام الأقصى، استجابة لدعوات جماعات «الهيكل» المتطرفة لرفع 500 علم إسرائيلي في الأقصى، وسمح لهم بالوصول إلى الأقصى، فيما منع المئات من المصلين من الدخول إليه، وأجبر المعظم من كبار السن والداخل الفلسطيني على الانتظار لساعات على أبواب الأقصى والبلدة القديمة.

مرور المصلين إلى المسجد الأقصى عبر نقطة تفتيش قرب باب الأسباط في القدس مارس الماضي (أ.ف.ب)

كانت الشرطة الإسرائيلية فرضت حصاراً على أبواب البلدة القديمة، وانتشرت على كافة الأبواب، ومنعت الدخول باتجاهها، فيما حاولت إخلاء منطقة باب العامود عدة مرات، وطالبت عبر مكبرات بمغادرة المنطقة.

كما اعتدت القوات على عدد من الشبان والفتية بالدفع والضرب والتفتيش.

وتجمع عشرات المصلين أمام باب الأسباط بعد أن أغلقه الاحتلال ومنعهم من الدخول إلى المسجد الأقصى، حيث اضطروا إلى أداء الصلاة خارج المسجد.

أرشيفية لاقتحام المستوطنين للأقصى (أ.ف.ب)

مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس أدان اقتحام المستعمرين للمسجد الأقصى المبارك، مؤكداً أنه يتابع حجم الحشد والتحريض الإعلامي الذي مارسته مجموعات المتطرفين بحق الأقصى، عبر دعواتها وتهديداتها باستهدافه باقتحامات واسعة.

ودعا المجلس دول العالم العربي والإسلامي إلى تحمل مسؤوليتها تجاه المسجد الأقصى، والضغط على حكومة الاحتلال لوقف انتهاكاتها.

كما عدّت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين إقدام مجموعات من المستعمرين المتطرفين، بحماية قوات الاحتلال، على رفع أعلام الاحتلال في باحات المسجد الأقصى المبارك، سابقة خطيرة، ومحاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني والسياسي لمدينة القدس المحتلة، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

يهود متشددون قرب إحدى بوابات مجمع المسجد الأقصى بالقدس 25 أبريل (أ.ب)

وأكدت اللجنة، في بيان، أن تلك الانتهاكات المتكررة تمثل محاولةً جديدةً لخلق واقع جديد في المسجد الأقصى، وعدواناً على المكانة الدينية العظيمة له، واعتداءً على سيادة شعبنا عليه، وتحدياً للأمتين العربية والإسلامية، وخرقاً صارخاً للقانون الدولي، وانتهاكاً للأعراف والاتفاقيات التي تحمي المقدسات والأماكن الدينية.

وشددت اللجنة على أنه لا سيادة على مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى وباقي المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها إلا للشعب الفلسطيني، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، واستناداً إلى الحق التاريخي والقانوني والديني الذي تسعى حكومة المستعمرين بزعامة الثلاثي العنصري بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء) وإيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي) وبتسلئيل سموتريتش (وزير المالية)، إلى المساس به ومصادرته.

وناشدت اللجنة المؤسسات الدولية ذات الصلة، وكنائس العالم أجمع، اتخاذ مواقف جادة تجاه ما يقترفه هؤلاء المستعمرون المتطرفون، وحكومتهم، بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتوفير الحماية لها باعتبارها أماكن عبادة محمية من وجهة نظر القانون الدولي، حفاظاً على حرمتها وقدسيتها، ورفضاً لمحاولات تغيير وضعها القانوني والتاريخي القائم.

وأكدت اللجنة أن كل تلك الجرائم والانتهاكات بحق المقدسات تترافق مع استمرار حرب الإبادة الجماعية والتهجير والتجويع لأهلنا بقطاع غزة، وتصاعد إرهاب قوات الاحتلال والمستعمرين في مدن الضفة الغربية المحتلة وقراها ومخيماتها.

يذكر أن نحو 7500 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى بحماية مشددة من شرطة الاحتلال خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي.


اليونيسيف: سنواجه مأساة كبرى إذا لم تُفتح المعابر

أشخاص يتجمعون بساحة مدرسة تابعة لـ«الأونروا» في جباليا بقطاع غزة في 14 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أشخاص يتجمعون بساحة مدرسة تابعة لـ«الأونروا» في جباليا بقطاع غزة في 14 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

اليونيسيف: سنواجه مأساة كبرى إذا لم تُفتح المعابر

أشخاص يتجمعون بساحة مدرسة تابعة لـ«الأونروا» في جباليا بقطاع غزة في 14 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أشخاص يتجمعون بساحة مدرسة تابعة لـ«الأونروا» في جباليا بقطاع غزة في 14 مايو 2024 (أ.ف.ب)

قالت مسؤولة في منظمة اليونيسيف، اليوم (الثلاثاء)، إن المنظمة ستواجه مأساة كبرى إذا لم يتم فتح المعابر إلى غزة، مشيرة إلى أن نقص الوقود يمثل مشكلة كبرى.

وفي بيان للمنظمة، قالت المديرة الإقليمية لليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أديل خُضُر: «منذ بدء هذا التصعيد الأخير، تواجه اليونيسيف تحديات متزايدة لنقل أي مساعدات إلى قطاع غزة. ولا يزال نقص الوقود يمثل مشكلة حرجة».

ودعت خضر إلى فتح المعابر الحدودية مع غزة بسرعة، والسماح للمنظمات الإنسانية بالتحرك بأمان وتقديم المساعدة الحيوية المنقذة للحياة.

وأضافت خضر أن عدم فتح المعابر الحدودية مع غزة سريعاً «سيؤدي إلى مأساة أكبر مما شهدناه بالفعل، وهو أمر يجب أن نعمل بشكل عاجل على تجنبه».

وتابعت: «المستشفيات الرئيسية في الشمال داخل مناطق الإخلاء، بما في ذلك كمال عدوان، ومستشفى العودة، والمستشفى الإندونيسي، في مرمى النيران، ما يعطل بشدة إيصال الإمدادات الطبية الحيوية، ويعرض حياة كثير من الأشخاص للخطر».


وثائق تكشف وحدة سرية في «حماس» لكبح حركة المعارضة

نازحون يلجأون إلى شواطئ قطاع غزة (وكالة أنباء العالم العربي)
نازحون يلجأون إلى شواطئ قطاع غزة (وكالة أنباء العالم العربي)
TT

وثائق تكشف وحدة سرية في «حماس» لكبح حركة المعارضة

نازحون يلجأون إلى شواطئ قطاع غزة (وكالة أنباء العالم العربي)
نازحون يلجأون إلى شواطئ قطاع غزة (وكالة أنباء العالم العربي)

قال تقرير أميركي إن الجيش الإسرائيلي عثر على وثائق تخص حركة «حماس» تكشف عن وحدة سرية تابعة للحركة، كانت مهمتها مراقبة المعارضين المحتملين.

وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الوحدة التابعة لجهاز الأمن العام اعتمدت على شبكة من المخبرين في غزة، قام بعضهم بإبلاغ الشرطة عن جيرانهم. إذ تم وضع الأشخاص في ملفات أمنية بسبب حضورهم الاحتجاجات أو انتقادهم العلني لـ«حماس». وفي بعض الحالات، تشير السجلات إلى أن السلطات تابعت الأشخاص لتحديد ما إذا كانوا يقيمون علاقات خارج إطار الزواج.

زعيم حركة «حماس» في غزة يحيى السنوار (أرشيفية - رويترز)

وبحسب التقرير، فإن جهاز الأمن العام كان يخضع لإشراف زعيم الحركة يحيى السنوار، وضمّ الجهاز قوة شرطية سرية كانت تقوم بمراقبة الغزيين وتجمع ملفات عن الشبان والصحافيين الذين عبّروا عن معارضتهم للحركة.

وتظهر الوثائق أن قادة «حماس» لم يتسامحوا مع أي معارضة، وقد قام مسؤولو الأمن بتعقب الأشخاص والصحافيين وأزالوا الانتقادات من وسائل التواصل الاجتماعي، وناقشوا طرق التشهير بالخصوم السياسيين، فيما تم اعتبار الاحتجاجات السياسية بمثابة تهديدات يجب تقويضها.

وتضمنت السجلات معلومات عن حالات شاركت في مظاهرات ضد «حماس» أو قامت بالتعبير العلني عن انتقاد الحركة. وفي بعض الحالات، تضمنت السجلات تقارير عن علاقات رومانسية خارج نطاق الزواج.

وقال إيهاب فسفوس، الصحافي في غزة، الذي ظهر في ملفات جهاز الأمن العام، في مقابلة هاتفية من غزة: «نحن نواجه قصف الاحتلال وبلطجة السلطات المحلية».

وقد تم تصنيف فسفوس (51 عاماً)، في أحد التقارير، أنه من بين «كبار الكارهين لحركة (حماس)».

وتشمل الوثائق التي استعرضتها «نيويورك تايمز» ملفات استخباراتية، من أكتوبر (تشرين الأول) 2016 إلى أغسطس (آب) 2023، وعرضاً مكوناً من 62 شريحة، توضح كيفية تسلل الوحدة، المعروفة باسم «جهاز الأمن العام»، إلى حياة الغزيين في القطاع، بهدف منع أي فرصة للمعارضة أو المقاومة.

فلسطينيون نازحون فرّوا من شمال قطاع غزة يقومون بإعداد خيمة عائلية غرب خان يونس (إ.ب.أ)

وعقّب فسفوس بقوله إن تأثير وقوة الجهاز لا يزالان واضحين حتى الحرب الحالية.

يذكر أن جهاز الأمن العام هو جزء من الحكومة في غزة رسمياً، لكن الحكومة كلها تتبع حركة «حماس».

وقال باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، إنه لم يكن من الممكن الوصول إلى عناصر الجهاز خلال الحرب.

فتية وشبان في مخيم صيفي تنظمه حركة «الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وبحسب التقرير، بلغت النفقات الشهرية للجهاز قبل الحرب 120 ألف دولار، من أجل دفع رواتب وتغطية نفقات لنحو 856 ناشطاً، بينهم أكثر من 160 عملوا في نشر الدعاية لـ«حماس».

وتعتقد المخابرات الإسرائيلية أن يحيى السنوار كان يشرف بشكل مباشر على الوحدة، وأن شريحة العرض التي وصلت إليها تم إعدادها خصيصاً له، بحسب 3 مصادر استخباراتية إسرائيلية.

وتصف شريحة العرض الواجبات الرئيسية للوحدة، وهي تأمين أمن كبار مسؤولي حركة «حماس»، واحتواء المظاهرات المعارضة، حتى مراقبة عناصر «حركة الجهاد الإسلامي».


اتصالات ولقاءات تسبق «جلسة النزوح» النيابية... وتوصية مرتقبة من البرلمان

متظاهر لبناني يحمل لافتة كتب عليها: «عاملوني كالسوري... عندها أبقى في بلدي»، وذلك خلال احتجاج نظم الأسبوع الماضي أمام مقر الأمم المتحدة ضد اللاجئين السوريين والاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والحكومة اللبنانية (أ.ب)
متظاهر لبناني يحمل لافتة كتب عليها: «عاملوني كالسوري... عندها أبقى في بلدي»، وذلك خلال احتجاج نظم الأسبوع الماضي أمام مقر الأمم المتحدة ضد اللاجئين السوريين والاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والحكومة اللبنانية (أ.ب)
TT

اتصالات ولقاءات تسبق «جلسة النزوح» النيابية... وتوصية مرتقبة من البرلمان

متظاهر لبناني يحمل لافتة كتب عليها: «عاملوني كالسوري... عندها أبقى في بلدي»، وذلك خلال احتجاج نظم الأسبوع الماضي أمام مقر الأمم المتحدة ضد اللاجئين السوريين والاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والحكومة اللبنانية (أ.ب)
متظاهر لبناني يحمل لافتة كتب عليها: «عاملوني كالسوري... عندها أبقى في بلدي»، وذلك خلال احتجاج نظم الأسبوع الماضي أمام مقر الأمم المتحدة ضد اللاجئين السوريين والاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والحكومة اللبنانية (أ.ب)

تكثفت الاتصالات واللقاءات قبل ساعات من موعد الجلسة النيابية، الأربعاء، المخصصة لمناقشة الهبة التي قدمتها المفوضية الأوروبية إلى لبنان، وعقد في هذا الإطار جلسة مطولة جمعت ممثلي الكتل النيابية بهدف وضع تصور موحد لإطار مسودة القرار أو التوصية التي ستصدر عن الهيئة العامة حول ملف النزوح السوري.

وعقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات ولقاءات في السرايا الحكومي، حيث استقبل سفير إيطاليا الجديد فابريتسيو مارتشيلي الذي قال بعد اللقاء: «بحثنا الأوضاع في لبنان، وتطرقنا إلى زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية إلى لبنان في شهر مارس (آذار) الماضي، كما عرضنا مسألة النازحين السوريين في لبنان والمؤتمر الذي سيعقد في بروكسل بشأن هذا الموضوع، إضافة إلى الإجراءات التي سيتخذها لبنان في هذا الملف».

مع العلم، أن ميقاتي تراجع عن المشاركة شخصياً في مؤتمر بروكسل المخصص لدعم مستقبل سوريا والمنطقة الذي سيعقد في 27 مايو (أيار) الحالي، وتغيب عنه دمشق، على أن يترأس وزير الخارجية عبد الله بوحبيب الوفد اللبناني.

وفيما تتجه الأنظار إلى ما ستنتهي إليه جلسة البرلمان، الأربعاء، في ظل الإجماع الذي تلقاه قضية النازحين في لبنان والمطالبة بالعمل على عودتهم إلى سوريا، برز موقف أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله، قبل ساعات من موعد الجلسة، الذي دعا خلاله إلى «فتح البحر» أمام اللاجئين السوريين، بهدف الضغط على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للمساعدة على إعادتهم إلى بلدهم وتقديم المساعدات لهم هناك.

وأملت مصادر في حزب «القوات اللبنانية» ألا ينعكس موقف أمين عام «حزب الله» على التوصية التي يفترض أن تصدر عن البرلمان، الأربعاء، لافتة إلى أن موقف نصرالله معروف، وهو محاولة إسداء خدمة للنظام السوري واستغلال القضية مقابل ثمن رفع العقوبات عن النظام السوري وإعادة الشرعية له. وفيما بات واضحاً أن محور الجلسة لن يكون الهبة الأوروبية التي يتلقاها لبنان منذ سنوات، إنما كيفية معالجة قضية الوجود السوري، تؤكد المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «المطلوب من البرلمان أن يصدر توصية واضحة للحكومة بضرورة استكمال إجراءاتها لترحيل كل سوري غير شرعي، وأن يسبق ذلك اجتماع بروكسل؛ لأن غياب الوضوح في هذا الملف يعني مواصلة الدوران في الحلقة المفرغة».

وفي هذا الإطار، رأى عضو تكتل «التيار الوطني الحر» النائب سليم عون أن نجاح جلسة مجلس النواب المخصصة لمناقشة الهبة الأوروبية يكمن في وحدة الموقف الذي لا بديل لنا عنه»، وشدد في حديث إذاعي على أننا «نحتاج إلى موقف حازم لبدء الخطوة الأولى في حل أزمة النزوح، فيكون الموقف اللبناني الموحد رسالة إلى كل دول العالم».

وبالنسبة إلى موقف نصرالله من فتح البحر أمام النازحين، أوضح أنه «لا يمكن أن يتخذ قرار مماثل علناً، لكن على لبنان غض النظر عن النزوح عبر البحر لفترة وجيزة، عندها ترتفع الصرخة عالمياً، ويلقى لبنان آذاناً مصغية».

في المقابل، وفيما رأى النائب فيصل كرامي أن قضية النازحين «أصبحت تشكل عاملاً للاستغلال السياسي والمذهبي لدى بعض الأفرقاء في لبنان»، أكد أنه سيشارك في «الجلسة النيابية المخصّصة لبحث ملف النزوح السوري»، آملاً الخروج منه «بورقة موّحدة وطنية حول هذا الملف».

في موازاة ذلك، استكمل حزب «القوات اللبنانية» جولته حول المسؤولين والمعنيين في قضية النازحين، والتقى وفد منه سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال، في مقر سفارة الاتحاد في بيروت. وتم خلال اللقاء عرض ملف النزوح السوري «ومخاطره الداهمة بشكل مفصل من قبل الوفد، وضرورة عودة السوريين إلى مناطق آمنة باتت متوافرة سواء الخاضعة للنظام أو تحت سيطرة المعارضة، كما ضرورة توفير المساعدة لهؤلاء داخل سوريا». وتم خلال اللقاء شرح وجهة نظر حزب «القوات اللبنانية» والخطوات الميدانية التي بدأ في اتخاذها بما بخص الوجود السوري غير الشرعي في لبنان عبر حث البلديات على «تطبيق القوانين والتعاميم الرسمية ذات الصلة». وكان جهاز العلاقات الخارجية القوات، رأى في بيان أن «على «منظمة العفو الدولية» مساعدة لبنان في ملف السوريين بدل اتهامه جزافاً بما لم يرتكبه.

وكانت قد أبدت ثماني منظمات من المجتمع المدني، بينها «العفو الدولية» و«هيومن رايتس ووتش»، في بيان مشترك، خشيتها من أن تؤدي مساعدة الاتحاد الأوروبي إلى «العودة القسرية للاجئين، ما يجعل لبنان والاتحاد الأوروبي متواطئين في انتهاكات مبدأ القانون الدولي العرفي بشأن عدم الإعادة القسرية، الذي يُلزم الدول بعدم إعادة الأشخاص قسراً إلى دول يتعرضون فيها لخطر الاضطهاد أو غيره من الانتهاكات الحقوقية الجسيمة».


عودة إسرائيل إلى مخيم جباليا... لماذا الآن؟

الدخان يتصاعد من موقع قصفته إسرائيل في جباليا الثلاثاء (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من موقع قصفته إسرائيل في جباليا الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

عودة إسرائيل إلى مخيم جباليا... لماذا الآن؟

الدخان يتصاعد من موقع قصفته إسرائيل في جباليا الثلاثاء (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من موقع قصفته إسرائيل في جباليا الثلاثاء (أ.ف.ب)

لم تكن التهديدات التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه يوآف غالانت، وكبار الضباط، بمواصلة العمل في مختلف مناطق قطاع غزة، عبثاً، لكنها حملت ميدانياً ما يشبه المفاجأة بالنسبة إلى حركة «حماس»، وكذلك للفلسطينيين الذين فوجئوا بعملية تستهدف مخيم جباليا ومحيطه، في حين كان التركيز كله منصباً على العمليات العسكرية التي بدأت في رفح بجنوب القطاع.

وعلى الرغم من أن العملية التي بدأت في مخيم جباليا بالتزامن مع أخرى بدأت قبل ذلك بأيام في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، فنّدت مزاعم الإسرائيليين بأنهم سيطروا سابقاً عملياتياً على المخيم وفككوا الكتائب التابعة لـ«حماس» هناك، لكنها وجهت في الوقت ذاته ضربة غير متوقعة للحركة التي يبدو أنها اعتقدت أنها نجت برجالها هناك.

وبينما كانت «حماس» وأذرعها المختلفة، ومنها الحكومية بشقيها الخدماتي والأمني، وكذلك الجناح العسكري للحركة، تبسط سيطرتها بالكامل على مخيم جباليا الذي يعد واحداً من أهم معاقلها منذ عقود، وكانت تعتقد أنه بات في أمان أكثر، وأن القوات الإسرائيلية لن تعود إليه، تفاجأت «حماس» على ما يبدو بهذه العملية. وتقول مصادر محلية إن إسرائيل تحاول ممارسة ضغوط عسكرية أكبر على الحركة في خضم تعثر مفاوضات الهدنة وتبادل المحتجزين.

طائرة إسرائيلية تُحلّق فوق جباليا الثلاثاء خلال المعارك الضارية الدائرة في المنطقة (أ.ف.ب)

وكانت إسرائيل قد نفذت، في بدايات شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عملية عسكرية ضد مخيم جباليا من الجهة الغربية، لكنها لم تستطع الدخول إلى عمقه، لأسباب عدة من بينها الأعداد المأهولة بالسكان في المخيم وخاصة من الجهة الغربية منه، وأزقة شوارعه التي كانت ستجبر قوات الاحتلال على تنفيذ أكبر عملية هدم لمنازل فلسطينية تمتد لأشهر وسط توقعات بأن عدد الضحايا سيكون كبيراً جداً من الجانبين. ومعلوم أن المقاومة الشرسة التي جابهتها القوات الإسرائيلية في بداية تلك العملية كانت الأعنف في ذلك الوقت، وقتل خلالها 9 جنود في 5 أيام.

واليوم تريد إسرائيل تحقيق ما فشلت فيه سابقاً، ويتضح بحسب ما رصد مراسل لـ«الشرق الأوسط» أن القوات الإسرائيلية اعتمدت تكتيكاً جديداً لاقتحام مخيم جباليا؛ إذ تحاول التقدم عبر المنطقة الحدودية الشرقية، والتي تعد في أجزاء كبيرة منها، فارغة من السكان ولا توجد بها كثافة سكانية.

لكن لماذا؟

واضح أن إسرائيل تريد الضغط أكثر على حركة «حماس»؛ لإجبارها على تقديم تنازلات في مفاوضات صفقة التبادل، وذلك عبر استهداف معقلها الرئيسي في شمال القطاع.

فلسطينيون ينزحون من جباليا الثلاثاء (أ.ف.ب)

وتثبت المعارك الدائرة الآن في شرق جباليا أن «كتائب القسام» ما زالت تتمتع هناك بكامل الجهوزية، وكان لافتاً أنها استخدمت في مرتين على الأقل طائرات مسيّرة أطلقت قذائف صغيرة تجاه الآليات الإسرائيلية شرقي مخيم جباليا، كما أطلقت عدة صواريخ في مرات مختلفة على مستوطنات غلاف غزة الشمالي، ومنها سديروت، وكذلك في اتجاه مدينة عسقلان.

وتأمل إسرائيل كما يبدو بالعثور على قادة من «حماس» هناك ومعهم محتجزون إسرائيليون.

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن إسرائيل بعد فشلها في الوصول لأسراها في خان يونس، وكذلك في وسط القطاع، ومناطق متفرقة من شماله، تأمل الآن أن تجدهم في المخيم.

وأضافت: «لقد غامروا بالهجوم مرة أخرى بعدما فشلوا في المرة الأولى. لاعتقادهم أنهم قد يحققون هنا ما فشلوا فيه في مناطق أخرى».

ويبدو أن سيطرة «حماس» على المخيم، دفعت إسرائيل للاعتقاد أن هجوماً كبيراً ولو كان مكلفاً قد يعود بنتيجة ما.

ويشجع إسرائيل هذه المرة أنها في الهجوم الأول الفاشل، وجدت جثث أسرى قتلوا ودفنوا في مقبرة «الفالوجا» غرب المخيم، يعتقد أنهم قتلوا في قصفين؛ واحد طال أحمد الغندور قائد لواء الشمال في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، استهدف نفقاً استراتيجياً في منطقة جباليا، والثاني في قصف استهدف القيادي البارز في «القسام» إبراهيم البياري، وسط مخيم جباليا.

طفل أصيب في قصف إسرائيلي خلال الهجوم على جباليا يوم الاثنين خلال علاجه في مستشفى كمال عدوان بشمال القطاع (رويترز)

ويعدّ مخيم جباليا واحداً من أكثر مناطق شمال القطاع التي ظل سكانه فيه، ولم ينزحوا ما جعله مكاناً قابلاً للحياة على مستويات مختلفة، حتى خلال المجاعة التي حلت في مناطق الشمال، والظروف الصعبة التي واجهها السكان لأشهر.

لكن هذا بالذات ما يعقد العملية الحالية بالنسبة لإسرائيل؛ إذ تعني الكثافة السكانية وأعداد النازحين إلى المخيم ومراكز الإيواء فيه، أن أعداد الضحايا ستكون مرتفعة في معركة قاسية وصعبة ومعقدة.

وليس واضحاً حتى الآن ما إذا كان ذلك سيضغط على إسرائيل أو «حماس».


صواريخ «شارون» الزلزالية تدمر قرى الجنوب و«الفوسفورية» تلتهم الأحراج

المنطاد التجسسي الإسرائيلي الذي سقط على أطراف بلدة رميش (أ.ف.ب)
المنطاد التجسسي الإسرائيلي الذي سقط على أطراف بلدة رميش (أ.ف.ب)
TT

صواريخ «شارون» الزلزالية تدمر قرى الجنوب و«الفوسفورية» تلتهم الأحراج

المنطاد التجسسي الإسرائيلي الذي سقط على أطراف بلدة رميش (أ.ف.ب)
المنطاد التجسسي الإسرائيلي الذي سقط على أطراف بلدة رميش (أ.ف.ب)

صعّد الجيش الإسرائيلي قصفه قرى وبلدات جنوب لبنان بشكل لافت، مستخدماً صواريخ ارتجاجية ثقيلة سمّتها الوكالة الوطنية الرسمية اللبنانية بصواريخ «شارون» الزلزالية، التي أدت لدمار كبير، وقذائف فوسفورية أحرقت مساحات كبيرة من الأحراج. وذلك رداً على عمليات نوعية نفذها «حزب الله»، كان آخرها الثلاثاء مع استهداف منطاد تجسسي، ما أدى إلى انفلاته من منصته والسقوط في الأراضي اللبنانية. وكان الحزب أعلن في وقت سابق عن إطلاق صواريخ ثقيلة، سماها «صواريخ جهاد مغنية» أحد قادة الحزب الذين قتلتهم إسرائيل.

وأعلن «حزب الله» أنه «بعد تتبع مستمر لحركة المنطاد التجسسي الذي يرفعه العدو فوق مستعمرة أدميت للمراقبة والتجسس على لبنان، وبعد تحديد مكان إدارته والتحكم به، تم استهداف 3 أهداف عائدة له بشكل متتالٍ، وهي قاعدة إطلاقه التي دمرت، وأفلت منها المنطاد، وآلية التحكم به وتم تدميرها بالكامل، وطاقم إدارته الذي أصيب بشكل مباشر ووقع أفراده بين قتيل وجريح».

وتم تداول صور وفيديوهات للمنطاد، وهو يهوي من السماء، ولمواطنين تجمعوا بين بلدة رميش وعين إبل، هرعوا لمعاينته. وأظهر أحد الفيديوهات شباناً يعملون على تفكيكه.

ويوضح رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، أن «المنطاد الذي سقط متطور جداً، ويمكن أن يطوف على ارتفاع متوسط أو عالٍ، وصولاً لـ6 آلاف قدم، وفيه كاميرات تلتقط صوراً دقيقة من كل الاتجاهات على مدار 360 درجة، ويتم نقلها مباشرة إلى غرفة عمليات». لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحزب «تقصد عدم استهداف المنطاد، إنما قاعدة إطلاقه وآلية التحكم به كي يحصل عليه بشكل سليم ويدرس خصائصه»، مضيفاً: «ما حصل إنجاز عسكري مهم لجهة اكتشاف القاعدة التي أطلقت المنطاد وإصابتها، ما يطرح علامات استفهام حول دور القبة الحديدية التي سمحت بـ3 إصابات».

بالمقابل، أفيد عن شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، ليل الاثنين - الثلاثاء، غارتين على بلدة الخيام، وغارة عنيفة بـ4 صواريخ استهدفت بلدة كفركلا، استخدمت خلالها صواريخ ثقيلة، تسمى صواريخ «شارون» الزلزالية، أحدثت دماراً كبيراً في البلدة.

كذلك، أدى القصف الإسرائيلي الذي استهدف ساحة بلدة يارون إلى إصابة مواطن بجروح متوسطة، كما أدى لتدمير منزل تدميراً كاملاً وإلحاق الأضرار الفادحة بعشرات المنازل المحيطة، فضلاً عن احتراق سيارتين، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام».

هذا، وتضررت مساحات حرجية كبيرة بعد التهام النيران الأحراج والأشجار في محيط بلدة علما الشعب جراء القذائف الفوسفورية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي على أطراف البلدة. كذلك، استهدف القصف المدفعي بالقذائف الفوسفورية أطراف علما الشعب - الضهيرة.

وفي ساعات بعد الظهر، أصدر «حزب الله» بياناً أعلن فيه أنه «رداً على ‏اعتداءات العدو ‌‌‏على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية استهدف مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية مباني يستخدمها جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة المالكية ‏بالأسلحة المناسبة».

كذلك، نعى الحزب أحد مقاتليه، ويُدعى حسين عباس عيسى «غريب» مواليد عام 1968 من بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان.

ومن الجهة الإسرائيلية، أفيد عن تظاهر مئات الإسرائيليين من سكان الشمال، مطالبين بعودتهم إلى منازلهم بعد ساعات على تأكيد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله أن سكان المناطق الشمالية في إسرائيل لن يكون بمقدورهم العودة إلى ديارهم مع بداية العام الدراسي المقبل، إذا ما استمر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

ونقلت «وكالة أنباء العالم العربي» عن شهود عيان من شمال إسرائيل قولهم إنهم شاهدوا مئات المتظاهرين الإسرائيليين يغلقون طرقاً احتجاجاً على عدم وجود خطط لعودتهم إلى منازلهم في الشمال قرب الحدود مع لبنان، في ظل حالة التوتر المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله».

وأبلغ شاهد عيان «الوكالة» بأن مئات قطعوا مفترق طرق في منطقة الجليل الأعلى بشمال إسرائيل ورفعوا شعارات تطالب بعودتهم إلى منازلهم، فيما لفت شاهد آخر إلى أن المتظاهرين ردّدوا هتافات تطالب بإنقاذ الوضع الاقتصادي الذي تأثر في مناطق الشمال بفعل التوتر وعدم الاستقرار هناك.


وصول 330 شخصاً من المهجرين السوريين في لبنان

معبر الزمراني أثناء استقبال اللاجئين صباح الثلاثاء (المكتب الإعلامي محافظة ريف دمشق)
معبر الزمراني أثناء استقبال اللاجئين صباح الثلاثاء (المكتب الإعلامي محافظة ريف دمشق)
TT

وصول 330 شخصاً من المهجرين السوريين في لبنان

معبر الزمراني أثناء استقبال اللاجئين صباح الثلاثاء (المكتب الإعلامي محافظة ريف دمشق)
معبر الزمراني أثناء استقبال اللاجئين صباح الثلاثاء (المكتب الإعلامي محافظة ريف دمشق)

أعلن المكتب الإعلامي بمحافظة ريف دمشق وصول 330 شخص من المهجرين السوريين في لبنان إلى معبر الزمراني الحدودي بريف دمشق، صباح الثلاثاء، وقالت عضوة المكتب التنفيذي الدكتور آلاء الشيخ، ومديرة الشؤون الاجتماعية فاطمة رشيد التي كانت عند المعبر تستقبل اللاجئين، إنه «سيتم نقل الواصلين إلى مركز التنمية الريفية في يبرود والذي تم تجهيزه بجميع المستلزمات الأساسية للإقامة المؤقتة ريثما يعودون إلى مناطقهم».

لاجئون سوريون يستعدون لمغادرة منطقة عرسال بلبنان إلى سوريا الثلاثاء (إ.ب.أ)

في حين أفاد التلفزيون الرسمي السوري بوصول «دفعة جديدة من المهجرين السوريين إلى معبر جوسية بريف القصير قادمين من لبنان»، ووصول «دفعة جديدة من المهجّرين السوريين العائدين من لبنان عبر معبر الزمراني بريف دمشق»، وبث صوراً للعائدين دون ذكر تفاصيل حول أعداد الواصلين، أو مكان إقامتهم المؤقت.

سوريون وصلوا من لبنان إلى معبر جوسية (متداولة على فيسبوك)

مصادر محلية في المناطق الحدودية غرب حمص، قالت إن الأوضاع على جانبي الحدود تشهد حالة من الهدوء منذ ساعات الصباح الباكر ليوم الثلاثاء، وقد عبر اللاجئون السوريون القادمون من لبنان بسلاسة.

يشار إلى أن لبنان استأنف تسيير قوافل (العودة الطوعية) للنازحين السوريين التي بدأت عام 2018 وعادت بموجبها عشر دفعات قبل أن تتوقف، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وكانت مصادر أمنية لبنانية معنية بالملف، قالت لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، إن ملف العودة الطوعية «وضع على السكة الصحيحة، وبشكل جدّي هذه المرة، بعد توقف استمر نحو 7 أشهر»، مضيفة: «لدينا مركز مفتوح بشكل دائم في بلدية عرسال (المحاذية للحدود مع سوريا) لاستقبال وتسجيل الراغبين في المغادرة طوعاً».

وصول سيارة تحمل سوريين من لبنان على معبر جوسية السوري (صور متداولة على فيسبوك)

وسيّر لبنان، الثلاثاء، أول قافلة للعائدين من المسجلين لدى المفوضية العليا للاجئين، بإشراف المفوضية العليا للنازحين ومخابرات الجيش اللبناني وجهاز الأمن العام، وبالتنسيق مع السلطات السورية، حيث تم تحديد معبري جوسية في منطقة القصير بريف حمص الغربي، ومعبر وادي حميد الزمراني في منطقة عرسال باتجاه القلمون بريف دمشق.

في شأن ذي صلة، حذّرت «منظمة العفو الدولية»، الاثنين، من استئناف السلطات اللبنانية إعادة اللاجئين السوريين باعتبارها مثيرة للقلق، وقالت إنها تتعمد تعريض اللاجئين لخطر الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، خاصة وأن سوريا «لا تزال غير آمنة».

من جانبه، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «العودة الطوعية» تتم دون مراعاة تخوف اللاجئين الشديد من العودة واعتراضهم على ترحيلهم باتجاه مناطق سيطرة الحكومة السورية، وفي تقرير له يوم (الثلاثاء)، أفاد «المرصد» بتواصل «الانتهاكات العنصرية ضد اللاجئين السوريين في لبنان على يد قوات الجيش اللبناني وبعض (العنصريين)»، مؤكداً استمرار حالات «الترحيل القسري». ولفت «المرصد» إلى وجود تخوف لدى السوريين «المرحلين» من التعرض «للاعتقال والتعذيب» على يد القوات الحكومية والأجهزة الأمنية، لكون الكثير من اللاجئين السوريين في لبنان من المعارضين الذين هربوا إلى لبنان «باحثين عن ملاذ آمن».

ونقل «المرصد» عن مصادر لم يسمّها، أن قوات من الجيش اللبناني داهمت قبل يومين مخيماً يأوي لاجئين سوريين في بلدة بر الياس في لبنان، وقامت بالاعتداء بالضرب والإهانات بحق أكثر من 100 لاجئ سوري، إضافة إلى تكسير بطاقاتهم الشخصية وإتلاف أوراقهم الثبوتية الرسمية وتوجيه الشتائم لهم، قبل أن «تجري عملية نقلهم بسيارات خاصة بقوات الجيش اللبناني وترحيلهم بشكل قسري إلى الداخل السوري».

أضاف «المرصد»، بأن المُرحّلين «قسراً» وبعد وصولهم هرب بعضهم مرة أخرى إلى الأراضي اللبنانية، وهم مجموعة صغيرة ممن تجاوزوا سن الـ50 عاماً بعد دفع مبالغ مالية، بينما بقي العدد الأكبر داخل الأراضي السورية وسط تخوف على مصيرهم.

كما أشار «المرصد» إلى وصول نداءات استغاثة إليه من لاجئين سوريين في لبنان، «يناشدون فيها تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الفاعلة من أجل إنهاء معاناتهم داخل الأراضي اللبنانية، في الوقت الذي يرفضون بشدة العودة إلى وطنهم» بحسب تقرير «المرصد».

مناصرون لحزب «القوات اللبنانية» يقطعون الطريق الاثنين بعد خطف باسكال سليمان (رويترز)

وتأججت مشاعر العداء للاجئين السوريين في لبنان في أبريل (نيسان) الماضي؛ على خلفية مقتل المنسق في حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان على يد عصابة تنشط على الحدود السورية - اللبنانية، وذلك في حين يشهد لبنان أزمات سياسية واقتصادية حادة.

ويستضيف لبنان نحو مليوني سوري، منهم 800 ألف منهم مسجلون لدى الأمم المتحدة، وهو أعلى عدد من اللاجئين في العالم نسبة لعدد السكان وفق تقارير إعلامية.