مقتل 11 عسكرياً سورياً بقصف إسرائيلي على ريف درعا

أرشيفية لجنود إسرائيليين في مرتفعات الجولان قرب الحدود السورية (رويترز)
أرشيفية لجنود إسرائيليين في مرتفعات الجولان قرب الحدود السورية (رويترز)
TT

مقتل 11 عسكرياً سورياً بقصف إسرائيلي على ريف درعا

أرشيفية لجنود إسرائيليين في مرتفعات الجولان قرب الحدود السورية (رويترز)
أرشيفية لجنود إسرائيليين في مرتفعات الجولان قرب الحدود السورية (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، أن مقاتلاته أغارت على «بنى تحتية عسكرية» في سوريا؛ ردّاً على صواريخ أُطلقت، أمس الثلاثاء، من هذا البلد باتجاه إسرائيل، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال الجيش، في بيان، إنّ «طائرات مقاتلة، تابعة للجيش الإسرائيلي، قصفت بنى تحتية عسكرية وقاذفات هاون تابعة للجيش السوري؛ ردّاً على إطلاق صواريخ من سوريا باتجاه إسرائيل، أمس».

وأكّد متحدّث عسكري إسرائيلي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن الغارة استهدفت مواقع داخل سوريا.

من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم، بأن 11 عسكرياً سورياً، بينهم أربعة ضباط، قُتلوا، وأُصيب عشرة على الأقل؛ جراء القصف الجوي الإسرائيلي، بعد منتصف الليلة الماضية، في ريف درعا، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

وأشار «المرصد» إلى أن القصف استهدف كتيبة الرادار بمحيط بلدة قرفا، واللواء 12 بمنطقة إزرع في ريف درعا الشمالي، وطال مستودعات للصواريخ والسلاح وراداراً للدفاعات الجوية، ما أدى لتدميرها.

كانت «الوكالة العربية السورية» للأنباء قد نقلت، في وقت سابق، اليوم، عن مصدر عسكري سوري أن ثمانية عسكريين قُتلوا، وأصيب سبعة آخرون في هجوم ريف درعا.

وقال «المرصد» إن إسرائيل استهدفت، مساء أمس، وبأكثر من سبعة صواريخ، سرية عابدين العسكرية، الواقعة بين قريتي عابدين وجملة، في منطقة حوض اليرموك بالريف الغربي من محافظة درعا.

وتُعدّ سرية عابدين من المواقع العسكرية التابعة لقوات النظام السوري، القريبة من الجولان.

جاء ذلك رداً على قصف مرتفعات الجولان السوري برشقة صواريخ انطلقت من ريف درعا الغربي، دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية.

وفي وقت لاحق، ألقت طائرات إسرائيلية منشورات ورقية في ريف درعا تحذِّر فيها قوات النظام وتتهمها بالمسؤولية عن إطلاق صواريخ باتجاه الجولان، وفق «المرصد».

وتزداد المخاوف من أن تؤدّي الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة «حماس» إلى اضطرابات إقليمية أوسع نطاقاً، وأن تشعل خصوصاً جبهات أخرى، في مقدّمتها جبهة جنوب لبنان، حيث تدور مناوشات يومية بين إسرائيل و«حزب الله» المدعوم من إيران، وجبهة الجولان.

والأحد، خرج مطارا دمشق وحلب الرئيسيان في سوريا عن الخدمة؛ جراء تعرضهما لقصف إسرائيلي متزامن أدّى كذلك إلى مقتل مدنيين اثنين، وفق السلطات السورية.

وكانت تلك المرة الثانية التي يستهدف فيها قصف إسرائيلي هذين المطارين بشكل متزامن، ويُخرجهما عن الخدمة منذ بدء الحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة المحاصَر قبل أسبوعين. كما استُهدف مطار حلب وحده مرة أخرى.

ومنذ بدء النزاع السوري عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع لقوات النظام، وأهدافاً إيرانية، وأخرى لـ«حزب الله».

ويطول القصف مراراً مطاريْ دمشق وحلب، ما يُلحق أضراراً بهما تُخرجهما أحياناً عن الخدمة.

وصعّدت إسرائيل وتيرة قصفها للأراضي السورية منذ شنّت «حماس»، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، هجوماً غير مسبوق من البرّ والبحر والجو على إسرائيل، التي تردّ منذ ذلك الحين بقصف عنيف على قطاع غزة.

وأوقع هجوم «حماس» أكثر من 1400 قتيل، معظمهم من المدنيين، فضلاً عن 220 شخصاً اقتادتهم الحركة معها من جنوب إسرائيل، وتحتجزهم رهائن في القطاع.

في المقابل، أسفر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وفق وزارة الصحة في القطاع التابعة للحركة، عن مقتل 5791 فلسطينياً.

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذها ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر القول إنّها عازمة على التصدّي لما تصفه بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في هذا البلد.


مقالات ذات صلة

قلق إسرائيلي من «تطور التسليح المصري» يجدد حديثاً عن تعديل معاهدة السلام

العالم العربي مباحثات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت في 2021 تم الإعلان بعدها عن تعديل الاتفاق الأمني بين البلدين (أ.ف.ب)

قلق إسرائيلي من «تطور التسليح المصري» يجدد حديثاً عن تعديل معاهدة السلام

جدّد قلق إسرائيلي من «تطور تسليح الجيش المصري» في سيناء الحديث عن تعديل معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، الصامدة منذ 1979.

هشام المياني (القاهرة)
العالم العربي عمال البلدية الفلسطينيون يقومون بإصلاح طريق تضرر خلال الحرب في مخيم النصيرات للنازحين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

تشديد مصري على ضرورة بدء مسار إعادة إعمار غزة

اتصالات هاتفية بين وزير خارجية مصر ونظيريه السعودي والتركي تناولت تطورات الأوضاع في قطاع غزة وسط تأكيدات من القاهرة على ضرورة «بدء مسار التعافي وإعادة الإعمار»

محمد محمود (القاهرة)
خاص لقطة لمنازل مدمرة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة يوم 19 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

خاص «ممنوع استقبال الرجال»... الإيجارات في غزة مكبلةٌ بشروط معقدة وأسعار مرتفعة

في ظل المتبقي القليل من المنازل والشقق الصالحة للسكنى في قطاع غزة، يفرض المؤجرون شروطاً بالغة التعقيد وأسعاراً باهظة على المستأجرين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
العالم العربي منظر عام لمخيم للنازحين الفلسطينيين في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة (أ.ف.ب)

«تفاهمات» جديدة لـ«إعمار غزة» أمام الوسطاء

بدأ وسطاء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مناقشات دراسة أولية بشأن إعادة الإعمار في القطاع، في أعقاب تأخر عقد مؤتمر القاهرة بشأن التعافي المبكر.

محمد محمود (القاهرة)
المشرق العربي وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (د.ب.أ)

ساعر: «حماس» تحاول ترسيخ سيطرتها على غزة... ولن نقبل ذلك

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم (الأحد)، إن حركة «حماس» الفلسطينية لا تعمل على نزع سلاحها.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

الرئيس الفلسطيني: ماضون في تنفيذ برنامج إصلاحي شامل

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)
TT

الرئيس الفلسطيني: ماضون في تنفيذ برنامج إصلاحي شامل

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في بيان اليوم (الأربعاء) إن السلطة ماضية في تنفيذ برنامج إصلاحي وطني شامل يهدف إلى تطوير وتحديث المنظومة القانونية والمؤسسية.

وذكر البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية، أن البرنامج الإصلاحي يشمل «مراجعة وتحديث القوانين الناظمة للحياة السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية، وفي مقدمتها القوانين المتعلقة بالحوكمة المالية، والإدارة العامة، والقضاء، ومكافحة الفساد، وتعزيز استقلالية المؤسسات الرقابية».

وأكد عباس الالتزام باستكمال الإصلاح الدستوري والسياسي «بما في ذلك العمل على إعداد الأطر الدستورية اللازمة للانتقال المنظم من مرحلة السلطة الوطنية إلى مرحلة الدولة».

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)

كما أكد الرئيس الفلسطيني العمل على «تحديث قوانين الانتخابات، وإصدار قانون عصري للأحزاب السياسية على أسس ديمقراطية واضحة، تضمن الالتزام بالبرنامج السياسي لـ(منظمة التحرير الفلسطينية)، وبالشرعية الدولية، ومبدأ حل الدولتين، والقانون الواحد، والسلاح الشرعي الواحد».

وندد عباس في بيانه بما وصفها بأنها «نقاشات وحملات على بعض منصات التواصل الاجتماعي، وما يرافقها أحياناً من تحريض وتشويه للحقائق»، داعياً إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية وصون السلم الأهلي.

وتابع بالقول: «الحفاظ على وحدتنا الوطنية وصون السلم الأهلي والمجتمعي وحماية مؤسساتنا الشرعية، تشكل ركائز أساسية لمواجهة الاحتلال ومخططاته العدوانية، ولا يجوز السماح لأي خطاب تحريضي أو تشهيري بأن يشتت بوصلتنا الوطنية أو يضعف جبهتنا الداخلية».

وحث عباس الفلسطينيين على «التحلي بروح المسؤولية الوطنية، والالتزام بخطاب عقلاني جامع يحترم القانون والحقائق، والاحتكام إلى الأطر الشرعية والدستورية، وتغليب المصلحة الوطنية العليا فوق أي اعتبارات أخرى».


الشيباني: العلاقات السورية الروسية تدخل عهداً جديداً

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الروسي سيرغي لافروف في لقاء سابق بموسكو (أ.ب)
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الروسي سيرغي لافروف في لقاء سابق بموسكو (أ.ب)
TT

الشيباني: العلاقات السورية الروسية تدخل عهداً جديداً

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الروسي سيرغي لافروف في لقاء سابق بموسكو (أ.ب)
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الروسي سيرغي لافروف في لقاء سابق بموسكو (أ.ب)

أكد وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد الشيباني، أن العلاقات السورية الروسية تدخل عهداً جديداً مبنياً على الاحترام المتبادل.

وقال الشيباني خلال اجتماعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو: «مستمرون في إعادة إعمار سوريا بإرادة وطنية خالصة، ونطمح إلى أن تكون علاقاتنا مع الجميع متوازنة». وأضاف: «نعمل على جلب الاستثمارات إلى داخل سوريا لتحسين الوضع الاقتصادي».

من جلسة مفاوضات بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الروسي سيرغي لافروف بمقر وزارة الخارجية الروسية في موسكو يوليو الماضي (د.ب.أ)

من جانبه، أشار لافروف إلى أن الاجتماع ناقش مختلف القضايا، مشدداً على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.


اختفاء ضابط لبناني على صلة بملف رون آراد

دبابات إسرائيلية تجري مناورات قرب الحدود مع لبنان استعداداً لتوغل بري العام الماضي (أ.ب)
دبابات إسرائيلية تجري مناورات قرب الحدود مع لبنان استعداداً لتوغل بري العام الماضي (أ.ب)
TT

اختفاء ضابط لبناني على صلة بملف رون آراد

دبابات إسرائيلية تجري مناورات قرب الحدود مع لبنان استعداداً لتوغل بري العام الماضي (أ.ب)
دبابات إسرائيلية تجري مناورات قرب الحدود مع لبنان استعداداً لتوغل بري العام الماضي (أ.ب)

قال مصدر قضائي لبناني لـ«الشرق الأوسط» إن تحقيقات تجريها قوى الأمن الداخلي ترجح أن إسرائيل اختطفت النقيب المتقاعد أحمد شكر، خلال «عملية استدراج استخباراتي» للاشتباه بعلاقته بملف الطيار الإسرائيلي المفقود رون آراد، منذ 1986.

وتتركز الجهود الأمنية على كشف مصيره في منطقة البقاع (شرق لبنان)، حيث يُعتقد أن العملية نُفذت بواسطة شخصين سويديّيْن، أحدهما من أصل لبناني. ويرتبط شكر، وهو من متقاعدي الأمن العام، بعائلة ذات صلات بـ«حزب الله»، مما يعيد إثارة النزاعات حول قضية رون آراد. وقال المصدر القضائي إنه يخشى أن يكون اختفاء شكر جزءاً من مسلسل العمليات الإسرائيلية في لبنان.

وتتعدد السيناريوهات بشأن مصير الضابط المتقاعد، بين احتمال تصفيته، على غرار ما نُسب إلى جهاز «الموساد» في قضية اغتيال الصراف أحمد سرور، المرتبط بـ«حزب الله»، العام الماضي، وبين فرضية أكثر خطورة لكنها الأكثر واقعية، وهي نقله إلى خارج لبنان، أي إلى إسرائيل.

ويعيد هذا العمل الأمني الخطير فتح سجل طويل من العمليات الإسرائيلية التي استهدفت أشخاصاً على صلة مباشرة أو غير مباشرة بملف رون آراد، سواء عبر الاغتيال أو الاختطاف أو محاولات التجنيد.