إسرائيل تكثّف ضرباتها على غزة تمهيداً لهجوم بري

قتلت نائب قائد منظومة الصواريخ في «حماس»

TT

إسرائيل تكثّف ضرباتها على غزة تمهيداً لهجوم بري

جنود إسرائيليون مع دبابتهم بالقرب من الحدود مع غزة (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون مع دبابتهم بالقرب من الحدود مع غزة (أ.ف.ب)

​قصفت إسرائيل بعنف قطاع غزة ليل السبت وفجر الأحد، عقب إعلانها تكثيف ضرباتها تمهيداً لعملية برية، مع دخول الحرب بين حركة «حماس» وإسرائيل أسبوعها الثالث. من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة، يوم الأحد، تعزيز دفاعاتها في الشرق الأوسط، على وقع «تصعيد» من قبل إيران وحلفائها، بينما اعتبر الجيش الإسرائيلي أن «حزب الله» اللبناني يسعى إلى تصعيد أكبر في المنطقة الحدودية، محذراً بأن ذلك «سيجرّ لبنان إلى حرب»، بعد توسّع تبادل القصف بين الحزب وإسرائيل.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الجنرال دانيال هغاري، الأحد: «خلال الليل كثفنا هجماتنا»، مؤكداً أن «عشرات» من مقاتلي «حماس» قتلوا، بينهم مسؤول في تسليح الحركة. وأضاف: «سنسلك المرحلة المقبلة من الحرب في ظروف أفضل للجيش». وكان رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، قد قال خلال تفقده أحد ألوية المشاة يوم السبت: «سندخل غزة وهي مكتظة بالسكان، والعدو يحضّر أشياء كثيرة هناك؛ لكننا أيضاً نستعدّ لهم». وتابع: «سندخل من أجل مهمة عملانية محترفة، بهدف تدمير إرهابيي (حماس) والبنية التحتية للحركة، وسنظل نتذكر أيضاً صور من قتلوا يوم السبت قبل أسبوعين»، أي في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) تاريخ بدء هجوم «حماس».

فلسطينيون يتفقدون الأنقاض بعد غارة إسرائيلية استهدفت مدينة رفح (د.ب.أ)

مقتل محمد قطامش

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، يوم الأحد، إن الجيش قتل نائب قائد منظومة الصواريخ في حركة «حماس». وأضاف أدرعي عبر منصة «إكس» (تويتر سابقاً) أن «محمد قطامش هو المسؤول عن إدارة إطلاق الصواريخ والنيران في لواء الوسطى». وأضاف: «كان المدعو قطامش جزءاً مهماً في تخطيط وتنفيذ خطط رمي الصواريخ لـ(حماس) نحو إسرائيل، في كل جولات القتال مع قطاع غزة». وأكدت «حماس» أمس، السبت، مقتل عضو مكتبها السياسي في غزة أسامة المزيني (أبو همام) خلال الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة.

العملية البرية «ليست نزهة»

ويرى محللون أن العملية البرية، إن حصلت، فلن تكون نزهة؛ إذ سيكون على الجنود الإسرائيليين مواجهة حرب شوارع وشبكة أنفاق «حماس» التي تحتجز أيضاً في القطاع أكثر من مائتي رهينة اقتادتهم معها من إسرائيل بعد الهجوم، وفق الجيش الإسرائيلي.

وكانت إسرائيل قد طلبت من سكان شمال غزة البالغ عددهم أكثر من مليون شخص التوجه جنوباً «حفاظاً على سلامتهم». ونقلت وكالات تابعة للأمم المتحدة عن السلطات المحلية أن أكثر من 40 في المائة من المساكن في قطاع غزة دُمرت أو تضررت. وتقول إسرائيل إنها استهدفت بنى تحتية لـ«حماس» وإنها قتلت عدداً من القياديين في الحركة.

الدخان يتصاعد بعد غارات جوية إسرائيلية على مدينة غزة (إ.ب.أ)

وذكرت «حماس» أن قصف ليلة السبت- الأحد تسبب في مقتل 80 شخصاً، وتدمير أكثر من 30 منزلاً. ورغم إنذار السكان بمغادرة شمال مدينة غزة والتوجه جنوباً، يطال القصف الإسرائيلي بانتظام مناطق جنوبية؛ حيث قُتل 9 أشخاص في خان يونس ليلاً، وفق «حماس». ويُعتقد أن مئات آلاف المدنيين لا يزالون في مدينة غزة ومحيطها، غير راغبين أو قادرين على المغادرة.

وفي رفح بجنوب القطاع، التقط صحافيون في وكالة «الصحافة الفرنسية» صوراً مروعة لجثث أفراد عائلات كاملة قتلت بالقصف. وشوهد فلسطيني يحمل بين ذراعيه جثة طفله لُفّت بقماش أبيض في أحد الشوارع.

ومنذ بدء الحرب، شدّدت إسرائيل حصارها على القطاع، وقطعت إمدادات الماء والكهرباء والوقود والمواد الغذائية.

نزوح كبير

في مدينة غزة، لا يعرف كثير من الناس المصدومين أين يذهبون لحماية عائلاتهم. وبين أنقاض «أبراج الزهراء» التي سويت بالأرض، قال رامي أبو وزنة: «لم أتخيل حدوث ذلك في أسوأ كوابيسي، لماذا قصفونا؟ نحن مدنيون عزل، أين سنذهب؟». وتقول الأمم المتحدة إن عشرات الجثث المجهولة الهوية دُفنت في مقبرة جماعية في مدينة غزة لعدم توفر برادات. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الأحد، إن 4741 فلسطينياً قتلوا، و15898 أصيبوا، جراء ضربات إسرائيلية على قطاع غزة منذ بداية الحرب.

من جانبه، قال سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، يوم الأحد، إن 70 في المائة من سكان القطاع باتوا نازحين جراء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة. وأوضح معروف في بيان نشره المكتب، أن هؤلاء النازحين يوجدون في مراكز إيواء يصل عددها إلى أكثر من 220 مركزاً، وفي تجمعات مستضيفة في مختلف المحافظات.

فلسطينيون يسعفون جريحة في غزة (أ.ف.ب)

وذكر معروف أن 50 في المائة من الوحدات السكنية بالقطاع تضررت «بشكل كلي أو جزئي، جراء شدة القصف، واستهداف أحياء سكنية بالكامل بآلاف الأطنان من القنابل شديدة الانفجار»؛ مشيراً إلى أنه تم حصر أضرار متفاوتة في أكثر من 165 ألف وحدة سكنية، بينما هُدم نحو 20 ألف وحدة سكنية كلياً أو باتت غير صالحة للسكن.

واتهم المسؤول الفلسطيني إسرائيل «بتعمد إلحاق أكبر قدر من الخسائر والأضرار في المباني السكنية والمنشآت العامة والمرافق الخدماتية». كما حمّل معروف المجتمع الدولي «الصامت بدوله ومؤسساته المعنية، المسؤولية عن استمرار هذه النكبة الإنسانية».


مقالات ذات صلة

«كتائب القسام» تنشر فيديو لرهينة محتجزة في قطاع غزة

المشرق العربي مقاتلان من «كتائب القسام» خلال عرض عسكري قرب الحدود مع إسرائيل بوسط قطاع غزة 19 يوليو 2023 (رويترز)

«كتائب القسام» تنشر فيديو لرهينة محتجزة في قطاع غزة

نشرت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، السبت، مقطع فيديو جديداً لرهينة محتجزة في غزة منذ هجوم الحركة على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

المشرق العربي دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح بجنوب قطاع غزة في وقت سابق (أ.ف.ب)

تقرير: وفد إسرائيلي يتوجه إلى قطر لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة

غادر وفد من المفاوضين «على مستوى العمل» إسرائيل متوجهاً إلى قطر؛ للمشاركة في محادثات تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة «حماس»

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطيني متأثر قرب جثة طفل قتل بقصف إسرائيلي قبل دفنه بغزة (أ.ف.ب)

خبراء أمميون: إسرائيل يجب أن تواجه عواقب حملتها في غزة

قال خبراء حقوقيون بالأمم المتحدة الاثنين إن إسرائيل يجب أن تواجه عواقب «إلحاق أقصى قدر من المعاناة» بالمدنيين الفلسطينيين في غزة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية صورة ملتقطة من وسط قطاع غزة تظهر تصاعد الدخان بعد غارة إسرائيلية على منطقة الشمال 29 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

إسرائيل تستعد لتوسيع عملياتها في غزة

يستعد الجيش الإسرائيلي لتوسيع القتال في قطاع غزة، على حساب جبهات أخرى، وذلك في ظل تعثر المفاوضات حول هدنة في القطاع، تشمل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب - رام الله)
شؤون إقليمية مشيعون حول جثمان الصحافية الفلسطينية شذى الصباغ التي أصيبت برصاصة خلال اشتباكات بين قوات الأمن الفلسطينية ومسلحين في مخيم جنين بالضفة الغربية (رويترز)

نتنياهو يرفض نقل أسلحة للسلطة الفلسطينية... متجاهلاً طلباً أميركياً

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي طلباً من واشنطن بنقل أسلحة وذخيرة إلى السلطة الفلسطينية، على الرغم من حملتها في مخيم جنين التي تُعدها إسرائيل مفيدة لها أمنياً.

كفاح زبون (رام الله)

حماس: لا نرى تجاوباً من إسرائيل بشأن الانسحاب من غزة

عناصر من «حماس» و«الجهاد الإسلامي» يسلمون الرهائن المفرج عنهم إلى «الصليب الأحمر» في رفح 28 نوفمبر 2023 ضمن صفقة تبادل الرهائن والأسرى بين «حماس» وإسرائيل (د.ب.أ)
عناصر من «حماس» و«الجهاد الإسلامي» يسلمون الرهائن المفرج عنهم إلى «الصليب الأحمر» في رفح 28 نوفمبر 2023 ضمن صفقة تبادل الرهائن والأسرى بين «حماس» وإسرائيل (د.ب.أ)
TT

حماس: لا نرى تجاوباً من إسرائيل بشأن الانسحاب من غزة

عناصر من «حماس» و«الجهاد الإسلامي» يسلمون الرهائن المفرج عنهم إلى «الصليب الأحمر» في رفح 28 نوفمبر 2023 ضمن صفقة تبادل الرهائن والأسرى بين «حماس» وإسرائيل (د.ب.أ)
عناصر من «حماس» و«الجهاد الإسلامي» يسلمون الرهائن المفرج عنهم إلى «الصليب الأحمر» في رفح 28 نوفمبر 2023 ضمن صفقة تبادل الرهائن والأسرى بين «حماس» وإسرائيل (د.ب.أ)

قال مسؤول في حركة «حماس»، اليوم (الأحد)، إن الحركة لا ترى تجاوباً من إسرائيل بشأن الانسحاب من غزة أو اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف المسؤول، الذي تحدث لوكالة «رويترز» شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر، أن «أي اتفاق سيعتمد على الموافقة على الانسحاب ووقف إطلاق النار».

وأكّد المسؤول أن الحركة وافقت على قائمة من 34 رهينة قدمتها إسرائيل للمبادلة بسجناء في اتفاق لوقف إطلاق النار.

ومنذ بداية الحرب عقب هجوم شنته «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى على مستوطنات إسرائيلية محيطة بقطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تم التوصل إلى هدنة واحدة فقط لمدة أسبوع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، جرى خلالها إطلاق سراح 105 رهائن بالإضافة إلى 240 معتقلاً فلسطينياً في سجون إسرائيل.

وخُطف 251 شخصاً خلال هجوم 7 أكتوبر الذي أدّى إلى مقتل أكثر من 1200 شخص في الجانب الإسرائيلي. ولا يزال هناك ما مجموعه 96 رهينة في غزة، أعلن الجيش أن 34 منهم قتلوا أو توفوا.