الجامعة العربية تكثف اتصالاتها لوقف «التهجير القسري» لسكان غزة

أبو الغيط دعا المجتمع الدولي لوضع حد للممارسات الإسرائيلية

اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الأربعاء الماضي في القاهرة (الشرق الأوسط)
اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الأربعاء الماضي في القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

الجامعة العربية تكثف اتصالاتها لوقف «التهجير القسري» لسكان غزة

اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الأربعاء الماضي في القاهرة (الشرق الأوسط)
اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الأربعاء الماضي في القاهرة (الشرق الأوسط)

كثفت جامعة الدول العربية اتصالاتها مع الأمم المتحدة بهدف وضع حد للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وبينما بعث الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (الجمعة)، برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، طالبه فيها بالحيلولة دون وقوع «جريمة حرب إسرائيلية جديدة» بحق الفلسطينيين، بحث أبو الغيط تطورات الوضع في غزة مع مستشار الرئيس البرازيلي للشؤون الخارجية سيلسو أموريم، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن.

وقال جمال رشدي، المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، في بيان صحافي (الجمعة)، إن «أبو الغيط وجه خطاباً عاجلاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة طالبه فيه بضرورة أن يضع ثقله السياسي والمعنوي للحيلولة دون جريمة حرب جديدة تخطط إسرائيل لارتكابها، كجزء من حملتها الدموية المخزية ضد قطاع غزة».

وعدَّ أبو الغيط مطالبة إسرائيل سكان شمال قطاع غزة بالمغادرة نحو جنوبه بمثابة «تهجير قسري». وقال إن «هذه الجريمة الجديدة تجاوزت كل حد معقول، وستؤدي إلى معاناة لا حدود لها لسكان القطاع، فضلاً عما تمثله من انتهاك صارخ للمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة (تحظر على القوة القائمة بالاحتلال مباشرة نقل قسري للسكان، أو ترحيل أي من الأشخاص المشمولين بالحماية في الإقليم الذي يقع تحت الاحتلال)»، حسب البيان.

كان الجيش الإسرائيلي طالب (الجمعة) سكان شمال قطاع غزة بإخلاء منازلهم والتوجه إلى الجنوب، معلناً عن عملية عسكرية في القطاع.

عمل انتقامي

وانتقد الأمين العام للجامعة العربية ما تفعله إسرائيل، قائلاً إن «ما تقوم به إسرائيل لا يُعد عملية عسكرية مخططة أو مدروسة لاقتلاع جذور التنظيمات المسؤولة عن الهجمات ضدها، وإنما هو عمل انتقامي بشع باستخدام غاشم للقوة العسكرية لمعاقبة المدنيين والسكان الذين لا حول لهم ولا قوة في قطاع غزة، عبر استهدافهم على نحو عشوائي بلا أي تمييز». وطالب الدول الأعضاء في مجلس الأمن بـ«إدانة المساعي الإسرائيلية لنقل السكان، والعمل على نحو حثيث مع كل الأطراف ذات التأثير لوقف تنفيذه»، مؤكداً أن «السماح بمباشرة هذه السياسة (الجنونية) سيمثل عاراً على جبين المجتمع الدولي للأبد، والظرف يقتضي الالتزام بالبوصلة الأخلاقية الصحيحة».

كان مجلس وزراء الخارجية العرب دعا إلى تحرك دولي «عاجل» لوقف الحرب على غزة، مؤكداً في ختام اجتماعه (الأربعاء) الماضي في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، «إدانته استهداف المدنيين من الجانبين»، ومحذراً من «محاولات تهجير الشعب الفلسطيني».

في سياق التواصل مع مجلس الأمن، تلقى أبو الغيط (الجمعة) اتصالاً هاتفياً من مستشار الرئيس البرازيلي للشؤون الخارجية، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية من مجلس الأمن. وتناول اللقاء، حسب بيان صحافي، «التطورات الخطيرة الجارية في قطاع غزة».

وقال المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية إن «الطرفين توافقا حول ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري، وتهيئة السبيل لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع لإغاثة السكان». وأضاف أن «أبو الغيط وضع المسؤول البرازيلي في صورة التطورات الجارية، لا سيما في ضوء تولي بلاده رئاسة مجلس الأمن، بما يضع على عاتقها مسؤولية كبيرة في التحرك من أجل وقف الهجمات الإسرائيلية المسعورة ضد المدنيين في القطاع».

وشدد أبو الغيط على «خطورة الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة الهادفة إلى نقل السكان من شمال القطاع إلى جنوبه». كما حذر من «دفع القطاع إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في مداها، خصوصاً وأن العمليات العسكرية الإسرائيلية تعكس حالة من الانتقام دون أي اعتبار للقانون الدولي الإنساني»، مؤكداً على «مسؤولية المجتمع الدولي، لا سيما الدول الأعضاء في مجلس الأمن في لجم الجنون الإسرائيلي ووضع خط أحمر لهذه الممارسات».

وواصلت إسرائيل قصفها قطاع غزة لليوم السابع على التوالي منذ الهجوم المباغت الذي شنته حركة «حماس» على بلدات ومدن إسرائيلية السبت الماضي.


مقالات ذات صلة

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا جانب من محادثات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

مصر تطالب بخفض التوترات في المنطقة و«ضبط النفس»

أعرب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني، عباس عراقجي، مساء الخميس، عن قلق بلاده «من استمرار التصعيد في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (رويترز)

ماذا نعرف عن «الخلية الفلسطينية» المتهمة بمحاولة اغتيال بن غفير؟

للمرة الثانية خلال ستة شهور، كشفت المخابرات الإسرائيلية عن محاولة لاغتيال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يعيش في مستوطنة بمدينة…

نظير مجلي (تل ابيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يبحثون عن ضحايا عقب غارة إسرائيلية وسط مدينة غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري حديث إسرائيلي عن «إدارة عسكرية» لغزة يعقّد جهود «الهدنة»

الحديث الإسرائيلي عن خطط لإدارة غزة يراه خبراء، تحدثوا مع «الشرق الأوسط»، بمثابة «تعقيد خطير لجهود التهدئة المتواصلة بالمنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود يرفع يده لنقض مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال اجتماع لمجلس الأمن (أ.ف.ب)

أميركا تحبط الإجماع الدولي على المطالبة بوقف إطلاق النار فوراً في غزة

خرجت الولايات المتحدة عن إجماع بقية أعضاء مجلس الأمن لتعطيل مشروع قرار للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

علي بردى (واشنطن)

مقتل فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

جثمانا القتيلين وحولهما أقاربهما في بلدة يعبد غرب جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
جثمانا القتيلين وحولهما أقاربهما في بلدة يعبد غرب جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

مقتل فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

جثمانا القتيلين وحولهما أقاربهما في بلدة يعبد غرب جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
جثمانا القتيلين وحولهما أقاربهما في بلدة يعبد غرب جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل فلسطينيين في شمال الضفة الغربية المحتلة؛ هما شاب وطفل، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده أطلقوا النار بعد إلقاء «عبوات ناسفة» نحوهم.

وقالت وزارة الصحة ليل الأحد: «شهيدان برصاص الاحتلال في يعبد، الشهيد الطفل محمد ربيع حمارشة (13 عاماً)، والشهيد أحمد محمود زيد (20 عاماً)»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت «وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)» أفادت بأن القوات الإسرائيلية نفذت عملية اقتحام لبلدة يعبد الواقعة غرب جنين، و«اندلعت على أثرها مواجهات، أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي... بكثافة ومن مسافة قريبة صوب الطفل حمارشة والشاب زيد».

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه خلال نشاط لقواته في منطقة يعبد «ألقى إرهابيان عبوات ناسفة على جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي».

وأضاف: «رد الجنود بإطلاق النار، وحُددت الإصابات، ولم ترد أنباء عن إصابات في صفوف» الجيش الإسرائيلي.

وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، خصوصاً في شمالها، منذ اندلاع الحرب على غزة يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقتلت القوات الإسرائيلية ومستوطنون ما لا يقل عن 777 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ بدء الحرب على غزة، وفقاً لوزارة الصحة في رام الله.

كما قتلت هجمات نفّذها فلسطينيون على إسرائيليين ما لا يقل عن 24 شخصاً في الفترة نفسها بالضفة الغربية، وفقاً لأرقام رسمية إسرائيلية.