مقتل 7 في قصف إسرائيلي على قطاع غزة

الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة (إ.ب.أ)
الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

مقتل 7 في قصف إسرائيلي على قطاع غزة

الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة (إ.ب.أ)
الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة (إ.ب.أ)

أفاد التلفزيون الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، بمقتل وإصابة عدد من الصحافيين إثر قصف القوات الإسرائيلية مبنى سكنياً غرب قطاع غزة. وذكر التلفزيون أن غارة إسرائيلية استهدفت برج حجي، الذي يضم عدداً من المكاتب الإعلامية.

وكانت وسائل إعلام فلسطينية أفادت في وقت سابق بمقتل خمسة أشخاص إثر قصف المبنى؛ وذكرت قناة (الأقصى) الفضائية أن عدداً من الأشخاص أصيبوا أيضاً في القصف. وأوضح التلفزيون الفلسطيني في حينها أن صحافياً يدعى سعيد الطويل من بين القتلى، مشيراً إلى أنه كان يعمل على تغطية الأحداث في القطاع.

بدورها، أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) بمقتل فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين، فجر اليوم (الثلاثاء)، في غارة إسرائيلية على منزلهم في جباليا شمال قطاع غزة. ونقلت الوكالة عن مراسلها أنه تم استهداف ثلاثة منازل أخرى وتدميرها بالكامل، الأول في منطقة النصر بمدينة غزة، والثاني وسط غزة، والثالث شرق خان يونس.

كما أفادت الوكالة بأن البحرية الإسرائيلية قصفت شاطئ بحر المحافظة الوسطى وشاطئ خان يونس في قطاع غزة بعشرات القذائف. وقالت إن الطائرات الإسرائيلية ما زالت تشن سلسلة غارات عنيفة على منازل ومواقع مختلفة في القطاع.

 

بدورها، أفادت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، الثلاثاء، بأن قوات إسرائيلية اشتبكت مع مسلحين فلسطينيين قرب منطقة كفار سعد في الجنوب، وقالت إن صافرات الإنذار انطلقت في المنطقة.

وذكرت الصحيفة أن سكان مجلس سدوت النقب الإقليمي طُلب منهم الاحتماء بأماكنهم وسط تقارير عن اشتباكات «في الوقت الذي دوت فيه صافرات الإنذار في كفار سعد وكفار عزة وناحل عوز وعالوميم»، وفقاً لوكالة أنباء العالم العربي.

ونقلت الصحيفة عن تقارير أولية أن حادثين منفصلين وقعا في كفار سعد، مشيرة إلى أن مسلحاً قُتل في الحادث الأول خلال اشتباكه مع القوات الإسرائيلية. وأوضحت أن الحادث الثاني شهد تسلل عدد من السيارات إلى الجانب الإسرائيلي من قطاع غزة، حيث اندلعت اشتباكات بين المهاجمين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية وقُتل مسلّحان.

وقالت الصحيفة إنه لم يتضح بعد ما إذا كان المزيد من المسلحين الذين تسللوا إلى الجانب الإسرائيلي ما زالوا موجودين داخل الأراضي الإسرائيلية.

وكان تلفزيون فلسطين أفاد في وقت سابق اليوم بتجدد القصف على قطاع غزة. كما ذكرت وكالة (وفا) أن طائرات إسرائيلية قصفت، فجر (الثلاثاء)، عدة أهداف قي القطاع، بينها برج سكني ومسجدان ومنزلان ومقبرة.

ونقلت عن شهود عيان أن الطائرات الإسرائيلية قصفت برج البدرساوي القريب من مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة بعد إطلاق صاروح تحذيري عليه من طائرة استطلاع. وأضافت أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت مسجد أحمد ياسين الواقع في مخيم المغازي وسط القطاع، ومسجد أبو جنب شرق خان يونس. ونقلت الوكالة عن الشهود أيضاً أن الطائرات الإسرائيلية شنت عدة غارات في محيط المقبرة الشرقية شرق مدينة غزة.

وتحدثت وزارة الصحة في قطاع غزة، عبر صفحتها على «فيسبوك»، عن استهداف أربع سيارات إسعاف في منطقة عبسان شرق خان يونس. كما ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، عبر «فيسبوك»، أن ثلاث سيارات إسعاف تابعة للجمعية دُمرت نتيجة استهدافها في خان يونس؛ لكنها قالت إن طواقم السيارات الثلاث «بخير».


مقالات ذات صلة

غوتيريش: لا شيء يبرر العقاب الجماعي للفلسطينيين

المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب)

غوتيريش: لا شيء يبرر العقاب الجماعي للفلسطينيين

شدّد الأمين العام للأمم المتحدة، الاثنين، على أنّ «لا شيء يبرّر العقاب الجماعي» الذي تنزله إسرائيل بسكان غزة الذين يعانون على نحو «لا يمكن تصوره».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي فلسطينيون يحاولون جمع ما تبقى من «السولار» من خزان قصفته إسرائيل في غزة السبت (أ.ف.ب)

إسرائيل تدمر أول منشأة محلية في شمال غزة لاستخراج السولار

أغارت طائرات إسرائيلية على مبنيين مجاورين لبعضهما بعضاً خلف مدرسة دار الأرقم، شمال غربي مدينة غزة، في المكان الذي استحدثت فيه أولى المحاولات لإنتاج السولار.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي مسلح يطلق النار خلال جنازة 4 فلسطينيين في مخيم نور شمس للاجئين بالضفة الغربية الخميس (إ.ب.أ)

إسرائيل تستعد لانتقال التهديدات المعروفة في غزة ولبنان إلى الضفة

قلق متزايد لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من أن التصعيد الجاري في الضفة الغربية قد يتطور فعلاً إلى انتفاضة كاملة.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس يتوسط المشاركين في الاجتماع الرفيع المستوى حول «حرب غزة» (أ.ب)

«بيان مدريد» يدعو إلى انسحاب إسرائيل من غزة بما فيها محور فيلادلفيا

دعا الاجتماع الوزاري حول القضية الفلسطينية، الذي انعقد بمدريد، بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة ومن بينها محور فيلادلفيا والجانب الفلسطيني من معبر رفح.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يشارك في اجتماع حول غزة بمدريد

وصل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى مدريد للمشاركة في الاجتماع الوزاري للتنسيق حول أوضاع غزة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

خبراء: الحزام الأمني في لبنان مشروع إسرائيلي صعب التحقق

تظهر هذه الصورة الملتقطة من إسرائيل على طول الحدود مع جنوب لبنان دخاناً يتصاعد فوق قرية الوزاني اللبنانية في أثناء القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الملتقطة من إسرائيل على طول الحدود مع جنوب لبنان دخاناً يتصاعد فوق قرية الوزاني اللبنانية في أثناء القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

خبراء: الحزام الأمني في لبنان مشروع إسرائيلي صعب التحقق

تظهر هذه الصورة الملتقطة من إسرائيل على طول الحدود مع جنوب لبنان دخاناً يتصاعد فوق قرية الوزاني اللبنانية في أثناء القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الملتقطة من إسرائيل على طول الحدود مع جنوب لبنان دخاناً يتصاعد فوق قرية الوزاني اللبنانية في أثناء القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)

لم يتعاط «حزب الله» اللبناني طوال الفترة الماضية بجدية مع ما كان يُشاع عن نية إسرائيل تنفيذ اجتياح بري للبنان لإبعاد قوات «الرضوان»، وهي قوات النخبة في «الحزب»، عن الحدود الإسرائيلية، إلا أن ما كُشف في الساعات الماضية عن توصية تقدم بها قائد اللواء الشمالي في الجيش الإسرائيلي الجنرال أوري غوردين إلى رئاسة الأركان، يقترح فيها احتلال مقطع من الجنوب اللبناني وتحويله إلى حزام أمني يمنع نشاط «حزب الله»، ويضمن عودة آمنة لسكان البلدات الشمالية النازحين، جعل الموضوع محور نقاش وأخذ ورد في الداخل اللبناني.

ويرى رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري- أنيجما» رياض قهوجي، أن «الطرف الإسرائيلي يعمل منذ فترة على تحقيق حزام أمني عند الحدود اللبنانية، من خلال السعي لتفريغ القرى الحدودية من سكانها. لكن هذا الأمر لا يحل المشكلة الإسرائيلية، إنما يحل جزءاً منها، بحيث إنه يمنع خطر التسلل، أي قيام (حزب الله) بما يشبه السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، ويطمئن نوعاً ما المستوطنين. لكن هكذا منطقة لا تحل إطلاقاً المشكلة الإسرائيلية المرتبطة بإطلاق الصواريخ والمسيّرات التي تصل لعمق إسرائيل».

ويرى قهوجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «حزاماً أمنياً داخل الأراضي اللبنانية يعني تغيير القرار الدولي 1701، على أساس أننا نتحدث عن احتلال دائم، وهذا لا شك يعقّد الأمور ولا يحلها. من هنا يأتي كلام المبعوث الأميركي آموس هوكستين لجهة أنه إذا كانت الإشكالية بإبعاد (حزب الله) عن الحدود، فبالإمكان حل هذا الموضوع دبلوماسياً، ولكن يفترض أن تتوقف أولاً الحرب في غزة للمضي قدماً بالمفاوضات الدبلوماسية مع الحزب لإخلاء هذه المنطقة». ويضيف: «لكن لأسباب باتت معروفة، فإن نتنياهو يرفض وقف الحرب، ولذلك يعرقل اتفاق الهدنة في غزة، ويتجه لتوسعة القتال على الجبهة الشمالية».

ويوضح قهوجي أن «قيادة الجيش الإسرائيلي، من جهتها، ترفض عملية محدودة في لبنان، لأنها لن تؤدي الغرض منها. كما أنها تعارض أي عملية واسعة ضد لبنان قبل الانتهاء من حرب غزة، لأنها غير قادرة على خوض حروب استنزاف على أكثر من جبهة. فما يتطلع له الجيش الإسرائيلي أبعد من إبعاد (حزب الله) عن الحدود، فهو يطمح لإضعاف قدرات الحزب وتدمير إنفاقه، كما أنه يسعى لاستراتيجية واضحة للحرب كما لاستراتيجية الخروج منها، وإلا فإننا نكون نتحدث عن الدخول في المجهول».

احتلال بقعة محدودة

أما العميد المتقاعد جورج نادر، فيشير إلى أن «إعادة المستوطنين المهجرين من الشمال والذين يتجاوز عددهم نحو 150 ألف شخص إلى منازلهم، هدف أساسي للحكومة الإسرائيلية، خصوصاً بعدما بات هؤلاء يضغطون على نتنياهو، ويريدون العودة إلى المستوطنات»، معتبراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك عدة خيارات لإعادتهم، ومنها الاجتياح البري المقترح راهناً، والذي يؤيده نتنياهو، لكن الأسئلة التي تطرح نفسها: هل تستطيع إسرائيل تكبُّد التكلفة البشرية للاجتياح البري؟ وكيف سيكون شكل الاجتياح؟ وهل يهدف للوصول إلى نهر الليطاني وتحقيق الحلم الإسرائيلي القديم وإفراغ منطقة جنوب الليطاني من أهلها؟ وهل هو قادر على تحمل التبعات السياسية والدولية؟».

ولا يستبعد نادر أن «يحاول الجيش الإسرائيلي احتلال بقعة حدودية محدودة يستخدمها للتفاوض»، معتبراً أنه «خلال المهلة التي تفصلنا عن الانتخابات الأميركية، يعتقد نتنياهو، رغم الموقفين الأميركي والأوروبي الرافضين لاجتياح لبنان، أنه قادر على جر الإدارة الحالية في واشنطن لدعم وتغطية الاجتياح».

ويلفت نادر إلى أن «حزب الله» يستطيع براً أن يكبّد إسرائيل خسائر كبيرة، لكن الكلمة تبقى للقوة التدميرية لدى إسرائيل القادرة على تدمير كامل منطقة جنوب الليطاني، كما لديها القوة التكنولوجية لملاحقة أي هدف تريده أينما وُجد على الأراضي اللبنانية.

وكانت صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية قد نقلت عن مصادر قولها إنها اطّلعت على توصية غوردين الذي يرى أن «الظروف مواتية، وتتيح للجيش القيام بمثل هذه الخطوة في غضون وقت غير طويل؛ فقد تمكن الجيش الإسرائيلي من قتل كثير من عناصر قوة الرضوان، وهي وحدة النخبة لـ(حزب الله) التي انتشرت بالقرب من الحدود، خلال 11 شهراً من المعارك، أو أنهم فروا شمالاً. والعمليات الإسرائيلية أدت إلى نزوح عدد كبير من السكان المدنيين من قرى جنوب لبنان، بحيث لم يبق فيها سوى 20 في المائة من السكان ممن كانوا يسكنون المنطقة قبل 7 أكتوبر. وانخفاض نسبة السكان بهذا الشكل سيسمح للجيش بتنفيذ هذه العملية ببساطة وسرعة أكثر».

وأشار إلى أن هدف هذه الخطوة هو إزالة التهديد وإبعاد قوات «حزب الله»، حتى لا تشكل تهديداً على سكان الشمال، بالإضافة إلى تشكيل رافعة للضغط من أجل التوصل إلى تسوية دائمة، وهذه الخطوة ستدفع «حزب الله» للتوصل إلى تسوية مقابل انسحاب الجيش من المنطقة.