100 قتيل في هجوم بمسيّرات على كلية حربية بسوريا... والجيش يتوعد

الكلية الحربية في سوريا (أرشيفية من سانا)
الكلية الحربية في سوريا (أرشيفية من سانا)
TT

100 قتيل في هجوم بمسيّرات على كلية حربية بسوريا... والجيش يتوعد

الكلية الحربية في سوريا (أرشيفية من سانا)
الكلية الحربية في سوريا (أرشيفية من سانا)

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم الخميس، بمقتل 100شخص وأصيب أكثر من 125 آخرين، في هجوم بطائرات مسيرة استهدف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص بوسط البلاد.

وأفاد المرصد بارتفاع عدد القتلى جراء الهجوم في أثناء حفل تخريج ضباط بمدينة حمص إلى «أكثر من مائة قتيل، أكثر من نصفهم من الضباط الخريجين، إضافة إلى 14 مدنياً على الأقل». وكانت حصيلة سابقة للمرصد أفادت بمقتل أكثر من ستين شخصاً بينهم تسعة مدنيين.

وحسب «وكالة الأنباء الألمانية»، قال المرصد، الذي يتخذ من لندن مقراً له، في بيان صحافي، إن الانفجار نجم عن هجوم بطائرات مسيرة، وجرى خلال عرض تخريج دفعة من الكلية الحربية، فيما هرعت سيارات الإسعاف لنقل الجرحى إلى المشفى العسكري.

وأشار إلى أن مراسم تخريج الطلاب الضباط جرت بحضور قيادات الجيش السوري ووزير الدفاع. وكانت صحيفة «الوطن» السورية أفادت، اليوم، بهجوم إرهابي بالمسيرات بعد انتهاء حفل تخريج دورة ضباط الكلية الحربية في حمص، ما «سبب أعداداً كبيرة من الإصابات».

ومن جانبه، قال الجيش السوري إن تنظيمات إرهابية مدعومة من أطراف دولية استهدفت احتفال تخريج طلاب الكلية الحربية في حمص، بمُسيرات تحمل ذخائر متفجرة أسفرت عن ارتقاء عدد من القتلى المدنيين والعسكريين وعشرات الجرحى.

وحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، جاء في بيان للجيش السوري أن مخططي الهجوم على الكلية الحربية في حمص ومنفذيه سيدفعون ثمنه غالياً.


مقالات ذات صلة

من هي وكيلة العقارات التي حسمت قضية 11 سبتمبر؟

الولايات المتحدة​ إسكالييه التي كانت آنذاك عميدة في الجيش الأميركي تتحدث خلال تدريب القيادة القانونية الاحتياطية للجيش عام 2019 (نيويورك تايمز)

من هي وكيلة العقارات التي حسمت قضية 11 سبتمبر؟

أثارت موافقة سوزان إسكالييه على صفقة الإقرار بالذنب، وهو واحد من أهم القرارات في تاريخ محكمة الحرب في خليج غوانتانامو.

كارول روزنبرغ
أوروبا عناصر من الشرطة يصطحبون المشتبه بهم في الخلية الإرهابية اليمينية المتطرفة إلى المحكمة العليا بعد اعتقالهم (إ.ب.أ)

ألمانيا: اعتقال خلية يمينية متطرفة خططت لـ«تنظيف عرقي» في الولايات الشرقية

قبضت السلطات الألمانية على خلية يمينية متطرفة تضم سياسياً من حزب «البديل لألمانيا»، كانت تعد لتنفيذ عمليات تطهير عرقي شبيهة بتلك التي نفذها النازيون.

راغدة بهنام (برلين)
شؤون إقليمية انفجار في مصفاة نفط «توبراش» في شمال غربي تركيا (إعلام تركي)

انفجار في أكبر مصفاة للنفط في تركيا

مصفاة «توبراش» أكبر مصفاة للنفط في تركيا، وتقع في ولاية كوجا إيلي شمال غربي البلاد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا شرطي باكستاني يقف عند المدخل الرئيسي لمصنع حيث أصيب مواطنان صينيان بالرصاص في كراتشي بباكستان 5 نوفمبر 2024 (رويترز)

باكستاني يطلق النار على صينيين اثنين يعملان في مصنع للنسيج بكراتشي

قام حارس باكستاني بإطلاق النار على مواطنين صينيين اثنين يعملان في مصنع للنسيج بمدينة كراتشي الساحلية جنوب البلاد

«الشرق الأوسط» (كراتشي )
أوروبا صورة عامة لمحكمة إيل دو لا سيتي في اليوم الأول من محاكمة 8 أشخاص متهمين بالتورط في قطع رأس مدرس التاريخ الفرنسي صامويل باتي بباريس في 4 نوفمبر 2024 (رويترز)

فرنسا تبدأ محاكمة 8 أشخاص في قضية مقتل مدرس بهجوم إرهابي

مثُل والد تلميذة فرنسية أمام القضاء، الاثنين، بتهمة الارتباط بشبكة إرهابية مسؤولة عن قطع رأس مدرِّس بعد اتهامات له بعرض رسوم كاريكاتورية مسيئة.

«الشرق الأوسط» (باريس)

مسيّرات «حزب الله» السلاح الأقوى تأثيراً في الحرب مع إسرائيل ومصدر قلقها

صورة نشرها الإعلام الإسرائيلي تُظهر الضرر في نافذة منزل نتنياهو
صورة نشرها الإعلام الإسرائيلي تُظهر الضرر في نافذة منزل نتنياهو
TT

مسيّرات «حزب الله» السلاح الأقوى تأثيراً في الحرب مع إسرائيل ومصدر قلقها

صورة نشرها الإعلام الإسرائيلي تُظهر الضرر في نافذة منزل نتنياهو
صورة نشرها الإعلام الإسرائيلي تُظهر الضرر في نافذة منزل نتنياهو

يشكّل سلاح المسيّرات لدى «حزب الله» الأداة العسكرية الأهم والأقوى فاعلية في الحرب مع إسرائيل، ولا تكمن أهميته في حجم التدمير وإلحاق الإصابات، بل بقدرته على المناورة والإفلات من رقابة الرادارات و«القبّة الحديدية»، بخلاف الصواريخ التي نجحت إسرائيل في التصدّي لقسم كبير منها وإسقاط معظمها قبل بلوغ الهدف، وفق ما يقول الجيش الإسرائيلي، وهذا ما يشكل حالة إرباك لإسرائيل؛ لأن المسيّرات «أحدثت فارقاً في المواجهة، وأظهرت أنها لأول مرة تصيب بدقة أهدافاً في العمق الإسرائيلي»، وفق ما يؤكد خبراء عسكريون.

وأُحصيت منذ 17 سبتمبر (أيلول) وحتّى أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضيين 76 عمليّة إطلاق لأكثر من 170 مُسيّرة من مختلف الأنواع والأحجام، عبر بعضها حتى عمق وصل إلى 145 كيلومتراً بالضواحي الجنوبيّة لتل أبيب.

وأحصى الإعلام الإسرائيلي أكثر من 1200 طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات توغلت داخل الأراضي الإسرائيلية منذ بدء هجوم «حزب الله» على الشمال في العام الماضي، ولا تزال المؤسسة الأمنية تواجه صعوبة في الرد على «التهديد القاتل».

«إنفوغراف» لأنواع المسيّرات التي يمتلكها «حزب الله» (إعداد الشرق الأوسط)

مسيّرات استطلاعية

ويمتلك «حزب الله» أعداداً كبيرة من المسيّرات متعددة الأنواع والمهام. ويشير الخبير العسكري والاستراتيجي العميد خليل الحلو، إلى أن «كل المسيّرات الموجودة لدى (حزب الله) إيرانية الصنع، وتطير لمسافات بعيدة جداً، ونُقلت إلى لبنان على شكل أجزاء، حيث جُمّعت وأُدخلت تعديلات عليها تتلاءم مع واقع المواجهة وقرب المسافة من إسرائيل».

ويوضح الحلو لـ«الشرق الأوسط» أن «(الحزب) لديه 3 أنواع من المسيّرات: الأولى استطلاعية وهي (الهدهد) صغيرة الحجم، ويبلغ طولها 3.5 متر وعرضها 5 أمتار، وهي قادرة على المناورة، وتحلّق على علوّ منخفض وتطير لنحو 100 كيلومتر، أي إنها قادرة على الوصول إلى تلّ أبيب، ومزودة بكاميرات للتصوير، وأجهزة لتخزين المعلومات، ويمكن برمجتها للتحليق فوق المواقع المنوي تصويرها والعودة إلى القاعدة التي انطلقت منها في لبنان، أو التحكّم فيها من داخل القاعدة وإدخال تعديلات على مهامها الاستطلاعية».

ويشير الحلو إلى ناحية مهمة وهي أن «طائرات الاستطلاع لها مطارات خاصّة لإطلاقها، وهناك مطاران لها: الأول في جزين (جنوب لبنان)، والآخر في الهرمل (البقاع الشمالي)، بالإضافة إلى مطارات مشابهة داخل سوريا، وهي طائرات مُدَوْلَبَة (لها عجلات)، وتحتاج إلى مدرج للإقلاع والهبوط».

مناصرون لـ«حزب الله» يرفعون صورة لمسيّرات مع شعار «نحن القادرون» خلال إحياء ذكرى عاشوراء الشهر الماضي (أ.ب)

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ذكرت هذا الأسبوع أن كثيراً من الطائرات من دون طيار، خصوصاً تلك المخصصة لجمع المعلومات الاستخبارية، تمكنت من الوصول إلى حيفا دون عوائق، بل ووصلت أبعد من ذلك، دون أن ترصدها على الإطلاق أنظمة الإنذار خلال عبورها من لبنان. وأشارت الصحيفة إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي لم يحاول اعتراضها.

وتتوقع مراكز أبحاث إسرائيلية أن تكون «الهدهد»، التي استُخدمت أخيراً لرصد مواقع في إسرائيل، هي من الجيل الأحدث، وهي مسيّرة كهربائية، ولا تتضمن بصمة حرارية أو صوتية، وتبلغ سرعتها القصوى 70 كيلومتراً في الساعة، ولها القدرة على الإقلاع والهبوط العمودي دون الحاجة إلى مدرج، وتتميز بتقنيات تصوير عالية الجودة، مع قدرة البث المباشر للصور، ويصعب اكتشافها وتتبعها نظراً إلى صغر حجمها وقصر موجاتها الرادارية.

وسبق لـ«حزب الله» أن عرض مقاطع فيديو لطائرات «الهدهد» التي صوّرت مواقع استراتيجية في حيفا وتل أبيب وغيرهما، ووضعتها ضمن «بنك الأهداف» التي تتولّى المسيّرات الهجومية استهدافها.

«إنفوغراف» لأنواع المسيّرات الاستطلاعية التي يمتلكها «حزب الله»... (إعداد الشرق الأوسط)

مسيّرات «انقضاضية»

ويلفت العميد حلو إلى أن «النوع الثاني من المسيّرات هو (الانقضاضية) أو (الجوالة)، ويطلق عليها اسم (شاهد)، وهي تقلع بمحرّك نفّاث، وتحمل ما بين 30 و40 كيلوغراماً من المتفجرات، وتطير ببطء، وهذه ميزة مهمّة جداً تسهّل على مطلقها التحّكم فيها بما يسمح بتوجيهها إلى الهدف وضربه بدقّة».

القاذفة

أما المسيّرة الثالثة فهي «القاذفة»، وفق تقدير العميد الحلو، الذي يقول إنها «قادرة على حمل صواريخ عدّة، وتستطيع أن تطلقها وتعود إلى مقرها، ويمكن أن ترمي الصواريخ وتنقضّ في الوقت نفسه على الهدف وتنفجر من أجل إيقاع ضرر كبير بالموقع المستهدف، وهذه الطائرة هي التي أُطلقت على الثكنة الخاصة بـ(لواء غولاني) في حيفا، حيث أطلقت الصواريخ التي تحملها واحتفظت بصاروخ واحد انقضت به على الهدف».

صعوبة الاعتراض

ولا يجد سلاح الجوّ الإسرائيلي علاجاً ناجعاً حتى الآن لإيقاف خطر هذه المسيّرات. ويؤكد منسّق الحكومة اللبنانية السابق مع قوات الـ«يونيفيل» العميد منير شحادة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «سلاح المسيّرات تحوّل إلى معضلة كبيرة للإسرائيلي، خصوصاً بعد نجاح (حزب الله) في إصابة منزل رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو محاولاً اغتياله، وعندما قصف (ثكنة غولاني) في حيفا وأوقع أكثر من 150 ضابطاً وجندياً بين قتيل وجريح، وهو أكبر خطر يواجه الكيان الإسرائيلي منذ إنشائه».

ويلفت شحادة إلى أن «محاولة اغتيال نتنياهو واستهداف (ثكنة غولاني) يثبتان أن المسيّرات التي يستخدمها (الحزب) منذ بداية الحرب حديثة ودقيقة وذات فاعلية».

«هدهد» و«شاهد»

لا معلومات دقيقة عن أسماء المسيّرات ونوعياتها؛ لأنها تعدّ من الأسرار وأوراق القوّة التي تربك الجانب الإسرائيلي. لكنّ النموذج الذي استُخدم منها يوفّر معطيات ولو محدودة عنها.

ويشير العميد شحادة إلى أن «(حزب الله) يستخدم طائرات استطلاعية مثل (هدهد) وطائرات إلهائية، وهي (درون) تُستخدم للتصوير، لكن بحجم أكبر، وهذه مهمتها شغل (القبة الحديدة) حتى تتمكن الطائرات الانقضاضية والصواريخ من تخطي (القبّة) والعبور نحو الهدف».

ويقول: «أهمية المسيّرة (شاهد 101) المصنّعة من مواد غير معدنية أنها تصعّب على الرادار رصدها. أما (شاهد 136) فهي طائرة انقضاضية تحمل صاروخين من نوع (سام5)، وقادرة على ضرب 3 أهداف، فتطلق صاروخاً على كلّ هدف، ويمكن أن تنقض هي على هدف ثالث، كما يمكن أن تضرب هدفاً واحداً لزيادة الأضرار. وهذه المسيرة مزودة بكاميرا تسمح لمشغلها بأن يتحكّم فيها من موقع إطلاقها وأن يختار الهدف المنوي ضربه».

وكانت «يديعوت أحرونوت»، قالت الشهر الماضي إن مسيّرة «حزب الله» التي هاجمت قاعدة «بنيامينا» الخاصة بـ«لواء غولاني» فى شمال إسرائيل أصابت هدفها بدقة، وإن المسيّرة هي على الأرجح من طراز «شاهد 107» التي تصنّع في إيران ويستخدمها «حزب الله» على نطاق واسع.

وأشارت الصحيفة إلى أنه يمكن برمجة مسار طيران المسيّرة لتغيير الارتفاع والاتجاه بشكل متكرر، مما يجعل من الصعب اكتشافها وتتبعها. ويبلغ مداها 100 كيلومتر، وهى صغيرة الحجم، ويعتمد اكتشافها على الحرارة المنبعثة من المحرك، ويصعب أيضاً رصدها عبر الوسائل البصرية.

«إنفوغراف» لأنواع المسيّرات الانقضاضية التي يمتلكها «حزب الله»... (إعداد الشرق الأوسط)

«شاهد 101» و«صياد 107»

وتحمل مسيّرة «شاهد 101» محركاً كهربائياً صامتاً، على حدّ تعبير العميد شحادة، الذي يلفت إلى أنها «لا تصدر صوتاً، وقادرة على حمل أكثر من 10 كيلوغرامات من المتفجرات، ويمكن استخدامها لضرب تجمعات عسكرية، والأهم أنها قادرة على تنفيذ اغتيالات واستهداف شخصيات محددة إذا توفرت معلومات دقيقة عن أماكن وجودهم». ويكشف شحادة عن مسيّرة جديدة تحمل اسم «صيّاد 107»، «وهي أيضاً مصنوعة من مواد غير معدنية، وتتميّز بوزنها الخفيف وقدرتها على التحليق لأكثر من 12 ساعة متواصلة، وهي المسيّرة نفسها التي عجز سلاح الجو الإسرائيلي عن رصدها في الأسبوع الماضي، وشكلت حالة خوف وإرباك كبيرة داخل إسرائيل».

اعتراض المسيّرات

خامنئي يستمع لشرح من قائد «الوحدة الصاروخية» في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده أمام نموذج لمسيّرة «شاهد 147» الانتحارية (موقع المرشد الإيراني)

ويؤكد الخبير العسكري العميد خليل الحلو أن «سلاح المسيّرات بات الأعلى أهمية وفاعلية في تحقيق الأهداف، ليس على مستوى الحرب ما بين إسرائيل و(حزب الله) فقط، بل حتى في الحرب الروسية - الأوكرانية»، لافتاً إلى أن أوكرانيا «تطلق يومياً عشرات المسيّرات على روسيا، ورصدت نحو ملياري دولار أميركي لإنشاء أكبر مصنع لإنتاج هذه المسيّرات».

ورغم تفوقها العسكري، فإن إسرائيل لا تجد حتى الآن حلاً للتخلّص من خطر مسيّرات «حزب الله». ويلاحظ العميد منير شحادة أن «(القبة الحديدية) تتحمل عبئاً كبيراً؛ إذ تضطر إلى استخدام صاروخ يقدر ثمنه بعشرات آلاف الدولارات لإسقاط مسيّرة مصنوعة بتكلفة تقدر بمئات الدولارات، ويمكن الاضطرار إلى تحليق طائرة (إف16) من أجل إسقاطها». ويقول: «يجري الحديث حالياً عن سلاحين سوف تستخدمهما إسرائيل، هما: رشاش (الفولكان) الذي يطلق 6 آلاف طلقة في الدقيقة، لكن المشكلة ما زالت في صعوبة كشف المسيّرات. أما الثاني فهو سلاح (الليزر)، وهو من صناعة كوريا الجنوبية، لكن لم تثبت فاعليته بشكل كافٍ؛ لأنه يفقد تأثيره في الطقس المتقلّب ومع تكون الغيوم».