بدأ وزير الدفاع العراقي ثابت محمد العباسي، مباحثات عسكرية في العاصمة التركية أنقرة، الخميس، في وقت أعلن وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، أن خط الأنابيب الناقل للنفط من كركوك وإقليم كردستان بات جاهزاً للعمل.
وتتزامن زيارة وزير الدفاع العراقي مع مواصلة تركيا قصف مواقع حزب العمال الكردستاني (البككا) المعارض لأنقرة في مواقع مختلفة من إقليم كردستان وبالذات السليمانية.
وأعلن كامران حسن، قائمقام قضاء ماوت بمحافظة السليمانية، الخميس، أن ثلاث مناطق تعرضت في قرية «گلاله» التابعة لقضاء ماوت للقصف، وتركز بالقرب من جبال «آسو».
وأضاف في تصريح صحافي، أن القصف لم يُسفر عن ضحايا بشرية لغاية الآن، لكنّ عملية القصف المتكررة تسببت في هلع المواطنين، خصوصاً أن قصف الليلة كان بالقرب من منازل المواطنين. من جانبه قال مصدر أمني، إن القصف الجوي كان تابعاً للطيران التركي، واستهدف مواقع يُعتقد أنها تابعة لحزب العمال.
وتستعد الحكومة العراقية لعقد مؤتمر بغداد الدولي بنسخته الثالثة حيث يعوّل العراق كثيراً على الدور التركي في إنشاء طريق التنمية الذي أعلن عنه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في مؤتمر إقليمي خلال شهر مارس (آذار) الماضي.
جاءت زيارة وزير الدفاع العراقي تلبيةً لدعوة تلقاها من نظيره التركي يشار غولر، حيث سيناقشان الملف الأمني والدفاعي الثنائي والإقليمي بين البلدين لا سيما مع تكرار القصف التركي مواقع يقول إنها تعود لحزب العمال الكردستاني في محافظات إقليم كردستان الذي كان قد نفّذ عملية تفجير في قلب أنقرة الأسبوع الماضي.
وتتبادل أنقرة وبغداد الاتهامات بشأن وجود حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقي في وقت تتصاعد الدعوات داخل العراق من بعض القوى السياسية إلى استخدام أوراق ضغط اقتصادية ضد تركيا كون الميزان التجاري بينها وبين العراق يبلغ سنوياً أكثر من 14 مليار دولار.
تصدير النفط
بعد توقف دام نحو أربعة أشهر، أعلن وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، الخميس، أن خط الأنابيب الناقل لنفط إقليم كردستان وكركوك جاهز للعمل اعتباراً من الأربعاء، مؤكداً أن بلاده تستعد لبدء الشحنات بعد توقف دام قرابة ستة أشهر.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن الوزير أرسلان قوله: «توجد عقبات الآن أمام شحن النفط العراقي إلى الأسواق العالمية».
كانت تركيا قد أوقفت التدفقات عبر طريق تصدير النفط من إقليم كردستان العراق بعد حكم أصدرته غرفة التجارة الدولية أمر أنقرة بدفع تعويضات لبغداد عن الصادرات غير المصرح بها بين عامي 2014 و2018.
ويصدّر إقليم كردستان العراق ما يقرب من 450 ألف برميل من النفط الخام يومياً قبل إغلاق خط الأنابيب، وبدأت أنقرة لاحقاً أعمال صيانة الخط الذي يمر منه نحو 0.5 في المائة من إمدادات النفط العالمية.
كان الوزير التركي قد أعلن على هامش مؤتمر «أديبك 2023» في أبوظبي، أن بلاده ستبدأ خلال هذا الأسبوع تشغيل خط الأنابيب العراقي التركي، وسيكون قادرا على نقل نصف مليون برميل تقريباً للأسواق العالمية. وتابع أن بلاده تشكل مسار عبور موثوقاً لنقل النفط والغاز.
واشنطن تُطمئن
إلى ذلك بحث رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، مع القائم بالأعمال في السفارة الأميركية لدى العراق ديفيد برغر، التطورات السياسية في البلاد واستئناف تصدير النفط عبر تركيا.
وقال بيان لمكتب بارزاني إن الأخير «أجرى مباحثات مع المسؤول الأميركي تم خلالها بحث آخر التطورات والأوضاع العامة في العراق، وضرورة ضمان وتأمين الحقوق الدستورية والمالية لإقليم كردستان».
واتفق الجانبان على أهمية استئناف صادرات نفط إقليم كردستان عبر ميناء «جيهان» التركي في أسرع وقت. كما شهد اللقاء تأكيداً على إجراء انتخابات برلمان كردستان في موعدها المحدد.
وأعرب القائم بأعمال السفارة الأميركية لدى العراق عن شكره لحكومة الإقليم على استجابتها السريعة في تقديم يد العون والمساعدة لمنكوبي حادثة حريق الحمدانية، وأشاد بالتعايش السلمي الذي تنعم به مختلف مكونات إقليم كردستان.