بغداد نحو موسكو وبكين قبل موعد السوداني في البيت الأبيض

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يصل لإلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 22 سبتمبر الحالي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يصل لإلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 22 سبتمبر الحالي (أ.ف.ب)
TT

بغداد نحو موسكو وبكين قبل موعد السوداني في البيت الأبيض

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يصل لإلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 22 سبتمبر الحالي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يصل لإلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 22 سبتمبر الحالي (أ.ف.ب)

أظهر سياق أحداث في بغداد، أن كلاً من موسكو وبكين تفاعلتا مع المسؤولين العراقيين، بشكل ملفت، فور تأكيد الدعوة الأميركية لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

وفيما كان الوفد العراقي يتلقى دعوة الوزير أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي، في نيويورك، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يجتمع مع نظيره العراقي فؤاد حسين، لإبلاغه بأن موسكو «جاهزة لاستقبال السوداني في غضون أسابيع قليلة».

وتبين أن الدعوة الروسية تعود إلى يوليو (تموز) الماضي، حسب بيان للسفير الروسي في بغداد، إلبروس كورتاشيف، لكن الروس سارعوا إلى تثبيت موعدها مبكراً، بالتزامن مع ضغط إيراني على المسؤولين العراقيين بشأن «قضايا يجب أن يناقشها السوداني مع الرئيس جو بايدن».

وقال لافروف، في بيان مشترك مع الوزير العراقي، إن «مثل هذه الزيارة ستكون فرصة لمناقشة القضايا، التي تهم قيادة البلدين، بما في ذلك تلك ذات الطبيعة السياسية والاقتصادية».

وقال قيادي في «الإطار التنسيقي» لـ«الشرق الأوسط»، إن النشاط الروسي في العراق أخذ بعداً أكثر نشاطاً خلال الأشهر الماضية، وأن موسكو «متفقة جداً مع طهران على القيام بما يلزم بتحييد المشروعات الاستثمارية الغربية في المنطقة، بينما تتعامل موسكو مع أزمة المستحقات المالية لشركاتها في العراق، بسبب العقوبات التي تفرضها واشنطن».

كان وزير الخارجية فؤاد حسين، قد أكد لوسائل إعلام روسية، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن العلاقات بين العراق وروسيا قوية رغم العقوبات المفروضة على موسكو، والتغيرات في البيئة السياسية الناجمة عن النزاع في أوكرانيا.

وفي العراق، هناك ما يقارب 50 شركة روسية تعمل على تطوير حقول النفط وعمليات الاستكشاف والتنقيب في مناطق داخل العراق، وفقاً لبيانات روسية.

وأخيراً، رفعت روسيا مؤخراً إنتاج النفط من حقل غرب القرنة 2، جنوب البلاد، فيما أشارت وزارة النفط إلى أن الطاقة الإنتاجية لهذا الحقل وحقل الرميلة ستزداد إلى 7 ملايين برميل يومياً في 2027.

وأوضح القيادي، أن الدبلوماسية العراقية عملت بنصيحة سياسية مفادها أن واشنطن بحاجة إلى رسائل إقليمية مختلفة لإشعارها بأن المسرح العراقي ليس خالياً، وأن الضغط على واشنطن يجب أن يمر من موسكو وبكين.

ووفقاً للقيادي، فإن «طهران تنسق الأدوار في العراق، وقد تصاعد هذا التنسيق الأسبوع الماضي، بتأثير الأجواء التي رافقت دعوة السوداني للبيت الأبيض».

في السياق، قالت موقع مختص بعقود التسليح في الشرق الأوسط، إن «صفقة محتملة بين الصين والعراق، لتزويد الأخيرة بطائرات مسيرة حديثة».

ونقل موقع «الدفاع العربي»، عن عسكريين عراقيين، إن الحكومة العراقية طلبت طائرة مسيرة من طراز «سي إتش5» (CH-5)، بعد انتهاء تدريب العراقيين على التحكم بها.

كان العراق اشترى الطائرة صينية الصنع «سي إتش 4» عام 2014 في صفقة لم يتم الإعلان عنها رسمياً حتى عام 2015، ومن المفترض أن تحمل النسخة الجديدة «سي إتش 5» أنظمة إلكترونية وإنذارية متطورة مع 16 صاروخاً، يصل مداها إلى 6500 كم.

ورفض مسؤولون في وزارة الدفاع العراقية التعليق على هذه الأنباء، لكن القيادي في «الإطار التنسيقي»، الذي لم يستبعد الصفقة، قال إن «تنويع مصادر السلاح العراقي ليس مسألة سهلة، ولا يملك أحد في الحكومة القدرة على اختراق التوازنات في ظل النفوذ الأميركي».


مقالات ذات صلة

بارزاني يمهل بغداد «فرصة أخيرة» لإنهاء مشكلة رواتب الموظفين

المشرق العربي زعيم الحزب «الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني (موقع الحزب)

بارزاني يمهل بغداد «فرصة أخيرة» لإنهاء مشكلة رواتب الموظفين

أعلن مقر زعيم الحزب «الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني منح الحكومة الاتحادية في بغداد «فرصة أخيرة» لإنهاء مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان.

فاضل النشمي (بغداد)
تحليل إخباري العلمان التركي والعراقي

تحليل إخباري أنقرة وبغداد ومرحلة جديدة من العلاقات بعد إلقاء حزب العمال الكردستاني السلاح

فَتَح إعلان عبد الله أوجلان إلقاء حزبه «العمال الكردستاني» سلاحه الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات بين تركيا والعراق.

حمزة مصطفى (بغداد)
خاص عناصر من فصيل عراقي خلال احتفال في بغداد بالرد الإيراني على إسرائيل في أكتوبر الماضي (رويترز)

خاص كيف نجا العراق من «تهديد وجودي أخطر من داعش»؟

كشفت مصادر دبلوماسية في بغداد لـ«الشرق الأوسط»، كيف تجنب العراق «تهديداً وجودياً» بإحباط محاولات لجره إلى الحرب الإسرائيلية-الإيرانية.

غسان شربل (بغداد)
المشرق العربي الجفاف ضرب مساحات شاسعة من سهول العراق (إكس)

تحذير دولي من تصاعد وتيرة العواصف في العراق

حذَّرت الأمم المتحدة، السبت، من تصاعد وتيرة العواصف الرملية والترابية خلال السنوات القليلة الماضية في العراق والمنطقة، ودعت إلى التعاون لما فيه مصلحة المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي البرلمان العراقي خلال إحدى جلساته في بغداد (إعلام البرلمان)

حملات حزبية تعطل برلمان العراق قبل أشهر من الانتخابات

يقترب البرلمان العراقي من نهاية عمره الدستوري مع بدء الاستعدادات للانتخابات النيابية المقبلة المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2025.

حمزة مصطفى (بغداد)

تقرير: نتنياهو يعد سموتريتش باستئناف الحرب بعد الهدنة في غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش (وسائل إعلام إسرائيلية)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش (وسائل إعلام إسرائيلية)
TT

تقرير: نتنياهو يعد سموتريتش باستئناف الحرب بعد الهدنة في غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش (وسائل إعلام إسرائيلية)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش (وسائل إعلام إسرائيلية)

ذكرت «القناة 12» الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، خلال اجتماعات عُقدت مؤخراً، بأن إسرائيل ستستأنف حربها ضد حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار المقترح مع «حماس» لمدة 60 يوماً، والذي يجري التفاوض حوله حالياً في الدوحة.

وبحسب تقرير القناة، قال نتنياهو لسموتريتش: «بعد الهدنة، سنقوم بنقل السكان في القطاع إلى الجنوب وفرض حصار على شمال غزة».

ويطالب سموتريتش بضمانات من رئيس الوزراء بأن يتم استئناف الحرب في غزة بكامل قوتها بعد انتهاء وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، وفقاً لما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

ووفقاً لـ«القناة 12»، طرح نتنياهو في اجتماعات مغلقة خطة إسرائيل لفصل السكان المدنيين في غزة عن حركة «حماس» وحصرهم في شريط بجنوب القطاع كضرورة إنسانية، بهدف السماح باستمرار القتال بعد الهدنة المؤقتة.

وحسب «وكالة الأنباء الألمانية»، أكد نتنياهو لسموتريتش بأنه سيلتزم بهذا الوعد، مشيراً إلى التحضيرات التي سبقت المواجهة مع إيران الشهر الماضي كسبب لعدم تحقيق توقعات سموتريتش السابقة بشأن تدمير حركة «حماس».

ونقلت «القناة 12» عن رئيس الوزراء قوله لسموتريتش: «كنت حتى الآن مشغولاً بملف إيران، أما الآن فسأتفرغ لضمان التزام الجيش بتعليماتي».