بغداد وباريس تضعان خططاً لتفكيك أهداف «داعش» الخفيّة في العراق

صورة نشرها الجيش العراقي لرتل عسكري خلال مطاردة خلايا «داعش» في الأنبار 9 سبتمبر الحالي
صورة نشرها الجيش العراقي لرتل عسكري خلال مطاردة خلايا «داعش» في الأنبار 9 سبتمبر الحالي
TT

بغداد وباريس تضعان خططاً لتفكيك أهداف «داعش» الخفيّة في العراق

صورة نشرها الجيش العراقي لرتل عسكري خلال مطاردة خلايا «داعش» في الأنبار 9 سبتمبر الحالي
صورة نشرها الجيش العراقي لرتل عسكري خلال مطاردة خلايا «داعش» في الأنبار 9 سبتمبر الحالي

بعد يومين من تأكيدات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن العراق لم يعد بحاجة إلى وجود قتالي أجنبي، وأن «داعش» لم تعد تهديداً للبلاد، وضعت القوات الأمنية العراقية بالتنسيق مع التحالف الدولي خطة لتدمير وتفكيك أهداف خفية لتنظيم «داعش» الإرهابي، في المناطق الساخنة شرق محافظة صلاح الدين.

وقال مصدر أمني إن «أجهزة الأمن العراقية والقوات الفرنسية الموجودة في إقليم كردستان ضمن التحالف الدولي، أطلقت خطة تقصٍ وبحث شاملة باستخدام الطائرات المسيرة والرصد الجوي لكشف مخابئ وأوكار (داعش) في التلال والكهوف في المناطق الممتدة بين قاطع (العيث) شرق صلاح الدين وحدود محافظة كركوك».

وأوضح المصدر أن «خطة التحري أطلقت بناء على وجود مخابئ خفية لـ(داعش) في مناطق شرق صلاح الدين، بعد حادثة الإنزال الفرنسي على أحد الأهداف، التي خلفت ضحايا وجرحى من القوات الفرنسية وقوات مكافحة الإرهاب».

إلى ذلك، قال القيادي في «الحشد الشعبي» في محافظة صلاح الدين محمد الجنابي، في تصريح صحافي، إن «قواطع شرق صلاح الدين لم تشهد أي تحركات ملموسة لمفارز وعناصر (داعش)، ما يؤكد اختفاءها بأوكار خفية هرباً من الضربات الجوية والعمليات المباغتة». وأضاف أن «عمليات الرصد والتمشيط مستمرة وقواطع شرق صلاح الدين لم تشهد نشاطاً داعشياً أو عمليات خطف منذ أشهر عدة، وجميعها تحت سيطرة (الحشد) بالتنسيق مع عمليات صلاح الدين».

وبالرغم من إعلان العراق في عهد رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، الانتصار على تنظيم «داعش» عسكرياً أواخر عام 2017، لكن وطبقاً للوقائع، فإن التنظيم لا يزال ينشط في العديد من المناطق الجبلية والصحراوية الوعرة شمال وشمال غرب العراق.

وطبقاً للخبراء العسكريين والأمنيين في العراق، فإن خريطة تحرك تنظيم «داعش» تتمحور في مناطق شرق صلاح الدين التي تعد إحدى البؤر الساخنة بسبب امتدادها الجغرافي الشاسع، فضلاً عن انفتاحها على مناطق صحراوية تمتد بين محافظة نينوى شمال والأنبار غرباً، فضلاً عن ارتباطها بعدة محافظات تمثل بعض مناطقها بؤراً ساخنة هي الأخرى لـ«داعش» مثل كركوك وديالى.

«داعش لا يشكل تهديداً»

كان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أكد في مقابلة له مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن تنظيم «داعش»، «لم يعد سوى مجاميع مطارَدة في الصحراء أو الكهوف، ولا تشكل تهديداً للعراق، والواقع الجديد يقوم على أساس التعاون في مجالات محددة مع التحالف الدولي».

وأضاف: «لا نحتاج اليوم لقوات قتالية من أميركا أو من دول التحالف».

كما أكد السوداني الذي تلقى دعوة لزيارة واشنطن في وقت لاحق من هذا العام، أنه «لا يمكن أن تبقى العلاقة بين العراق والولايات المتحدة محصورة في الجانب الأمني فقط».

وفي وقت تواصل أجهزة الأمن العراقي مطاردة التنظيم في مناطق مختلفة من البلاد، فإن السلطات التركية ألقت الجمعة القبض على 5 أشخاص يحملون الجنسية العراقية بتهمة الانتماء لتنظيم «داعش» في ولاية باليكسير غرب البلاد.

وذكرت وكالة «الأناضول» التركية الرسمية، أن النيابة العامة في باليكسير أصدرت مذكرة توقيف بحق 6 عراقيين للاشتباه في صلتهم بتنظيم «داعش».

وأضافت أن فرق مكافحة الإرهاب في مديرية أمن باليكسير نفذت عمليات مداهمة متزامنة على عدة عناوين، للقبض على المشتبه بهم، مشيرة إلى أن العملية أسفرت عن توقيف 5 منهم، وضبطت بحوزتهم مواد رقمية. وأوضحت أن أحد المعتقلين «ب.أ» كان مسؤولاً سابقاً عما يسمى قوات شرطة «داعش» في بعض مناطق العراق، وأن المعتقل «ه.أ» تلقى تدريباً حول القنابل داخل التنظيم في العراق.

وفي محافظة الأنبار، أكد مصدر أمني أن 3 من عناصر «داعش» قتلوا في كمين غرب المحافظة، من بينهم قيادي بارز في التنظيم. وطبقاً لمصدر أمني، فإن «المستهدفين متورطون بعملية اختطاف 2 من رعاة الأغنام، ومن ثم قتلهما بطريقة مروعة»، مبيناً أن «الإرهابيين تسللوا من المناطق الصحراوية القريبة من الشريط الحدودي مع سوريا باتجاه صحراء الرطبة، حيث يوجد في تلك المناطق رعاة أغنام يمارسون عملهم المعتاد منذ أعوام بعلم القوات الأمنية».

وأوضح أن «القوات الأمنية شددت من إجراءاتها الأمنية على كل السيطرات الأمنية، وشرعت بعملية دهم وتفتيش استهدفت مناطق مختلفة من صحراء الرطبة لتعقب عناصر التنظيم الإجرامي».


مقالات ذات صلة

تعاون أمني عراقي ـ تركي لتطويق تداعيات أحداث سوريا

المشرق العربي وكيل وزير الداخلية التركي منير أوغلو لدى استقباله وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري (موقع وزارة الداخلية)

تعاون أمني عراقي ـ تركي لتطويق تداعيات أحداث سوريا

وصل وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري، إلى أنقرة على رأس وفد أمني رفيع المُستوى، تلبيةً لدعوة رسميَّة تلقاها من نظيره التركيّ، علي يرلي قاي.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي احتفال قومي كردي في أربيل (أ.ف.ب)

معركة «محاكم» و«تغريدات» بين هوشيار زيباري ومحمد الحلبوسي

يبدو أن الخلافات السياسية القديمة - الجديدة بين «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، وحزب «تقدُّم»، تقف وراء «المعركة» بين هوشيار زيباري ومحمد الحلبوسي.

فاضل النشمي (بغداد)
يوميات الشرق حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي (وزارة الثقافة)

«بين ثقافتين» التقاء الثقافتين السعودية والعراقية في الرياض

يقدم مهرجان «بين ثقافتين» الذي أطلقته وزارة الثقافة في مدينة الرياض، رحلة ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة.

عمر البدوي (الرياض)
المشرق العربي دورية عسكرية عراقية بمحاذاة السياج الحدودي مع سوريا (رويترز)

واشنطن تعلن عديد قواتها في العراق بعد تراجع جدل الانسحاب

فيما أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني حاجة بلاده إلى تنويع مصادر التسليح لقواتها المسلحة، كشفت واشنطن عن العدد الحقيقي لقواتها في العراق.

حمزة مصطفى (بغداد)
رياضة عربية خيسوس كاساس مدرب العراق (منتخب العراق)

فوضى في مؤتمر مدرب العراق... وكاساس: منتخب البحرين «يشبهنا»

أكد الإسباني خيسوس كاساس، مدرب العراق، أن فريقه سيلعب بطريقة مختلفة في المواجهة المرتقبة أمام البحرين ضمن الجولة الثانية للمجموعة الثانية كأس الخليج لكرة القدم.

علي القطان (الكويت)

سوريا: مخلفات الحرب والألغام تحصد حياة 24 شخصاً خلال شهر

عناصر من «الخوذ البيضاء» يحاولون السيطرة على حريق بإحدى السيارات جراء انفجار في حلب (الخوذ البيضاء - إكس)
عناصر من «الخوذ البيضاء» يحاولون السيطرة على حريق بإحدى السيارات جراء انفجار في حلب (الخوذ البيضاء - إكس)
TT

سوريا: مخلفات الحرب والألغام تحصد حياة 24 شخصاً خلال شهر

عناصر من «الخوذ البيضاء» يحاولون السيطرة على حريق بإحدى السيارات جراء انفجار في حلب (الخوذ البيضاء - إكس)
عناصر من «الخوذ البيضاء» يحاولون السيطرة على حريق بإحدى السيارات جراء انفجار في حلب (الخوذ البيضاء - إكس)

لقي ما لا يقل عن 24 شخصاً حتفهم، وأُصيب العشرات، خلال أقل من شهر؛ جراء انفجار مخلّفات الحرب والألغام في المناطق السورية.

قال الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء»، على موقعه الإلكتروني، ليل الثلاثاء - الأربعاء، إن انفجار مخلفات الحرب تَصاعد بشكل كبير بعد التطورات الميدانية على الأرض، وانهيار نظام الأسد، وتلاشي خطوط التَّماس التي تنتشر فيها الألغام والذخائر غير المنفجرة بشكل كبير.

وأضاف أن «هذه المخلفات تهدد حياة السوريين وتُعمّق مأساتهم في رحلة البحث عن الأمان، والعودة لمنازلهم والعمل في مزارعهم بمناطق سورية واسعة»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وأشار إلى مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة ثلاثة بجروح بالغة، على أثر أربعة انفجارات منفصلة لألغام من مخلفات نظام الأسد.

وأوضح أن الحوادث الأربع التي استجابت لها فرق الدفاع المدني لانفحار مخلفات الحرب، أمس الثلاثاء، هي مقتل شخصين من فرق تابعة للشرطة المدنية بمدينة الباب، بانفجار لغم في قرية خربشة بريف حلب الشرقي.

ولفت إلى مقتل شخص بانفجار لغم في قرية الحامدية جنوب إدلب، وإصابة طفلة بجروح بليغة بانفجار لغم في بلدة عاجل بريف حلب الغربي، وإصابة مدنيين اثنين بجروح متوسطة بانفجار لغم في مدينة تادف شرق حلب.

وكشف عن مقتل مدني، وإصابة اثنين بجروح؛ أحدهما إصابته بالغة، بانفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب، يوم الأحد الماضي، في قرية القسطل بريف مدينة السلمية الشرقي في محافظة حماة، وإصابة 12 مدنياً؛ بينهم 9 أطفال بجروح، في 4 حوادث لانفجار مخلفات الحرب في سوريا، يوم السبت الماضي.

وقال الدفاع المدني إن فرقه وثّقت من تاريخ 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حتى 21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، مقتل 20 مدنياً؛ بينهم 8 أطفال وامرأة، وإصابة 22 مدنياً؛ بينهم 12 طفلاً بجروح بالغة، في انفجار لمخلفات الحرب والألغام بالمناطق السورية.