أنباء عن دخول أميركي على خط احتجاجات السويداء

جانب من الاحتجاجات التي شهدتها السويداء يوم الجمعة (إ.ب.أ)
جانب من الاحتجاجات التي شهدتها السويداء يوم الجمعة (إ.ب.أ)
TT

أنباء عن دخول أميركي على خط احتجاجات السويداء

جانب من الاحتجاجات التي شهدتها السويداء يوم الجمعة (إ.ب.أ)
جانب من الاحتجاجات التي شهدتها السويداء يوم الجمعة (إ.ب.أ)

مع مواصلة حكومة دمشق تجاهل الاحتجاجات في محافظة السويداء بجنوب البلاد، واصل المحتجون تجمعهم في «ساحة السير» بمدينة السويداء وفي ساحات عدد من بلدات وقرى المحافظة، مكررين رفع شعارات تهاجم نظام الحكم وتطالب بتنفيذ قرار الأمم المتحدة 2254 بوصفه حلاً لإنهاء الأزمة السورية.

ومع بدء الأسبوع الرابع وبعدما سجلت الاحتجاجات في السويداء ازدياداً كبيراً في أعداد المشاركين بها الذين احتشدوا في المظاهرة المركزية يوم الجمعة، ومواقف أكثر تشدداً من قبل الزعامات الروحية المؤيدة للاحتجاج ممثلة بالشيخ حكمت الهجري والشيخ حمود الحناوي، فوجئ السوريون، السبت، بأنباء انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي عن اتصالات أميركية مع الزعامة الروحية الدرزية في السويداء. وكتب المعارض السوري ماهر شرف الدين، على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي، أن النائب الجمهوري فرينش هيل أجرى اتصالاً مع الشيخ حكمت الهجري دام أكثر من نصف ساعة، استفسر خلاله عن «حقيقة ما يجري في السويداء» وعن الأوضاع الأمنية في المحافظة، خصوصاً بعد إطلاق النار على المتظاهرين أمام فرع حزب البعث في مدينة السويداء. وقال شرف الدين، المنحدر من السويداء، إن هيل عبّر عن اعتزازه بالتواصل مع القائد الروحي للموحدين الدروز، متمنياً بناء علاقة وطيدة معه. ولم يشر النائب هيل في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي إلى اتصاله بالشيخ الهجري، كما أن الأخير لم يصدر عنه ما يؤكد الاتصال بالنائب الأميركي.

محتجون في السويداء يرفعون يوم الجمعة صورة الشيخ حكمت الهجري (يسار) وصورة الزعيم الدرزي التاريخي سلطان باشا الأطرش (إ.ب.أ)

ويتعرض الشيخ حكمت الهجري إلى حملة عنيفة من قبل الموالين لإيران وللحكومة السورية، وذلك بعدما أطلق تصريحات تتهم إيران بأنها دولة «احتلال» في سوريا وتدعو إلى «الجهاد» ضدها. ورداً على ذلك، وجّه النائب في مجلس الشعب خالد عبود رسالة مفتوحة للهجري حذّر فيها من مغبة المساواة في حمل السلاح بين النظام والمحتجين في السويداء، مشدداً على «القدسيّة الدستوريّة والقانونيّة» لفرع حزب البعث العربي الاشتراكي في السويداء، الذي حاول محتجون إغلاقه، ما أدى إلى إطلاق نار عليهم. كما علّق عبود، في صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، على الأنباء عن الاتصال بين النائب الأميركي والشيخ الدرزي، قائلاً إنه «إذا صحّ الخبر» فإنه يدل على «هوية هذا الحَراك» و«من يدعم هذا الحَراك» و«جوهر أهداف هذا الحَراك» و«يضعنا جميعاً في مواجهة هذا الحَراك».

وجاءت الأنباء عن اتصال النائب الأميركي بالشيخ الهجري عقب إعلان السفارة الأميركية في دمشق، يوم الجمعة، أن الولايات المتحدة «تشعر بالقلق» إزاء التقارير التي تفيد بقمع الحكم السوري للاحتجاجات بالسويداء. ونشر الحساب الرسمي للسفارة، على منصة «إكس»، أن واشنطن تدعم حق الشعب السوري في الاحتجاج السلمي سعياً لتحقيق الكرامة والحرية والأمن والعدالة. وأضافت أن الحل السياسي الذي يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254 هو الحل الوحيد القابل للتطبيق للصراع في سوريا.


مقالات ذات صلة

الشرع: سوريا لن تكون حالة تدخل سلبي في لبنان

المشرق العربي أحمد الشرع خلال استقباله وفداً برئاسة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في دمشق (رويترز)

الشرع: سوريا لن تكون حالة تدخل سلبي في لبنان

تعهد القائد العام للإدارة الجديدة بسوريا أحمد الشرع الأحد بأن بلاده لن تمارس بعد الآن نفوذاً «سلبياً» في لبنان وستحترم سيادة هذا البلد المجاور

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مركبات «هامفي» تابعة للجيش الإسرائيلي تتحرك في المنطقة العازلة التي تسيطر عليها الأمم المتحدة والتي تفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان (أ.ف.ب)

سكان قرية سورية متروكون لمصير مجهول أمام قوات إسرائيلية متوغلة

في إحدى قرى محافظة القنيطرة، جنوب سوريا، يقف سكان وجهاً لوجه مع قوات إسرائيلية استغلت التغيير السياسي والميداني المتسارع في دمشق.

«الشرق الأوسط» (القنيطرة (سوريا))
المشرق العربي مسلحان من «قسد» عند مدخل مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا (رويترز)

تركيا: «تحرير الشام» لعبت دوراً في مكافحة «داعش» و«القاعدة»

أبدت تركيا تمسكاً بتصفية «الوحدات» الكردية، في وقت تواجه فيه احتمالات التعرض لعقوبات أميركية نتيجة هجماتها على مواقع «قسد» في شمال سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
خاص مقهى الروضة (الشرق الأوسط)

خاص مقهى الروضة الدمشقي يتخلّص من القبضة الأمنية ويستعيد رواده

بينما انهمك أصحاب المحال التجارية في دمشق بطمس العلم السوري القديم، استعاد مقهى الروضة التاريخي زبائنه بعد تخلّصه من القبضة الأمنية التي كانت تُحصي أنفاسه.

سعاد جروس (دمشق)

الشرع: سوريا لن تكون حالة تدخل سلبي في لبنان

أحمد الشرع خلال استقباله وفداً برئاسة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في دمشق (رويترز)
أحمد الشرع خلال استقباله وفداً برئاسة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في دمشق (رويترز)
TT

الشرع: سوريا لن تكون حالة تدخل سلبي في لبنان

أحمد الشرع خلال استقباله وفداً برئاسة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في دمشق (رويترز)
أحمد الشرع خلال استقباله وفداً برئاسة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في دمشق (رويترز)

تعهد القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، (الأحد) بأن بلاده لن تمارس بعد الآن نفوذاً «سلبياً» في لبنان، وستحترم سيادة هذا البلد المجاور، خلال استقباله وفداً برئاسة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط.

وأكد الشرع الذي تولى السلطة إثر الإطاحة بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوعين أن «سوريا لن تكون حالة تدخل سلبي في لبنان على الإطلاق، وستحترم سيادة لبنان ووحدة أراضيه، واستقلال قراره واستقراره الأمني»، مضيفاً أن بلاده «تقف على مسافة واحدة من الجميع».

ووفق «معهد واشنطن» شكّل دروز سوريا ما يقرب من ثلاثة في المائة من سكان البلاد قبل اندلاع الحرب الأهلية، وهم متمركزون في محافظة واحدة في جنوب غربي البلاد، هي محافظة السويداء (التي سمّيت على اسم أكبر مدنها)، والمعروفة تاريخياً باسم جبل الدروز. ويقدَّر عدد سكانها حالياً بنحو نصف مليون نسمة بعد أن كان 770 ألف نسمة عند اندلاع الحرب الأهلية في مارس (آذار) 2011.

ويضم الوفد إلى جانب جنبلاط شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، ونواب كتلة «اللقاء الديمقراطي» وقياديين من الحزب ومشايخ من الطائفة الدرزية. ووفق مصدر نيابي في الحزب «التقدمي الاشتراكي»، فإن الهدف الأساسي للزيارة هو القيام بـ«واجب التهنئة بزوال حكم الأسد، فحزبنا كان مرتبطاً بالثوار منذ عام 2011، ونعد أن نجاح الثورة يكتمل بتأكيد وحدة سوريا».

ويشير المصدر في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «البحث بتفاصيل العلاقات بين الدولتين سيتم بمرحلة لاحقة، خاصة أن النظام المقبل في سوريا يقرره الشعب السوري، مع العلم بأن الحزب واضح بوجوب إعادة النظر بالاتفاقيات التي كانت قائمة بين البلدين»، ويضيف: «أما دروز سوريا فجزء من النسيج الوطني، وهم لطالما كانوا مؤمنين بوحدة سوريا».

وبمقابل القطيعة والعداء بين الحزب «التقدمي الاشتراكي» ونظام الأسد في السنوات الـ13 الماضية، كان رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان، ورئيس حزب «التوحيد» وئام وهاب على أفضل علاقة معه.

وكان جنبلاط حليفاً للنظام السابق في سوريا، ومقرباً منه لسنوات طويلة، رغم اتهامه النظام بقتل والده كمال جنبلاط. لكن وبعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير (شباط) 2005، الذي اتهمه باغتياله أيضاً، تحولت العلاقة إلى عداء. وشنّ جنبلاط هجوماً عنيفاً في 14 فبراير 2007 في الذكرى الثانية لاغتيال الحريري، على الأسد فوصفه بـ«كذاب»، و«مجرم»، و«سفاح»، و«طاغية»، و«قرد»، و«أفعى». وتراجع جنبلاط عن معاداته للأسد في عام 2010، والتقى به في مارس 2010 في دمشق بمسعى لإعادة العلاقة إلى طبيعتها بينهما، لكن ومع اندلاع الثورة السورية بعد عام تحول جنبلاط لرأس حربة في دعم المعارضة السورية بوجه الأسد حتى سقوط نظامه في الثامن من الشهر الحالي.

وباشر الشرع رسم معالم حكومته الأولى بعد سقوط نظام الأسد، ومنح منصب وزير الخارجية في الحكومة المؤقتة لحليف وثيق له من مؤسسي «هيئة تحرير الشام»، وهو أسعد حسن الشيباني، فيما ضم أول امرأة لحكومته هي عائشة الدبس التي خُصص لها مكتب جديد يُعنى بشؤون المرأة.

كما عَيّن مرهف أبو قصرة المعروف باسم «أبو حسن الحموي»، وزيراً للدفاع، وعزام غريب المعروف باسم «أبو العز سراقب» قائد «الجبهة الشامية» محافظاً لحلب.

وجاءت هذه التعيينات في وقت بدأت حكومات أجنبية اتصالاتها مع الحكم الجديد في دمشق، وغداة إعلان الولايات المتحدة أنها رفعت المكافأة التي كانت تضعها على رأس الشرع بتهمة التورط في الإرهاب، البالغة 10 ملايين دولار.

وأعلنت الإدارة الجديدة، الجمعة، عقب لقاء بين زعيمها الشرع ووفد دبلوماسي أميركي، أنها تريد المساهمة في تحقيق «السلام الإقليمي وبناء شراكات استراتيجية مميزة مع دول المنطقة». كما أعلنت دمشق أن سوريا تقف «على مسافة واحدة» من جميع الأطراف الإقليميين، وترفض أي «استقطاب».