أنباء عن دخول أميركي على خط احتجاجات السويداء

جانب من الاحتجاجات التي شهدتها السويداء يوم الجمعة (إ.ب.أ)
جانب من الاحتجاجات التي شهدتها السويداء يوم الجمعة (إ.ب.أ)
TT
20

أنباء عن دخول أميركي على خط احتجاجات السويداء

جانب من الاحتجاجات التي شهدتها السويداء يوم الجمعة (إ.ب.أ)
جانب من الاحتجاجات التي شهدتها السويداء يوم الجمعة (إ.ب.أ)

مع مواصلة حكومة دمشق تجاهل الاحتجاجات في محافظة السويداء بجنوب البلاد، واصل المحتجون تجمعهم في «ساحة السير» بمدينة السويداء وفي ساحات عدد من بلدات وقرى المحافظة، مكررين رفع شعارات تهاجم نظام الحكم وتطالب بتنفيذ قرار الأمم المتحدة 2254 بوصفه حلاً لإنهاء الأزمة السورية.

ومع بدء الأسبوع الرابع وبعدما سجلت الاحتجاجات في السويداء ازدياداً كبيراً في أعداد المشاركين بها الذين احتشدوا في المظاهرة المركزية يوم الجمعة، ومواقف أكثر تشدداً من قبل الزعامات الروحية المؤيدة للاحتجاج ممثلة بالشيخ حكمت الهجري والشيخ حمود الحناوي، فوجئ السوريون، السبت، بأنباء انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي عن اتصالات أميركية مع الزعامة الروحية الدرزية في السويداء. وكتب المعارض السوري ماهر شرف الدين، على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي، أن النائب الجمهوري فرينش هيل أجرى اتصالاً مع الشيخ حكمت الهجري دام أكثر من نصف ساعة، استفسر خلاله عن «حقيقة ما يجري في السويداء» وعن الأوضاع الأمنية في المحافظة، خصوصاً بعد إطلاق النار على المتظاهرين أمام فرع حزب البعث في مدينة السويداء. وقال شرف الدين، المنحدر من السويداء، إن هيل عبّر عن اعتزازه بالتواصل مع القائد الروحي للموحدين الدروز، متمنياً بناء علاقة وطيدة معه. ولم يشر النائب هيل في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي إلى اتصاله بالشيخ الهجري، كما أن الأخير لم يصدر عنه ما يؤكد الاتصال بالنائب الأميركي.

محتجون في السويداء يرفعون يوم الجمعة صورة الشيخ حكمت الهجري (يسار) وصورة الزعيم الدرزي التاريخي سلطان باشا الأطرش (إ.ب.أ)
محتجون في السويداء يرفعون يوم الجمعة صورة الشيخ حكمت الهجري (يسار) وصورة الزعيم الدرزي التاريخي سلطان باشا الأطرش (إ.ب.أ)

ويتعرض الشيخ حكمت الهجري إلى حملة عنيفة من قبل الموالين لإيران وللحكومة السورية، وذلك بعدما أطلق تصريحات تتهم إيران بأنها دولة «احتلال» في سوريا وتدعو إلى «الجهاد» ضدها. ورداً على ذلك، وجّه النائب في مجلس الشعب خالد عبود رسالة مفتوحة للهجري حذّر فيها من مغبة المساواة في حمل السلاح بين النظام والمحتجين في السويداء، مشدداً على «القدسيّة الدستوريّة والقانونيّة» لفرع حزب البعث العربي الاشتراكي في السويداء، الذي حاول محتجون إغلاقه، ما أدى إلى إطلاق نار عليهم. كما علّق عبود، في صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، على الأنباء عن الاتصال بين النائب الأميركي والشيخ الدرزي، قائلاً إنه «إذا صحّ الخبر» فإنه يدل على «هوية هذا الحَراك» و«من يدعم هذا الحَراك» و«جوهر أهداف هذا الحَراك» و«يضعنا جميعاً في مواجهة هذا الحَراك».

وجاءت الأنباء عن اتصال النائب الأميركي بالشيخ الهجري عقب إعلان السفارة الأميركية في دمشق، يوم الجمعة، أن الولايات المتحدة «تشعر بالقلق» إزاء التقارير التي تفيد بقمع الحكم السوري للاحتجاجات بالسويداء. ونشر الحساب الرسمي للسفارة، على منصة «إكس»، أن واشنطن تدعم حق الشعب السوري في الاحتجاج السلمي سعياً لتحقيق الكرامة والحرية والأمن والعدالة. وأضافت أن الحل السياسي الذي يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254 هو الحل الوحيد القابل للتطبيق للصراع في سوريا.


مقالات ذات صلة

بعد التصعيد الأخير... ممثلون للحكومة السورية ودروز جرمانا يتوصلون إلى اتفاق

المشرق العربي مسلحون يقفون بجوار نقطة تفتيش بعد يوم من الاشتباكات في جرمانا بسوريا (أ.ب)

بعد التصعيد الأخير... ممثلون للحكومة السورية ودروز جرمانا يتوصلون إلى اتفاق

توصّل ممثلون للحكومة السورية ودروز جرمانا، ليل الثلاثاء، إلى اتفاق نصّ على محاسبة المتورطين في الهجوم الدامي والحدّ من التجييش الطائفي.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
خاص تجمع مسلحين محليين عند حاجز أُقيم عند مدخل ضاحية جرمانا الشمالي (خاص - الشرق الأوسط)

خاص «الشرق الأوسط» في جرمانا: هدوء يسود الضاحية ذات الأغلبية الدرزية بعد توتر ليلي

قال عنصر من جهاز الأمن العام في جرمانا لـ«الشرق الأوسط» إنه لم تحصل اشتباكات بين عناصر الأمن العام والمسلحين المحليين، وإنما مع البلدة المجاورة.

سعاد جروس (دمشق) موفق محمد (دمشق)
المشرق العربي الإفراج عن عدد من الطلاب الذين اعتُقلوا على وقع خلاف حدث ليل الأحد - الاثنين بكلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في دمشق (إعلام السويداء)

بسبب تسجيل مفبرك... قتلى وجرحى في اشتباكات مسلحة بمحيط العاصمة دمشق

بسبب تسجيل «مفبرك»؛ سقط قتلى وجرحى في اشتباكات مسلحة بمحيط العاصمة دمشق، وثارت انتقادات شعبية لعدم إطلاق مسار العدالة الانتقالية.

سعاد جروس (دمشق)
المشرق العربي حكومة دمشق بدأت أعمال صيانة لسد تشرين (أرشيفية)

القوات السورية تتسلم سد تشرين من «قسد» وسط أنباء عن توتر

دخلت قوات من الجيش السوري إلى منطقة سد تشرين في شرق حلب وأقامت نقاطاً عسكرية؛ تنفيذاً لاتفاق بنقل السيطرة عليه من «قسد» إلى حكومة دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي وفد من تجمع عشائر جنوب السويداء في مضيفة الشيخ أبو حسن يحيى الحجار قائد حركة «رجال الكرامة» (فيسبوك)

«حركة رجال الكرامة»: تفعيل مؤسسات الدولة الحل الأمثل لضبط الوضع الأمني في السويداء

رداً على تفعيل «المجلس العسكري» «لواء حرس الحدود»، شددت حركة «رجال الكرامة» على أن تفعيل مؤسسات الدولة «حل أمثل لحماية الحدود الإدارية، وضبط الوضع الأمني».

موفق محمد (دمشق)

بعد التصعيد الأخير... ممثلون للحكومة السورية ودروز جرمانا يتوصلون إلى اتفاق

مسلحون يقفون بجوار نقطة تفتيش بعد يوم من الاشتباكات في جرمانا بسوريا (أ.ب)
مسلحون يقفون بجوار نقطة تفتيش بعد يوم من الاشتباكات في جرمانا بسوريا (أ.ب)
TT
20

بعد التصعيد الأخير... ممثلون للحكومة السورية ودروز جرمانا يتوصلون إلى اتفاق

مسلحون يقفون بجوار نقطة تفتيش بعد يوم من الاشتباكات في جرمانا بسوريا (أ.ب)
مسلحون يقفون بجوار نقطة تفتيش بعد يوم من الاشتباكات في جرمانا بسوريا (أ.ب)

توصّل ممثلون للحكومة السورية ودروز جرمانا، ليل الثلاثاء، إلى اتفاق نصّ على محاسبة المتورطين في الهجوم الدامي والحدّ من التجييش الطائفي، وفق ما قاله مشارك درزي في الاجتماع، لوكالة الصحافة الفرنسية، وحسب ما ورد في نص الاتفاق.

وقتل 14 شخصاً على الأقل، بينهم 7 مسلحين محليين دروز، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في اشتباكات ذات خلفية طائفية، اندلعت ليل الاثنين - الثلاثاء، في ضاحية جرمانا قرب دمشق، وتعهدت السلطات «ملاحقة المتورطين» فيها.

وأتى هذا التوتر بعد أكثر من شهر على أعمال عنف دامية في منطقة الساحل السوري، قتل خلالها نحو 1700 شخص، غالبيتهم العظمى من العلويين، سلّطت الضوء على التحديات التي تواجهها السلطات الجديدة في سوريا، بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، في سعيها لتثبيت حكمها ورسم أطر العلاقة مع مختلف المكونات عقب إطاحة الرئيس بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول).

ووقعت اشتباكات جرمانا عقب انتشار تسجيل صوتي نسب إلى شخص درزي يتضمن إساءات دينية.

وأفاد سكان بسماع أصوات إطلاق رصاص وقذائف خلال الليل، مؤكدين تراجع حدّتها صباحاً. وفتحت متاجر وأفران أبوابها، لكن الحركة بقيت خفيفة في الشوارع على وقع التوتر.

وليل الثلاثاء، عقد مسؤولون عن محافظة ريف دمشق وأعيان جرمانا اجتماعاً، تم بموجبه «التوصل إلى اتفاق» لاحتواء التصعيد، وفق ما قال ربيع منذر، عضو مجموعة العمل الأهلي في جرمانا، وأحد ممثليها في الاجتماع.

رجال دروز يحملون الأسلحة عند نقطة تفتيش في جرمانا السورية (أ.ف.ب)
رجال دروز يحملون الأسلحة عند نقطة تفتيش في جرمانا السورية (أ.ف.ب)

ونصّ الاتفاق على «تعهد بالعمل على محاسبة المتورطين بالهجوم الأخير، والعمل على تقديمهم للقضاء العادل»، إضافة إلى «توضيح حقيقة ما جرى إعلامياً، والحدّ من التجييش الطائفي والمناطقي».

وبحسب الاتفاق، يتعين على الجهات الحكومية «العمل مباشرة» على تنفيذ كل بنوده.

وتحدّثت وزارة الداخلية عن «اشتباكات متقطعة» بين مسلحين، «بعضهم من خارج المنطقة، وبعضهم الآخر من داخلها»، أسفرت عن «قتلى وجرحى، من بينهم عناصر من قوى الأمن المنتشرة في المنطقة».

وخلال ساعات النهار، شاهد مصوّر في وكالة الصحافة الفرنسية انتشاراً كثيفاً لمسلحين محليين عند مداخل جرمانا، بينما انتشر عناصر تابعون لوزارتي الداخلية والدفاع على أطرافها في عربات مدرعة، وأخرى مزودة برشاشات ثقيلة. كذلك، حلّقت في الأجواء مسيّرات تابعة لوزارة الدفاع.

عناصر من قوات الأمن السورية ينتشرون على الطريق المؤدية إلى المطار في جرمانا (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الأمن السورية ينتشرون على الطريق المؤدية إلى المطار في جرمانا (أ.ف.ب)

وتعهدت وزارة الداخلية «ملاحقة المتورطين ومحاسبتهم وفق القانون... وحماية الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي»، مضيفة أن «التحقيقات لكشف هوية صاحب المقطع الصوتي المسيء» متواصلة.

وأكّدت وزارة العدل، من جهتها في بيان، «أهمية اللجوء إلى القضاء كسبيل مشروع لمحاسبة المجرمين ومثيري الفتن». وقالت إنها «لن تتهاون في ملاحقة الاعتداءات»، داعية «المواطنين إلى الالتزام بأحكام القانون، وتجنب الانجرار نحو خطاب الفتنة والتجييش».

وتقطن ضاحية جرمانا، الواقعة جنوب شرقي دمشق، غالبية من الدروز والمسيحيين، وعائلات نزحت خلال سنوات النزاع، الذي اندلع في سوريا عام 2011.

وسبق للمنطقة أن شهدت توترات عقب إطاحة الأسد في 8 ديسمبر على أيدي تحالف فصائل مسلحة، تقوده «هيئة تحرير الشام» بزعامة الشرع، الذي كان يعرف حينها باسمه الحركي أبو محمد الجولاني.

وانتشر عناصر أمن تابعون للسلطات الجديدة مطلع مارس (آذار) في جرمانا عقب اشتباكات مع مسلحين من الدروز. وإثر تلك المعارك، هدّدت إسرائيل بالتدخل لحماية أبناء هذه الأقلية. وقال وزير دفاعها، يسرائيل كاتس، حينها: «أصدرنا أوامرنا للجيش بالاستعداد وإرسال تحذير صارم وواضح؛ إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه».