مطالب متجددة لتشغيل مطار القليعات في شمال لبنان

سيُبحث على طاولة الحكومة... وتطلّع لعائدات اقتصادية وتنموية وسياحية

صورة متداولة لمطار رينيه معوض في القليعات
صورة متداولة لمطار رينيه معوض في القليعات
TT

مطالب متجددة لتشغيل مطار القليعات في شمال لبنان

صورة متداولة لمطار رينيه معوض في القليعات
صورة متداولة لمطار رينيه معوض في القليعات

عاد الحديث عن مطار القليعات (شمال لبنان) إلى الواجهة مع مطالب متجددة لإعادة تشغيله. وهذا ما سيكون محور جلسة للحكومة الأسبوع المقبل، بحسب ما أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الخميس الماضي، مشيراً إلى أنه سيتم خلالها البحث في وضع مطار بيروت وفتح مطار القليعات (مطار رينيه معوض).

وبعد مطالبات في السنوات الماضية بإعادة تشغيل مطار القليعات، لا سيما من قبل معارضي «حزب الله» الذين يعدون أن مطار رفيق الحريري خاضع سياسياً وعسكرياً للحزب، وبالتالي لا بد أن يكون في لبنان مطار ثانٍ خارج عن سيطرته، أعاد تكتل «الاعتدال الوطني» الذي يضم نواباً من شمال لبنان فتح «معركة» تشغيل مطار القليعات، لأسباب اقتصادية ووطنية، وفق ما يؤكد أحد أعضائه، رئيس كتلة الأشغال النيابية سجيع عطية.

هناك دراسة جاهزة للجدوى الاقتصادية والسياحية لمطار القليعات، والموضوع يحتاج فقط إلى موافقة سياسية

النائب سجيع عطية

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «هذه قضيتنا وسنكملها حتى النهاية، لا سيما في ظل المشكلات التي يعاني منها مطار رفيق الحريري الدولي وتجاوز قدرته الاستيعابية المحددة بـ6 ملايين شخص سنوياً».

 

وكان اتُّخذ قرار في الحكومة لتوسعة مطار بيروت، لكن الأمر وُصف بـ«صفقة»، فارتفعت الأصوات المنتقدة لها، ما أدى إلى إلغائها.

 

مع العلم أنه في السنوات الأخيرة كان قد برز اهتمام من قبل جهات عدة بمطار القليعات (الذي يبعد 7 كيلومترات عن الحدود اللبنانية مع سوريا في شمال لبنان)، لموقعه عند الطريق الدولية التي تربط طرابلس بحمص واللاذقية، بحيث إنه يمكن أن يلعب دوراً أساسياً في إعادة إعمار سوريا.

 

ويؤكد عطية أن هناك دراسة جاهزة للجدوى الاقتصادية والسياحية للمطار، والموضوع يحتاج فقط إلى موافقة سياسية، مشدداً على أن فتحه بات أمراً ضرورياً، لا سيما في ظل المشكلات التي تظهر في مطار بيروت، وتحديداً لناحية تجاوز قدرته الاستيعابية، مشيراً إلى أنهم كتكتل اجتمعوا مع مختلف الكتل، وكان هناك تأييد لمطلبهم. وعن موقف الحزب الذي يحمله البعض مسؤولية عدم فتح مطار القليعات، يؤكد عطية أنه لم يكن لنوابه موقف رافض، قائلاً: «عبّر نواب الحزب عن بعض الهواجس التي لا تتمحور حول القضايا اللوجستية والتقنية، وكانت لنا توضيحات واضحة في هذا الإطار».

حقائق

3 ملايين مسافر

يمكن أن يستقبلهم مطار القليعات سنوياً إذا أعيد تشغيله

ويلفت عطية إلى أن مطار القليعات الذي يستخدم اليوم كقاعدة جوية عسكرية، إذا أعيد تشغيله من شأنه أن يستقبل ثلاثة ملايين مسافر سنوياً، ما من شأنه أن يخفف الضغط عن مطار بيروت، إضافة إلى عائداته الاقتصادية عبر الشحن والتصدير ورحلات ما يعرف بـ«الشارتر» وتأمين فرص عمل للشباب اللبناني.

 

ويشدد عطية على أنه لا مشكلة لتأمين تمويل إعادة تشغيل المطار من الناحية المادية، إنما المشكلة سياسية بامتياز، موضحاً أن تكلفة تأهيله تقدر بـ60 مليون دولار أميركي، وهذا ما يمكن أن يقوم به القطاع الخاص عبر ما يعرف بالـ«BOT». وعما إذا كان قرار إعادة التشغيل ممكناً في ظل الخلافات السياسية اليوم والانتقادات التي توجه لحكومة تصريف الأعمال، يجدد عطية التأكيد على أنه «إذا اتُّخذ القرار السياسي فليس هناك أي مشكلة، بحيث أن يتم إعادة تشغيله اليوم تحت إدارة مطار بيروت، على أن يصحّح الوضع عند تشكيل حكومة جديدة وتشكيل هيئة ناظمة له».

 

 

لقطة من «غوغل ماب» لمطار رينيه معوض في القليعات

وفي عام 2012 كان رئيس «حركة الاستقلال» النائب الحالي ميشال معوض (نجل رئيس الجمهورية الراحل رينيه معوض الذي سُمّي المطار على اسمه)، اتهم النظام السوري (خلال وجوده في لبنان) بعرقلة تشغيله لقربه من الحدود اللبنانية - السورية وتأثيره الاقتصادي على دمشق، و«حزب الله» لاحقاً، لا سيما منذ عام 2011 «تحت حجج واهية مثل تهريب السلاح والفيدرالية والأحداث التي تحصل في سوريا»، وفق قول معوض.

 

حاجة سياحية

 

والعائدات الاقتصادية لمطار القليعات الذي يتطلب إعادة تأهيل المدرجات والمباني، تشمل بشكل أساسي الشق السياحي؛ إذ من شأنه أن يوفّر مزيداً من الرحلات إلى بيروت بأسعار منخفضة على غرار بلدان كثيرة، وهو ما أشار إليه رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان رئيس المجلس الوطني للسياحة بيار الأشقر عبر مطالبته بإعادة تشغيل المطار شمال لبنان لأغراض مدنية، لا سيما نقل الركاب، عادّاً أن هذا الموضوع يشكل حاجة ماسة للسياحة بشكل أساسي وللاقتصاد الوطني.

 

وإذ عَبَّر عن دعمه لمطالب أهل الشمال وعكار في هذا الموضوع المحق، قال في بيان له: «سياحياً وعلى المستوى التقني لا يمكن للبنان أن يستقطب رحلات طيران سياحية منخفضة التكلفة، في حال لم يتم إعادة تشغيل مطار القليعات، وهذا ما يحرم لبنان من الكثير من السياح من حول العالم»، مشيراً في هذا الإطار، إلى أنه «بحسب قوانين الطيران المدني المحلية والدولية لا يُسمح للمطارات الرئيسية مثل مطار رفيق الحريري - بيروت - باستقبال هذه الرحلات».

 

ولفت إلى أن «موضوع استقبال رحلات الطيران المنخفضة التكلفة بات يشكل أيضاً حاجة سياحية للبنان، خصوصاً بعدما تم تسجيل أرقام كبيرة في عدد الوافدين خلال موسم الصيف، وما يمكن أن يستقطبه لبنان من أعداد كبيرة من السياح من مختلف الجنسيات».

 

وأعاد الأشقر التأكيد على «ضرورة قيام السلطات المعنية سريعاً باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإعادة تشغيل هذا المرفق الاقتصادي الحيوي، لفتح المجال لاستقطاب المزيد من السياح من مختلف الجنسيات، وللمساهمة في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة عكار وطرابلس».

 

وأُنجزت أكثر من دراسة لإعادة تشغيل مطار القليعات، إحداها من قبل وزارة الأشغال العامة، وقد أكدت جميعها على أن مشروع تطويره يهدف إلى تحقيق الإنماء المتوازن في المناطق اللبنانية.

 

وفي دراسة لوزارة الأشغال لفتت إلى أن تطويره وتشغيله يؤدي إلى نمو في مجالات التجارة والزراعة والصناعة والسياحة للبنان وللمنطقة، كما يمكن أن يوفر أنشطة سياحية ورياضية خاصة، وأنه قريب من أماكن سياحية ويقع على ساحل البحر المتوسط. وإضافة إلى أن تشغيله يشكل فرصة لإشراك القطاع الخاص، فإنه يؤمّن فرصة عمل لنحو 6 آلاف شخص في السنة الأولى.


مقالات ذات صلة

سلام «يستشير» النواب في شكل حكومته… وتفاؤل بـ«أداء جديد»

المشرق العربي رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام (إ.ب.أ)

سلام «يستشير» النواب في شكل حكومته… وتفاؤل بـ«أداء جديد»

برزت دعوات الكتل النيابية اللبنانية إلى تشكيل «حكومة كفاءات» مع إطلاق الرئيس المكلف، نواف سلام، الاستشارات النيابية غير الملزمة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جنود إسرائيليون ينتشرون قرب الجدار الفاصل مع لبنان (رويترز)

إسرائيل تدفع بتعزيزات إلى كفركلا وتواصل نسف بيوت جنوب لبنان

دفعت القوات الإسرائيلية الأربعاء بتعزيزات جديدة إلى المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، استعداداً للتوجه إلى بلدة كفركلا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نواف سلام (رويترز)

لبنان: سلام يحتوي تداعيات مقاطعة «الثنائي الشيعي» الاستشارات بلقاء بري

قاطع الثنائي الشيعي «حزب الله» و«حركة أمل»، الأربعاء، الاستشارات النيابية غير الملزمة التي عقدها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، نواف سلام، في البرلمان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي 
رئيس الجمهورية اللبناني مجتمعاً مع رئيس البرلمان ورئيس الحكومة المكلف أمس (رويترز)

سلام: نشر السلطة في كل لبنان... وعدم إقصاء أحد

تكثفت الاتصالات في لبنان لمعالجة تداعيات تكليف نواف سلام تشكيل الحكومة الجديدة وسط معارضة «حزب الله» وحركة «أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري لهذا.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام يلوح بيده لدى وصوله للقاء الرئيس اللبناني جوزيف عون (إ.ب.أ) play-circle 01:44

ما مشكلة «الثنائي الشيعي» مع رئيس الحكومة المكلف نواف سلام؟

يستغرب كثيرون معارضة «الثنائي الشيعي (حزب الله) و(حركة أمل)» الشديدة تكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.

بولا أسطيح (بيروت)

تركيا وإدارة دمشق تتفقان على عملية سياسية شاملة تحفظ وحدة سوريا

وزيرا الخارجية التركي والسوري في مؤتمر صحافي في أنقرة الأربعاء (الخارجية التركية)
وزيرا الخارجية التركي والسوري في مؤتمر صحافي في أنقرة الأربعاء (الخارجية التركية)
TT

تركيا وإدارة دمشق تتفقان على عملية سياسية شاملة تحفظ وحدة سوريا

وزيرا الخارجية التركي والسوري في مؤتمر صحافي في أنقرة الأربعاء (الخارجية التركية)
وزيرا الخارجية التركي والسوري في مؤتمر صحافي في أنقرة الأربعاء (الخارجية التركية)

أكدت تركيا والإدارة السورية عدم السماح بتقسيم سوريا أو أن تصبح أراضيها مصدراً لتهديد جيرانها، واتفقتا على البدء بعملية سياسية تمهد لاستقرار البلاد وتحتضن جميع أبناء الشعب بلا تفرقة على أساس طائفي أو ديني أو عرقي.

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في مؤتمر صحافي مشترك عقد عقب اجتماع وزراء الخارجية والدفاع ورئيسي جهازي المخابرات في كل من تركيا والإدارة السورية بمقر وزارة الخارجية في أنقرة، الأربعاء: «الآن هو الوقت المناسب للتخلص من الإرهاب والأسلحة، وهو الوقت المناسب للسلام والتضامن والتنمية والازدهار ونبذ الصراعات الداخلية في سوريا».

عملية سياسية شاملة

وأضاف فيدان أن الوقت قد حان لعملية سياسية تشمل كل العناصر العرقية والدينية والطائفية في سوريا، لافتاً إلى أنه «لسوء الحظ، لا تزال العقوبات المفروضة على سوريا سارية المفعول، ومن الممكن للولايات المتحدة أن تمنح إعفاءً جزئياً، ونعلم أن الاتحاد الأوروبي يعمل على هذا الأمر أيضاً، إذا تم رفع العقوبات فإن العملية سوف تتسارع».

فيدان مصافحاً نظيره السوري خلال استقباله بالخارجية التركية في أنقرة (الخارجية التركية)

ولفت وزير الخارجية التركي إلى أن نظام بشار الأسد استضاف منظمات إرهابية في سوريا لسنوات، وأن سوريا ستزداد قدرة على محاربة المنظمات الإرهابية بعد سقوط هذا النظام.

وذكر فيدان أن الاجتماع مع الجانب السوري تناول تقديم الدعم من جانب تركيا للعمليات ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، مضيفاً: «لن نوافق على تقسيم سوريا، وقد حان الوقت لتطهيرها وتطهير المنطقة من الإرهاب والأسلحة، وحان الوقت للسلام والتضامن والتنمية والازدهار، ولم يعد هناك مكان للإرهاب في المنطقة».

وأشار فيدان إلى أن تركيا ستعمل على دعم الإدارة السورية في جميع المجالات سواء إعادة الإعمار أو التنمية وتمهيد الظروف المناسبة لعودة اللاجئين وسيعمل البلدان معاً على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والتجارة وغيرها من المجالات.

وأعلن أن القنصلية التركية في حلب ستبدأ العمل في 20 يناير (كانون الثاني) الحالي.

بدوره، أكد وزير الخارجية في الإدارة السورية، أسعد الشيباني أن الإدارة الجديدة لن تسمح بأن تكون الأراضي السورية مصدر تهديد لتركيا أو لأي دولة أخرى من جيرانها، مشيراً إلى حاجة سوريا إلى دعم حقيقي لإعادة إعمارها وتنميتها.

لا لتقسيم سوريا

وقال الشيباني إن الإدارة السورية ستعمل على عودة سوريا إلى دورها الفاعل البارز في المنطقة بما يحقق الأمن والاستقرار وحسن الجوار، ويد سوريا اليوم ممدودة للعالم أجمع وليست جزيرة منقطعة ضمن مشاريع مشبوهة كما أراد لها النظام السابق.

فيدان والشيباني خلال المؤتمر الصحافي (أ.ف.ب)

وأضاف: «إننا نؤكد اليوم أكثر من أي وقت مضي ضرورة تآلف الشعب السوري وتوحده وعدم التفاته للدعوات الطائفية أو التي تسعى لتقسيم مجتمعنا، والتي تحاول تغيير هوية سوريا وحاضرها وماضيها، فسوريا لكل السوريين وليست مرتبطة بفئة من الشعب».

وتابع «أننا نفتح صفحة جديدة بين الشعب السوري ومحيطه ونعمل على بناء الصورة الحديثة القائمة على الأسس الحضارية والأخلاقية لبلادنا، ونعمل كذلك على استكمال وحدة الأراضي السورية وجعلها تحت إشراف الحكومة المركزية في دمشق، فسوريا لا يمكن أن تقسم، ولن يقبل شعبها بذلك، وهذا هو المسار الوحيد لصون سوريا واستعادة سيادتها».

وأكد أن العلاقات بين بلاده وتركيا ستشهد في الفترة المقبلة آفاقاً واسعة للتعاون مع تركيا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وتعزيز الروابط الشعبية والبناء على الإرث المشترك.

ولفت إلى أن «الأمن والاستقرار والازدهار مرتبطة بشكل مشترك بين بلدينا ونتطلع لأن تكون العلاقات بينهما نموذجاً صادقاً في العلاقات بين الدول يقوم على احترام سيادة الدولتين ووحدة أراضيهما».

وشدد على أن الإدارة السورية الجديدة لن تسمح بأن تستخدم الأراضي السورية منطلقاً لتهديد الأراضي التركية والشعب التركي، و«سنعمل على إزالة هذه التهديدات عبر العديد من الوسائل، ونشكر تركيا على وضع ثقتها في قدرة الإدارة السورية على معالجة هذه التهديدات، خاصة فيما يتعلق بمنطقة شمال شرقي سوريا».

وأضاف: «إننا نعمل الآن على معالجة هذه القضايا بالتفاوض والحوار ونعتقد أننا سنصل إلى نتائج ملموسة في القريب العاجل».

مباحثات تركية سورية

وعقدت بمقر وزارة الخارجية التركية في أنقرة الأربعاء مباحثات تركية مع الإدارة السورية، بصيغة 3+3، شارك فيها وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والسوري أسعد الشيباني، والدفاع التركي يشار غولر والسوري مرهف أبو قصرة، ورئيسا جهازي المخابرات التركي إبراهيم كالين والسوري أنس خطاب.

وزراء خارجية ودفاع ورئيسا مخابرات تركيا وسوريا قبل انطلاق مباحثاتهما بمقر الخارجية التركية في أنقرة الأربعاء (الخارجية التركية)

وبحث الاجتماع التطورات في سوريا، وبخاصة وضع وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والاشتباكات المستمرة بينها وبين فصائل «الجيش الوطني السوري»، المدعومة من تركيا في شرق حلب، وموقف الإدارة السورية منها، حيث ترغب تركيا في حلها وإلقاء أسلحتها وخروج عناصرها الأجنبية من سوريا، وانخراط العناصر السورية في الجيش السوري الموحد.

وبحسب ما ذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، تناولت المباحثات أيضاً ملفات التعاون الأمني والتعاون في مجالات الطاقة وإعادة الإعمار والتنمية، إلى جانب الملف الأمني والتعاون في مكافحة التنظيمات الإرهابية.

كما تناولت المباحثات ملف العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين، وجهود رفع العقوبات المفروضة على دمشق.

وقالت المصادر إن الجانب التركي أكد مجدداً دعمه للإدارة السورية في مختلف المجالات لإنجاز المرحلة الانتقالية وتحقيق الأمن والاستقرار في سوريا.

واستقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعضاء الوفد السوري بالقصر الرئاسي في أنقرة.

وكان إردوغان استبق المباحثات بإعلان أنها ستركز عل سبل دعم سوريا وإعادة الإعمار.

تحذير لـ«قسد»

وحذر من أن أنقرة لديها القوة والقدرة على سحق كل التنظيمات الإرهابية في سوريا، بمن فيهم مقاتلو تنظيم «داعش» ووحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

إردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان (الرئاسة التركية)

وقال إردوغان، في كلمة أمام اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بالبرلمان، الأربعاء: «لن نسمح بحدوث أي شكل من أشكال الفوضى في سوريا، ولن نسمح بزرع بذور الفتنة بيننا وبين الشعب السوري».

وأضاف أن مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية يمثلون أكبر مشكلة في سوريا الآن بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، وإن لم تلق تلك الوحدات أسلحتها فلن تتمكن من الإفلات من نهايتها المحتومة.

وتابع: «إذا كانت سوريا والمنطقة تتخلصان من تهديد (داعش)، فإن تركيا هي القوة العظمى التي لديها القدرة على حل هذه القضية».

وقال إردوغان: «يجب على الجميع أن يرفعوا أيديهم عن المنطقة ونحن قادرون مع إخواننا السوريين على سحق تنظيم (داعش) و(الوحدات الكردية)، وجميع التنظيمات الإرهابية في وقت قصير».

وشدد إردوغان على أن تركيا تتابع وتدعم حل كل قضايا الإخوة الأكراد في سوريا، وأن تركيا هي الضامنة لأمن الأكراد.

بدوره، قال وزير الدفاع يشار غولر، رداً على سؤال حول عملية عسكرية تركية محتملة ضد «قسد» في شرق الفرات، إن العمليات والضربات مستمرة، لافتاً إلى تنفيذ عدد كبير من الضربات، الثلاثاء، مضيفاً: «مكافحة الإرهاب مستمرة».