الملاذ الآمن... عملات ذهبية خفيفة الوزن وسيلة فقراء غزة للادخارhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/4532716-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%85%D9%86-%D8%B9%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AE%D9%81%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B2%D9%86-%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%AE%D8%A7%D8%B1
الملاذ الآمن... عملات ذهبية خفيفة الوزن وسيلة فقراء غزة للادخار
أحمد حمدان يقدم عملات ذهبية لذوي الدخل المنخفض الذين يبحثون عن مدخرات في مدينة غزة (رويترز)
القدس:«الشرق الأوسط»
TT
القدس:«الشرق الأوسط»
TT
الملاذ الآمن... عملات ذهبية خفيفة الوزن وسيلة فقراء غزة للادخار
أحمد حمدان يقدم عملات ذهبية لذوي الدخل المنخفض الذين يبحثون عن مدخرات في مدينة غزة (رويترز)
يسكّ طبيب أسنان في غزة عملات ذهبية خفيفة الوزن للغاية كي يتيح لمحدودي الدخل الادخار بأكثر الطرق شيوعاً في أرجاء الشرق الأوسط، بحسب تقرير نشرته «رويترز».
وقال أحمد حمدان، الذي يسكّ العملات الذهبية بأوزان تتراوح بين نصف غرام و10 غرامات: «الفكرة جاءت من حاجة المجتمع الماسة لامتلاك الذهب في ظل تردي الأوضاع المعيشة والاقتصادية للناس، وبالتالي استطعنا ولأول مرة في التاريخ تجزئة الذهب، وهو غرام الذهب، إلى فئات أقل، بمعنى أن هناك إمكانية لأي إنسان أن يحصل على الذهب بسعر مخفض. بسعر خفيف، استطعنا تجزئة الغرام إلى نصف غرام، وإلى ربع غرام قابل للتداول وأن يكون في يد الناس بسهولة كبيرة».
العملة من الذهب عيار 21 قيراطاً، وتحمل على أحد وجهيها صورة «قبة الصخرة» في القدس، ومن تحتها كلمة «فلسطين»، وهي مرخصة ومختومة من وزارة الاقتصاد في قطاع غزة الذي تحكمه حركة «حماس» منذ عام 2007.
لكن أسامة نوفل، رئيس قسم السياسات في وزارة الاقتصاد بغزة، أكد أن العملات الذهبية ليست قانونية.
وقال: «هذه المشغولة الذهبية لا تعدّ عملة على الإطلاق حتى لا تفسر بأنها بديلة عن عملة في المستقبل. هي عبارة عن وسيلة للادخار ليس إلا».
وليست للفلسطينيين عملة خاصة بهم؛ لذا يستخدمون اليورو والدولار والشيقل والدينار الأردني في حياتهم اليومية. وكما هي الحال في مناطق كثيرة بالشرق الأوسط، يفضل كثير من المواطنين حفظ قيمة مدخراتهم في صورة مقتنيات ذهبية مع غياب الثقة في البنوك.
ويعيش في غزة 2.3 مليون فلسطيني، نصفهم تقريباً عاطلون عن العمل. وبسبب مخاوف أمنية، تفرض إسرائيل حصاراً على القطاع، وتشدد مصر القيود على الحدود مع غزة.
واشترى عادل الرفاتي، الموظف الحكومي، 3.5 غرام خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وهو سعيد بهذه الوسيلة الجديدة للادخار.
وقال: «عندما أدخر أفعل ذلك بغرامات بسيطة لأنها في متناول اليد، وهذا الذهب يعدّ ملاذاً آمناً للادخار أكثر من العملات التي تنخفض قيمتها ويمكن أن تصرف».
لم يطرأ أي تغيير ملحوظ على أسعار الذهب، يوم الأربعاء، حيث تركزت أنظار الأسواق بشكل رئيسي على قرار السياسة النقدية المرتقب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، في وقت لاحق
استقرت أسعار الذهب يوم الثلاثاء في انتظار اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث تترقب الأسواق بفارغ الصبر توقعات المركزي الأميركي بشأن الفائدة.
الشتاء يضرب غزة... ووفاة رضيعة بسبب البرد القارسhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5094033-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AA%D8%A7%D8%A1-%D9%8A%D8%B6%D8%B1%D8%A8-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%88%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9-%D8%B1%D8%B6%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%B3
يضرب البرد القارس الفلسطينيين، البالغ عددهم نحو مليونَي شخص، الذين نزحوا؛ بسبب الحرب الإسرائيلية، في حين توفيت رضيعة من البرد، وفق وسائل إعلام فلسطينية.
وتوفيت، أول من أمس (الجمعة)، الرضيعة عائشة عدنان سفيان القصاص (20 يوماً)؛ نتيجة البرد الشديد داخل خيمة في منطقة مواصي خان يونس، حسبما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية.
⬅️طفلة رضيعة استــشهدت بسبب البرد الشديد في مواصي خانيونس التي نزحت لها عائلات دمر الاحتلال منازلها ومناطقها pic.twitter.com/CiQEfckqhb
ويكافح كثير من الفلسطينيين منذ 14 شهراً لحماية أنفسهم من الرياح والبرد والأمطار، وسط برد قارس يضرب القطاع. كما أن هناك نقصاً في البطانيات والملابس الدافئة، وقليلاً من الخشب لإشعال النار، كما أن الخيام والأقمشة المشمعة التي تعيش فيها الأسر أصبحت مهترئة بشكل متزايد بعد أشهر من الاستخدام المكثف، وفقاً لعمال الإغاثة والسكان.
وتقول شادية عياده، التي نزحت من مدينة رفح إلى منطقة المواصي الساحلية، إنه ليس لديها سوى بطانية واحدة وزجاجة ماء ساخن لحماية أطفالها الـ8 من الارتعاش داخل خيمتهم الهشّة. وتتابع لوكالة «أسوشييتد برس»: «نشعر بالخوف في كل مرة نعلم فيها من توقعات الطقس أن الأيام الممطرة والعاصفة مقبلة؛ لأن خيامنا ترتفع مع الرياح. نخشى أن يؤدي الطقس العاصف القوي إلى تدمير خيامنا ذات يوم بينما نحن داخلها».
مع انخفاض درجات الحرارة ليلاً، تخشى أيادا أن يمرض أطفالها الذين يفتقرون للملابس الدافئة. وقالت إن أطفالها عندما فروا من منزلهم لم يكن لديهم سوى ملابس الصيف. وقد اضطروا إلى اقتراض بعض الملابس من الأقارب والأصدقاء للتدفئة.
مخاوف من انتشار أمراض الشتاء
وتحذِّر الأمم المتحدة من أن الناس الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة قد لا يصمدون في الشتاء. وقالت الأمم المتحدة، في تحديث يوم الثلاثاء، إن ما لا يقل عن 945 ألف شخص يحتاجون إلى إمدادات الشتاء، التي أصبحت باهظة الثمن في غزة. كما تخشى الأمم المتحدة من أن تتفشى الأمراض المعدية، التي انتشرت في الشتاء الماضي، مرة أخرى وسط ارتفاع سوء التغذية.
وفي هذا الصدد، قالت لويز واتريدغ المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن الوكالة كانت تخطط طوال العام لفصل الشتاء في غزة، لكن المساعدات التي تمكَّنت من إدخالها إلى القطاع «ليست كافية حتى للناس». وزَّعت «الأونروا» 6 آلاف خيمة على مدى الأسابيع الأربعة الماضية في شمال غزة، لكنها لم تتمكَّن من نقلها إلى أجزاء أخرى من القطاع، بما في ذلك المناطق التي شهدت اشتداد المعارك.
وتابعت واتريدغ أن نحو 22 ألف خيمة عالقة في الأردن، و600 ألف بطانية و33 شاحنة محملة بالمراتب كانت راكدة في مصر منذ الصيف؛ لأن الوكالة ليست لديها موافقة إسرائيلية أو طريق آمن لإحضارها إلى غزة، ولأنها اضطرت إلى إعطاء الأولوية للمساعدات الغذائية التي تشتد الحاجة إليها. وقالت إن كثيراً من الفرش والبطانيات تعرضت للتدمير منذ ذلك الحين؛ بسبب الطقس والقوارض.
وقالت ديون وونغ، نائبة مدير برامج المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن «لجنة الإنقاذ الدولية تكافح من أجل جلب ملابس الشتاء للأطفال؛ لأن هناك كثيراً من الموافقات التي يتعيَّن الحصول عليها من السلطات المختصة». وقالت وونغ: «إن قدرة الفلسطينيين على الاستعداد للشتاء محدودة للغاية في الأساس».
وقالت وكالة تابعة للحكومة الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق شحنات المساعدات إلى غزة، في بيان، إن إسرائيل عملت لأشهر مع المنظمات الدولية لإعداد غزة للشتاء، بما في ذلك تسهيل شحن المدافئ والملابس الدافئة والخيام والبطانيات إلى القطاع، وفق «أسوشييتد برس».
قُتل أكثر من 45 ألف فلسطيني في الحرب في غزة، وفقاً لوزارة الصحة في غزة. كما أن أكثر من نصف القتلى من النساء والأطفال. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 17 ألف مسلح، دون تقديم أدلة. ويقول المفاوضون إن إسرائيل و«حماس» تتجهان نحو اتفاق وقف إطلاق النار، الذي سيشمل زيادة المساعدات إلى المنطقة.
في الوقت الحالي، فإن الملابس الشتوية المعروضة للبيع في أسواق غزة باهظة الثمن بالنسبة لمعظم الناس، كما قال السكان وعمال الإغاثة.
«أخاف أن أستيقظ من النوم»
قالت رضا أبو زرادة، (50 عاماً)، التي نزحت من شمال غزة مع عائلتها، إن البالغين ينامون مع الأطفال بين أذرعهم لإبقائهم دافئين داخل خيمتهم، وتابعت: «تمشي الفئران علينا في الليل لأننا لا نملك أبواباً والخيام ممزقة. البطانيات لا تدفئنا. نشعر بالصقيع يخرج من الأرض. نستيقظ متجمدين في الصباح». قالت: «أخاف أن أستيقظ ذات يوم لأجد أحد الأطفال متجمداً حتى الموت».
في ليلة الخميس، حاربت آلام الركبة التي تفاقمت بسبب الطقس البارد لقلي الكوسة على نار مصنوعة من قصاصات الورق والكرتون خارج خيمتهم. كانت تأمل أن تدفئ الوجبةُ الصغيرةُ الأطفالَ قبل النوم.
وفي السياق، يخشى عمر شبيت، النازح من مدينة غزة والذي يقيم مع أطفاله الـ3، أن يؤدي إشعال النار خارج خيمته إلى جعل عائلته هدفاً للطائرات الحربية الإسرائيلية. وقال: «ندخل خيامنا بعد غروب الشمس ولا نخرج لأن الجو بارد جداً وتزداد البرودة بحلول منتصف الليل. ابنتي البالغة من العمر 7 سنوات تكاد تبكي في الليل بسبب البرد».