المظاهرات مستمرة بالسويداء رغم مساعي دمشق لاحتواء الموقف

تحية من السويداء (مواقع التواصل)
تحية من السويداء (مواقع التواصل)
TT

المظاهرات مستمرة بالسويداء رغم مساعي دمشق لاحتواء الموقف

تحية من السويداء (مواقع التواصل)
تحية من السويداء (مواقع التواصل)

بقيت محافظة السويداء، ولليوم الثاني عشر على التوالي، تعيش حالة يصفها سكانها بالإضراب العام والعصيان المدني المناهض للسلطة السورية.

وشارك العديد من سكانها، الخميس، بمظاهرة احتجاجية في ساحة السير وسط المدينة تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد، وتحسين الأحوال المعيشية والاقتصادية في البلاد، وتطبيق القرار الدولي 2254، وتحقيق الانتقال السياسي للسلطة في سوريا.

مظاهرة السويداء الخميس (الشرق الأوسط)

ويتميز حراك السويداء الراهن بقوة الزخم الشعبي فيه، ووقوف المرجعية الدينية (ممثلة بشيخي العقل حكمت الهجري وحمود الحناوي) إلى جانبه ودعم المحافظات له، حيث خرجت مظاهرات عدة في درعا وإدلب وحماة وريف حلب، تنادي بالتغير وتدعم السويداء ودرعا. كما علت أصوات مماثلة لناشطين في الساحل الذي يعد الحاضنة الشعبية الأكبر للنظام السوري.

أحد أعضاء «الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني» في السويداء، صرح لـ«الشرق الأوسط»، بأن «الانتفاضة الشعبية التي تشهدها السويداء، أعادت الأمل لكل السوريين من خلال التأكيد على مطالب الثورة السورية بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية لكل السوريين. وهذا لن يتحقق إلا بإسقاط منظومة الاستبداد بكل رموزها وأركانها، وإقامة الدولة الوطنية الديمقراطية العادلة الموحدة والجامعة لكل السوريين على اختلاف طوائفهم ومنابتهم السياسية والفكرية».

من الشعارات المرفوعة في السويداء (الشرق الأوسط)

وقال الناشط معن خداج: «هناك تململ من التردي الاقتصادي، وسوء إدارة البلاد ومواردها في كل شبر من الأراضي السورية، لكن زخم الاحتجاج وقوته في السويداء فاجأ الجميع». وأشار إلى «اختلاف كبير بين حالة الاحتجاج والمطالب التي تنادي بها السويداء اليوم، والاحتجاجات السابقة. فالمتابع للحراك الراهن، يلاحظ أعداد المتظاهرين المتزايد، ورفع سقف الشعارات التي وصلت عبر اللافتات والهتافات، إلى المطالبة برحيل السلطة وعلى رأسها الأسد، مع أن هذا مطلب المحتجين منذ أن خرجوا باحتجاجات مشابهة، بداية الأحداث في سوريا عام 2011».

من مظاهرة ساحة السير بالسويداء (الشرق الأوسط)

ويشير خداج، إلى «إصرار في السويداء على أن سفن العودة سوف تحترق، وأن المضي قدماً حتى تحقيق أهداف المحتجين هو طريق حتمي». وقال: «إن النظام حاول أن يوقف الاحتجاجات عن طريق بعض الأشخاص، فأرسل وفداً لشيخ العقل يوسف جربوع، المعروف بمواقفه المؤيدة للسلطة يوم الثلاثاء الماضي، وطالب بتوقف الاحتجاجات، لكن لم يلق صدى في السويداء، بل استمر المحتجون بالنزول إلى الساحات للتظاهر».

ويصف «أنس»، وهو أحد المشاركين بالاحتجاجات من مدينة شهبا بريف السويداء، المظاهرات بـ«الأمل الجديد». ويقول: «إنها سعي صادق لأجل ثورة بيضاء سلمية من أبناء الوطن كلهم، ولأجل الوطن كله، ولتحقيق أهداف جميع السوريين بكل طوائفهم ودياناتهم... حراك السويداء شرارة جديدة لتخرج السوريين من صمتهم وفقرهم، والحالة التي وصلوا إليها بسبب السلطة الحالية، وأنه الوقت المناسب للكشف والإعلان عن المكبوت منذ سنوات»، مؤكداً «أن الحراك السلمي، هو أفضل الطرق لتحقيق أهداف الشعب السوري».


مقالات ذات صلة

بوتين يلتقي الأسد في موسكو ويحذر من تصعيد في المنطقة

أوروبا 
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث إلى الرئيس السوري في زيارة غير مجدولة (أ.ف.ب)

بوتين يلتقي الأسد في موسكو ويحذر من تصعيد في المنطقة

أعلن الكرملين، أمس (الخميس)، أن الرئيس فلاديمير بوتين أجرى جولة محادثات مساء الأربعاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي وصل العاصمة الروسية.

رائد جبر (موسكو) «الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية أهالي الباب بريف حلب الشرقي احتجوا على دخول القوات الروسية مؤخراً إلى معبر أبو الزندين (إكس)

​تركيا تناقش مع روسيا عودة الدوريات المشتركة على طريق «إم 4»

كشفت تركيا عن مفاوضات مستمرة مع روسيا لإعادة تسيير الدوريات المشتركة على طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4) في إدلب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي السائح الصيني هان مينجي (السويداء 24)

العثور على المواطن الصيني الذي اختفى في السويداء

كشفت مصادر إعلامية محلية أن المواطن الصيني المختفي كان محتجزاً لدى إحدى الجهات الأمنية السورية، وجرى تسليمه لسفارة بلاده ليتم ترحيله إلى الصين.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (أ.ف.ب)

مجموعة أوروبية تدعو إلى مراجعة سياسة التكتل نحو سوريا

دعت مجموعة مكونة من ثماني دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في علاقات التكتل مع سوريا بسبب الأعداد الهائلة من اللاجئين التي تتدفق من البلاد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )

ترمب يلتقي نتنياهو وينتقد تصريحات هاريس عن إسرائيل

ترمب مستقبلاً نتنياهو في «بالم بيتش» أمس (آموس بن - غيرشوم / جي بي أو / د.ب.أ)
ترمب مستقبلاً نتنياهو في «بالم بيتش» أمس (آموس بن - غيرشوم / جي بي أو / د.ب.أ)
TT

ترمب يلتقي نتنياهو وينتقد تصريحات هاريس عن إسرائيل

ترمب مستقبلاً نتنياهو في «بالم بيتش» أمس (آموس بن - غيرشوم / جي بي أو / د.ب.أ)
ترمب مستقبلاً نتنياهو في «بالم بيتش» أمس (آموس بن - غيرشوم / جي بي أو / د.ب.أ)

نفى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وجود أي توتر في العلاقات بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معرباً عن تأييده ومساندته لإسرائيل. وهاجم المرشح الجمهوري لسباق الرئاسة الأميركي منافسته المحتملة كامالا هارس، مشيراً إلى أن تصريحاتها عقب لقائها بنتنياهو، مساء الخميس، في البيت الأبيض، تنم عن عدم احترام، وطالب حركة «حماس» بإطلاق سراح الرهائن «فوراً».

وقال ترمب، في بداية الاجتماع الموسع مع نتنياهو في مقر إقامته بمنتجع مارلارغو بولاية فلوريدا، إنه لا يعرف كيف يمكن لأي أميركي يهودي أن يصوّت لكامالا هاريس، لأن تصريحاتها تنم عن عدم الاحترام لإسرائيل.

وأشار إلى علاقته الوثيقة بإسرائيل، مؤكداً أنه تمتع كرئيس للولايات المتحدة بعلاقات مع إسرائيل أفضل من أي رئيس أميركي على الإطلاق. وقال: «لقد أيّدت حق إسرائيل في مرتفعات الجولان والقدس، ونقلنا السفارة، وأوقفنا الاتفاق النووي الإيراني، وهو ربما أفضل شيء قمنا به، ولم نمنحهم أموالاً في ظل إدارة ترمب، ولم يكن أحد يشتري نفطهم، والآن أصبحوا دولة غنية، وهذا أمر مؤسف».

ووعد ترمب، إذا فاز في الانتخابات، بإنهاء كل الحروب في منطقة الشرق الأوسط، محذراً من أنه إن لم يفز، فإن الأمر سينتهي إلى حروب كبرى، وربما حرب عالمية ثالثة.

من جانبه، أشار رئيس الوزراء نتنياهو إلى صعوبة مفاوضات إطلاق سراح الرهائن، وفي إجابته عن أسئلة حول مفاوضات وقف إطلاق النار وإرسال فريق إسرائيلي إلى المفاوضات في العاصمة الإيطالية روما، أوضح أنه يتوقع بعض التحركات التي تأتي بسبب الضغوط العسكرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد «حماس».

وقال: «الموقف صعب للغاية للرهائن، وهم ليسوا في حالة جيدة، ومن الواضح أنهم لا يعاملون بشكل صحيح، ونأمل أن يكونوا بخير، لكن هناك كثيراً من الرهائن، وأنا غير متأكد من صحتهم، وهذا الوضع غير مقبول».

من جهة أخرى، استمع أعضاء مجلس الأمن في نيويورك الجمعة إلى ما سمّاه دبلوماسيون «رجع صدى تقشر له الأبدان» لنساء فلسطينيات يستغثن في غزة لإنقاذ أطفالهن الذين يتضورون جوعاً وتفتك بهم الأمراض إذا نجوا من المستويات الرهيبة من الحملة العسكرية الإسرائيلية في كل أنحاء القطاع.

وكان أعضاء مجلس الأمن يستمعون إلى مساعد الأمين العام لـ«الأمم المتحدة» مهند هادي، الذي يتولى أيضاً مهمة نائب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، مكرراً المناشدة من أجل وقف إطلاق النار، وتمكين المنظمات الدولية من تقديم المساعدات للفلسطينيين، بما يتماشى مع المبادئ الإنسانية، والإطلاق الفوري وغير المشروط للرهائن، في مطالبات ردّدتها أيضاً نائبة المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى «الأونروا» لشؤون الدعم العملياتي، أنطونيا دي ميو.