احتجاجات السويداء مستمرة لليوم الحادي عشر على التوالي

في بادرة حسن نية... محتجون يطلقون سراح رئيس قسم التحقيق في الأمن العسكري

شعارات رفعها المتظاهرون في السويداء الاثنين (السويداء 24)
شعارات رفعها المتظاهرون في السويداء الاثنين (السويداء 24)
TT

احتجاجات السويداء مستمرة لليوم الحادي عشر على التوالي

شعارات رفعها المتظاهرون في السويداء الاثنين (السويداء 24)
شعارات رفعها المتظاهرون في السويداء الاثنين (السويداء 24)

تواصلت الاحتجاجات الشعبية في السويداء الأربعاء لليوم الحادي عشر على التوالي، وتجمع الأهالي في ساحة (السير) وسط المدينة، بمشاركة من أهالي قرى وبلدات المحافظة، فيما أعلن قائد ما سمي (تجمع أحرار الجبل) الشيخ سليمان عبد الباقي، في بادرة «حسن نية» وتلبية لمبادرة شيخ العقل حكمت الهجري، إطلاق سراح رئيس فرع التحقيق في الأمن العسكري في المدينة.

وكان الشيخ عبد الباقي أعلن قبل ثلاث أيام: احتجاز أشخاص من قوات النظام ردا على اعتقال الناشط أيمن فارس، ابن الساحل، في أثناء توجهه إلى السويداء ليحتمي بها، و«لن يطلق سراح أي من الذين تم احتجازهم ما لم يطلق سراح أيمن فارس».

ويشار، إلى أن الأجهزة الأمنية في الساحل قامت بحملة اعتقالات طالت كل من صرح جهارا بمواقف مناهضة للنظام، وجرى اعتقال الشاعر الشعبي حسين حيدر الذي ظهر في مقاطع فيديو يصف الواقع المعيشي لأهالي الساحل من خلال شعر زجلي مسبوك، وكتب في منشورات سابقة له، أن ابنه يخدم في قوات النظام: «ولا يحق لأي أحد أن يزايد عليه في الوطنية»، وطالب من خلال شعره «بمصادرة أموال آل الأسد والشبيحة وتوزيعها على الفقراء في الساحل».

وفي إشارة لاتهامات تطال النظام حول ضلوع مقربين منه بتجارة المخدرات، عبر المتظاهرون في ساحة (السير) في السويداء عن رفضهم لوجود تجارة للمخدرات في سوريا على لحن (الهولية) الشعبي غنوا «ما بدنا تجار. ما بدنا مصانع كبتاغون... ما بدنا تجار» حسب ما أظهره مقطع فيديو بثه موقع (الراصد) المحلي المعارض.

من جانب آخر، قالت مصادر محلية إن محافظ ريف دمشق صفوان أبو سعدة ابن السويداء، ذهب إلى شيخ العقل يوسف جربوع، مساء الثلاثاء، محملا برسالة عتب لرفع المتظاهرين علم الطائفة، وإطلاق المتظاهرين هتافات تطالب برحيل الأسد، باعتبار ذلك «نزعة للانفصال عن سوريا» و«خروجا عن الخط الوطني الذي يخدم أهداف المؤامرة على سوريا». وقالت المصادر، إن الشيخ يوسف جربوع أدلى بخطاب تهدئة، مؤكدا مواقفه التي سبق أن أعلنها: «باعتبار العلم الذي يمثله هو علم الدولة، ورفض الانفصال، وباعتبار أهل الجبل جزءا لا يتجزأ من الدولة الوطنية السورية ووجهتهم دمشق وهو الخيار الاستراتيجي والوطني لأهل الجبل»، مشيرا إلى وجود «أخطاء وارتفاع أصوات نشاز».

والشيخ يوسف جربوع هو واحد من ثلاثة شيوخ عقل مؤثرين في السويداء، بالإضافة إلى الشيخ حكمت الهجري الذي أيد الاحتجاجات، والشيخ حمود الحناوي الذي عبر عن موقف معتدل بين تأييد المحتجين وتدوير الزوايا حيال النظام، والشيخ يوسف جربوع الذي أظهر ميلا للنظام.

وكان الشيخ يوسف جربوع قد دعا إلى اجتماع في دار الطائفة (مقام عين الزمان) بعد بدء الاحتجاجات، وأعلن في بيان له تأييد مطالب تغيير الحكومة، وإنشاء معبر بين سوريا والأردن، وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية. الأمر الذي «أثار استياء المحتجين وزاد في تصعيد مطالب رحيل النظام وتطبيق القرار الأممي 2254، مع رفض اختزال مطالب المحتجين بمطالب معيشية باتوا على يقين بعجز الحكومة عن تلبيتها، لا سيما وأنها ما تزال مستمرة في إصدار قرارات اقتصادية من شأنها تعزيز حالة الفقر والجوع والانهيار الاقتصادي»، بحسب المصادر المحلية.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في سوريا، إن مدينة السويداء تشهد استياء شعبياً واسعاً عقب تصريحات الشيخ الجربوع التي قال فيها إن «القيادة والدولة السورية هما المرجعية، وإن هناك أصواتا نشازا كانت تطالب بمطالب خطأ».


مقالات ذات صلة

معبر «نصيب» للمغادرين من سوريا ومطار عمّان بديلاً لـ«دمشق» و«بيروت»

المشرق العربي أرشيفية لازدحام حركة المسافرين بين سوريا والأردن عبر معبري نصيب وجابر

معبر «نصيب» للمغادرين من سوريا ومطار عمّان بديلاً لـ«دمشق» و«بيروت»

في ظل مخاوف تدحرج الحرب من لبنان إلى سوريا تزداد أعداد المغادرين عبر معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وبات مطار عمّان الدولي بديلاً لمطاري بيروت ودمشق الدوليين.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي سوريون لاجئون في لبنان يعودون إلى سوريا بسبب الأعمال العدائية المستمرة بين "حزب الله" والقوات الإسرائيلية... الصورة في جديدة يابوس، سوريا، 7 أكتوبر 2024 (رويترز)

أكثر من 400 ألف شخص عبروا لبنان إلى سوريا خلال أسبوعين

أعلنت وحدة إدارة مخاطر الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية، اليوم (الاثنين)، أن أكثر من 400 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا، غالبيتهم سوريون، في غضون أسبوعين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي وصول مساعدات إيرانية إلى مطار اللاذقية (سانا)

«المرصد»: مخاوف في صفوف النظام السوري من تصعيد يفتح جبهة الجولان

ضباط من قوات النظام السوري يشعرون بتخوف كبير من احتمال فتح الميليشيات الإيرانية لجبهة قتال ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي الجمعيات الخيري السورية تساعد في توزيع المساعدات على النازحين من لبنان (وزارة الشؤون)

دمشق تفتح حدودها للنازحين بيد وتطلب المساعدات باليد الأخرى

رغم محاولات دمشق تحييد نفسها عن التصعيد الإسرائيلي ضد «حزب الله» في لبنان، فإنها تجد نفسها منخرطة في تحمل أعباء تداعيات نزوح مئات الآلاف نحو أراضيها.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي أرشيفية لقصف إسرائيلي على سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

غارات إسرائيلية تستهدف مواقع عسكرية وسط سوريا

ذكرت وسائل إعلام سورية أن إسرائيل نفذت في وقت متأخر من يوم أمس (الأحد)، هجمات على عدة مواقع في المنطقة الوسطى السورية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تأخر التواصل مع السنوار فوّت 3 فرص لتقدم المفاوضات

يحيى السنوار... إسرائيل تلوّح بقتله بعد نصر الله (أ.ف.ب)
يحيى السنوار... إسرائيل تلوّح بقتله بعد نصر الله (أ.ف.ب)
TT

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تأخر التواصل مع السنوار فوّت 3 فرص لتقدم المفاوضات

يحيى السنوار... إسرائيل تلوّح بقتله بعد نصر الله (أ.ف.ب)
يحيى السنوار... إسرائيل تلوّح بقتله بعد نصر الله (أ.ف.ب)

أكدت مصادر مطلعة في حركة «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، أن رئيس المكتب السياسي للحركة، يحيى السنوار، «وجه قبل أيام قليلة رسالة لبعض الوسطاء من خلال قيادة الحركة... حملت تأكيداً على تمسك (حماس) بمواقفها السابقة بضرورة انسحاب إسرائيل بشكل كامل من غزة، والالتزام بإعادة إعمار القطاع، ورفع الحصار بشكل كامل، وعودة النازحين بدون معوقات، وإبرام صفقة تبادل أسرى مُشرفة».

وفي حين شددت مصادر «حماس» التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، على أن «السنوار مطلع بشكل دائم على ما يجري في الحركة وخارجها، حتى وإن تأخرت بعض القرارات والرسائل»، تحدثت مصادر مطلعة على أجواء المفاوضات أن تأخر التواصل مع السنوار تسبب بـ«تفويت 3 فرص على الأقل، كان يمكن البناء عليها للتوصل لاتفاق نهائي لو جرت في مسارها الصحيح، وفي وقتها الصحيح».

ومنذ أواخر أغسطس (آب) الماضي، تجمّد تقريباً مسار المفاوضات الذي تقوده الولايات المتحدة ومصر وقطر للوساطة بين «حماس» وإسرائيل، على خلفية اتهامات متبادلة بين طرفي الحرب بتغيير بنود المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

السنوار «يتواصل بطريقته»

وكشفت المصادر من «حماس» عن أن «التواصل بين السنوار وقيادة الحركة لم ينقطع في أي وقت، ولكنه في ظروف معينة كان يتأخر لظروف أمنية بحتة، كما أنه كان لظروف ميدانية وسياسية وضمن خطة يعتمدها (السنوار) بشكل ممنهج يتواصل بطريقته مع الوسطاء وفق طريقة يحددها بنفسه، وليس وفق ما يريده الوسطاء أو أي طرف».

ووفق ما تحدثت مصادر أخرى من خارج «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، فإن «عدم قدرة الوصول للسنوار وقيادة الحركة وجناحها المسلح في فترات ماضية تسببت بتفويت فرص تتعلق بالمضي قدماً في بعض الملفات المتعلقة بالمفاوضات».

ودللت المصادر المطلعة على مفاوضات صفقة التبادل، على تأثير تأخر التواصل على المفاوضات بالقول: «في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كان هناك اقتراح جديد وافقت إسرائيل على معظم ما جاء فيه بعد مفاوضات مع الوسطاء، إلا أن تأخر رد (حماس) بسبب صعوبات التواصل مع السنوار وقيادة الحركة و (القسام) فوّت (فرصة كبيرة للتقدم)».

وتضيف المصادر: «تأخر الرد صعّب من مهام الوسطاء الذين شعروا بقليل من الغضب إزاء ما يجري من إدارة للمفاوضات داخل (حماس) في بعض الأحيان، وهو ما دفع إسرائيل أحياناً إلى التراجع عما كان يتم الاتفاق عليه».

واعترفت «حماس» سابقاً على لسان أسامة حمدان القيادي فيها، خلال مقابلة صحافية في شهر أغسطس (آب) الماضي، أن هناك «بعض الصعوبات في التواصل نتيجة طبيعة المعركة والعدوان الإسرائيلي، ولكن التواصل دائم ويحقق المصالح المرجوة وإدارة الحركة تتم على نحو جيد».

وقال حمدان حينها: «قيادة الحركة تتابع مع السنوار عملية استكمال ترتيبات العمل القيادي، والأمور تسير بطريقة سلسة، وربما تأخذ بعض الوقت للضرورات الأمنية».

واختارت «حماس» السنوار زعيماً للحركة في 6 أغسطس الماضي، وذلك بعد اغتيال زعيم الحركة السابق إسماعيل هنية في عملية تمت داخل طهران. وبدا لافتاً تغيب السنوار عن الظهور بأي صورة أو بثه لرسائل (الاثنين) بالمواكبة مع ذكرى مرور عام على عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وزعمت تقارير إسرائيلية، قبل أيام، مقتل السنوار في ظل «غياب أي رسائل منه للوسطاء» خلال الأسابيع الماضية.

وكان موقع «أكسيوس» قد نقل (الاثنين) عن مصدر إسرائيلي رسمي تأكيده أن السنوار استكمل التواصل مع قيادة «حماس» في قطر؛ غير أنه لم يحدد ما إذا كان التواصل يتعلق بالأوضاع العسكرية لـ«حماس» على جبهة القتال، أم ملف «هدنة غزة».

ولم تتمكن إسرائيل خلال عملية واسعة شنتها بجميع مناطق محافظة خان يونس على مدار 3 أشهر من الوصول إلى السنوار فوق أو تحت الأرض، كما لم تنجح بالوصول إليه في أي مكان بالقطاع.

وكانت مصادر قالت سابقاً لـ«الشرق الأوسط»، إن «قلة قليلة فقط تعرف مكان السنوار، ولا يمكن الجزم بموقعه»، ووفقاً للمصادر، فإن السنوار «كان حاضراً في الكثير من المواقف (خلال الحرب) ويوجه تعليمات مرة كل أسبوعين وأحياناً مرة كل شهر، وفي بعض الأحيان كانت تصل منه تعليمات لقادة العمل السياسي والحكومي في (حماس) مرة أسبوعياً».

وتشير المصادر إلى أن «هذه الرسائل والتعليمات كانت تصل مكتوبة باليد، وأحياناً مطبوعة وعليها توقيعه، وتنقل من مكانه بطرق آمنة وسرية، وتصل لجميع الجهات المختصة بطرق تسمح بعدم تعقبها ومعرفة ما فيها».

وتقول مصادر من حركة «حماس» في خارج القطاع، إنه «في مرتين على الأقل نقلت رسائل مكتوبة منه، ورسالة واحدة مسجلة صوتياً للوسطاء حول بعض القضايا التي تتعلق بمصير المفاوضات، خصوصاً عند وصولها إلى وقت حرج».