«الاتحادية العراقية» ترفض طعوناً بقانون المشروبات الكحولية

قوات الأمن العراقية والزوار يقفون بجانب تماثيل في شارع أبو نواس، قرب نهر دجلة في العاصمة بغداد (أرشيفية - غيتي)
قوات الأمن العراقية والزوار يقفون بجانب تماثيل في شارع أبو نواس، قرب نهر دجلة في العاصمة بغداد (أرشيفية - غيتي)
TT
20

«الاتحادية العراقية» ترفض طعوناً بقانون المشروبات الكحولية

قوات الأمن العراقية والزوار يقفون بجانب تماثيل في شارع أبو نواس، قرب نهر دجلة في العاصمة بغداد (أرشيفية - غيتي)
قوات الأمن العراقية والزوار يقفون بجانب تماثيل في شارع أبو نواس، قرب نهر دجلة في العاصمة بغداد (أرشيفية - غيتي)

قضت المحكمة الاتحادية العليا، وهي أكبر هيئة في العراق للفصل في النزاعات الدستورية، اليوم الاثنين، بالحكم برد الطعون المتعلقة بدستورية المادة 14 من قانون واردات البلديات التي تحظر بيع المواد الكحولية وشراءها واستيرادها، وتفرض على المتعاملين فيها غرامات مالية كبيرة.

وذكرت المحكمة، في بيان، أنها «نظرت الأحد الدعاوى للطعن بعدم دستورية قانون واردات البلديات لسنة 2023، كما نظرت المحكمة الطعن بدستورية المادة 14 من القانون».

وتنص المادة 14 أولاً، من قانون البلديات، على أنه «يحظر استيراد وتصنيع وبيع المشروبات الكحولية بكافة أنواعها». فيما تنص المادة الثانية منه على أن «يعاقب كل من خالف البند (أولاً) من هذه المادة بغرامة لا تقل عن 10 ملايين دينار ولا تزيد عن 25 مليون دينار».

ورأت المحكمة أن «الحكم جاء لعدم وجود مخالفة دستورية وصدر الحكم بالأكثرية باتاً وملزماً لكافة السلطات».

والقانون محل الطعن أقر في البرلمان منذ عام 2016، لكنه ظل مركوناً سنوات طويلة على رفوف الانتظار، قبل أن يعمد رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد إلى دفعه للنشر في صحيفة «الوقائع» الرسمية في مارس (آذار) الماضي ليأخذ طريقه إلى التطبيق.

وفي مقابل توقعات سابقة بنقض المحكمة الاتحادية للفقرة 14 من القانون، يعيد امتناع المحكمة عن ذلك وحكمها الجديد المخالف لتوقعات كثير من القطاعات السكانية، خصوصاً تلك التي ترتبط مصالحها المعيشية بالبيع والمتاجرة والعمل في مجال المشروبات الكحولية، جدلاً كان قد تفجر في مارس الماضي بعد نشر القانون في الجريدة الرسمية.

ويركز معظم المنتقدين لقرار الحظر على الطابع «التعسفي» للقانون المخالف لنصوص الدستور الصريحة بحق الإنسان في الاختيار وممارسة حرياته الخاصة.

وفي وقت سابق، قال النائب السابق والسياسي المسيحي يونادم كنا، إن «قانون البلديات لم يمكن مصمماً لحظر المشروبات حين طرح في البرلمان قبل سنوات، لكن فقرة الحظر حشرت حشراً وفرضت من قبل جماعات متشددة في البرلمان، وهو مخالف للنظام الداخلي للبرلمان والدستور». ورأى كنا، أن «تطبيق القانون ستنجم عنه خسارة أكثر من 200 ألف فرصة عمل يمارسها أبناء الأقليات المسيحية والإيزيدية في هذا المجال».

ويحذر خبراء من أن تنفيذ قانون من هذا النوع «يسهم مساهمة فاعلة في انتشار تجارة المخدرات والمؤثرات العقلية المنتشرة أصلاً».

يشار إلى أن نظام الرئيس الراحل صدام حسين، وخلال فترة «حملته الإيمانية» في تسعينات القرن الماضي، عمد إلى إغلاق المحال والنوادي الليلية، لكنه أبقى بيع المشروبات الكحولية من محال محددة ومجازة.


مقالات ذات صلة

العراق يوجه دعوة رسمية للرئيس السوري لحضور القمة العربية في بغداد

المشرق العربي الرئيس السوري أحمد الشرع في القصر الرئاسي بدمشق (رويترز)

العراق يوجه دعوة رسمية للرئيس السوري لحضور القمة العربية في بغداد

أعلن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء، توجيه دعوة رسمية للرئيس السوري أحمد الشرع للمشاركة في القمة العربية.

«الشرق الأوسط» (بغداد )
رياضة عربية دهوك بطلاً لدوري أبطال الخليج للمرة الأولى (وسائل إعلام عراقية)

«أبطال الخليج»: دهوك بطلاً بهدف قاتل في القادسية

توج دهوك العراقي بلقب دوري أبطال الخليج للمرة الأولى في تاريخه بفضل فوزه القاتل على ضيفه القادسية الكويتي 2-1، الثلاثاء، في إياب نهائي البطولة.

«الشرق الأوسط» (دهوك)
الخليج ميناء خور عبد الله (أ.ب)

قادة العراق لتفعيل «اتفاقية خور عبد الله» مع الكويت

طالب رئيسا الحكومة والجمهورية في العراق بإعادة الاعتبار لاتفاقية كانت تنظم الملاحة مع الكويت، وشددا على أن السلطات في هذا البلد تراعي «حسن الجوار» بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
العالم العربي يكافح أحد المشاة لالتقاط أنفاسه أثناء سيره على جانب الطريق في ظل ظروف الرؤية المنخفضة بسبب عاصفة غبارية هائلة في مدينة النجف (أ.ف.ب)

العاصفة الرملية في العراق تخلّف آلاف حالات الاختناق (صور)

أعلنت وزارة الصحة العراقية في حصيلة جديدة تسجيل أكثر من 3700 حالة اختناق جرّاء عاصفة رملية ضربت الاثنين وسط وجنوب البلد.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي معرض تذكاري عن قصف حلبجة بالسلاح الكيميائي (أ.ف.ب)

البرلمان العراقي يقر حلبجة المحافظة الـ19

احتفى قادة في إقليم كردستان بإعلان البرلمان العراقي مدينة حلبجة المحافظة التاسعة عشرة في البلاد، في حين أثار ذلك الإعلان ردود فعل سياسية مطالِبة بتشكيل محافظات.

حمزة مصطفى (بغداد)

الحوثيون يعتقلون عسكريين بتهمة التخابر والتخطيط لتحركات ميدانية

من استقبال الجماعة الحوثية مجاميع من العائدين من المناطق المحررة (إعلام حوثي)
من استقبال الجماعة الحوثية مجاميع من العائدين من المناطق المحررة (إعلام حوثي)
TT
20

الحوثيون يعتقلون عسكريين بتهمة التخابر والتخطيط لتحركات ميدانية

من استقبال الجماعة الحوثية مجاميع من العائدين من المناطق المحررة (إعلام حوثي)
من استقبال الجماعة الحوثية مجاميع من العائدين من المناطق المحررة (إعلام حوثي)

شنّت الجماعة الحوثية خلال الأيام الأخيرة حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من الضباط والجنود العائدين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، ضمن مخاوفها من أي تحركات ميدانية لاستغلال حالة الارتباك والتخبط التي تعيشها بسبب الهجمات الأميركية، وبدء معركة تحرير العاصمة المختطفة صنعاء.

وأكدت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن عناصر حوثية تتبع ما يُسمّى جهاز «الأمن والمخابرات» بدأت منذ مطلع الأسبوع الجاري حملات مداهمة مفاجئة لمنازل ضباط وجنود ممن عادوا خلال الأعوام الماضية من مناطق سيطرة الحكومة، أسفرت في أول يومين عن اعتقال ما يزيد على 63 عسكرياً من منازلهم في صنعاء ومحيطها، وأودعتهم السجون.

وجاء اعتقال هؤلاء الضباط والجنود رغم وضعهم تحت الإقامة الجبرية وخضوعهم للرقابة المشددة من عناصر أمن الجماعة الحوثية، والتزامهم بالإفصاح عن تحركاتهم وأماكن وجودهم بشكل دوري.

كان المئات من الضباط والجنود الذين قاتلوا في صفوف الجيش الوطني أو القوات الموالية للحكومة الشرعية، قد استجابوا خلال الأعوام الماضية لدعوات الجماعة الحوثية وإعلانات العفو التي وجَّهتها، مستغلةً الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة منذ 3 أعوام، إلا أنهم فوجئوا بإلزامهم بكتابة تعهدات بعدم مغادرة مناطق سيطرة الجماعة، ووضعهم تحت الإقامة الجبرية، وخضوعهم للرقابة المشددة على تحركاتهم.

فعالية حوثية لإخضاع جنود عائدين من مناطق سيطرة الحكومة الشرعية للتعبئة في صنعاء (فيسبوك)
فعالية حوثية لإخضاع جنود عائدين من مناطق سيطرة الحكومة الشرعية للتعبئة في صنعاء (فيسبوك)

وأطلق الجهاز الأمني الحوثي قبيل هذه الحملة بأيام، تحذيرات لكبار القادة والمشرفين مما سماه «الخطر المُحدق» بهم في صنعاء وبقية المدن، والمتمثل بالضباط والجنود العائدين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وهم ممن سبق لهم أن واجهوا مقاتلي الجماعة في عدة جبهات.

وتقول المصادر إن شكوك الجماعة الحوثية تزداد حول دور بعض العسكريين في التخابر لصالح القوات الموالية للحكومة اليمنية واتهامهم بتسريب إحداثيات وتصوير الغارات الجوية الأميركية، والتنسيق مع جهات أخرى لإشغال ثورة شعبية مسلحة ضدها.

تعريض المعتقلين للمخاطر

تشهد مناطق سيطرة الجماعة الحوثية منذ أيام حالة استنفار حوثية غير مسبوقة، بسبب الغارات الأميركية المُكثفة على مواقعها.

آثار قصف أميركي على مبنى تابع للجماعة الحوثية في صنعاء (أ.ب)
آثار قصف أميركي على مبنى تابع للجماعة الحوثية في صنعاء (أ.ب)

وقوبلت حملات الاعتقالات الحوثية بموجة من الغضب والاستنكار بين أهالي الضباط والجنود المعتقلين والناشطين الحقوقيين.

يُبدي «أحمد»، وهو اسم مستعار لشقيق جندي اعتقلته الجماعة قبل أيام من منزله الكائن في حي سعوان، شرقي صنعاء، قلقه البالغ على سلامة أخيه في ظل تسرب معلومات عن زج الجماعة بالمعتقلين العسكريين في سجون مكشوفة ومواقع قد تكون عرضة لضربات الطيران الأميركي.

كان شقيق أحمد الذي ينتسب إلى إحدى الوحدات العسكرية الحكومية في محافظة مأرب، قد عاد مطلع العام قبل الماضي مع مجموعة من زملائه إلى صنعاء، ورحبت بهم الجماعة عند وصولهم، قبل أن تستدعيهم بعدها بأيام لإخضاعهم لدورات، وأودعت عدداً منهم السجن؛ لرفضهم ذلك.

عنصر حوثي يعاين آثار ضربة أميركية استهدفت موقعاً في صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يعاين آثار ضربة أميركية استهدفت موقعاً في صنعاء (أ.ف.ب)

وطالب أحمد الجهات المعنية بالضغط على الانقلابيين للكشف عن مكان احتجاز شقيقه وزملائه من العسكريين والسماح لذويهم بالتواصل معهم والإفراج عنهم على وجه السرعة.

وسبقت هذه الحملة حملات اعتقال حوثية مُماثلة طالت مدنيين في عدة محافظات بينها صنعاء والحديدة وعمران وصعدة، المعقل الرئيسي للجماعة، بعد اتهامهم بإرسال إحداثيات أو نشر أسماء ومواقع استُهدفت بالضربات الأميركية.