على غرار أفلام السرقة الشهيرة، تمكن لصوص من حفر نفق عبر جدار خرساني للوصول إلى متجر مجوهرات في لوس أنجليس، وسرقوا ما لا يقل عن 10 ملايين دولار من الساعات والقلائد وسلاسل الذهب والبضائع الأخرى، حسبما أفادت الشرطة.
وقعت عملية السرقة نحو الساعة 09:30 مساء الأحد، في متجر «لاف جويلز» الواقع في شارع برودواي في قلب حي المجوهرات وسط المدينة، وفقاً للشرطة.
ويراجع المحققون لقطات كاميرات المراقبة التي تظهر المشتبه بهم وهم يدخلون المتجر من خلال فتحة كبيرة قاموا بحفرها من العقار المجاور، بحسب وكالة «أسوشييتد برس».
وأضافت الشرطة، الثلاثاء: «لقد حفروا عبر عدة طبقات من الخرسانة للوصول إلى الموقع المستهدف».
وأوضح أن عدداً غير معلوم من المشتبه بهم فروا عبر نفس الفتحة واستقلوا شاحنة حديثة. ولم تكتشف عملية السرقة حتى وصل الموظفون إلى العمل صباح يوم الاثنين.
ويعمل مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» الآن مع شرطة لوس أنجليس للتحقيق في السرقة.
وأكد الكابتن راؤول جوفيل، الذي يشرف على القسم المركزي في شرطة لوس أنجليس، أن اللصوص دخلوا المبنى عبر مسرح «روكسي» السينمائي الصغير المجاور، قائلاً: «اخترقوا جدراناً سميكة قديمة، مروراً بغرفة صغيرة ثم جدار ثانٍ. كان هذا حفراً محترفاً». وأضاف أن التقديرات الأولية للسرقة بلغت 5 ملايين دولار، لكن الخسائر الفعلية تتجاوز 10 ملايين، حسب صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية.
وأشار جوفيل إلى أن أساليب السرقة عبر الأسقف شائعة نسبياً، لكن الحفر نادرٌ رغم أنه ليس مستحيلاً، ففي حادثة سابقة بمنطقة «فاشن ديستريكت»، سُرق متجر عبر نفق، كما سرق لصوص في شمال كاليفورنيا العشرات من الأسلحة عبر حفر نفق إلى متجر، صيف العام الماضي.
رغم الإجراءات المشددة
يُعرف متجر المجوهرات المسروق، الذي يتمتع بإجراءات أمنية مشددة، بتزويده نجوم الراب والفنانين وبعض رجال العصابات بصيغة فاخرة. وتنشر صفحات المتجر على وسائل التواصل صوراً لسلاسل ذهبية ضخمة وساعات رولكس مذهبة وأغراض مزيّنة بالماس مثل نماذج مصغرة لبنادقAK - 47.
وتأتي هذه السرقة كأحدث حلقة في سلسلة سرقات بارزة ذات طابع سينمائي، حيث نجح المجرمون في تجنب كشفهم بعد سرقتهم ملايين الدولارات من النقود أو الذهب أو الماس. ففي 2022، سُرق ما قيمته 100 مليون دولار من مجوهرات من شاحنة خلال 27 دقيقة، بينما كان الحارسان في محطة وقود. وفي مارس (آذار) 2023، نُهب ما يصل إلى 30 مليون دولار من مركز تخزين نقود، دون أن يتم اكتشاف اللصوص رغم استجابة الشرطة لثلاثة إنذارات.
في سرقة النفق الأخيرة، قطع اللصوص إشارة كاميرات الأمن، ولم تُسجل أي صور لهم داخل المتجر. لكن خبراء الطب الشرعي يفحصون المكان بحثاً عن بصمات أو حمض نووي. وتبيّن من التسجيلات أن السرقة بدأت نحو الساعة 9:30، مساء الأحد، لكن الحفر ربما بدأ في المباني المجاورة قبل ذلك. اكتشف التاجر السرقة صباح الاثنين عند وصوله إلى متجره.
يعتقد المحققون أن اللصوص المحترفين قضوا ساعات داخل المتجر، وأسلوب الجريمة يساعد في تضييق نطاق المشتبه بهم. يعود استخدام الأنفاق للسرقة إلى ثمانينات القرن الماضي، عندما شكلت عصابة «الحفرة في الأرض» أنفاقاً تحت ثلاثة بنوك في لوس أنجليس، مستخدمة مركبات للتنقل تحت الأرض، وسرقت نحو 270 ألف دولار ومحتويات خزائن بقيمة ملايين الدولارات.
وفي مارس الماضي، حاول لصوص حفر نفق إلى متجر مجوهرات في مجمع «توبانغا كانيون» بتشاتسوورث في لوس أنجليس، لكن إنذاراً أطلقته المالكة في أثناء عملها ليلاً أحبط المحاولة. كان اللصوص قد اخترقوا جدران صالون تجميل مجاور ومتجراً آخر للوصول إلى الجدار الداخلي للمجوهرات.