«قسد» تعتقل قائد مجلس دير الزور العسكري في الحسكة

عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (أرشيفية - رويترز)
TT

«قسد» تعتقل قائد مجلس دير الزور العسكري في الحسكة

عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (أرشيفية - رويترز)

أكدت مصادر عسكرية في محافظة دير الزور، شرق سوريا، اعتقال قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قائد مجلس دير الزور العسكري، التابع لقوات «قسد» أحمد الخبيل أبو خولة، مساء أمس الأحد، في مدينة الحسكة، وفق ما أفادت «وكالة الأنباء الألمانية».

وأوضحت المصادر للوكالة أن «قادة قوات سوريا الديمقراطية من الأكراد دعوا أبو خولة وعدداً من قادة المجلس العسكري لاجتماع، وجرى اعتقال أبو خولة، ومحاصَرة قادة المجلس في قاعدة عسكرية تابعة لـ(قسد)».

وأضافت المصادر أن «قادة المجلس بعد اعتقال أبو خولة تواصلوا مع قواتهم في مناطق ريف دير الزور الشمالي الشرقي، وطالبوهم بالسيطرة على كل نقاط (قسد)، واعتقال كل قادة (قسد) الأكراد في تلك المواقع، وتجري الآن اشتباكات عنيفة في مناطق ريف دير الزور الشمالي الشرقي والغربي، والسيطرة على أغلب نقاط (قسد) وقطع كل الطرق مع محافظتي الحسكة والرقة».

وقالت مصادر محلية في ريف دير الزور الشرقي، للوكالة، إن هناك «حالة نفير عام باعتبار قادة مجلس دير الزور العسكري ينتمون لقبيلة العكيدات، وجرت مهاجمة جميع نقاط (قسد) التي يوجد بها قادتهم؛ للضغط عليهم والإفراج عن قيادة مجلس دير الزور العسكري».

وأفادت وكالة أنباء «هاوار»، اليوم، بأن قوى الأمن الداخلي فرضت حظر تجوال في الحسكة الشدادي والهول. وأضافت أن ذلك يأتي تدبيراً وقائياً لدعم عملية «تعزيز الأمن» في الضفة الشرقية لنهر الفرات، التي أطلقتها «قسد» بالتعاون مع قوات التحالف الدولي. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد أمس بأن سجناء من تنظيم «داعش» نفذوا عصياناً في سجن الصناعة «غويران» بمحافظة الحسكة مما دعا القوى الأمنية لإغلاق جميع الطرقات في أحياء المدينة. وأضاف المرصد أن أفراداً من قوات الأمن انتشروا في محيط السجن، وأن السلطات ناشدت الأهالي التزام منازلهم بالتزامن مع عمليات بحث عن خلايا للتنظيم في أحياء الحسكة. وقال إن ذلك جاء بالتزامن مع وجود معلومات عن «تنفيذ التنظيم عملية فرار تماثل العملية الكبرى التي جرت في مطلع العام الماضي، وسط أنباء عن هروب أو تهريب عناصر من السجن».

وشهدت مناطق ريف دير الزور الشمالي الشرقي، الذي يسيطر عليه مجلس دير الزور العسكري، مواجهات مع قوات «قسد»، منتصف الشهر الحالي، بعد رفض مجلس دير الزور العسكري المشاركة في عملية عسكرية ضد قوات الحكومة السورية غرب نهر الفرات، وسقط قتلى وجرحى من الجانبين، الأمر الذي دفع «قسد» لإرسال تعزيزات عسكرية من محافظتي الحسكة والرقة.


مقالات ذات صلة

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام في سوريا

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان متحدثاً في البرلمان التركي (الخارجية التركية)

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام في سوريا

أوضح وزير الخارجية التركي فيدان أن الرئيس السوري لا يريد السلام في سوريا، وحذر من أن محاولات إسرائيل لنشر الحرب بدأت تهدد البيئة التي خلقتها «عملية أستانة».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي دخان الغارات في تدمر (متداولة)

ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على تدمر إلى 79 قتيلاً موالياً لإيران

طائرات إسرائيلية استهدفت ثلاثة مواقع في تدمر، من بينها موقع اجتماع لفصائل إيرانية مع قياديين من حركة «النجباء» العراقية وقيادي من «حزب الله» اللبناني.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مؤتمر صحافي في ختام مشاركته بقمة الـ20 بالبرازيل ليل الثلاثاء - الأربعاء (الرئاسة التركية)

تركيا تؤكد استعدادها لمرحلة «ما بعد أميركا في سوريا»

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن تركيا مستعدة للوضع الجديد الذي سيخلقه الانسحاب الأميركي من سوريا، وعازمة على جعل قضية الإرهاب هناك شيئاً من الماضي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة جوية للقصف التركي على مواقع «قسد» في شمال سوريا (وزارة الدفاع التركية)

تركيا تصعد هجماتها على «قسد» شمال وشرق سوريا

واصلت القوات التركية تصعيد ضرباتها لمواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال وشرق سوريا، وسط حديث متصاعد في أنقرة عن احتمالات القيام بعملية عسكرية جديدة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)

الأردن يعد الهجوم قرب سفارة إسرائيل «إرهابياً فردياً»

TT

الأردن يعد الهجوم قرب سفارة إسرائيل «إرهابياً فردياً»

سيارة لقوات الأمن الأردنية تقف قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)
سيارة لقوات الأمن الأردنية تقف قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)

لم تكشف التحقيقات الأولية الأردنية، بشأن الهجوم المسلح الذي وقع قرب السفارة الإسرائيلية بمنطقة الرابية في عمّان، وصنفته الحكومة «إرهابياً»، حتى مساء الأحد، عن ارتباطات تنظيمية لمُنفذه، ما رجحت معه مصادر أمنية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، أن يكون «عملاً فردياً ومعزولاً وغير مرتبط بتنظيمات».

وكان مسلح أطلق النار، فجر الأحد، على دورية شرطة تابعة لجهاز الأمن العام الأردني، وانتهى الهجوم بمقتل المنفذ بعد ساعات من الملاحقة، ومقاومته قوات الأمن بسلاح أتوماتيكي، ما أسفر عن إصابة ثلاثة عناصر أمنية.

وذهبت المصادر الأردنية إلى أن «(الهجوم الإرهابي) لم يؤكد نوايا المنفذ، إذ بادر بإطلاق النار على دورية أمن عام كانت موجودة في المنطقة التي تشهد عادة مظاهرات مناصرة لغزة».

أردنيون يُلوحون بالأعلام خلال احتجاج خارج السفارة الإسرائيلية في عمان على خلفية حرب غزة (أ.ف.ب)

وأفادت معلومات نقلاً مصادر قريبة من عائلة المنفذ، بأنه «ينتمي لعائلة محافظة وملتزمة دينياً، تسكن إحدى قرى محافظة الكرك (150 كيلومتراً جنوب عمّان)، وأن الشاب الذي يبلغ من العمر (24) عاماً، قُتل بعد مطاردة بين الأحياء السكنية، وهو صاحب سجل إجرامي يتعلق بتعاطي المخدرات وحيازة أسلحة نارية، وقيادة مركبة تحت تأثير المخدر».

«عمل معزول»

ووصفت مصادر أمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» الحادث بأنه «عمل فردي ومعزول وغير مرتبط بتنظيمات»، وأضافت المصادر أن التحقيقات الأولية أفادت بأن المهاجم تحرك «تحت تأثير تعاطي مواد مخدرة، وقد تم ضبط زجاجات ومواد حارقة، الأمر الذي يترك باب السؤال مفتوحاً عن هدف منفذ العملية ودوافعه».

وذكّرت عملية فجر الأحد بحدث مشابه نفذه «ذئب منفرد» لشاب اقتحم مكتب مخابرات عين الباشا شمال العاصمة، وقتل 5 عناصر بمسدس منتصف عام 2016، الأمر الذي يضاعف المخاوف من تحرك فردي قد يسفر عن وقوع أعمال إرهابية تستهدف عناصر أمنية.

وكشف بيان صدر عن «جهاز الأمن العام»، صباح الأحد، عن أن «مطلق الأعيرة النارية باتجاه رجال الأمن في منطقة الرابية، مطلوب ولديه سجل جرمي سابق على خلفية قضايا جنائية عدة من أبرزها قضايا المخدرات».

وذكر البيان الأمني الذي جاء على لسان مصدر أن «من بين القضايا المسجلة بحق هذا الشخص حيازة المخدرات وتعاطيها، وفي أكثر من قضية، والقيادة تحت تأثير المواد المخدرة، وإلحاق الضرر بأملاك الغير، ومخالفة قانون الأسلحة النارية والذخائر».

دورية أمنية أردنية تتحرك يوم الأحد قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)

ولفت البيان إلى أن «منفذ العمل الإرهابي كان قد بادر وبشكل مباشر بإطلاق الأعيرة النارية تجاه عناصر دورية أمنية (نجدة) كان توجد في المكان قاصداً قتل أفرادها بواسطة سلاح أوتوماتيكي كان مخبئاً بحوزته، إضافةً إلى عدد من الزجاجات والمواد الحارقة».

«الدفاع عن النفس»

وأضاف البيان أن «رجال الأمن اتخذوا الإجراءات المناسبة للدفاع عن أنفسهم وطبقوا قواعد الاشتباك بحرفية عالية، للتعامل مع هذا الاعتداء الجبان على حياتهم وعلى حياة المواطنين من سكان الموقع»، موضحاً أن «رجال الأمن المصابين قد نُقلوا لتلقي العلاج، وهم في حالة مستقرة الآن بعد تأثرهم بإصابات متوسطة، وأن التحقيقات متواصلة حول الحادث».

وعدَّ الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، الوزير محمد المومني، في تصريحات عقب الهجوم أنه «اعتداء إرهابي على قوات الأمن العام التي تقوم بواجبها»، مؤكداً أن «المساس بأمن الوطن والاعتداء على رجال الأمن العام سيقابل بحزم لا هوادة فيه وقوة القانون وسينال أي مجرم يحاول القيام بذلك القصاص العادل».

ولفت المومني إلى أن «الاعتداء قام به شخص خارج عن القانون، ومن أصحاب سجلات إجرامية ومخدرات، وهي عملية مرفوضة ومدانة من كل أردني»، مشيراً إلى أن «التحقيقات مستمرة حول الحادث الإرهابي الآثم لمعرفة كل التفاصيل والارتباطات وإجراء المقتضيات الأمنية والقانونية بموجبها».