الحكومة اللبنانية تبحث تعديلات «تجميلية» لقانون النقد والتسليف

الحكومة اللبنانية تبحث تعديلات «تجميلية» لقانون النقد والتسليف
TT

الحكومة اللبنانية تبحث تعديلات «تجميلية» لقانون النقد والتسليف

الحكومة اللبنانية تبحث تعديلات «تجميلية» لقانون النقد والتسليف

باشرت اللجنة الوزارية - القانونية التي شكلها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مؤخراً لوضع اقتراحات لتعديل قانون النقد والتسليف اجتماعاتها الاثنين برئاسة ميقاتي ومشاركة وزيري العدل والمال. وقال وزير العدل هنري خوري بعد الاجتماع إن اللجنة «بحثت في اقتراح أفكار جديدة لتعديل قانون النقد والتسليف. الأمور الأساسية في القانون لا تمس، ولكن هناك بعض النقاط يمكن أن يطرأ عليها تعديلات تجميلية فقط».

وكان ميقاتي وبعد صدور تقرير «التدقيق الجنائي» بحسابات «المركزي»، الذي أظهر هدراً للمال العام، وضعف الرقابة على إنفاق الإدارات الرسمية، اعتبر أنه تتوجب إعادة النظر بقانون النقد والتسليف، الذي وضع عام 1964.

ورجح الباحث الاقتصادي والمالي الدكتور محمود جباعي أن يقتصر البحث راهناً بتعديل الولاية التي يحق للحاكم ونوابه توليها، انطلاقاً من اقتراح القانون الذي تقدم به حزب «الكتائب» لتعديل المادة 18 من قانون النقد والتسليف التي تسمح بالتجديد لحاكم مصرف لبنان ونوابه أكثر من مرة، موضحاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «التعديل المطروح اليوم هو إمكانية أن يحصل التجديد للحاكم ولنوابه مرة واحدة فقط». وأشار جباعي إلى أن هذا الاقتراح «يفترض أن يُدرس بلجنتي المال والموازنة والإدارة والعدل، وقد يكون هذا التعديل جيداً لأن تحديد المهل يضمن التجديد والتغيير الدائم لسياسات (المركزي) وعدم شخصنة الموضوع»، مضيفاً: «أما البنود الأخرى فليست بحاجة للتعديل والمطلوب تطبيقها، والأهم الفصل بين السياسة النقدية للمركزي والسياسة المالية والاقتصادية للحكومة، ووقف تمويل الدولة من قبل مصرف لبنان لأي سبب من الأسباب كما يطرح الحاكم الحالي بالإنابة وسيم منصوري». ورأى أن «تعديل مدة الولاية وارد بعد انتخاب رئيس للجمهورية، أما أي تعديلات أخرى فقد تكون مرتبطة بإلغاء الطائفية السياسية، وستكون صعبة المنال قبل ذلك».

ويُعتبر البحث في تعديلات على قانون النقد والتسليف، أول إجراء من نوعه منذ تأسيس مصرف لبنان ووضع القانون في عام 1963. ويتمتع الحاكم بأوسع الصلاحيات لإدارة المصرف وتسيير أعماله. وبحسب المادة 26 من قانون النقد والتسليف، هو مكلف بتطبيق هذا القانون وقرارات المجلس المركزي، وهو «ممثل المصرف الشرعي، يوقع باسم المصرف جميع الصكوك والعقود والاتفاقات ويجيز إقامة جميع الدعاوى القضائية ويتخذ جميع الإجراءات التنفيذية أو الاحتياطية التي يرتئيها بما في ذلك التأمينات العقارية»، كما «ينظم دوائر المصرف ويحدد مهامها، ويعين ويقيل موظفي المصرف من جميع الرتب، وبإمكانه أن يتعاقد مع فنيين إما بصفة مستشارين أو لمهام دراسية أو لاستكمال تدريب مهني لموظفي المصرف».


مقالات ذات صلة

«الشرق الأوسط» ترصد عودة السوريين من «جحيم الحرب»

المشرق العربي نازحون سوريون من لبنان يفترشون حديقة في المرجة وسط دمشق (الشرق الأوسط)

«الشرق الأوسط» ترصد عودة السوريين من «جحيم الحرب»

حياة مأساوية مريرة تعيشها عائلات سورية في دمشق، بعد أن اضطرت للهرب من جحيم الحرب في لبنان.

خاص توزيع الملابس على النازحين في أحد مراكز الإيواء (أ.ف.ب)

خاص لبنانيون يروون لـ«الشرق الأوسط» مأساة نزوحهم المتكرر

عاش جنوبيون كُثر من أبناء القرى الحدودية رحلتَي نزوح أو أكثر؛ الأولى منذ أن أعلن «حزب الله» عن فتح جبهة إسناد غزة، فاضطر الناس للخروج إلى أماكن أكثر أماناً.

حنان حمدان (بيروت)
المشرق العربي صورة سيارة فان محترقة نشرتها صحيفة «الوطن» السورية لاستهداف إسرائيل مدينة حسياء الصناعية

دمشق تنفي استهداف معمل إيراني وسط سوريا

نفت مصادر سورية صحة الأنباء التي تحدثت عن استهداف مُسيرات إسرائيلية معملاً إيرانياً لتجميع السيارات، وقالت إن المعمل المستهدف فارغ تماماً.

شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع قائد القيادة الشمالية الإسرائيلية أوري غوردين خلال حضورهما تمارين عسكرية بالجليل في 26 يونيو 2024 (مكتب الإعلام الحكومي - د.ب.أ)

نتنياهو من الحدود مع لبنان: «سننتصر»

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأحد، إن بنيامين نتنياهو أجرى زيارة للقوات الإسرائيلية عند الحدود مع لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي نار ودخان يظهران من موقع تعرض لقصف إسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

«حزب الله» يشنّ هجوما بالمسيرات على قاعدة إسرائيلية جنوب حيفا

أعلن «حزب الله»، اليوم (الأحد)، شنّ هجوم بالمسيرات على قاعدة عسكرية إسرائيلية جنوب حيفا.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

سوريا: غارات إسرائيلية تصيب مواقع للجيش في وسط البلاد

قصف إسرائيلي سابق لضواحي دمشق (رويترز)
قصف إسرائيلي سابق لضواحي دمشق (رويترز)
TT

سوريا: غارات إسرائيلية تصيب مواقع للجيش في وسط البلاد

قصف إسرائيلي سابق لضواحي دمشق (رويترز)
قصف إسرائيلي سابق لضواحي دمشق (رويترز)

أعلنت وزارة الدفاع السورية أن ضربات جوية إسرائيلية أصابت مواقع عسكرية في وسط البلاد، اليوم (الأحد)، مؤكدة أن الخسائر اقتصرت على الماديات.

ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، نفّذت إسرائيل مئات الضربات في البلاد، استهدفت بشكل رئيسي مواقع للجيش وفصائل مدعومة من إيران، من بينها «حزب الله» اللبناني.

ووفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية، تزايدت الضربات في الأيام الأخيرة، وشملت مناطق قريبة من الحدود مع لبنان.

وقالت وزارة الدفاع السورية في بيان إنه «حوالي الساعة 20:05 (17:05 بتوقيت غرينتش) مساء اليوم شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه شمال لبنان مستهدفاً عدداً من المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى ما أدى إلى وقوع خسائر مادية».

كانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قد أفادت في وقت سابق عن التصدي «لأهداف معادية في أجواء المنطقة الوسطى».

من جهته، تحدث مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عن «غارات إسرائيلية» على «مستودع أسلحة جنوب حمص ومخزن صواريخ في ريف حماة الشرقي»، مضيفاً أن المواقع كلها تابعة للجيش السوري.

وفي وقت سابق (الأحد)، استهدفت غارة إسرائيلية في سوريا شاحنات تنقل مساعدات للشعب اللبناني، ما أدى إلى إصابة ثلاثة من عمال الإغاثة، بحسب المرصد.

وقالت السلطات اللبنانية (الجمعة) إن غارة جوية إسرائيلية أدت إلى قطع الطريق الدولي الرئيسي الذي يربط البلدين، وتحديداً عند نقطة المصنع الحدودية (شرق).

ونادراً ما تعلق السلطات الإسرائيلية على ضربات بعينها في سوريا، لكنها قالت مراراً إنها لن تسمح لعدوتها اللدود إيران بترسيخ وجودها في البلد المجاور.

ودخل عشرات الآلاف من الأشخاص إلى سوريا خلال الأسبوع الماضي، هرباً من الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة على لبنان.