غوتيريش للسيستاني: أؤيد دعوتكم إلى تعزيز التعايش السلمي

عبر في رسالة جوابية إلى المرجع الشيعي الأعلى عن انزعاجه من حرق المصحف

TT

غوتيريش للسيستاني: أؤيد دعوتكم إلى تعزيز التعايش السلمي

عراقيون يشاركون في مظاهرة تندد بحرق المصحف الشريف في السويد بمنطقة الجادرية بالقرب من «المنطقة الخضراء» ببغداد السبت الماضي (أ.ف.ب)
عراقيون يشاركون في مظاهرة تندد بحرق المصحف الشريف في السويد بمنطقة الجادرية بالقرب من «المنطقة الخضراء» ببغداد السبت الماضي (أ.ف.ب)

بعث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الخميس، برسالة جوابية إلى المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، أكد فيها شعوره بـ«انزعاج شديد من حادثة حرق المصحف أخيراً في استوكهولم، السويد».

وكان المرجع السيستاني بعث برسالة إلى غوتيريش نهاية يونيو (حزيران) الماضي، عبر فيها عن إدانته واستنكاره لمسألة حرق المصحف وطالب الأمم المتحدة بـ«اتخاذ خطوات فاعلة بمنع تكرارها (جريمة الحرق) ودفع الدول إلى إعادة النظر في التشريعات التي تسمح بوقوعها».

المرجع الشيعي السيد علي السيستاني (تويتر)

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته عن شكره لرسالة المرجع السابقة وأشار فيها إلى الاحتجاجات الواسعة التي خرجت في محافظات وسط وجنوب البلاد ضد فعل الحرق.

وقال غوتيريش: «اسمحوا لي أن أعرب عن تضامني مع المجتمع الإسلامي، وأن أدين أعمال التعصب والعنف والإسلاموفوبيا التي تؤدي إلى تفاقم التوترات وتسهم في التمييز والتطرف».

وأضاف: «قد عبرت عن هذا الموقف في اتصالي الهاتفي مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد محمد حسين، بتاريخ 30 يونيو 2023، وقد انعكس ذلك أيضاً في البيانات الصحافية الصادرة عن مكتب الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات في 29 يونيو 2023 الذي يدين حرق المصحف في السويد، ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في 11 يوليو (تموز) 2023 في افتتاح المناقشة العاجلة لمجلس حقوق الإنسان حول الارتفاع المقلق في أعمال الكراهية الدينية المتعمدة والعلنية كما تجلى من خلال التدنيس المتكرر للقرآن الكريم في بعض البلدان الأوروبية وغيرها».

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب)

 

«مصممون على التنفيذ الكامل لقرار مجلس حقوق الإنسان بشأن مكافحة الكراهية الدينية التي تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف».

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش

وأشار إلى أن المنظمة الأممية «مصممة على التنفيذ الكامل لقرار مجلس حقوق الإنسان بشأن مكافحة الكراهية الدينية التي تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف».

كما أكدت الرسالة الأممية «مواصلة الأمم المتحدة، من خلال هيئاتها ذات الصلة، حث الدول الأعضاء على دراسة سياساتها وأطرها الوطنية لتحديد الثغرات التي قد تعوق منع أعمال والدعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية التي قد تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف ومقاضاة مرتكبيها».

وأردفت الرسالة: «يضطلع الزعماء السياسيون والدينيون بدور مهم بشكل خاص في رفع صوتهم بحزم ضد مظاهر الكراهية الدينية وتوضيح أن الحوار السلمي هو أفضل طريق لتعزيز التفاهم والاحترام المتبادلين، بما في ذلك احترام التنوع، وهي لبنات أساسية لبناء مجتمع متماسك وقادر على الصمود».

أنصار مقتدى الصدر يحملون صوره خلال احتجاج على حرق نسخة من القرآن الكريم في السويد أمس (د.ب.أ)

واستطرد غوتيريش: «إنني أؤيد تأييداً تاماً دعوتكم إلى تعزيز التعايش السلمي وتوطيد قيم الرحمة، وأود أن أعرب عن احترامي الحقيقي وإعجابي الشديد بحكمتكم ونهجكم المعتدل وندائكم المستمر من أجل الاحترام المتبادل والوحدة، وأرحب بالمزيد من التواصل والتفاعل المستمر مع سماحتكم بشأن هذه المسائل المهمة ذات الاهتمام المشترك».

وأثارت قضية حرق المصحف التي قام بها مواطن من أصول مسيحية عراقية مهاجر للسويد غضبا واستياءً شديدين في العراق على المستويين الرسمي والشعبي، وتسببت في تدهور العلاقات الدبلوماسية بين بغداد واستوكهولم بعد أن قام أتباع التيار الصدري باقتحام السفارة السويدية في بغداد وإحراقها، الأسبوع الماضي، وبموازاة ذلك قامت الحكومة العراقية، بسحب القائم بأعمال سفارتها في استوكهولم وطلبت من السفيرة السويدية في بغداد مغادرة الأراضي العراقية.


مقالات ذات صلة

القضاء الأميركي يمنح 3 من معتقلي «أبو غريب» السابقين 42 مليون دولار

الولايات المتحدة​ أحد المعتقلين يظهر داخل زنزانة انفرادية خارجية وهو يتحدث مع جندي في سجن أبو غريب بالعراق (أ.ب)

القضاء الأميركي يمنح 3 من معتقلي «أبو غريب» السابقين 42 مليون دولار

أصدرت هيئة محلفين أميركية، اليوم (الثلاثاء)، حكماً بمنح 42 مليون دولار لثلاثة معتقلين سابقين في سجن أبو غريب العراقي سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق د. جعفر الجوثري يحمل صور الأقمار الاصطناعية ويستكشف موقع معركة القادسية (أ.ب)

في العراق... صور الأقمار الاصطناعية تقود علماء الآثار إلى موقع معركة تاريخية

قادت صور الأقمار الاصطناعية التي تم رفع السرية عنها والتي تعود إلى سبعينات القرن العشرين فريقاً أثرياً بريطانياً - عراقياً إلى ما يعتقدون أنه موقع معركة قديمة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي الأعرجي مع قائد «الحرس الثوري» الإيراني حسين سلامي (صفحة الأعرجي على إكس)

مستشار الأمن القومي العراقي يكرر رفض بلده استهداف دول الجوار عبر أراضيه وأجوائه

أعاد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، الثلاثاء، التذكير بموقف بلده الثابت برفض استخدام أراضيه وأجوائه لاستهداف دول الجوار.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي مركب سياحي في البصرة (أ.ف.ب)

بغداد ترفض طلباً كردياً بتأجيل التعداد السكاني في المناطق «المتنازع عليها»

رفضت الحكومة المركزية في بغداد طلباً لحكومة إقليم كردستان بتأجيل إجراء التعداد السكاني في المناطق «المتنازع عليها» إلى موعد لاحق.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي وزيرة الهجرة العراقية إيفان فائق مع السفير اللبناني في بغداد (موقع الوزارة)

تضارب في الأرقام الرسمية للنازحين اللبنانيين إلى العراق

تضاربت الأرقام الرسمية بشأن أعداد النازحين اللبنانيين الذين وفدوا إلى العراق هرباً من الحرب الدائرة في بلادهم، وتراوحت بين 18 و36 ألفاً.

فاضل النشمي (بغداد)

«حزب الله»: سقوط 100 جندي إسرائيلي في لبنان منذ بدء العملية البرية

فرقة إنقاذ تخلي جندياً إسرائيلياً من ساحة المعركة (أرشيفية - الجيش الإسرائيلي)
فرقة إنقاذ تخلي جندياً إسرائيلياً من ساحة المعركة (أرشيفية - الجيش الإسرائيلي)
TT

«حزب الله»: سقوط 100 جندي إسرائيلي في لبنان منذ بدء العملية البرية

فرقة إنقاذ تخلي جندياً إسرائيلياً من ساحة المعركة (أرشيفية - الجيش الإسرائيلي)
فرقة إنقاذ تخلي جندياً إسرائيلياً من ساحة المعركة (أرشيفية - الجيش الإسرائيلي)

قالت جماعة «حزب الله» اللبنانية، اليوم (الثلاثاء)، إن عملياتها العسكرية أوقعت أكثر من 100 قتيل و1000 مصاب في صفوف جنود وضباط الجيش الإسرائيلي منذ بدء عمليته البرية في جنوب لبنان في أول أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأضافت الجماعة، في بيان، أنها «دمرت 43 دبابة (ميركافا) وثماني جرافات عسكرية ومدرعتين وناقلتي جند... هذه الحصيلة لا تتضمن خسائر إسرائيل في القواعد والمواقع والثكنات العسكرية والمستوطنات والمدن المحتلة». وقال «حزب الله» إن قرار الجيش الإسرائيلي الانتقال للمرحلة الثانية من الهجوم البري في جنوب لبنان «لن يكون مصيره سوى الخيبة، وسيكون حصاده الحتمي المزيد من الخسائر والإخفاقات؛ وإن مجاهدينا في الانتظار».

ووسعت إسرائيل حربها التي تشنها على قطاع غزة لتشمل لبنان في الأسابيع الماضية، وقتلت العديد من قيادات جماعة «حزب الله» التي تتبادل معها إطلاق النار منذ أكتوبر العام الماضي. وأعلنت إسرائيل عن بدء توغل بري محدود في الأول من أكتوبر الماضي.