فيما تجري السلطات الإسرائيلية اتصالات عبر قنوات دبلوماسية من أجل الضغط على لبنان لإخلاء الخيام التي أقامها «حزب الله» قبل نحو شهرين على الجانب الإسرائيلي من الحدود في مزارع شبعا، أعلنت مصادر في قيادة الجيش بتل أبيب أنه «يتابع بقلق ما يحصل من تغيير كبير في مفهوم الدفاع الجوي لدى الحزب ومضاعفة كمية منظومات الدفاع الجوي التي بحوزته».
وقالت هذه المصادر إن هذا التغيير يشكل محاولة جديدة لتقييد حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في لبنان. وادعت أن «حزب الله» حصل على منظومات دفاع جوي روسية من طراز «أس أي 8» و«أس أي 22»، مما يعدّ «تغييراً جوهرياً في مفهوم حزب الله الاستراتيجي، الذي تجري في إطاره محاولات لتقييد حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلية في الفترات الاعتيادية». وأضافت المصادر، وفق صحيفة «معريب» العبرية، أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن «حزب الله» ضاعف كمية منظومات الدفاع الجوي بحوزته خلال السنوات الخمس الأخيرة، وأن هذه المنظومات الدفاعية تستند بالأساس إلى أنظمة إيرانية حديثة.
وأكدت أن «تحسين هذه القدرات لدى حزب الله يستمر بشكل مثابر، ويتم تطويرها لاستخدامها بصورة سريعة»، وفقاً لوعود الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله.
ويعدّ جهاز الأمن الإسرائيلي أن مهاجمة طائرة مسيّرة إسرائيلية، في أغسطس (آب) 2019، لمنشأة في بناية بقلب الضاحية الجنوبية في بيروت، معقل «حزب الله» توصف بأنها منشأة لتحسين دقة الصواريخ، شكلت نقطة التحول في استراتيجية «حزب الله»، وتهديد نصر الله حينها بالبدء في إسقاط مسيرات إسرائيلية. ونفذ «حزب الله» هذا التهديد بعد شهرين، عندما أطلق صاروخاً من طراز «أس أي 8» باتجاه طائرة إسرائيلية من دون طيار من طراز «هرمس 450»، كانت في مهمة جمع معلومات استخباراتية. إلا أن الصاروخ أخطأ الهدف.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي رصد المركبة التي تم إطلاق الصاروخ منها، وطلب استهدافها، بينما المستوى السياسي الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو لم يصادق على ذلك، تحسباً لتصعيد.
وتابعت أن الجيش الإسرائيلي ينظر إلى هذا الحدث على أنه بالغ الخطورة حيال المستقبل، وأنه حفّز نصر الله على إظهار قدرات ميدانية أخرى. وتلتها 3 محاولات من جانب «حزب الله» لإسقاط طائرات إسرائيلية من دون طيار. وبحث الجيش الإسرائيلي عقب ذلك إمكان استهداف منظومات دفاع جوي لدى «حزب الله»، ثم أزال هذا الموضوع عن أجندته، فيما سرّع «حزب الله» تسلحه بمنظومات دفاع جوي، حسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن «إسرائيل استهدفت هذه القدرات مرات كثيرة وألحقت أضراراً كبيرة فيها، في السنوات الأخيرة، لكن العمل على تحسينها وزيادة كميات ونوعية الأسلحة يدلان على إصرار ومواظبة إيران وحزب الله على بناء القدرات العسكرية».
وكانت مصادر سياسية كشفت، الجمعة، أن «السلطات الإسرائيلية تجري اتصالات عبر قنوات دبلوماسية من أجل الضغط على لبنان لإخلاء الخيام التي أقامها (حزب الله) قبل نحو شهرين على الجانب الإسرائيلي من الحدود في مزارع شبعا».
وحسب تقرير في موقع «واينت» العبري، فإن إسرائيل تتواصل مع الولايات المتحدة وفرنسا من جهة، ومع قوات «اليونيفيل» المرابطة عند الحدود الفاصلة بين إسرائيل ولبنان من جهة أخرى، بغية إعمال مزيد من الضغط، وسط الإعلان عن مهلة يترتب بموجبها على «حزب الله» أن يسحب الخيام، وإلا فإن إسرائيل ستتصرف.
تجدر الإشارة إلى أن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان، هو من كشف أمر خيام «حزب الله» الأسبوع الماضي، في حين مضى على وجوده ما يزيد على شهرين، وذلك في إطار شكوى لمجلس الأمن الدولي ضمّنها صوراً. وأوضح أردان أن إسرائيل ستعمل من أجل عمليات الإخلاء إذا لم يطالب مجلس الأمن لبنان بإخلائها.