الأمن اللبناني يضبط 450 ألف حبة كبتاغون معدة للتهريب

من الكوكودي إلى كنشاسا فالخليج

العمل مستمر لتوقيف أفراد شبكة التّهريب (قوى الأمن)
العمل مستمر لتوقيف أفراد شبكة التّهريب (قوى الأمن)
TT

الأمن اللبناني يضبط 450 ألف حبة كبتاغون معدة للتهريب

العمل مستمر لتوقيف أفراد شبكة التّهريب (قوى الأمن)
العمل مستمر لتوقيف أفراد شبكة التّهريب (قوى الأمن)

تمكنت قوى الأمن الداخلي في لبنان من ضبط 450 ألف حبة كبتاغون في مستودع لإحدى الشّبكات الدولية لتهريب المخدّرات في منطقة الكوكودي في العاصمة بيروت، كانت معدة للتهريب إلى كينشاسا تمهيداً لإعادة تصديرها لإحدى دول الخليج العربي.

وفي التفاصيل، حسبما أعلنت المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي ـ شعبة العلاقات العامّة في بلاغ، فإنه «بنتيجة المتابعة المستمرة التي تقوم بها قطعات قوى الأمن الداخلي لملاحقة شبكات تهريب المخدّرات من وإلى داخل الأراضي اللبنانية وتوقيف المتورّطين بهذه القضايا، توصّلت شعبة المعلومات إلى معطيات مؤكّدة حول قيام إحدى الشّبكات الدولية لتهريب المخدّرات بالتحضير لتهريب كميّة كبيرة من حبوب الكبتاغون إلى كنشاسا، عن طريق مرفأ بيروت، تمهيداً لإعادة تصديرها إلى إحدى دول الخليج العربي».

الشحّنة هي عبارة عن ثلاثة محرّكات رفع تعمل على الكهرباء (قوى الأمن)

وأشار البلاغ إلى أن الشّعبة «على الفور كلّفت قطعاتها المختصّة المباشرة بإجراءاتها الميدانية والاستعلامية لكشف هويّات المتورّطين بالعملية، والعمل على توقيفهم. وبنتيجة الاستقصاءات والتحريّات المكثّفة، توصّلت إلى تحديد شركة الشّحن التي يتم التّعامل معها لتصدير الشّحنة، وبالتّالي جرى تحديد موقع مستودع عائد للشّركة المذكورة في محلّة «الكوكودي» حيث مكان الشّحنة المعدّة للتّهريب. وأعطيت الأوامر للعمل على مراقبة المستودع ومداهمته وضبط المخدّرات».

حبوب الكبتاغون موضّبة بطريقة محترفة (قوى الأمن)

450 ألف حبة كبتاغون في مستودع لإحدى الشّبكات الدولية (قوى الأمن)

وقالت: «بتاريخ 19 - 06 - 2023 وبعد عملية مراقبة دقيقة، تمكّنت القوّة الخاصّة التّابعة للشّعبة من مداهمة المستودع وضبط الشحّنة، وهي عبارة عن ثلاثة محرّكات رفع تعمل على الكهرباء (محرّكات ونش)».

الشحّنة، هي عبارة عن ثلاثة محرّكات رفع تعمل على الكهرباء (قوى الأمن)

وأضافت: «بتفتيشها، تم ضبط ما يقارب 450.000 حبة كبتاغون موضّبة بطريقة محترفة. وأجري المقتضى القانوني بالمخدّرات المضبوطة، والعمل مستمر لتوقيف أفراد شبكة التّهريب وجميع المتورّطين معهم».

العمل مستمر لتوقيف أفراد شبكة التّهريب (قوى الأمن)


مقالات ذات صلة

أميركا تلقي القبض على اثنين من أباطرة تجارة المخدرات في تكساس

الولايات المتحدة​ أفراد من وسائل الإعلام في مطار مقاطعة دونا آنا الخاص يقفون حيث يُعتقد بوجود الطائرة التي كانت تقل تاجري المخدرات... الصورة في سانتا تيريزا - نيو مكسيكو بالولايات المتحدة 25 يوليو 2024 (رويترز)

أميركا تلقي القبض على اثنين من أباطرة تجارة المخدرات في تكساس

قالت وزارة العدل الأميركية إنه جرى إلقاء القبض على تاجر المخدرات المكسيكي إسماعيل (إل مايو) زامبادا وابن شريكه السابق خواكين (إل تشابو) غوسمان في تكساس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا سعيد في زيارة غير معلنة لكبرى السدود الممتلئة حيث اتهم «شبكات إجرامية» بتعطيل مؤسسات توزيع المياه وتصنيع الكهرباء (موقعا رئاستَي الجمهورية والحكومة في تونس)

تونس: الرئيس سعيد يتهم «المتآمرين على الأمن الوطني» بقطع الماء والكهرباء

أعلنت الإدارة العامة للحرس الوطني إيقاف شخص متهم بـ«الانتماء إلى تنظيم إرهابي» مفتش عنه جنوب العاصمة تونس.

كمال بن يونس (تونس)
المشرق العربي كريستينا ألبرتين الممثلة الإقليمية لمكتب الأمم المتحدة المعنيّ بالمخدرات والجريمة خلال مؤتمر لمكافحة المخدرات في بغداد اليوم (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: العراق يتحوّل إلى «محور» إقليمي لتهريب المخدرات

صادرت السلطات العراقية، العام الماضي، كميات قياسية من حبوب الكبتاغون، قد تصل قيمتها إلى 144 مليون دولار، وفق تقرير نشرته، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي السوداني يفتتح «مؤتمر بغداد الدولي الثاني لمكافحة المخدرات» (رئاسة الوزراء العراقية)

رئيس الوزراء العراقي يحذّر من استخدام المخدرات في «تجنيد إرهابيين»

حذّر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في افتتاح «مؤتمر بغداد الدولي الثاني لمكافحة المخدرات»، من «استخدام المخدرات في تجنيد الإرهابيين».

فاضل النشمي ( بغداد)
الولايات المتحدة​ الأميركي مايكل ترافيس ليك داخل قفص المتهمين في أثناء جلسة النطق بالحكم في محكمة مقاطعة خاموفنيتشيسكي الروسية (أ.ف.ب)

السجن 13 عاماً لأميركي في روسيا بتهمة الاتجار بالمخدرات

أصدرت محكمة روسية في موسكو، الخميس، حكماً بالسجن 13 عاماً على الأميركي مايكل ترافيس ليك، بعد اتهامه بالاتجار بالمخدرات.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

لبنان مهدد بالانتقال إلى القائمة «الرمادية» لغسل الأموال في الخريف

صندوق النقد الدولي بدأ منذ هذا العام بحجب التوقعات والبيانات المالية الخاصة بلبنان (رويترز)
صندوق النقد الدولي بدأ منذ هذا العام بحجب التوقعات والبيانات المالية الخاصة بلبنان (رويترز)
TT

لبنان مهدد بالانتقال إلى القائمة «الرمادية» لغسل الأموال في الخريف

صندوق النقد الدولي بدأ منذ هذا العام بحجب التوقعات والبيانات المالية الخاصة بلبنان (رويترز)
صندوق النقد الدولي بدأ منذ هذا العام بحجب التوقعات والبيانات المالية الخاصة بلبنان (رويترز)

ارتفع منسوب الريبة في أوساط القطاع المالي المحلي من الإمعان الحكومي في انتهاج سياسة «عدم الاكتراث» إزاء الخروج المتدرج والمستمر للبلد ومؤسساته من الأسواق المالية الدولية، والمعزّز بتوسع ظاهرة حجب الترقبات والبيانات المالية الخاصة بلبنان واقتصاده من قبل المؤسسات المالية العالمية ووكالات التصنيف الائتماني الدولية.

ولا يتردد مسؤول مصرفي كبير في التحذير من بلوغ مرحلة السقوط المتسارع إلى قعر «عدم اليقين»، حسب وصفه، الذي لا تقل تداعياته خطورة عن الانغماس في دوامة الانهيارات النقدية والمالية الجسيمة التي أعقبت القرار الحكومي في ربيع عام 2020 بإشهار التعثر غير المنظّم مع الدائنين عن دفع مستحقات سندات دين دولية (يوروبوندز)، والمستتبع قانونياً باستحقاق كامل محفظة الدين العام من هذه السندات البالغة نحو 30 مليار دولار، والمبرمجة في إيفاء فوائدها وأقساطها لغاية عام 2037.

إهمال غير مفهوم

وحسب المصرفي الذي تواصلت معه «الشرق الأوسط»، ليس من المفهوم بتاتاً عدم رصد أي رد فعل من السلطة التنفيذية والوزارات المعنية، وإهمال تقدير الأضرار الكارثية على المديين القريب والمتوسط، جراء تدحرج كرة رفع بيانات لبنان وتوقعاته الاقتصادية من التقارير الدورية للمؤسسات الدولية، والمعوّل عليها أساساً لمعاونته على تحديد معالم مسار الخروج من نفق الأزمات النظامية التي تشرف على ختام عامها الخامس على التوالي.

وفي الوقائع، أفادت وكالة التصنيف الدولية «فيتش» بأنّها ستتوقف عن إصدار تصنيفات خاصة بلبنان، بسبب عدم وجود إحصاءات مالية ونقدية كافية، مشيرة في تقريرها إلى أنّ أحدث الإحصاءات المالية تعود إلى عام 2021، في حين حاز صندوق النقد الدولي الأسبقية بحجب بيانات لبنان وترقباته للعام الحالي، وتلاه البنك الدولي بإزالة هذه البيانات بدءاً من العام المقبل.

ويشكل غياب الاحصاءات والتوقعات الخاصة بأي بلد واقتصاده من قبل أبرز المؤسسات الدولية، وفق المسؤول المعني، فجوة حقيقية وغير قابلة للتعويض في مخاطبة المانحين الدوليين والمستثمرين الذي يعتمدون التقارير المنجزة كمرجع موثوق لقراراتهم، لا سيما لجهة شمولها بيانات الناتج المحلي والمالية العامة وسائر المؤشرات الحيوية الشاملة لميزان المدفوعات والميزان التجاري، فضلاً عن ميزانيات القطاع المالي وسواه من إحصاءات وتوقعات مستقبلية.

ضبابية وقلق متزايد

وقال مسؤول مالي معني بالملف لـ«الشرق الأوسط»، إن القرار الأحدث للبنك الدولي بحجب لبنان عن ترقباته، يعكس مدى ارتفاع منسوب المخاطر وكثافة الضبابية التي تكتنف الأوضاع الداخلية، لا سيما التمادي في تأخير انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والشكوك المستمرة حول فاعلية الحكومة المستقيلة منذ أكثر من عامين.

ويزيد من تفاقم التداعيات المتوقعة لحجب بيانات لبنان، وارتكازه أساساً إلى التعميق المستمر لواقع الضبابية الكثيفة والغموض غير البناء الذي تتوافق المرجعيات المالية الدولية ومؤسسات تقييم الجدارة الائتمانية على إبراز مخاطره، الارتفاع المتجدد لمستوى القلق من نفاد المهل المتكررة التي منحتها مجموعة العمل المالي الدولية للبنان لإحراز تقدم ملموس في معالجة أوجه القصور التي يعانيها في مكافحة غسل (تبييض) الأموال.

وتشير المعطيات المتلاحقة في هذا الصدد إلى اقتراب لبنان مجدداً من الانزلاق إلى خفض تصنيفه السيادي وإدراجه ضمن القائمة «الرمادية» خلال الاجتماع الدوري للمجموعة في الخريف المقبل، في حال لم يتم الالتزام سريعاً بحزمة من التدابير ذات الأبعاد القانونية والقضائية الخاصة بسد قنوات مشبوهة للفساد والتقصير في المحاسبة، رغم الإقرار بسلامة الاستجابة المطلوبة من قبل مؤسسات القطاع المالي، والتقدير الظرفي بصعوبة الالتزام بإجراءات ذات أبعاد سياسية.

جهود منصوري الخارجية

ويبذل حاكم البنك المركزي (بالإنابة) وسيم منصوري جهوداً خارجيةً مكثفةً للحصول على مهلة جديدة، بموازاة تحركات داخلية وقرارات متتالية له بوصفه رئيساً لهيئة التحقيق الخاصة المولجة مهام مكافحة الجرائم المالية، وبما يشمل الضبط المحكم للكتلة النقدية والحد من المبادلات الورقية (الكاش)، وتجميد حسابات مشبوهة لمسؤولين سابقين مدنيين وغير مدنيين، وتزويد القضاء المحلي والخارجي بما يطلب من وثائق أو بيانات ذات صلة بشبهات مالية وبملاحقات قائمة بالفعل.

ويشدّد منصوري في اجتماعاته الداخلية والخارجية، آخرها مع كبار المسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية وصندوق النقد والبنك الدوليين، على أولوية تفعيل المحاسبة عبر القضاء والشروع بالإصلاحات البنيوية في الدولة وتحديث الإدارة، ضمن المرتكزات الأساسية لتصحيح الانحرافات وتحديد طريق التعافي والنهوض.