بؤر استيطانية في الضفة... وبن غفير يدعو المستوطنين إلى احتلال «كل التلال»

تحذير أممي من خروج الوضع عن السيطرة

ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفين كون فون بورغسدورف خلال تفقده بلدة «ترمسعيا» شمال شرقي رام الله الجمعة (رويترز)
ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفين كون فون بورغسدورف خلال تفقده بلدة «ترمسعيا» شمال شرقي رام الله الجمعة (رويترز)
TT
20

بؤر استيطانية في الضفة... وبن غفير يدعو المستوطنين إلى احتلال «كل التلال»

ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفين كون فون بورغسدورف خلال تفقده بلدة «ترمسعيا» شمال شرقي رام الله الجمعة (رويترز)
ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفين كون فون بورغسدورف خلال تفقده بلدة «ترمسعيا» شمال شرقي رام الله الجمعة (رويترز)

طالب توم نيدس السفير الأميركي لدى إسرائيل، الحكومة الإسرائيلية، بوقف عنف المستوطنين في الضفة الغربية ومحاكمة مرتكبي أعمال العنف منهم، وهي دعوة قابلها وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بدعوة المستوطنين إلى احتلال كل التلال الممكنة في الضفة وإقامة بؤر استيطانية هناك.

وقال نيدس بحسب موقع «واي نت» العبري، خلال لقاء عقده مع شبان إسرائيليين وفلسطينيين في تل أبيب: «نحن لا نقف مكتوفي الأيدي، ونراقب عنف المستوطنين»، مضيفاً: «كنت واضحاً ومحدداً للغاية، نحن لا نقف مكتوفي الأيدي ولا نقبل ما حدث في الأيام القليلة الماضية في القرى الفلسطينية. هذا العنف يجب أن يتوقف، ونحن ندفع السلطات الإسرائيلية لاتخاذ إجراءات واعتقال المتورطين في الهجوم على الفلسطينيين».

وتابع: «الولايات المتحدة تشجع الحكومة الإسرائيلية على العمل الفوري من أجل وقف عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، ومحاكمة الجناة كذلك».

وأردف: «لا ينبغي لأحد أن يقلق بشأن جيش مارق. نحن ندفع الإسرائيليين لاتخاذ أي إجراء يحتاجون إليه لوقف هؤلاء الناس».

وكان مستوطنون متطرفون شنوا (الأربعاء) سلسلة هجمات إرهابية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وأحرقوا عشرات المنازل والسيارات في بلدتي «ترمسعيا» و «عوريف» وسط وشمال الضفة، ومناطق أخرى، ما أحرج إسرائيل وجلب انتقادات دولية كثيرة.

سفين كون فون بورغسدورف يتحدث إلى الصحافيين في بلدة «ترمسعيا» (إ.ب.أ)
سفين كون فون بورغسدورف يتحدث إلى الصحافيين في بلدة «ترمسعيا» (إ.ب.أ)

ووصف ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفين كون فون بورغسدورف، الاعتداء الذي شنه جنود الاحتلال والمستوطنون على بلدة «ترمسعيا» شمال شرقي رام الله (الأربعاء) الماضي، بأنه «اعتداء إرهابي»، مشدداً على «ضرورة المحاسبة التامة لكل من قام بمثل هذه الأعمال».

جاء ذلك خلال زيارته «ترمسعيا»، الجمعة، على رأس وفد ضم سفراء وقناصل وممثلي دول الاتحاد الأوربي والدول المماثلة.

وقال بورغسدورف: «هذه الأرض محتلة وليست تابعة لأي جهة أخرى بغض النظر عن تصنيف المناطق (أ، ب، ج)، ولذلك فإن إسرائيل ملزمة بموجب القانون الدولي أن تمنع أي اعتداء ينفذ من قبل المستوطنين، وأن تقوم كقوة احتلال بالدفاع عن المواطنين الفلسطينيين وحمايتهم، وتقديم أي شخص يعتدي على سلامتهم للعدالة حتى ينال جزاءه».

قبل ذلك حذر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، من خروج الوضع عن السيطرة في الضفة الغربية المحتلة، ودعا «السلطات الإسرائيلية إلى الالتزام بالقانون الدولي، فيما يتعلق باستخدام القوة المميتة» مطالباً كذلك «بوجوب محاسبة الجناة المشتبه بهم».

ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفين كون فون بورغسدورف في منزل أحرقه مستوطنون في بلدة «ترمسعيا» شمال شرقي رام الله الجمعة (رويترز)
ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفين كون فون بورغسدورف في منزل أحرقه مستوطنون في بلدة «ترمسعيا» شمال شرقي رام الله الجمعة (رويترز)

وشدد المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان على أنه «من أجل إنهاء هذا العنف، يجب أن ينتهي الاحتلال من جميع الجوانب».

وهذه ليست أول مرة تدعو فيها الأطراف الدولية، إسرائيل إلى محاكمة المستوطنين الذين أحرقوا منازل لفلسطينيين، من بينهم من يحملون الجنسية الأميركية، في «ترمسعيا».

واستجابة كما يبدو للضغوط الأميركية تحديداً، اعتقل جهاز الأمن العام (الشاباك)، ثلاثة مستوطنين يهود في العشرينات من العمر، ومنعهم من مقابلة محامٍ، على خلفية الهجوم على الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وقال مصدر أمني: «سنجد حلاً وسنحاكم المخالفين. ولن يُسمح لأحد بأخذ القانون بيديه».

جاءت هجمات المستوطنين التي استمرت الخميس كذلك، انتقاماً لمقتل 4 منهم في هجوم على مستوطنة «عيلي» قرب رام الله، الأربعاء، أعقب قتل الجيش الإسرائيلي 7 فلسطينيين في هجوم دامٍ يوم الثلاثاء على جنين شمال الضفة الغربية، وهو الهجوم الذي استغله المستوطنون لإقامة 7 بؤر استيطانية جديدة فوراً.

ودعم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، المستوطنين في الضفة، وقال خلال زيارة للبؤرة الاستيطانية العشوائية «إفيتار»، التي اقتحمها مئات المستوطنين رداً على عملية «عيلي»، إن «موقفي معروف. أنا أمنحكم دعماً كاملاً ومطلقاً. نريد أكثر من هذا، نريد أن تكون هنا مستوطنة كاملة، ليس هنا فقط، وإنما في جميع التلال من حولنا».

نقطة تفتيش إسرائيلية قرب جنين بالضفة الغربية يوم الخميس (أ.ف.ب)
نقطة تفتيش إسرائيلية قرب جنين بالضفة الغربية يوم الخميس (أ.ف.ب)

وعاد المستوطنون إلى «إفيتار» المقامة على أراضي الفلسطينيين شمال الضفة، بعد عامين على خروج الجيش الإسرائيلي منها.

وقال بن غفير: «هكذا فقط سنسيطر هنا، ونعزز السيطرة (...) أسرعوا إلى التلال، واستوطنوا».

وإضافة إلى «إفيتار»، أقيمت 6 بؤر استيطانية عشوائية في الضفة الغربية خلال ساعات قليلة.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن 5 مزارع جديدة، أقيمت في الضفة الغربية إلى جانب الحي الجديد الذي أقامه مجلس بنيامين بين مستوطنتي «معالي لابونا» و«عيلي»، ودخول المستوطنين إلى البؤرة الاستيطانية «إفيتار».


مقالات ذات صلة

«حل الدولتين»... حلم فلسطيني لا يُرى ولا يزول

خاص فلسطيني يلوح بعلم بلاده أمام آليات عسكرية إسرائيلية في طولكرم أغسطس الماضي (رويترز) play-circle

«حل الدولتين»... حلم فلسطيني لا يُرى ولا يزول

في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأسبوع الماضي، في رام الله، خرج الرئيس محمود عباس أبو مازن عن النص المكتوب، بكلمات لم تحظ بتعليق واسع؛ قال…

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي رجال أمن من السلطة الفلسطينية بمخيم جنين بالضفة الغربية في أغسطس 2023 (أ.ب) play-circle

أول اجتماعات أمنية فلسطينية - أميركية في عهد ترمب

رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج، يلتقي هذا الأسبوع، مسؤولين في وكالة الاستخبارات الأميركية في واشنطن للمرة الأولى منذ عودة ترمب للبيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى (وفا)

بريطانيا تؤكد دعمها لـ«السلطة» والشعب الفلسطيني

يستضيف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ووزير الخارجية ديفيد لامي، اليوم (الاثنين)، رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد مصطفى، في لندن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية فلسطينيون يسيرون بين الأنقاض بعد غارة جوية إسرائيلية على بيت لاهيا شمال قطاع غزة 28 أبريل 2025 (أ.ب)

فرنسا تدعو إسرائيل إلى وقف «المجزرة» الجارية في غزة

أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية صوفي بريما، اليوم الاثنين، أنّ بلادها تدعو إسرائيل إلى «وقف المجزرة الجارية الآن في غزة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي حسين الشيخ خلال أعمال المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله 23 أبريل الحالي (إ.ب.أ)

«هاجم عرفات ونافس البرغوثي»... كيف تدرَّج حسين الشيخ في صفوف «فتح»؟

كان حسين الشيخ، النائب الحالي للرئيس الفلسطيني، طفلاً عند تأسيس حركة «فتح» عام 1965 لكن تدرجه فيها لم يكن تصاعدياً دائماً. فما المنعطفات التي كادت تودي بمسيرته؟

بهاء ملحم (لندن)

الأمم المتحدة تدعو جميع الأطراف في سوريا إلى ضبط النفس

أفراد من قوات الأمن السورية يقفون للحراسة عند نقطة تفتيش بأشرفية صحنايا بالقرب من دمشق 1 مايو 2025 (أ.ف.ب)
أفراد من قوات الأمن السورية يقفون للحراسة عند نقطة تفتيش بأشرفية صحنايا بالقرب من دمشق 1 مايو 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

الأمم المتحدة تدعو جميع الأطراف في سوريا إلى ضبط النفس

أفراد من قوات الأمن السورية يقفون للحراسة عند نقطة تفتيش بأشرفية صحنايا بالقرب من دمشق 1 مايو 2025 (أ.ف.ب)
أفراد من قوات الأمن السورية يقفون للحراسة عند نقطة تفتيش بأشرفية صحنايا بالقرب من دمشق 1 مايو 2025 (أ.ف.ب)

قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، اليوم الخميس، إنه يشعر بالقلق البالغ إزاء تصاعد العنف في ريف العاصمة السورية دمشق، وأدان سقوط ضحايا مدنيين.

وأضاف، في بيان، أن امتداد أعمال العنف باتجاە محافظة السويداء يهدد أمن وسـلامة المدنيين، ويزيد هشاشة الوضع الإنساني القائم، ويعرّض المكاسب التي تحققت بصعوبةٍ للخطر.

وشدد المسؤول الأممي على أنه لا يجب، تحت أي ظرف، استهداف العاملين في المجالين الإنساني والطبي بوصفه انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.

ودعا عبد المولى جميع الأطراف إلى ضبط النفس، واتخاذ تدابير لحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.

ولقي العشرات حتفهم في جرمانا وصحنايا بريف دمشق، يومي الثلاثاء والأربعاء، على أثر مواجهات بين مسلّحين ودروز.