عبّاس في بكين لأربعة أيام

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أ.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أ.ب)
TT

عبّاس في بكين لأربعة أيام

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أ.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أ.ب)

أفادت وسائل إعلام رسمية أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس وصل إلى بكين اليوم (الثلاثاء)، في زيارة تستمرّ أربعة أيام وتأتي في وقت يبحث فيه العملاق الآسيوي عن أدوار وساطة يؤدّيها في النزاعات الراهنة في الشرق الأوسط.

وفي زيارته الخامسة إلى بكين سيلتقي عبّاس عدداً من كبار المسؤولين الصينيين يتقدّمهم الرئيس شي جينبينغ، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية «وفا».

وبحسب «وفا» فإنّه خلال القمّة بين شي وعبّاس سيتمّ «بحث تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الرأي بشأن آخر مستجدّات القضية الفلسطينية، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

والأسبوع الماضي قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين للصحافيين إنّ عباس «أول رئيس دولة عربي تستقبله الصين هذا العام، ما يجسّد بشكل كامل المستوى العالي للعلاقات الصينية - الفلسطينية الجيّدة والودّية تقليدياً».

وأضاف أنّ «الرئيس عبّاس صديق قديم للشعب الصيني والصين دعمت دائماً بقوة القضية العادلة للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية الشرعية».

وتسعى بكين لأداء أدوار وساطة في الشرق الأوسط، وقد أثمرت وساطة قامت بها بين إيران والسعودية في استئناف البلدين الخصمين في مارس (آذار) علاقاتهما الدبلوماسية. ولا تدّخر الصين جهداً لتعزيز علاقتها بالشرق الأوسط في تحدّ للنفوذ الأميركي الضارب الجذور في هذه المنطقة.

وكان شي زار ديسمبر (كانون الأول) السعودية حيث التقى أيضاً الرئيس الفلسطيني وتعهّد «السعي من أجل حلّ مبكر وعادل ودائم للقضية الفلسطينية».

وفي مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» الرسمية، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عبّاس زكي إنّ «الصين وفلسطين صديقان أقرب من الأشقاء».

وأعرب المسؤول الفلسطيني عن سعادته «لأنّ الصين بدأت تأخذ دوراً أكبر بكثير من الماضي في منطقة الشرق الأوسط منذ القمة العربية - الصينية» التي عقدت العام الماضي.


مقالات ذات صلة

هل يحقق ترمب حلم الضم الإسرائيلي؟

المشرق العربي مستوطنون إسرائيليون في مستوطنة إيفياتار بالضفة الغربية (أ.ب)

هل يحقق ترمب حلم الضم الإسرائيلي؟

انضم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وزرائه المنادين بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية العام المقبل بعد تولي دونالد ترمب منصبه.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال لقاء سابق في البيت الأبيض (صفحة الرئيس الفلسطيني عبر «فيسبوك»)

الرئيس الفلسطيني لترمب: مستعدون لتحقيق السلام العادل

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، استعداده لتحقيق السلام العادل القائم على أساس الشرعية الدولية.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية فلسطيني في مخيم البريج يطلب من ترمب وقف الحرب على غزة (أ.ف.ب)

عودة ترمب: فرح في تل أبيب ومخاوف في رام الله

لا يضاهي فرح قادة الائتلاف الحاكم في إسرائيل بفوز الرئيس دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية، سوى فرح أنصاره في الولايات المتحدة.

كفاح زبون (رام الله)
العالم العربي فلسطينيون يشاهدون الدخان يتصاعد بعد الضربات الإسرائيلية في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)

محادثات «حماس» و«فتح» بالقاهرة إلى «مشاورات أوسع» بشأن «لجنة إدارة غزة»

مشاورات موسعة تتجه لها محادثات حركتي «حماس» و«فتح» بالقاهرة، بعد اتفاق أولي على تشكيل لجنة إدارة لقطاع غزة، واختلاف بشأن وضع إطار مؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الرئيس الفلسطيني محمود عباس يقرأ بياناً خلال اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في رام الله بالضفة الغربية في 31 يناير 2023 (رويترز)

الرئيس الفلسطيني يطالب المجتمع الدولي «بمحاسبة إسرائيل على جرائمها»

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي، الاثنين، إلى «وقف إسرائيل عند حدها ومحاسبتها ومعاقبتها على جرائمها» في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

إيران تعزز ميليشياتها في سوريا

عناصر ميليشيات في البادية السورية (مواقع التواصل الاجتماعي)
عناصر ميليشيات في البادية السورية (مواقع التواصل الاجتماعي)
TT

إيران تعزز ميليشياتها في سوريا

عناصر ميليشيات في البادية السورية (مواقع التواصل الاجتماعي)
عناصر ميليشيات في البادية السورية (مواقع التواصل الاجتماعي)

في مواجهة التصعيد الإسرائيلي والتهديد بقطع شريان طهران - دمشق، تكثّف إيران من حركتها الدبلوماسية والعسكرية تجاه سوريا، بالتوازي مع تعزيز قوة الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني، التي تواصل هجماتها على قواعد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) المدعومة من أميركا، إلى جانب تصديها لهجمات تنظيم «داعش» في البادية السورية. «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال الثلاثاء إن المجموعات المدعومة من إيران هاجمت 89 مرة القواعد الأميركية في سوريا خلال عام 2024، عبر الطائرات المسيّرة، والقذائف الصاروخية، أطلقتها من داخل الأراضي السورية ومن الأراضي العراقية، وذلك فيما «عززت القواعد العسكرية بأنظمة دفاع جوي، ومضادات أرضية، لاستهداف الطائرات المسيرة قبل وصولها إلى أجواء القواعد».

مزيد من المقاتلين

في المقابل، واصل «الحرس الثوري» الإيراني إقامة معسكرات تدريب مكثفة للميليشيات التابعة له في سوريا، لا سيما «حركة النجباء» العراقية، وذلك في بادية السخنة الجنوبية شرق حمص، وقبل يومين تم استقدام تعزيزات عسكرية من ميليشيا «زينبيون» و«فاطميون» تضم نحو 225 عنصراً من العراق إلى ريف دير الزور الشرقي، عبر معبر الهري الحدودي. وتم توزيع العناصر على مواقع في البوكمال والميادين تحت إشراف «الحرس الثوري»، وفق ما ذكره موقع «دير الزور الخط الغربي» الذي قال إن إيران تسعى «لتعزيز نفوذها العسكري في المنطقة».

جنازة عناصر في «الجهاد الإسلامي» قُتلوا بضربة إسرائيلية في مخيم اليرموك قبل دمشق الاثنين (أ.ف.ب)

تأتي تلك الأنباء في ظل أنباء عن هجوم نفذه تنظيم «داعش»، مساء الاثنين، على ميليشيات تتبع لإيران، في بادية تدمر شرق حمص، فيما قالت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من الحكومة، الثلاثاء، إن القوات الحكومية والقوات «الرديفة» خاضتا الاثنين «اشتباكات ضارية» مع خلايا من تنظيم «داعش» في بادية حمص الشرقية. ونقلت عن مصدر ميداني القول إن الاشتباكات «أسفرت عن القضاء على العديد من (الدواعش) وتدمير عربات لهم مزودة برشاشات ثقيلة، كانوا حاولوا التسلل من منطقة سيطرة الاحتلال الأميركي في الـ55 كم للهجوم على النقاط العسكرية في محيط بلدة الطيبة ببادية حمص الشرقية».

هجمات من «داعش»

من جانبه، نقل «نوث برس» عن مصدر عسكري أن العشرات من مسلحي التنظيم هاجموا بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة مقرات عسكرية لميليشيا «فاطميون» الأفغانية والحرس الثوري الإيراني، في بادية حمص الشرقية بين بلدتي تدمر والسخنة ما أسفر عن مقتل عنصرين من الميليشيا الإيرانية، وإصابة آخرين. وأضاف أن عناصر التنظيم استهدفوا بعبوات ناسفة أكثر من ثلاث آليات عسكرية. وحسب مصادر محلية متقاطعة، فمواقع تمركز الميليشيات الإيرانية في بادية السخنة في تدمر تشهد استنفاراً أمنياً وتأهباً عسكرياً مع استقدام معدات عسكرية جديدة، في مواجهة أي تصعيد محتمل.

يشار إلى أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين زاروا دمشق ركزوا على أهمية سوريا الاستراتيجية لإيران، ومواصلة تقديم شتى أنواع الدعم لسوريا، سواء في السياق الأمني أو العسكري في رسالة يراد بها توضيح حجم وعمق الدور الإيراني في سوريا.

وسبقت زيارة وزير الخارجية السوري بسام صباغ إلى طهران، الثلاثاء، زيارة لعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، إلى سوريا ولبنان، تلتها زيارة وزير الدفاع الإيراني العميد طيار عزيز نصير زاده إلى دمشق، التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد وكبار القادة العسكريين والأمنيين، في تحدٍ واضحٍ للتهديدات الإسرائيلية، حيث ترافقت زيارة لاريجاني مع ضربات إسرائيلية على مبنيين في حي المزة وآخر في ضاحية قدسيا أودت بحياة قياديين من حركة «الجهاد الإسلامي» وسبعة آخرين من عناصر الحركة ومدنيين سوريين.