وزيرة خارجية فرنسا: لا مرشح عندنا لرئاسة لبنان

لودريان مبعوثاً جديداً لماكرون بحثاً عن حل «توافقي وفعال»

وزير الخارجية اللبناني مجتمعاً مع نظيرته الفرنسية (الوكالة المركزية)
وزير الخارجية اللبناني مجتمعاً مع نظيرته الفرنسية (الوكالة المركزية)
TT

وزيرة خارجية فرنسا: لا مرشح عندنا لرئاسة لبنان

وزير الخارجية اللبناني مجتمعاً مع نظيرته الفرنسية (الوكالة المركزية)
وزير الخارجية اللبناني مجتمعاً مع نظيرته الفرنسية (الوكالة المركزية)

أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا أن بلادها ليس لديها مرشح رئاسي في لبنان، وما يهمها هو انتخاب رئيس للجمهورية، خاصة في الظروف الاقتصادية الصعبة في لبنان.

وذكر بيان لوزارة الخارجية اللبنانية أن كلام كولونا جاء خلال اجتماعها مع وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» الذي افتتح أعماله في الرياض.

وأعلنت الوزيرة الفرنسية «تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون لوزير خارجيته السابق جان إيف لودريان موفداً إلى لبنان، حيث سينشط ليسرّع مسار انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية». وتفاهم الوزيران، حسب البيان، حول مسألة السفير اللبناني في فرنسا، كما تناولا ملف النزوح السوري في لبنان.

وأكد بو حبيب «ضرورة تأييد فرنسا للموقف اللبناني حول ملف النزوح السوري».

وقال مستشار للرئيس الفرنسي طالباً عدم كشف اسمه إنّ لودريان (75 عامًا)، الذي شغل منصب وزير خارجية فرنسا لمدة 5 أعوام حتى 2022، سيُكلّف بصفته رجلًا يتمتع بخبرة واسعة «في إدارة الأزمات»، بالمساعدة في إيجاد حلّ «توافقي وفعّال» للأزمة اللبنانية التي تفاقمت، خصوصاً بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) 2020.

وأضاف أنّ لودريان «يخطط للذهاب إلى لبنان قريباً جداً»، مشيراً إلى أنّ ماكرون طلب منه «أن يعدّ له سريعاً تقريراً عن الوضع» في هذا البلد يتضمّن «مقترحات عمل».

وبعدما كان وزيراً للدفاع في عهد الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند (2012 - 2017) قبل أن ينضمّ إلى حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، ويترأّس وزارة الخارجية (2017 - 2022)، ابتعد لودريان عن الساحة السياسية منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة في فرنسا، العام 2022. وقال المستشار الرئاسي: «لا يزال الوضع صعباً في لبنان» في ظلّ الحاجة إلى «الخروج في الوقت نفسه من الأزمة السياسية ومن الصعوبات الاقتصادية والمالية». وانخرط ماكرون شخصياً في المساعي الرامية لحلّ الأزمة اللبنانية، لكنّ جهوده باءت بالفشل. ولا ينفكّ الرئيس الفرنسي يناشد الطبقة السياسية اللبنانية بتجاوز انقساماتها، لكنّ دعواته لم تلقَ آذاناً صاغية حتى الآن. وبحسب باريس، هناك حاجة ملحّة «للتوصّل إلى توافق» يتيح انتخاب رئيس للبنان الذي يشهد حالة فراغ رئاسي منذ أكثر من 7 أشهر بسبب العراقيل السياسية، والإسراع في تنفيذ «الإصلاحات الضرورية».

وقال بيان للرئاسة الفرنسية: «كون البرلمان منعقداً، يجب أن يكون موعد جلسة الانتخاب في 14 يونيو (حزيران) مفيداً (...) ويجب ألّا تضيع أي فرصة»، مشيراً إلى تنافس مرشّحين هما سليمان فرنجية وجهاد أزعور. ويؤكّد قصر الإليزيه منذ أشهر أنّ ليس لديه مرشّح لخلافة ميشال عون. وجدّد المستشار الرئاسي الفرنسي تأكيد هذا الأمر. وقال: «موقفنا لا يزال على حاله» فالخروج من الأزمة «يتطلّب أكثر من اتّفاق على اسم». وأضاف أنّ «المرشّح الأنسب هو الشخص الذي سيتمكّن من الالتزام بالإصلاحات الأكثر ضرورية».

وفي هذا السياق، سيتعيّن على لودريان «الاستماع إلى الجميع في لبنان» من أجل «تسهيل التوصّل إلى حلّ توافقي وفعّال». من جهة أخرى، أعلنت مديرة الإعلام في صندوق النقد الدولي أنه من أجل تجنب أي تصور بشأن تضارب المصالح، تخلى جهاد أزعور موقتاً عن مهامه في صندوق النقد، حيث يشغل مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. وهو في إجازة من الصندوق.



«مجلس سوريا الديمقراطية» يعول على وساطة واشنطن وباريس أمام حشد أنقرة

مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية أمام مقرها في مدينة الرقة شمال سوريا (الشرق الأوسط)
مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية أمام مقرها في مدينة الرقة شمال سوريا (الشرق الأوسط)
TT

«مجلس سوريا الديمقراطية» يعول على وساطة واشنطن وباريس أمام حشد أنقرة

مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية أمام مقرها في مدينة الرقة شمال سوريا (الشرق الأوسط)
مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية أمام مقرها في مدينة الرقة شمال سوريا (الشرق الأوسط)

أعلن «مجلس سوريا الديمقراطية» الجناح السياسي للإدارة الذاتية وقوات «قسد»، الاستعداد للحوار مع تركيا بعدما أظهر الصراع الذي يدور في الشمال السوري ما قال مسؤوله إنه «نيات تركيا السيئة»، وأن «قوات سوريا الديمقراطية» ستُدمج في الجيش السوري.

وفي مقابل الحشد والتوعد التركي ضد المسلحين الأكراد، كشف رياض درار رئيس المكتب الاستشاري لمجلس «مسد» في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن المبعوثين الأميركي سكوت بولز ونظيره الفرنسي فابريس ديبليشان، يعملان على نزع فتيل الحرب مع تركيا وقال: «لأننا نريد فعلاً الوصول إلى استقرار، بالنسبة لتركيا وفصائلها فإنها تهدد بقتال الكرد وقوات (قسد)، حيث إن فصائل (فجر الحرية) لم تشارك في حملة دمشق، واكتفت باحتلال تل رفعت بريف حلب، وحيي الأشرفية وشيخ مقصود بحلب، حيث الغالبية الكردية».

ويرى هذا المسؤول البارز أن «أفضل طريق للسلام مع تركيا هو نزع السلاح من المناطق المهددة، والدخول في حوارات سياسية مباشرة» في إشارة إلى مدينة عين العرب الواقعة بالريف الشرقي لمحافظة حلب شمالاً.

وقال درار: «حتى لا يبقى لدى تركيا حجج وذرائع لهجوم كوباني لأنها رمز للحرية والمقاومة، يريدون كسر إرادتها، وأنقرة تحرض هذه الفصائل على القتال، كما فعلوا في منبج عندما دخلوها ونهبوها».

أفراد من «قسد» خلال تشييع خمسة عناصر قُتلوا في منبج بمواجهات مع فصائل تدعمها تركيا (أ.ف.ب)

ولطالما هددت تركيا بسيطرة فصائل «فجر الحرية» الموالية لها على مدينة عين العرب «كوباني» الواقعة على بعد نحو 160 كيلومتراً شرق محافظة حلب، واستقطبت هذه المدينة الملاصقة للحدود السورية - التركية اهتماماً عالمياً بعد هجوم واسع نفذه «تنظيم داعش» في محاولته للسيطرة عليها في 2 يوليو (تموز) 2014، وباتت نقطة انطلاقة تعاون المقاتلين الأكراد مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي تشكل لقتال «داعش»، والذي نفذ أولى ضرباته على المدينة الكردية دعماً للمقاتلين، وتم إلحاق الهزيمة بالتنظيم المتشدّد بعد معارك عنيفة استمرت نحو 6 أشهر.

نزع فتيل الحرب

وأكد درار أن الوسيطين الأميركي والفرنسي «يعملان لنزع فتيل الحرب، لأننا نريد فعلاً الوصول إلى استقرار أولاً، ثم الذهاب إلى دمشق للتفاوض مع (هيئة تحرير الشام) للوصول إلى نوع من التفاهم لإدارة سوريا بشكل مشترك»، وأشار إلى أن تركيا تريد تقاسم الكعكة السورية «من خلال وجودها وتغييرها الديموغرافي للمناطق الشمالية، لكي تستطيع أن تسيطر على المشاركة، وتدير لعبة التدخل في سوريا من جديد».

وبعد عقود من التهميش، تصاعد نفوذ أكراد سوريا تدريجياً في شمال سوريا، خصوصاً بعد انسحاب قوات النظام السوري من مناطقهم نهاية عام 2012، وتمكنوا من إقامة إدارات ذاتية، وتأسيس قوات عسكرية وأمنية، فضلاً عن إنشاء مؤسسات عامة، وإعادة إحياء لغتهم وتراثهم، وافتتاح مدارس يتم فيها تدريس مناهج باللغة الكردية، غير أن المقاتلين الأكراد خسروا بلدات رئيسة منذ إطلاق عملية «ردع العدوان» في 8 من ديسمبر (كانون الأول)، بعد سيطرة فصائل «فجر الحرية» الموالية لتركيا على بلدة تل رفعت وقرى منطقة الشهباء ومدينة منبج بريف حلب الشرقي، وتتقدم نحو مدينة كوباني.

«غياب المجتمع الدولي»

ولفت رئيس المكتب الاستشاري لمجلس «مسد» إلى أن تركيا الوحيدة التي استفادت من هذه التغييرات المتسارعة في سوريا، وتابع درار: «تستطيع أنقرة أن تدخل بكل حرية عندما تكون ذاهبة باتجاه الجوار الحسن، لكنها الآن عبر أسلوب التحريض للفصائل السورية التي تقاتل معها، تفعل شيئاً غير مطلوب، وتغتنم الفرصة بغياب المجتمع الدولي لما يجري في سوريا».

وزير الدفاع التركي مع جنود من الوحدات العسكرية على الحدود التركية - السورية (الدفاع التركية)

ويعتقد المسؤول الكردي أن الولايات المتحدة «غير راضية عن السياسة التركية التصعيدية والعدائية تجاه أكراد سوريا»، ويقول إنه: «توجد إشارات خاصة من أميركا بأن هذا الفعل فاضح وغير مقبول، ولا يمكن أن يسمح به، لكن إردوغان استغل فرصة التشجيع من ترمب عندما مدح تركيا، كما مدح إردوغان بأنه ذكي ويفهم»، موضحاً أن الإدارة الذاتية، بجناحها السياسي «مسد»، شكلت وفداً للتواصل مع الحكومة الجديدة في دمشق.

وقال درار: «يمكننا أن نصل معها إلى نتائج عبر التفاوض، وتوحيد القرار السوري، ومشاركة كل السوريين في المرحلة الانتقالية والحكومة المقبلة»، ويعزو تأخر ذهاب الوفد إلى العاصمة السورية إلى «الحرب التي تجري الآن في مناطقنا، وتهديدات تركيا المتصاعدة، وعندما يتوقف هذا التهديد سيكون الوفد جاهزاً للذهاب إلى دمشق».

وأكد في ختام حديثه استعداد الإدارة الذاتية للاشتراك في الحكومة السورية المقبلة، وفي فعاليات المرحلة الانتقالية، وختم قائلاً: «قوات (قسد) سوف تكون جزءاً من الجيش السوري بعد التسوية، عندما يتشكل الجيش الوطني سنكون جزءاً منه».