العراق يتحرك سريعاً قبل هجمات إيرانية ضد المعارضة الكردية

جولات لمستشار الأمن القومي بين السليمانية وبغداد وطهران

شمخاني والأعرجي يوقّعان وثائق الاتفاق بحضور السوداني في بغداد  مارس الماضي (رويترز)
شمخاني والأعرجي يوقّعان وثائق الاتفاق بحضور السوداني في بغداد مارس الماضي (رويترز)
TT

العراق يتحرك سريعاً قبل هجمات إيرانية ضد المعارضة الكردية

شمخاني والأعرجي يوقّعان وثائق الاتفاق بحضور السوداني في بغداد  مارس الماضي (رويترز)
شمخاني والأعرجي يوقّعان وثائق الاتفاق بحضور السوداني في بغداد مارس الماضي (رويترز)

من بغداد إلى أربيل والسليمانية فطهران، حمل مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، خلال الأيام الماضية، المحضر الأمني بين البلدين بعد تأكيدات من مصادر متقاطعة أن «إيران لوحت بقصف مجموعات كردية معارضة» في إقليم كردستان.

ووقعت حكومة محمد شياع السوداني، في مارس (آذار) الماضي، محضراً أمنياً للتعاون والتنسيق مع إيران، على هامش زيارة أجراها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني إلى بغداد.

وحتى مطلع الشهر الحالي، نصب قوات حرس الحدود العراقية أكثر من 30 برجاً للمراقبة في إقليم كردستان، على الحدود العراقية - الإيرانية، منعاً لعمليات التهريب من الجانبين، وفقاً للمحضر الأمني.

وبحث الأعرجي، الأسبوع الماضي، مع الملحق العسكري في سفارة طهران ببغداد، إجراءات تأمين الحدود بين البلدين، قبل أن يقول مكتبه إنه «تلقى توجيهاً من رئيس الحكومة (السوداني) بالسفر إلى إقليم كردستان لبحث الملف نفسه مع المسؤولين هناك».

وركز المسؤولون الإيرانيون الذين زاروا العراق، منذ مطلع العام الحالي، على ملف «الجماعات الكردية المسلحة المعارضة لطهران، والتي تنشط في مناطق بإقليم كردستان». ولطالما قالت طهران إنها «لن تقبل بأي حال من الأحوال التهديدات من الأراضي العراقية».

وقبل أيام بحث الأعرجي مع وزير داخلية إقليم كردستان ريبر أحمد، تأمين الحدود مع إيران، قبل أن يسافر المسؤول العراقي إلى السليمانية، للقاء زعيم الاتحاد الوطني، بافل طالباني.

الأعرجي (يسار) مع بافل طالباني خلال زيارة أخيرة للسليمانية (واع)

وقال المسؤولان الكرديان، في بيانين منفصلين، إن السلطات الأمنية في الإقليم تعمل على إكمال إجراءات «المحضر الأمني».

وتقول مصادر كردية مختلفة، إن الأحزاب الكردية تواجه ملفاً معقداً في تحييد الجماعات الكردية الإيرانية المعارضة؛ لأن عدداً منها ينتمي لتيارات يسارية لديها صلات تاريخية ومصالح مع مجموعات محلية، لكن بعض المصادر تفيد بأن «القصة أعقد بكثير من مجرد كونها روابط قومية تاريخية، وتمتد إلى مناورات سياسية لها صلة بالنزاع الداخلي في إقليم كردستان».

أحمديان يستقبل الأعرجي في طهران (نور نيوز)

وفي إيران، اجتمع الأعرجي، الاثنين، مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان. وبحسب مصادر عراقية، فإن الأخير تلقى تعهدات عراقية بضبط الحدود من جهة إقليم كردستان، ورسائل من أحزاب كردية تتحدث عن «ضمانات بعدم السماح لأي مجموعة معارضة باستهداف مصالح إيران».

وقالت المصادر الكردية، إن إيران تريد ما هو أكثر من ذلك، وهو «طرد تلك الجماعات من الأراضي العراقية».

وعلى هامش اجتماعات الأعرجي في طهران، أكد أن «أمن إيران من العراق»، لكن أحمديان أبلغ الوفد العراقي بأن «طهران تريد إنهاء وجود الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة في إقليم كردستان».

ووصف أحمديان، المحضر الأمني الموقع بين البلدين بأنه «بمثابة خريطة طريق، تضمن أمن واستقرار الحدود المشتركة».

ونقلت مصادر أمنية في بغداد، أن الأعرجي أبلغ طهران بأن «رئيس الوزراء محمد السوداني سيجري حراكاً واسعاً مع مسؤولي الإقليم بهدف إبعاد تلك الجماعات ووقف تحركاتها».


مقالات ذات صلة

«النفط العراقية» ترفض تعاقدات حكومة كردستان لاستثمار حقلَيْن بالسليمانية

الاقتصاد وزارة النفط العراقية في بغداد (الموقع الإلكتروني للوزارة)

«النفط العراقية» ترفض تعاقدات حكومة كردستان لاستثمار حقلَيْن بالسليمانية

أعلنت وزارة النفط الاتحادية العراقية رفضها للإجراءات الخاصة بتعاقد وزارة الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان لاستثمار حقلَيْن في محافظة السليمانية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
شؤون إقليمية جانب من مؤتمر صحافي عقده حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» في 27 فبراير لإعلان دعوة عبد الله أوجلان لحل «حزب العمال الكردستاني» (حساب الحزب في إكس)

«وفد إيمرالي» يزور أوجلان للمرة الأولى بعد قرار حلّ «العمال الكردستاني»

أجرى وفد «إيمرالي» أول زيارة لزعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان عقب إعلان الحزب قراره حلّ نفسه وإلقاء أسلحته.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي رئيس «الحزب الديمقراطي» الكردستاني مسعود بارزاني في «مؤتمر الاتحاد» لطلبة إقليم كردستان (شبكة روداو)

بارزاني: هذا ليس العراق الذي ناضلنا من أجله

اتهم زعيم «الحزب الديمقراطي» الكردستاني مسعود بارزاني ضمناً تحالف «الإطار التنسيقي» بـ«الإخلال بالشراكة والتوازن والتوافق» وحذر من محاولات فرض إرادة الأغلبية.

فاضل النشمي (بغداد)
شؤون إقليمية إقليم كردستان... ترحيب واسع بقرار حزب «العمال» حل نفسه

إقليم كردستان... ترحيب واسع بقرار حزب «العمال» حل نفسه

رغم أن إعلان حزب «العمال» الكردستاني (pkk) حل نفسه، وإيقاف أعماله المسلحة سينهيان عملياً حرب 4 عقود مع أنقرة، فإن أصداء هذا الاتفاق تسمع وبقوة بكردستان العراق.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني (أ.ب) play-circle

رئيس كردستان العراق: حلّ «العمال الكردستاني» سيعزّز «الاستقرار» الإقليمي

اعتبر نيجرفان بارزاني أن قرار «حزب العمال الكردستاني» حلّ نفسه وإلقاء السلاح سيعزز «الاستقرار» الإقليمي.

«الشرق الأوسط» (أربيل)

«حماس»: تصعيد القصف الإسرائيلي يفضح نيات نتنياهو وتمسّكه بالحرب

صورة ملتقطة في 8 فبراير 2025 في دير البلح بقطاع غزة تظهر مقاتلَين من كتائب «عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 8 فبراير 2025 في دير البلح بقطاع غزة تظهر مقاتلَين من كتائب «عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» (د.ب.أ)
TT

«حماس»: تصعيد القصف الإسرائيلي يفضح نيات نتنياهو وتمسّكه بالحرب

صورة ملتقطة في 8 فبراير 2025 في دير البلح بقطاع غزة تظهر مقاتلَين من كتائب «عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 8 فبراير 2025 في دير البلح بقطاع غزة تظهر مقاتلَين من كتائب «عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» (د.ب.أ)

قالت حركة «حماس» إن الوفد الإسرائيلي الموجود في الدوحة لم يُجر أي مفاوضات جادة منذ يوم السبت، مؤكدة أن تصعيد القصف الإسرائيلي في قطاع غزة يفضح نيات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويكشف تمسكه بالحرب.

ذكرت «حماس» في بيان، الثلاثاء، أن استمرار الوفد الإسرائيلي في العاصمة القطرية على الرغم من افتقاره لأي صلاحية للتوصل لاتفاق «محاولة مكشوفة من نتنياهو لتضليل الرأي العام العالمي، والتظاهر الكاذب بالمشاركة في العملية التفاوضية». وأكدت «حماس» أنه حتى الآن لم تدخل أي شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة، وذلك بعد أن منعت إسرائيل دخول المساعدات منذ أوائل مارس (آذار).

منظر عام للدمار في شمال غزة كما يظهر من الجانب الإسرائيلي للحدود بين إسرائيل وغزة 17 مايو 2025 (رويترز)

ووافق مجلس الوزراء الإسرائيلي، يوم الأحد، على استئناف إدخال المساعدات إلى غزة بعد ضغوط أميركية، ودخلت يوم الاثنين نحو 12 شاحنة تحمل أغذية أطفال وإمدادات أخرى إلى القطاع.

وقالت «حماس»: «تصريحات نتنياهو بشأن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة محاولة لذر الرماد في العيون وخداع المجتمع الدولي، حيث لم تدخل حتى الآن أي شاحنة إلى القطاع، بما في ذلك تلك الشاحنات القليلة التي وصلت معبر كرم أبو سالم، ولم تتسلمها أي جهة دولية».

وحمّلت «حماس» إسرائيل مسؤولية فشل مساعي التوصل لاتفاق «في ضوء تصريحات مسؤوليها الواضحة بعزمهم مواصلة العدوان، وتهجير أبناء شعبنا من أرضهم، في تحدٍّ صارخ لكل الجهود الدولية». وأكدت الحركة أنها مستمرة في التعامل الإيجابي مع أي مبادرة توقف الحرب الإسرائيلية.