وزير العدل اللبناني: لن نسلم رياض سلامة

صدور ثاني مذكرة دولية ضد حاكم «المركزي»

 حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة (رويترز)
حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة (رويترز)
TT

وزير العدل اللبناني: لن نسلم رياض سلامة

 حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة (رويترز)
حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة (رويترز)

قبل ساعات من مثول حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، أمام النيابة العامة التمييزية واستجوابه في مضمون «النشرة الحمراء» الصادرة عن «الإنتربول» الدولي، تنفيذاً لمذكرة التوقيف الفرنسية، أصدر القضاء الألماني مذكرة توقيف ثانية بحقه بجرائم «الفساد والتزوير والاختلاس وتبييض الأموال»، ليوسّع من خلالها دائرة الملاحقات، ويضع القضاء اللبناني أمام اختبار بشأن قدرته على التعامل مع هذه التطورات المتسارعة.

وحتى الآن لم يتسلّم لبنان رسمياً المذكرة الألمانية، لكنّ مرجعاً قضائياً أكد لـ«الشرق الأوسط»، أمس (الثلاثاء)، أن «النيابة العامة التمييزية تبلّغت شفهياً من المدعية العامة في ميونيخ التي شاركت في التحقيقات التي جرت في بيروت، بإصدار مذكرة التوقيف بحق سلامة». وقال إن «المذكرة صدرت بصيغتها المحليّة (في ألمانيا)، وسوف تعمّم خلال الساعات المقبلة عبر (الإنتربول) الدولي لتأخذ طريقها للتنفيذ».

وزادت المذكرة الألمانية من إحراج الحكومة اللبنانية العاجزة عن إقالة الحاكم وتعيين بديل له، وجدد وزير العدل اللبناني هنري الخوري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، مطالبته بـ«تنحية سلامة عن منصبه؛ لأن وضعه القانوني ليس سليماً، ولا يجوز أن يبقى في مهامه»، لكنه في الوقت نفسه جدد التأكيد أن لبنان «لن يسلّم رياض سلامة إلى القضاء الأوروبي»، مذكّراً بأن «المادة (30) من قانون العقوبات تمنع تسليم أي مواطن لبلد آخر، إلا أن سلامة لديه ملفّ قضائي، ويحاكم على أساسه في لبنان».



 مقتل طفل فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلية خلال مداهمة في جنين

تشييع فلسطينيين قتلوا خلال عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين بالضفة الغربية (د.ب.أ)
تشييع فلسطينيين قتلوا خلال عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين بالضفة الغربية (د.ب.أ)
TT

 مقتل طفل فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلية خلال مداهمة في جنين

تشييع فلسطينيين قتلوا خلال عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين بالضفة الغربية (د.ب.أ)
تشييع فلسطينيين قتلوا خلال عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين بالضفة الغربية (د.ب.أ)

لقي طفل فلسطيني حتفه، فجر اليوم (السبت)، برصاص القوات الإسرائيلية، وأصيب شابان أحدهما بجروح خطيرة، خلال مداهمة لبلدة قباطية في جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية نقلاً عن مصادر محلية، أن القوات الإسرائيلية اقتحمت البلدة ونشرت قناصة فوق عدة بنايات، ودارت مواجهات عنيفة مع فلسطينيين أسفرت عن مقتل نبيل أبو عابد البالغ من العمر 13 عاماً.

كما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن آليات عسكرية إسرائيلية اقتحمت مدينة أريحا وأطلقت الغاز المسيل للدموع باتجاه شبان فلسطينيين، وداهمت كذلك مدينة قلقيلية. ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى في أريحا وقلقيلية.


واشنطن ترحب بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة «لخدمة الشعب الفلسطيني»

رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف محمد مصطفى قدّم برنامج عمل الحكومة وتشكيلتها للرئيس محمود عباس  (وفا)
رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف محمد مصطفى قدّم برنامج عمل الحكومة وتشكيلتها للرئيس محمود عباس (وفا)
TT

واشنطن ترحب بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة «لخدمة الشعب الفلسطيني»

رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف محمد مصطفى قدّم برنامج عمل الحكومة وتشكيلتها للرئيس محمود عباس  (وفا)
رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف محمد مصطفى قدّم برنامج عمل الحكومة وتشكيلتها للرئيس محمود عباس (وفا)

رحبت الإدارة الأميركية، اليوم، بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة «لخدمة الشعب الفلسطيني»

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن «إعادة تنشيط السلطة الفلسطينية أمر ضروري لتحقيق نتائج ملموسة للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وتهيئة الظروف اللازمة لتحقيق الاستقرار في المنطقة».

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني المكلّف محمد مصطفى، قد قدم يوم الخميس برنامج عمل الحكومة وتشكيلتها للرئيس الفلسطيني محمود عبّاس.

وأصدر عبّاس قراراً بقانون بمنح الثقّة لحكومة مصطفى، التي ستؤدّي اليمين الدستورية أمام الرئيس يوم الأحد المقبل.

ونشرت وكالة الأنباء الفلسطينية نسخة من التشكيل الوزاري المقترح، والذي يشغل فيه مصطفى أيضاً منصب وزير الخارجية والمغتربين.


خطة إسرائيلية تؤجل «الحل الدائم» 5 سنوات

سيدة فلسطينية خلال صلاة الجمعة في باحة المسجد الأقصى أمس (إ.ب.أ)
سيدة فلسطينية خلال صلاة الجمعة في باحة المسجد الأقصى أمس (إ.ب.أ)
TT

خطة إسرائيلية تؤجل «الحل الدائم» 5 سنوات

سيدة فلسطينية خلال صلاة الجمعة في باحة المسجد الأقصى أمس (إ.ب.أ)
سيدة فلسطينية خلال صلاة الجمعة في باحة المسجد الأقصى أمس (إ.ب.أ)

طُرحت في إسرائيل خطة جديدة لما يُعرف بـ«اليوم التالي» للحرب، تتضمن حلولاً مؤقتة لوقف التدهور في المناطق الفلسطينية، لكنها تؤجل «الحل الدائم» خمس سنوات.

وطرح الخطة الجديدة عضو مجلس قيادة الحرب، غادي آيزنكوت، وتدعو إلى تأجيل تنفيذ الحل الدائم للقضية الفلسطينية خمس سنوات يتم خلالها اختبار القيادات الفلسطينية إن كانت تلتزم ما سماها «مكافحة الإرهاب والتحريض على إسرائيل»، وتكون أجهزة الأمن الإسرائيلية مسيطرة على الأمن من البحر إلى النهر، وتتواصل عملية تصفية قدرات «حماس» العسكرية.

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد طرح خطة أخرى، في 22 فبراير (شباط)، تحت عنوان «اليوم التالي بعد حماس»، استبعد فيها أي حلول جدية للقضية الفلسطينية، لكن مقترح آيزنكوت الذي تنشر «الشرق الأوسط» نصه، يتحدث بوضوح عن رفض المشاريع الاستيطانية في غزة والضفة الغربية، ويحرص على علاقات إسرائيل الدولية والإقليمية، خصوصاً مع الولايات المتحدة ومع «دول السلام العربية».

في غضون ذلك، وصل إلى رام الله، أمس، الوزراء الثمانية الذين يمثلون قطاع غزة في الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة محمد مصطفى، وذلك لغرض أداء اليمين الدستورية المتوقع أن يتم غداً في مقر الرئاسة الفلسطينية.

إلى ذلك، قال الرئيس جو بايدن أمس إن المعاناة بسبب حرب غزة «دمرتني». وجدد المطالبة بـ«وقف فوري لإطلاق النار يستمر ستة أسابيع على الأقل». وجاء ذلك في حين نقلت مجلة «بوليتيكو» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن مسؤولي إدارة بايدن يجرون محادثات أولية حول خيارات لتحقيق الاستقرار في غزة بعد الحرب، بما في ذلك اقتراح بأن يساعد «البنتاغون» في تمويل قوة متعددة الجنسيات أو فريق حفظ سلام فلسطيني.


«حماس» و«الجهاد» ترفضان «خلق واقع جديد» في غزة بعيداً عن «إرادة الشعب والمقاومة»

فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بمبنى سكني أصابته غارة جوية إسرائيلية في وسط قطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بمبنى سكني أصابته غارة جوية إسرائيلية في وسط قطاع غزة (أ.ب)
TT

«حماس» و«الجهاد» ترفضان «خلق واقع جديد» في غزة بعيداً عن «إرادة الشعب والمقاومة»

فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بمبنى سكني أصابته غارة جوية إسرائيلية في وسط قطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بمبنى سكني أصابته غارة جوية إسرائيلية في وسط قطاع غزة (أ.ب)

أكدت حركتا «حماس» و«الجهاد» الفلسطينيتان رفضهما لأي مشاريع سياسية تستهدف خلق واقع جديد على الأرض في قطاع غزة بعيداً عما وصفتهاه «بإرادة الشعب والمقاومة».

جاء ذلك في بيان أصدرته الحركتان، اليوم الجمعة، عقب لقاء وفد من «حماس» برئاسة إسماعيل هنية بوفد من حركة «الجهاد الإسلامي» برئاسة زياد النخالة في طهران، تناول التطورات السياسية والميدانية الجارية والمتعلقة بالحرب على قطاع غزة وتداعياتها.

واعتبرت الحركتان أن مواصلة دعم إسرائيل عسكرياً وتوفير الغطاء السياسي «لجرائمها هو مشاركة في الجريمة الجارية في غزة»، وفق ما نقلته وكالة أنباء العالم العربي.

وحذرت الحركتان مما وصفتاه «التواطؤ عبر الصمت حيال ما يجري»، وأكدتا في الوقت نفسه رفض أي مشاريع سياسية أو خطوات من شأنها خلق وقائع جديدة في غزة.

وشددت الحركتان على أن أي خطوة «يجب أن تكون نتاجاً للإجماع الوطني الكامل»، بحسب البيان.


أميركا ترد على مزاعم «تخفيف العقوبات» عن مستوطنين في الضفة الغربية

مستوطنون إسرائيليون في شارع الشهداء بالخليل خلال عيد البوريم 24 مارس (آذار) 2024 (أ.ف.ب)
مستوطنون إسرائيليون في شارع الشهداء بالخليل خلال عيد البوريم 24 مارس (آذار) 2024 (أ.ف.ب)
TT

أميركا ترد على مزاعم «تخفيف العقوبات» عن مستوطنين في الضفة الغربية

مستوطنون إسرائيليون في شارع الشهداء بالخليل خلال عيد البوريم 24 مارس (آذار) 2024 (أ.ف.ب)
مستوطنون إسرائيليون في شارع الشهداء بالخليل خلال عيد البوريم 24 مارس (آذار) 2024 (أ.ف.ب)

ردّت وزارة الخزانة الأميركية، اليوم الجمعة، على معلومات تفيد بأنها خفّفت عقوبات مفروضة على مستوطنين في الضفة الغربية المحتلة بعد ضغوط مارسها وزير المال الإسرائيلي.

وفرضت الولايات المتحدة مؤخرا عقوبات على سبعة مستوطنين إسرائيليين وبؤرتين زراعيتين استيطانيتين في الضفة الغربية ردا على تصاعد العنف، وجمّدت أصولهم ومنعتهم من إجراء تعاملات مالية مع المصارف والأفراد الأميركيين.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أوردت صحيفة «إسرائيل هيوم» اليومية الإسرائيلية الناطقة باللغة العبرية والواسعة الانتشار، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن خفّفت «بشكل كبير» عقوباتها ضد هؤلاء الأفراد بعد ضغوط من وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.

ونشر سيمخا روثمان وهو سياسي إسرائيلي من حزب سموتريتش الصهيوني القومي المتشدد، لاحقا لقطة لمقالة على شبكة للتواصل الاجتماعي تهنئ سموتريتش بدفعه الولايات المتحدة لكي تعي أن عقوباتها «تخطّت الحدّ».

والجمعة، نشرت وزارة الخزانة الأميركية رسالة وجّهتها إلى السلطات الإسرائيلية الثلاثاء ردا على أسئلة مصارف إسرائيلية بشأن «مدفوعات إعانة لأشخاص خاضعين لعقوباتها».

وجاء في الرسالة أن المصارف الإسرائيلية لا يزال بإمكانها إجراء ما يتعلّق بأفراد خاضعين للعقوبات من تعاملات «عادة ما تكون عرضية وضرورية للاحتياجات الإنسانية الأساسية»، طالما لا تشمل «النظام المالي الأميركي أو أفرادا أميركيين».

وشملت هذه الخطوة التي جاءت «متّسقة مع نهج وزارة الخزانة عبر برامج العقوبات المتعددة»، مواد على غرار الأغذية والرعاية الصحية وإعانات سكنية أساسية وضرائب.

وأضافت أن «المصارف الإسرائيلية لن تكون عرضة لمخاطر العقوبات بسبب إجراء تعاملات على صلة بنفقات ضرورية لبقاء حيوانات حية في مزارع محظورة نتيجة لتصنيف أصحابها».

وقال متحدث باسم وزارة الخزانة، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن إدارة بايدن لا تزال «تعتزم بالكامل تطبيق» العقوبات، مضيفا أن هناك «استثناءات إنسانية» لجميع برامج العقوبات الأميركية.

إثر اندلاع الحرب، تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة حيث قُتل مذاك 444 فلسطينيا على الأقل بنيران الجنود أو المستوطنين، بحسب السلطة الفلسطينية، واعتُقل آلاف آخرون.

وقتل 17 شخصا بين جنود إسرائيليين ومدنيين في هجمات مذاك، وفق السلطات الإسرائيلية.


واشنطن تعلن قيوداً جديدة على التأشيرات لمسؤولين حاليين وسابقين سوريين

مبنى وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن (أرشيفية - رويترز)
مبنى وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن (أرشيفية - رويترز)
TT

واشنطن تعلن قيوداً جديدة على التأشيرات لمسؤولين حاليين وسابقين سوريين

مبنى وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن (أرشيفية - رويترز)
مبنى وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن (أرشيفية - رويترز)

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الجمعة، فرض قيود جديدة على تأشيرات الدخول لمسؤولين حكوميين سوريين حاليين وسابقين وأفراد آخرين «ممن يعتقد أنهم مسؤولون أو متواطئون في قمع السوريين، خاصة من خلال أعمال عنف وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً متعدد الأطراف، تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.


صياد من غزة يتحدى نيران «البحرية» الإسرائيلية ليعول أسرته

صيادون فلسطينيون في غزة (أرشيفية - رويترز)
صيادون فلسطينيون في غزة (أرشيفية - رويترز)
TT

صياد من غزة يتحدى نيران «البحرية» الإسرائيلية ليعول أسرته

صيادون فلسطينيون في غزة (أرشيفية - رويترز)
صيادون فلسطينيون في غزة (أرشيفية - رويترز)

قبل حرب غزة، كان الصياد الفلسطيني جلال قرعان يوغل في البحر بقدر ما يستطيع قاربه الصغير أملاً في الرجوع بحصيلة صيد جيدة، لكن الآن، مجرد إلقاء شباكه قد يكلفه حياته إذا أثار ذلك غضب البحرية الإسرائيلية.

وحولت الضربات الجوية والقصف الإسرائيلي مساحات واسعة من قطاع غزة الساحلي المكتظ بالسكان إلى أنقاض، وأسفرت عن مقتل أكثر من 32 ألف فلسطيني مع احتدام الحرب مع حركة «حماس».

ويواجه الصيادون، مثل قرعان الذي يعول أسرته، مخاطر كثيرة في البحر أيضاً.

وقال قرعان وهو يسحب قاربه إلى الشاطئ بعد اصطياد بعض الأسماك: «كل ما بنحاول نخش شوية... بيحاصرونا، إطلاق نار، بيرموا قذائف علينا، بيرموا قنابل صوت، يعني كلها مخاطرة». وأردف قائلاً، وفقاً لوكالة «رويترز»: «مفيش يوم بيعدي إلا لما بيجي علينا وكله خوف وكله رعب، ورغم هذا بندخل وبنعدي علشان نقدر نعيش، نقدر نأمن لقمة أطفالنا».

ويحرص قرعان على الصيد في رمضان الذي تجتمع فيه العائلات لتستمتع عادة بوجبات كبيرة بعد الصيام، لكن من الصعب الاحتفال في هذه الأيام.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن 32623 فلسطينياً على الأقل قُتلوا في الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على القطاع. ويُعتقد أن آلافاً آخرين ما زالوا تحت الأنقاض، كما نزح أكثر من 80 بالمائة من السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وكثيرون منهم معرضون لخطر المجاعة.

وبدأت الحرب بعد أن نفذ مقاتلون من «حماس» هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الذي تمخض عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية. وأمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل، أمس (الخميس)، باتخاذ جميع الإجراءات الضرورية والفاعلة لضمان توفير الإمدادات الغذائية الأساسية من دون تأخير للفلسطينيين في غزة.

وقالت المحكمة إن الفلسطينيين في القطاع يواجهون ظروفاً معيشية تتفاقم، وإن الجوع والمجاعة ينتشران. وقال قرعان وهو يجهز شبكة الصيد: «يعني الصيد مش هاي الكمية. جه رمضان والواحد صايم وبيخاطر في حاله علشان يجيب كيلو سمك ولا اثنين كيلو سمك يقدر يتغدى فيهم أو يبيعهم يجيب احتياجات البيت».

وتؤثر أزمة الصيد على سكان آخرين في غزة. وقالت أم الزين، وهي واحدة من مئات الآلاف من سكان غزة النازحين، إن أولادها يشتهون السمك.

وأضافت وهي تعد طعام الإفطار: «فلسطين أم السمك وأم الأكلات البحرية، لكن حالياً غير متوفر لصعوبات الحرب. وللأسف، إحنا من أيام ما قبل 7 أكتوبر لم نأكل السمك تقريباً».


جمعة حزينة للمسلمين والمسيحيين بالقدس على وقع الحرب في غزة

مسلمون يصلون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بالقدس (أ.ف.ب)
مسلمون يصلون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بالقدس (أ.ف.ب)
TT

جمعة حزينة للمسلمين والمسيحيين بالقدس على وقع الحرب في غزة

مسلمون يصلون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بالقدس (أ.ف.ب)
مسلمون يصلون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بالقدس (أ.ف.ب)

للقدس جاءوا من مختلف أصقاع الأرض، وتقاطعت مساراتهم، وسواء توجهوا للصلاة في المسجد الأقصى أو للسير على درب الآلام، فقد شعروا بالتوتر في جمعة كللها الحزن جراء الحرب الدائرة رحاها على مسافة غير بعيدة في غزة.

قالت ليندا الخطيب القادمة من العيزرية: «هذا يوم مميز جداً، خصوصاً في رمضان، لكنني حزينة جداً. لا يوجد عدد كبير من الزوار، لا يوجد ناس. حتى الطريق كلها خوف، من لحظة نزولنا من الحافلة ربما شاهدنا نحو 1000 جندي. نشعر بخوف كبير، لا نشعر بارتياح».

عدد كبير ممن توجهوا للصلاة هم من أبناء القدس، أو من البلدات العربية في شمال إسرائيل، أو من رهط البدوية في الجنوب. أما القادمون من الضفة الغربية المحتلة فتحدثوا عن انتظار مرهِق على المعابر، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

معاناة على المعابر

وقالت ليندا ومنزلها يبعد مسافة كيلومترين من القدس: «مسافة تحتاج إلى 5 دقائق استغرقت منا 45 دقيقة، لأنهم يؤخرون الناس، وأرجعوا كثيرين».

لا تسمح إسرائيل إلا بدخول الأطفال، والنساء فوق 50 عاماً والرجال فوق 55 عاماً على أن يخضعوا لفحص أمني، ويحصلوا على بطاقة ممغنطة، ثم على تصريح زيارة. ولذلك، شوهد كثير من الأطفال مع جدهم أو جدتهم وليس مع أمهاتهم وآبائهم.

وعند حاجز قلنديا الفاصل بين رام الله والقدس، لم يقوَ بعض المسنين الذين منعهم الجيش من المرور دون تصاريح على مغادرة المكان، وبدوا غير مصدقين.

وقال جهاد بشارات وهو يبكي: «أنا جالس هنا لأنهم منعوني... لماذا؟ لي الحق في (الذهاب) للقدس حتى أصلي... حسبنا الله ونعم الوكيل». وقال وائل سلامة بحزن: «كان لديَّ تصريح لكبار السن، ويُسمح لي بالدخول، أيام الجمعة، لكن بعد الحرب لا توجد تصاريح نهائياً».

ونشرت الشرطة الإسرائيلية منذ بداية رمضان 3 آلاف شرطي في القدس خشية حدوث مواجهات أيام الجمعة.

قبل رمضان بأسابيع انتهت كل صلاة في الأقصى بمواجهات، واستخدمت الشرطة العنف حتى مع الصحافيين، لكن لم يُسجل أي حادث يُذكر منذ بداية الشهر، عدا توقيف عدد من الشبان.

وقال مدير أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب لوكالة الصحافة الفرنسية إن «125 ألف مصلٍّ شاركوا في الصلاة... التي انتهت بهدوء وسلام».

وخلال خطبة الجمعة، قال الإمام: «ندعو الله أن يكون مع أهل غزة»، وفي ختام الصلاة، دعا لأداء صلاة الغائب، ترحماً على أكثر من 32 ألفاً قتلوا في الحرب المدمرة التي اندلعت إثر هجوم شنته «حماس» في إسرائيل.

القدس أقوى من السياسة

وعلى مسافة نحو 200 متر، وعلى طرقات متعرجة، سار المئات على «درب الآلام»، يتقدمهم حمَلة الصليب انطلاقاً من حيث يعتقد المسيحيون أن بيلاطس البنطي حكم على عيسى المسيح بالموت.

مسيحيون يسيرون على «درب الآلام» (د.ب.أ)

وفي 14 محطة رُويت خلالها عذابات المسيح إلى أن سُجي في كنيسة القيامة، تقدم المسيّرات قواسون مهمتهم فتح الطريق. والقواسون الذين يرتدون صدرية مزركشة وسروالاً تقليدياً، ويطرقون الأرض بعصا غليظة على وقع التراتيل ينتمون إلى عائلات مقدسية مسلمة، ومهمتهم حراسة المسيرة، في تقليد متبع منذ العهد العثماني.

وبينما ترددت كلمات إمام الأقصى عبر مكبر الصوت، قال الإيطالي ماريو تيوتي (64 عاماً) إن قدسية المدينة أقوى من الأحداث السياسية. وأضاف قائلاً: «إنه مكان خاص جداً. تشعر بالمسيح هنا. لقد سار على هذه الدرب».

أما الأميركي جيمس جوزف الذي يعيش في القدس ويُعرف باسم «الرجل يسوع»، فشبه حرب غزة بقصة الكتاب المقدس عن «مذبحة الأبرياء»، عندما غضب الملك هيرودس، وقتل آلاف الأطفال.

وقال جوزف وهو يسير حافي القدمين على الحجارة القديمة بثوبه الطويل في كنيسة القيامة، إن «المعاناة التي يعيشها هؤلاء الأبرياء (في غزة وإسرائيل) مأساوية، ولكن ليس من أجل لا شيء».

وقالت راهبة هندية المولد إنها واجهت صعوبة لم تعرفها من قبل للمجيء من بيت لحم، وإن الوضع لم يكن «متوتراً» إلى هذا الحد.

ولكن بعض السياح سعدوا لتراجع عدد الزوار، لأنه مكنهم من دخول كنيسة القيامة، وزيارة قبر المسيح.


نتنياهو يعزز قوته في صفوف قاعدته الشعبية

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع المجلس الأمني الحكومي يوم الخميس (مكتب الإعلام الحكومي - د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع المجلس الأمني الحكومي يوم الخميس (مكتب الإعلام الحكومي - د.ب.أ)
TT

نتنياهو يعزز قوته في صفوف قاعدته الشعبية

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع المجلس الأمني الحكومي يوم الخميس (مكتب الإعلام الحكومي - د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع المجلس الأمني الحكومي يوم الخميس (مكتب الإعلام الحكومي - د.ب.أ)

في الوقت الذي تشتد فيه الانتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، داخل البلاد وخارجها، يشير آخر استطلاعات الرأي إلى أنه ينجح في تعزيز قوته في صفوف قاعدته الشعبية اليمينية، ويسترد بعضاً من القوى التي خسرها. ومع أن منافسه بيني غانتس ما زال يتغلب عليه، فإنه يواصل خسارة شرائح جدية من المؤيدين الجدد.

وبحسب الاستطلاع الأسبوعي، الذي تنشره صحيفة «معاريف»، والذي أجراه معهد «لزار» للبحوث بإدارة الدكتور مناحيم لزار ومشاركة «Panel4All»، يسترد نتنياهو مقعدين مما خسره لصالح غانتس، فيرتفع من 17 إلى 19 مقعداً عن نتائج الاستطلاع في الأسبوع الماضي، في حين يخسر غانتس مقعدين إضافيين، من 35 إلى 33 مقعداً. والمعروف أن حزب «الليكود» بقيادة نتنياهو ممثل اليوم بـ32 مقعداً، لكنه منذ بدء عمل حكومته في مطلع السنة الماضية خسر نحو نصف قوته، في حين غانتس الممثل بثمانية مقاعد، ضاعف قوته عدة مرات في السنة الماضية، وارتفع إلى 41 مقعداً بحسب استطلاعات الشهر الماضي. لكن على خلفية عاصفة قانون تجنيد الشبان المتدينين (الحريديين)، التي لا يتخذ غانتس فيها موقفاً حازماً، وعلى خلفية بقائه في الحكومة مع استمرار حرب الاستنزاف في الجنوب وفي الشمال، والجمود في اتصالات صفقة المخطوفين، وانسحاب جدعون ساعر من حزب «المعسكر الرسمي»؛ فإن كل هذه الأمور بدأت، كما يبدو، تؤثر بشكل سلبي على غانتس؛ إذ خسر هذا الأسبوع مقعدين إضافيين، بحسب الاستطلاعات.

ويتبين من استطلاع «معاريف» أن حزب «أمل جديد» برئاسة جدعون ساعر، لا يزال يراوح على حافة نسبة الحسم. فهو الذي يقود حزباً بستة مقاعد، سيعبر نسبة الحسم ويحصل على 4 مقاعد بالقوة. وقد أحرز تقدماً ما بسبب انسحابه من الحكومة، لكن نتائج الاستطلاع لا تبشر بنجاح كبير له.

ومن النتائج اللافتة أن قوة اليمين المتطرف ما زالت تنحسر. فحزب «الصهيونية الدينية»، الذي خاض الانتخابات الأخيرة برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وحظي بـ14 مقعداً، يحرز 10 مقاعد فيما لو جرت الانتخابات اليوم. ويتوقع معهد الاستطلاعات أن ينفصل سموتريتش وبن غفير ويخوضان الانتخابات المقبلة على رأس حزبين. وفي هذه الحالة يحصل بن غفير على 10 مقاعد، لكن سموتريتش ينزل إلى ما دون نسبة الحسم؛ إذ يحصل على 2.95 من الأصوات، في حين نسبة عبور الحسم تحتاج إلى 3.25 في المائة من الأصوات.

وفي المجمل، تخسر أحزاب الائتلاف بقيادة نتنياهو أكثريتها وتهبط من 64 مقعداً إلى 46 مقعداً، في حين تفوز أحزاب المعارضة الحالية بـ74 مقعداً. وهي تستطيع تشكيل حكومة تستند على الأقل إلى 69 مقعداً؛ أي جميع أحزاب المعارضة باستثناء تكتل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والحركة العربية للتغيير، بقيادة النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي. ولهذا التكتل موقف مبدئي بألا يشارك في الائتلاف الحكومي.

عائلات المحتجزين في غزة خلال تجمع أمام مقر القيادة العسكرية في تل أبيب يوم الثلاثاء (إ.ب.أ)

وقد جاءت نتائج الاستطلاع التفصيلية على النحو التالي:

معسكر الائتلاف بقيادة نتنياهو: «الليكود» 19 مقعداً، و«شاس» لليهود الشرقيين المتدينين 10 مقاعد، وحزب بن غفير 10 مقاعد، وحزب «يهدوت هتوراة» لليهود الأشكناز المتدينين 7 مقاعد. المجموع 46 مقعداً.

معسكر المعارضة بقيادة غانتس: المعسكر الرسمي 33 مقعداً، و«يش عتيد» (يوجد مستقبل) بقيادة يائير لبيد 12 مقعداً، و«إسرائيل بيتنا» بقيادة أفيغدور ليبرمان 10 مقاعد، والجبهة العربية 5 مقاعد، والقائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية بقيادة النائب منضور عباس 5 مقاعد، وحزب «ميرتس» اليساري 5 مقاعد (علماً أن هذا الحزب كان قد سقط في الانتخابات السابقة)، و«اليمين الرسمي» بقيادة ساعر 4 مقاعد.

وبحسب هذه النتائج تسقط ثلاثة أحزاب ولا تتجاوز نسبة الحسم وهي: «الصهيونية الدينية» (2.9 في المائة)، وحزب «العمل» (2.4 في المائة)، وحزب «التجمع الوطني الديمقراطي» بقيادة النائب السابق سامي أبو شحادة (2.0 في المائة).

وسُئل المستطلعة آراؤهم: من هو الأكثر ملاءمة لمنصب رئيس الوزراء؟ فحصل بيني غانتس على 45 في المائة، في حين ارتفع نتنياهو عن الأسبوع الماضي بـ4 في المائة ليصل إلى 38 في المائة.


عودة «مظاهرات غزة» في الأردن بسقوف مرتفعة

جانب من المظاهرة الداعمة لغزة في العاصمة الأردنية ليل الخميس - الجمعة (أ.ف.ب)
جانب من المظاهرة الداعمة لغزة في العاصمة الأردنية ليل الخميس - الجمعة (أ.ف.ب)
TT

عودة «مظاهرات غزة» في الأردن بسقوف مرتفعة

جانب من المظاهرة الداعمة لغزة في العاصمة الأردنية ليل الخميس - الجمعة (أ.ف.ب)
جانب من المظاهرة الداعمة لغزة في العاصمة الأردنية ليل الخميس - الجمعة (أ.ف.ب)

عادت الاحتجاجات أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأردنية عمان، بحشود أكبر وتنظيم لافت وسقوف مرتفعة ومطالب مُكلفة، وشعارات «تُشكك بالموقف الرسمي الأردني»، وتطالبه باتخاذ خطوات تجاه العدوان على قطاع غزة، على الرغم من مضاعفة الأردن الرسمية جهوده الدبلوماسية الضاغطة تجاه الوقف الفوري لإطلاق وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية.

ولا تُخفي مراكز القرار الأردني قلقها مما يحدث منذ خمسة أيام في محيط السفارة الإسرائيلية. وترى مصادر رسمية أن ما يحدث يتطلب «مراجعات رسمية»؛ نظراً إلى طبيعة وحجم المعلومات المتوفرة عن «اتصالات خارجية ودعوات تدفع الشارع الأردني نحو التصعيد ضد حكومته».

وشهد محيط السفارة الإسرائيلية بمنطقة الرابية اعتصامات لعشرات الألوف، وبدأت منصات إعلامية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي «داخلية وخارجية» تدعو للمشاركة في تلك الوقفات الاحتجاجية التي تتصدرها شعارات مؤيدة لـ«حماس» و«كتائب القسام»، وتستعيد تسجيلات لقياداتها التي تطالب أهل الأردن بـ«التحرك».

وهذه الاحتجاجات تختلف عن تلك التي خرجت في الأيام الأولى من الحرب، والتي كانت احتجاجات شعبية عفوية ولا تتبع تنظيمات سياسية بعينها، بل إن تلك العفوية هي التي استدعت الأحزاب للحاق بها.

في هذه الأثناء، بدا واضحاً أن المحرك الرئيس لتلك الدعوات الاحتجاجية هو حزب «جبهة العمل الإسلامي»، الذراع الحزبية المرخصة لجماعة «الإخوان المسلمين» غير المرخصة في الأردن. وفيما يعد نفوذ التنظيم الأوسع في مناطق أردنية خارج العاصمة بمحافظات إربد والكرك والعقبة والزرقاء، فإن أعداد المشاركين كبيرة الأثر وليس الحضور فقط.

وتشير مصادر رسمية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، إلى «تنسيق بين قيادات من الحركة الإسلامية في عمان مع قيادات حركة (حماس) في الخارج، وأنها على اتصال لتلقي التعليمات منها، والهدف هو إقحام الشارع الأردني في معركة غزة، وتوسيع نطاق توتر جوار فلسطين المحتلة».

اللعب على العواطف

يعرف منظمو تلك الاحتجاجات أن ثمة عواطف عفوية تجاه مناصرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وصموده في وجه حرب الإبادة التي يتعرض لها يومياً، خصوصاً بعد أن جاءت الدعوات لإقامة صلاة التراويح الرمضانية في محيط السفارة؛ لضمان تحقيق زحف أسفر عن وضع حواجز مرورية تسببت في ازدحامات خانقة بشوارع العاصمة، ليلة الخميس.