أوشك ضيوف الرحمن على إكمال النُّسك برمي الجمرات الثلاث في أول أيام التشريق السبت، وبدأ الحجاج قضاء أوقاتهم في زيارة الأسواق المعروفة في مكة، وازدحمت مراكز الصرافة وتحويل العملات بالحجاج، لتأمين مستلزماتهم وتغطية مصروفاتهم خلال بقائهم في مكة المكرمة، واقتناء هدايا وتذكارات تحمل عبق المكان وتُعمق صلتهم بهذه الرحلة الإيمانية.
وأخذت المراكز التجارية والأسواق الكبيرة تتهيأ لاستقبال أعداد كبيرة من الحجاج القادمين من أصقاع الأرض، لاقتناء وشراء الهدايا التذكارية لهم ولذويهم مع قرب مغادرتهم إلى بلدانهم.
وقامت «الشرق الأوسط» بجولة في أسواق حي العزيزية، الذي يمتاز بموقعه المتوسط بين المشاعر المقدسة والمسجد الحرام ومركزية مكة المكرمة، الأمر الذي جعله خياراً مفضلاً لحملات وبعثات الحج، وانعكس ذلك على اكتظاظ أسواق ومراكز الصرافة فيه بالحجاج والمتبضعين.

قال أحمد الجعفري، البائع بأحد متاجر أسواق العزيزية، وهو يستقبل زبائنه بترحاب وحرارة، إن أبرز الهدايا التي يُفضل الحجاج اقتناءها تتمثل في السبحات، وسجادات الصلاة والمجسمات والنقوش التذكارية والذهب والخواتم، إضافة إلى التمور والمصاحف بترجماتها، والعطور المحلية، التي يُفضل الحجاج شراءها والاحتفاظ بها في بلدانهم حيث يعودون.
وتحدّث إلى «الشرق الأوسط» الحاج موفق محمد، الذي يرتدي زياً تقليدياً يمثل مناطق جنوب بغداد، وقال إنه حرص مبكراً على التردد على الأسواق وزيارتها؛ لاقتناء ما ينتفع به، أو ما يكون له ذكرى تُجدد له الصلة بالأرض التي يتوجه إليها في كل يوم خمس مرات. وأضاف: «زرت بلداناً عدة، وأجدني في كل مرة مهتماً بالتعرف على أسواقها، والوقوف على محتوياتها، لكنني في مكة مأخوذ تماماً بكل قطعة وتذكار؛ لأن فيها مِن عبق المكان وروحه».
وفي مركز للصرافة يقع على أحد جوانب شارع العزيزية، حيث تنتشر الفنادق التي يقطن فيها الحجاج من دول العالم المختلفة، يبدو المركز مكتظاً بالعملاء، وقد تنوعت الأزياء التقليدية التي يرتدونها، والتي تعكس هوية البلدان التي قدموا منها، بالإضافة إلى العملات والأوراق النقدية التي يدفعونها لموظف مركز الصرافة لتحويلها إلى عملة الريال السعودي؛ استعداداً لقضاء الوقت في التسوق، وقد أوشكوا على إكمال النُّسك برمي الجمرات الثلاث في أول أيام التشريق.

وتشهد مكاتب ومحلات صرف العملات الأجنبية بمكة المكرمة حركة دائبة وإقبالاً كبيراً من الحجاج الذين يتدفقون من الفنادق المحيطة والمنتشرة في المنطقة.
وقال أيمن المحمدي، أحد العاملين بمركز صرافة في حي العزيزية بمكة، إن مراكز الصرافة في مكة مهيأة لصرف أكثر من 60 عملة أجنبية، حيث تتوافد أعداد كبيرة من الحجاج إلى هذه البقاع المقدسة حاملين معهم عملات بلدانهم، ويرغبون في تحويلها إلى الريال السعودي، مؤكداً أن موسم الحج يُنعش سوق الصرافة.
وقال المحمدي إن مراكز الصرافة الموجودة في مكة المكرمة زادت من مستوى الجاهزية والاستعداد المبكر لتقديم خدمات شراء وبيع العملات الأجنبية وتداولها داخل السعودية بالشكل الأمثل خلال موسم الحج.

