السعودية تستقبل الحجاج بأجهزة مدعومة بالذكاء الاصطناعي

لتسهيل الإجراءات وخدمة كبار السن

منسوبو الجوازات في استقبال الحجاج في مطار الملك عبد العزيز الدولي ـ واس
منسوبو الجوازات في استقبال الحجاج في مطار الملك عبد العزيز الدولي ـ واس
TT

السعودية تستقبل الحجاج بأجهزة مدعومة بالذكاء الاصطناعي

منسوبو الجوازات في استقبال الحجاج في مطار الملك عبد العزيز الدولي ـ واس
منسوبو الجوازات في استقبال الحجاج في مطار الملك عبد العزيز الدولي ـ واس

رفعت المديرية العامة للجوازات في السعودية من جاهزيتها التقنية والبشرية في جميع المنافذ الحدودية مع توافد الحجاج القادمين من مختلف دول العالم، ويتوقع أن تتجاوز أعدادهم 1.6 مليون حاج خلال الموسم الحالي.

وأكد المتحدث الرسمي باسم المديرية العامة للجوازات في السعودية، الرائد ناصر العتيبي، لـ«الشرق الأوسط»، أن الجوازات شرعت منذ وقت مبكر في رفع جاهزية منسوبيها من خلال عقد ورش عمل ودورات تدريبية مكثفة، هدفت إلى تطوير مهارات العاملين في المنافذ وتحسين قدرتهم للتعامل مع الكثافة العالية لضيوف الرحمن.

وأوضح العتيبي أن الاستعدادات لموسم الحج تضمنت دعم المنافذ الدولية بالكفاءات البشرية المؤهلة، وتجهيزها بأحدث التقنيات التي تسهّل إنهاء إجراءات الحجاج بمرونة وسرعة، مع مراعاة خصوصية الفئات التي تحتاج إلى دعم إضافي مثل كبار السن وذوي الإعاقة.

الرائد ناصر العتيبي متحدث الجوازات

ومن أبرز التقنيات الحديثة التي جرى تطبيقها هذا العام، بحسب العتيبي، جهاز الكاونتر المتنقل، وهو جهاز متطور يعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية المبتكرة لتعزيز جودة الخدمة المقدمة للمستفيدين، إذ يُستخدم لإنهاء إجراءات دخول الحجاج ميدانياً دون الحاجة إلى وقوفهم أمام الكاونتر، موضحاً أن الجهاز يتميز بقدرته على معالجة بيانات المستفيدين في أنظمة الجوازات للمصادقة عليها بيسر وسهولة، كذلك التأكد من سلامة وثائق السفر والتأشيرات للقادمين للبلاد، كما يتيح هذا الجهاز تسجيل الخصائص الحيوية العشرية والتقاط صورة الوجه وقراءة بيانات جوازات المسافرين.

وفي جانب دعم التواصل مع الحجاج من مختلف الجنسيات، كشف العتيبي عن استخدام جهاز ترجمة ذكي يعمل إلكترونياً ويعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويضم أكثر من 138 لغة، موضحاً أن هذا الجهاز يُستخدم بشكل فعال في المنافذ والمطارات الدولية خلال موسم الحج والعمرة لإنهاء الإجراءات بسرعة وكفاءة عالية، ويدعم ترجمة نصوص الصور، والمسافرين الذين لا يجيدون القراءة أو الكتابة.

منسوبو الجوازات في استقبال الحجاج في مطار الملك عبد العزيز الدولي ـ واس

وبالعودة للمنافذ والاستراتيجية المتبعة خاصة مع تدفق الحجاج هذه الأيام، قال العتيبي إن استراتيجية الجوازات وخططها التي تطبقها في كل موسم حج تأتي على مرحلتين (قدوم ومغادرة)، حيث يجري دعم المنافذ الدولية بقوى بشرية مؤهلة بعدد من اللغات لخدمة ضيوف الرحمن من خلال جميع المنافذ الدولية لتحقيق انسيابية العمل في هذه المواقع أثناء تدفق الحشود من القادمين وتزايد رحلات ضيوف الرحمن من خارج المملكة، إضافة إلى توفير التقنيات الحديثة التي تسهل على المنسوبين خدمة ضيوف الرحمن وسرعة إنهاء إجراءاتهم.

ويتدفق الحجاج الذين بدأ قدومهم مع نهاية شهر أبريل (نيسان) الماضي بشكل كبير عبر المنافذ الجوية، التي تشمل مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة، التي تستقبل العدد الأكبر من الحجاج، فيما تأتي المنافذ البرية والبحرية في المرتبة الثانية من حيث عدد القادمين منها لأداء مناسك الحج.

ميناء جدة الإسلامي إحدى البوابات لتوافد الحجاج ـ واس

وتسجل المنافذ الجوية النسبة الكبرى من القادمين لأداء مناسك الحج الذين بدأ توافدهم للأراضي السعودية مع نهاية شهر أبريل الماضي عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة، فيما تواصل المنافذ البرية والبحرية استقبال الحجاج من الدول القريبة من السعودية.

وتتعامل السعودية خلال هذه الفترة (موسم الحج) مع ملايين الأشخاص القادمين من مختلف دول العالم لأداء مناسك الحج بلغات وثقافات متعددة، ما يستدعي وجود منظومة عمل متكاملة تضمن انسيابية الحركة ودقة الإجراءات وسرعة الإنجاز التي تبنتها المديرية العامة للجوازات بوصفها الجهة المعنية بتنظيم دخول الحجاج عبر المنافذ المختلفة.


مقالات ذات صلة

دول الخليج تمضي للاستفادة من التقنيات الحديثة عبر التطبيقات الرقمية الشاملة

الاقتصاد جانب من إحدى فعاليات تطبيق «توكلنا» في السعودية (الشرق الأوسط)

دول الخليج تمضي للاستفادة من التقنيات الحديثة عبر التطبيقات الرقمية الشاملة

تمضي حكومات دول الخليج بخطى متسارعة نحو الاستفادة من التقنيات الحديثة في صياغة نموذج جديد للعلاقة بين الفرد والحكومة، من خلال تعزيز التحول الرقمي.

مساعد الزياني (الرياض)
المشرق العربي الشيخ محمد بن زايد أثناء اجتماعه مع الرئيس السوري أحمد الشرع بقصر الشاطئ في أبو ظبي الاثنين (الرئاسة الإماراتية - أ.ف.ب)

جولة للشرع إلى الخليج بعد رفع معظم العقوبات الدولية عن سوريا

بدأ الرئيس السوري أحمد الشرع جولته الثانية إلى دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تأتي بعد رفع معظم العقوبات الدولية عن سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق) «الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد جانب من حفل توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم (وكالة الأنباء العمانية)

بتنفيذ شركات سعودية وعمانية... بدء أعمال المنطقة الحرة في الظاهرة

وقّعت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة العمانية على 7 اتفاقيات ومذكرات تفاهم للمنطقة الاقتصادية بمحافظة الظاهرة.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الخليج جاسم البديوي يلتقي المشاركين في اجتماع المديرين العامين للجوازات بدول الخليج (مجلس التعاون)

قريباً... إطلاق التأشيرة السياحية الخليجية

كشف جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون، عن إطلاق التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة خلال الفترة القريبة القادمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج صورة تذكارية من احتفال مجلس التعاون بالأسبوع الخليجي لمكافحة المخدرات (مجلس التعاون)

تأكيد أممي على استهداف دول الخليج بالمخدرات... ومعدلات التعاطي فيها أقل من المتوسط العالمي

أكدت الأمم المتحدة أن معدلات تعاطي المخدرات التقليدية في منطقة الخليج أقل من المتوسط العالمي.

غازي الحارثي (الرياض)

أمير الكويت يبدأ زيارة رسمية إلى فرنسا لتعزيز الشراكة الاستراتيجية

أمير الكويت يغادر البلاد متوجهاً إلى باريس في زيارة رسمية (كونا)
أمير الكويت يغادر البلاد متوجهاً إلى باريس في زيارة رسمية (كونا)
TT

أمير الكويت يبدأ زيارة رسمية إلى فرنسا لتعزيز الشراكة الاستراتيجية

أمير الكويت يغادر البلاد متوجهاً إلى باريس في زيارة رسمية (كونا)
أمير الكويت يغادر البلاد متوجهاً إلى باريس في زيارة رسمية (كونا)

بدأ أمير دولة الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الأحد، زيارة رسمية إلى العاصمة الفرنسية باريس، تُعدُّ الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ويُرافقه وفد رفيع المستوى يضم عدداً من كبار المسؤولين في الحكومة الكويتية. وتأتي الزيارة في توقيت إقليمي بالغ الحساسية، وسط تصاعد التوترات في المنطقة، لا سيما مع استمرار الحرب في غزة، وتداعيات الضربات العسكرية المتبادلة بين إيران وإسرائيل، وما يرافقها من تحديات أمنية ودبلوماسية. وقالت الرئاسة الفرنسية، في بيان صادر عن قصر الإليزيه، إن الزيارة تعكس الرغبة المشتركة في توسيع التعاون الثنائي بين باريس والكويت، لا سيما في المجالات الدبلوماسية والدفاعية والاقتصادية، في وقت تتولى فيه الكويت رئاسة مجلس التعاون الخليجي لهذا العام. وبحسب البيان، فمن المقرر أن يلتقي الشيخ مشعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على غداء عمل يُعقَد الاثنين، بالتزامن مع مشاركته في العرض العسكري السنوي بمناسبة العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو (تموز) الحالي.

أمير الكويت خلال مغادرته البلاد رفقة الوفد الرسمي (كونا)

وأكد وزير الخارجية الكويتي عبد الله علي اليحيا، في تصريحات صحافية، أن زيارة أمير البلاد إلى فرنسا تمثل «محطة استراتيجية مهمة» لتعزيز الشراكة في ظل «التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة»، مشيراً إلى أن برنامج الزيارة يتضمَّن توقيع عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم في مجالات البنية التحتية والتعليم والدفاع والثقافة. ويضم الوفد المرافق لأمير الكويت كلاً من وزير الدفاع الشيخ عبد الله علي السالم الصباح، ووزير الخارجية عبد الله اليحيا، ومدير عام هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ الدكتور مشعل جابر الأحمد الصباح، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين.

علاقات تاريخية

وتعود العلاقات الدبلوماسية بين الكويت وفرنسا إلى عام 1961، عندما اعترفت باريس باستقلال الكويت، وتم في عام 1967 تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين. وشهدت العلاقات الثنائية محطات بارزة من الزيارات المتبادلة، أبرزها زيارة الشيخ جابر الأحمد الصباح إلى باريس في 1989، وزيارة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في 2006 ولقاؤه الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك.كما استمرت اللقاءات على المستوى الوزاري، إذ شارك الشيخ صباح الخالد في «مؤتمر السلام في الشرق الأوسط» عام 2017، بينما زار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الكويت في أبريل (نيسان) الماضي، لتوقيع عدد من الاتفاقات الثنائية.

شراكة اقتصادية ودفاعية

وتعدُّ فرنسا من أبرز الشركاء الاقتصاديين للكويت، حيث تحتل الشركات الفرنسية نحو 50 في المائة من حجم الاستثمارات الأوروبية العاملة في البلاد، وتوفر أكثر من 2100 فرصة عمل في مجالات الطاقة والنقل والصحة والتجميل. وعلى الصعيد الدفاعي، تربط البلدين اتفاقية تعاون عسكري موقعة في أغسطس (آب) 1992، جُدِّدت في عام 2009، وتنصُّ على التعاون في حال تعرض الكويت لاعتداء خارجي. وكانت فرنسا قد شاركت بفاعلية ضمن قوات التحالف الدولي لتحرير الكويت عام 1991، وهو ما عزَّز مكانتها حليفاً استراتيجياً للكويت في المجال العسكري.

رؤية مشتركة

وشاركت الكويت، ممثلة بسفارتها في باريس، في مؤتمر «رؤية الخليج - 2025»، الذي عُقد في 17 يونيو (حزيران) الماضي، برعاية الرئيس ماكرون؛ بهدف بناء شراكات اقتصادية أوسع بين دول مجلس التعاون وفرنسا، في ضوء التحولات المتسارعة في الاقتصاد العالمي. وتُعدُّ زيارة أمير الكويت إلى فرنسا بمثابة خطوة جديدة نحو ترسيخ الشراكة متعددة الأبعاد بين البلدين، وتعزيز الحوار السياسي في ظل الملفات الشائكة التي تشهدها المنطقة، وعلى رأسها الوضع في الشرق الأوسط، والتقلبات في سوق الطاقة، والتحديات الأمنية.