حملات اختطاف حوثية بتهمة توجيه الضربات الأميركية

الغارات استهدفت مركزاً أمنياً للجماعة غرب صنعاء

الجماعة الحوثية تشدد رقابتها على السكان وتشن حملة اختطافات بتهمة التخابر (رويترز)
الجماعة الحوثية تشدد رقابتها على السكان وتشن حملة اختطافات بتهمة التخابر (رويترز)
TT
20

حملات اختطاف حوثية بتهمة توجيه الضربات الأميركية

الجماعة الحوثية تشدد رقابتها على السكان وتشن حملة اختطافات بتهمة التخابر (رويترز)
الجماعة الحوثية تشدد رقابتها على السكان وتشن حملة اختطافات بتهمة التخابر (رويترز)

نفّذت الجماعة الحوثية حملة اختطافات جديدة ضد من تتهمهم بالتعاون مع الطيران الأميركي الذي يشنّ للأسبوع الثاني ضربات جوية على مواقعها العسكرية وأجهزتها الأمنية التي وجّهت بتشديد الرقابة على محتوى وسائل التواصل الاجتماعي والتجسس على السكان.

وذكرت مصادر مطلعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن عناصر أمنية تابعة للجماعة اختطفت، الاثنين الماضي، أكثر من 15 شخصاً دفعة واحدة من وسط المدينة، بمبرر وقوفهم لوقت طويل لتصفح هواتفهم النقالة في الشارع، وهو ما وضعهم تحت طائلة الشبهة بنقل إحداثيات للطيران الأميركي.

ونقلت المصادر عن شهود ومقربين من أشخاص جرى اختطافهم، أن الإمساك بالهاتف النقال وتصفحه في الشارع كان سبباً لأعمال اختطاف واسعة شنّتها الجماعة في مناطق متفرقة من صنعاء، خصوصاً بالقرب من المواقع التي استهدفها الطيران الأميركي أو في أوقات وقوع الضربات الجوية.

وبيّنت المصادر أن جهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة الحوثية أصدر تعليمات لجميع أفراده وعناصره، وكل من ينتمي إلى الجماعة، بمراقبة وضبط كل من يُشتبه بتعاونه مع الطيران الأميركي بأي شكل أو طريقة، بما في ذلك من يستخدم هاتفه أو يُجري اتصالاً طويلاً في الشوارع والأماكن العامة.

يمنيون يعبرون بالقرب من أحد المواقع التي تعرّضت للقصف الأميركي في صنعاء (إ.ب.أ)
يمنيون يعبرون بالقرب من أحد المواقع التي تعرّضت للقصف الأميركي في صنعاء (إ.ب.أ)

كما أقرت التعليمات بضبط واعتقال من يقوم بالتصوير في أثناء حدوث الضربات أو تصوير آثارها أو أي مواقع عامة، ومن يعمل على نشر تلك الصور أو إرسالها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف، أو من ينشر معلومات عن المواقع التي تم استهدافها.

وبحسب المصادر، فإن هذه التعليمات منحت عناصر الجماعة فرصة لابتزاز السكان والتعدي عليهم وعلى خصوصياتهم.

ابتزاز ورقابة

نقل أحمد سيف حاشد، النائب في البرلمان الذي تسيطر عليه الجماعة الحوثية، عن أحد المقربين منه، أن أحد مسلحي الجماعة فاجأه في الشارع عندما كان واقفاً لكتابة رسالة عبر هاتفه، وطلب فتحه والكيس الذي يحمله بيده لتفتيشهما، وهدّده بالإبلاغ عنه إذا لم يسمح له بذلك، قبل أن يلجأ إلى ابتزازه للحصول على مبلغ مالي كان بحوزته.

وشدّد أحد مسؤولي الإعلام الأمني الحوثي في صنعاء على ضرورة مساندة الجماعة في رصد التحركات أو التفاعلات التي وصفها بالمشبوهة في مواقع التواصل الاجتماعي لخدمة الطيران الأميركي.

وكتب القيادي الأمني الحوثي عبد العزيز الشويع، على حسابه في «فيسبوك»، مطالباً بالإبلاغ عن عمليات تواصل «مشبوهة» في مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تطبيقات التواصل الخاصة، مثل «تلغرام» و«واتساب»، أو في الشارع والأماكن العامة، والقرى والحارات.

وكانت الغارات الأميركية قد استهدفت، الأحد الماضي، مركزاً أمنياً حوثياً في منطقة عصر غرب صنعاء، وأدى الاستهداف إلى إلحاق أضرار كبيرة به، ومقتل عدد من عناصر أمن الجماعة.

من آثار القصف الأميركي على مواقع الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
من آثار القصف الأميركي على مواقع الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

وكشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن أن الغارة التي ادّعت الجماعة أنها أصابت حياً سكنياً، استهدفت مبنى قرب فرع مصلحة الأحوال المدنية في المنطقة، تستخدمه الجماعة لإدارة عملياتها الأمنية والتجسس على السكان.

ورجحت المصادر أن يكون غرض الولايات المتحدة من هذا الاستهداف إيصال رسالة إلى الحوثيين بأنها قادرة على كشف جميع مقراتهم العسكرية والأمنية واستهدافها بالكامل.

كما توقعت المصادر أن يكون المدنيون الذين سقطوا خلال الاستهداف، وفق رواية الحوثيين، من المحتجزين في المبنى، أو من الساكنين أو العابرين بالقرب منه.


مقالات ذات صلة

ألغام الحوثيين تقتل وتصيب 6400 يمني خلال 8 سنوات

العالم العربي تقديرات يمنية بأن الحوثيين زرعوا أكثر من مليوني لغم (سبأ)

ألغام الحوثيين تقتل وتصيب 6400 يمني خلال 8 سنوات

وثَّقت شبكة يمنية حقوقية مقتل 2316 مدنياً وإصابة 4115 آخرين، بينهم نساء وأطفال؛ نتيجة الألغام التي زرعها الحوثيون خلال 8 سنوات.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي عناصر في الحديدة اليمنية يعاينون الأضرار إثر غارة أميركية على موقع خاضع للحوثيين (أ.ف.ب)

ترمب يكشف عن ضربة واحدة قتلت عشرات الحوثيين في الحديدة

مع تراجع كثافة الغارات الأميركية ضد الحوثيين في مستهل الأسبوع الرابع، كشف ترمب عن واحدة من أقسى الضربات الجوية التي قتلت عشرات من عناصر الجماعة في الحديدة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)

تقديرات أميركية باستمرار حملة ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر

وسط تقديرات أميركية باستمرار الحملة التي أطلقها الرئيس دونالد ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر، تواصلتْ الضربات في نهاية أسبوعها الثالث على معقل الجماعة الرئيسي في صعدة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي قادة الصف الأول للحوثيين اختفوا من صنعاء وانقطع التواصل معهم (إعلام حوثي)

حوثيّو الصف الأول يختفون من صنعاء هلعاً من ضربات ترمب

اختفى كبار قادة الجماعة الحوثية من الصف الأول عن الظهور العام في صنعاء وقطعوا وسائل التواصل المعتادة هلعاً من الضربات الأميركية التي أمر بها الرئيس دونالد ترمب

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مؤيدون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

العقوبات الأميركية تبدأ تجفيف أهم الموارد المالية للحوثيين

سيفقد الحوثيون ابتداء من اليوم (الجمعة) واحداً من أهم مواردهم المالية مع سريان قرار الولايات المتحدة منع استيراد المشتقات النفطية عبر المواني التي يسيطرون عليها

محمد ناصر (تعز)

الإمارات: الشركات المعاقَبة أميركياً بشأن السودان لا تملك نشاطاً مرخصاً محلياً

العاصمة الإماراتية أبوظبي (وام)
العاصمة الإماراتية أبوظبي (وام)
TT
20

الإمارات: الشركات المعاقَبة أميركياً بشأن السودان لا تملك نشاطاً مرخصاً محلياً

العاصمة الإماراتية أبوظبي (وام)
العاصمة الإماراتية أبوظبي (وام)

قالت وزارة العدل الإماراتية إن الشركات السبع التي تتخذ من الإمارات مقراً لها وأدرجتها الولايات المتحدة الأميركية على برنامج العقوبات المفروضة على السودان، لا تملك ترخيصاً تجارياً ساري المفعول في البلاد، ولا تمارس أيّ منها أعمالها في الدولة.

وأكدت الوزارة أنّ السلطات الإماراتية المختصة تواصل مراقبة جميع الأنشطة المشبوهة المحتملة وفقاً لقوانين دولة الإمارات.

وأدرجت الولايات المتحدة الأميركية سبع شركات مقرها دولة الإمارات على برنامج العقوبات المفروضة على السودان، وهي: شركة «كابيتال تاب القابضة - ذات مسؤولية محدودة»، وشركة «كابيتال تاب للاستشارات الإدارية - ذات مسؤولية محدودة»، وشركة «كابيتال تاب للتجارة العامة - ذات مسؤولية محدودة»، وشركة «كرييتف بايثون - ذات مسؤولية محدودة».

بالإضافة إلى شركة «الزمرد والياقوت للذهب والمجوهرات - ذات مسؤولية محدودة»، وشركة «الجيل القديم للتجارة العامة - ذات مسؤولية محدودة»، وشركة «هورايزون للحلول المتقدمة للتجارة العامة - ذات مسؤولية محدودة».

وأضافت أن الإمارات عملت على إجراء تحقيقاتها الخاصة بشأن هذه الشركات والأفراد المرتبطين بها فور إخطارها بهذه العقوبات، وسعت إلى الحصول على مزيد من المعلومات من السلطات الأمريكية للمساعدة في التحقيقات، حيث تؤكد وزارة العدل أن أيّاً من هذه الشركات السبع لا تملك ترخيصاً تجارياً ساري المفعول في البلاد، ولا تمارس أيّ منها أعمالها في الدولة.