تأكيد خليجي – أوروبي على ضرورة إنهاء أزمة غزة

التزام بالشراكة الاستراتيجية المتنامية ومواصلة العمل المشترك

الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي خلال لقائه رئيس الاتحاد الأوروبي في بروكسل (مجلس التعاون)
الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي خلال لقائه رئيس الاتحاد الأوروبي في بروكسل (مجلس التعاون)
TT

تأكيد خليجي – أوروبي على ضرورة إنهاء أزمة غزة

الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي خلال لقائه رئيس الاتحاد الأوروبي في بروكسل (مجلس التعاون)
الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي خلال لقائه رئيس الاتحاد الأوروبي في بروكسل (مجلس التعاون)

أكد الجانبان الخليجي والأوروبي، الثلاثاء، على ضرورة إنهاء الأزمة في قطاع غزة وفقاً للقرارات الدولية والأممية.

جاء ذلك خلال لقاء جاسم البديوي أمين عام مجلس التعاون الخليجي وأنطونيو كوستا رئيس المجلس الأوروبي، في العاصمة البلجيكية على هامش أعمال «مؤتمر بروكسل التاسع بشأن سوريا»، حيث استعرضا آخر المستجدات الإقليمية والدولية، وجدَّدا دعمهما لجميع الجهود الرامية لتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم.

وقدّم البديوي لكوستا الشكر على المواقف الأوروبية القيمة في دعم القضية الفلسطينية، ورفض انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلية للشعب الفلسطيني بغزة وباقي الأراضي الفلسطينية، وأيضاً لدورهم الكبير في دعم واستقرار سوريا.

البديوي وكوستا خلال لقائهما في العاصمة بروكسل الثلاثاء (مجلس التعاون)

وبحث الجانبان عدداً من المبادرات والمشاريع المشتركة، وأكدا أهمية تعزيز وتطوير علاقات التعاون بين دول المجلس والاتحاد الأوروبي، بما يعود على شعوبهم بالنفع والتنمية والازدهار، ويخدم مصالح الجانبين.

واستعرض الجانبان عدة ملفات، وفي مقدمتها سبل تعزيز وتنمية العلاقات الخليجية - الأوروبية ضمن إطار الشراكة الاستراتيجية، وتابعا مخرجات القمة الأولى لقادة الخليج ورؤساء وحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي استضافتها بروكسل أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

كما أكدا أهمية متابعة وتنفيذ هذه المخرجات، لضمان تحقيق الأهداف المرجوة منها، وتحقيق نتائج إيجابية قبل انعقاد القمة المقبلة. وناقشا التحضيرات للاجتماع الوزاري الخليجي - الأوروبي المزمع عقده أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في الكويت.

جانب من جلسة المداولات غير الرسمية للجنة السياسة الأمنية الأوروبية في بروكسل (مجلس التعاون)

على صعيد آخر، شارك البديوي في بروكسل، الثلاثاء، في جلسة مداولات غير رسمية للجنة السياسة الأمنية التابعة للاتحاد الأوروبي، بناء على دعوة رسمية من السفيرة دلفين برونك رئيسة لجنة السياسة والأمن نائب المدير السياسي للجهاز الأوروبي (EEAS) وحضور أعضاء اللجنة.

وبيَّن أن هذه الجلسة تمثل تعزيزاً للعلاقات بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، وتأتي استكمالاً للقاء السابق في الرياض بالأمانة العامة لمجلس التعاون بتاريخ 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، لتؤكد الالتزام بهذه الشراكة الاستراتيجية المتنامية، مشيراً الى ان هذه الحوارات ستسهم في تعزيز السلام والازدهار لكلا المنطقتين.

وأضاف البديوي أن علاقات الجانبين أمست أقوى من أي وقت مضى، وتستند إلى توافق استراتيجي في الدبلوماسية، والتعاون الأمني والاقتصادي، لافتاً إلى أن البيان الخليجي - الأوروبي المشترك الأخير في بروكسل أكتوبر الماضي هو شهادة قيمة على هذه العلاقات العميقة.

البديوي خلال مشاركته في جلسة المداولات غير الرسمية للجنة السياسة الأمنية الأوروبية (مجلس التعاون)

ودعا البديوي إلى تطوير جوانب التجارة والاستثمار من خلال الاستفادة من مبادرات مثل برنامج العمل المشترك بين الجانبين لتنويع الاقتصاد، وإيجاد فرص عمل للشباب، وتكثيف التعاون في أمن الطاقة والعمل المناخي، مشيراً إلى أن موارد الطاقة في دول الخليج وتقنيات الاتحاد الأوروبي الخضراء يمكن أن تكمل يعضها بعضاً من أجل مستقبل مستدام، ومؤكداً أهمية تفعيل التعاون الثقافي والتعليمي لتعزيز روابط الصداقة التي تجعل الشراكة متينة.

وتطرق إلى إعفاء تأشيرات شنغن لمواطني دول المجلس، مؤكداً ضرورة تحقيق تقدم ملموس في هذا المجال، وأن البيان المشترك الأخير للقمة الخليجية - الأوروبية أكد التزام الطرفين بالعمل نحو ترتيب سفر خالٍ من التأشيرات آمن ومفيد للطرفين بين دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة شنغن الأوروبية.

وبشأن مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين، أفاد البديوي بأن أحد المكونات الرئيسية للشراكة الاقتصادية هو الحوار المستمر حول الاتفاقية، وشارك كبار المفاوضين من الدول الخليجية والأوروبية خلال الفترة الماضية في مناقشات متجددة لاختبار الأوضاع، واستكشاف السبل العملية لإحياء المفاوضات.

واستعرض العلاقات الدبلوماسية الإقليمية والوساطة في الأزمات، لافتاً إلى أن مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي أصبحا شريكين مقربين في حل النزاعات والجهود الإنسانية.

وتطرق إلى مواقف ووجهات النظر لدول المجلس في عدة ملفات وقضايا إقليمية ودولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع المأساوية بقطاع غزة، مثمناً مبادرة الاتحاد الأوروبي بتنظيم المؤتمر التاسع في بروكسل حول سوريا، ونجاحه في حشد دعم دولي كبير، وتقديم تعهدات كبيرة لمساعدة السوريين.

وجدَّد البديوي التأكيد على أن الشراكة بين الجانبين تعدّ ركيزة للاستقرار والتعاون والازدهار المشترك، ويجب مواصلة العمل لترجمة تطلعاتهما إلى أفعال ملموسة، وضمان أن الشراكة لا تلبي تحديات اليوم فحسب، بل تمهد الطريق لغد أكثر استقراراً وازدهاراً لهما.


مقالات ذات صلة

«الكونكاكاف» يطرح تذاكر مواجهات المنتخب السعودي

رياضة سعودية كأس الكونكاكاف (رويترز)

«الكونكاكاف» يطرح تذاكر مواجهات المنتخب السعودي

أعلن اتحاد الكونكاكاف لكرة القدم الاثنين طرح تذاكر مباريات الكأس الذهبية التي ستلعب في الفترة من 14 يونيو إلى 6 يوليو في 14 ملعباً بـ11 منطقة بالولايات المتحدة.

نواف العقيّل (جدة)
الخليج الدكتور عبد الله الربيعة والوزيرة جيني تشابمان خلال لقائهما في لندن الاثنين (مركز الملك سلمان للإغاثة)

السعودية وبريطانيا توسعان الاستجابة للكوليرا في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة» ووزارة الخارجية البريطانية بياناً مشتركاً لتوسيع نطاق الاستجابة للكوليرا في جميع أنحاء اليمن، يستفيد منه 3.5 مليون شخص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الخليج تشدد السعودية باستمرار على ضرورة الراغبين في أداء مناسك الحج بالحصول على «تأشيرة حج» صادرة من الجهات المعنية (واس)

السعودية: عقوبات تصل إلى 26 ألف دولار لمخالفي أنظمة الحج

أعلنت وزارة الداخلية السعودية، الاثنين، عقوبات بحق مخالفي التعليمات التي تقضي بالحصول على تصريح لأداء الحج، إذ أقرت عقوبات مالية تتراوح بين 20 و100 ألف ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الحقيل: نعمل لضخ 70 ألف وحدة سكنية جديدة بالرياض بأسعار تبدأ من 66 ألف دولار

الحقيل: نعمل لضخ 70 ألف وحدة سكنية جديدة بالرياض بأسعار تبدأ من 66 ألف دولار

تعزز السعودية تملك المواطنين المساكن بدعم من القيادة، وتحقق إنجازات مبكرة في «رؤية 2030»، وتعمل لضخ 60 - 70 ألف وحدة سكنية جديدة في الرياض بـ66 مألف دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تتبع خبراء المشروع مسيرة الخط العربي الذي نشأ في الجزيرة العربية وما مرّ به من تحولات (وزارة الثقافة)

«الخط الأول» و«الخط السعودي»... من أقدم النقوش الصخرية إلى خطوط جمالية مرقمنة

يتيح الخطان لكل من يتحدث العربية التواصل والتعبير بنوعين جديدين من الخطوط، يعكسان العمق التاريخي للسعودية التي تُعدّ أرض الحضارات وموطن الخطوط والنقوش القديمة.

عمر البدوي (الرياض)

السعودية وبريطانيا توسعان الاستجابة للكوليرا في اليمن

الدكتور عبد الله الربيعة والوزيرة جيني تشابمان خلال لقائهما في لندن الاثنين (مركز الملك سلمان للإغاثة)
الدكتور عبد الله الربيعة والوزيرة جيني تشابمان خلال لقائهما في لندن الاثنين (مركز الملك سلمان للإغاثة)
TT

السعودية وبريطانيا توسعان الاستجابة للكوليرا في اليمن

الدكتور عبد الله الربيعة والوزيرة جيني تشابمان خلال لقائهما في لندن الاثنين (مركز الملك سلمان للإغاثة)
الدكتور عبد الله الربيعة والوزيرة جيني تشابمان خلال لقائهما في لندن الاثنين (مركز الملك سلمان للإغاثة)

وقّع الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وجيني تشابمان وزيرة شؤون التنمية الدولية بوزارة الخارجية البريطانية، في لندن، الاثنين، بياناً مشتركاً لتوسيع نطاق الاستجابة للكوليرا في جميع أنحاء اليمن، يستفيد منه 3.5 مليون شخص.

ويدعم المركز منظمة الصحة العالمية بمبلغ 5 ملايين دولار أميركي، وأخرى من الجانب البريطاني لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»؛ لتوثيق دعم استجابة المنظمتين لبرنامج استجابة طارئ في اليمن؛ حيث ستقومان بتدخلات عدة للحد من انتشار الكوليرا والإسهال المائي الحاد في المحافظات الأكثر تضرراً.

الدكتور عبد الله الربيعة والوزيرة تشابمان يوقعان بيان توسيع الاستجابة للكوليرا في اليمن (مركز الملك سلمان للإغاثة)

وسيُقدِّم «مركز الملك سلمان» إعانة مالية لـ«الصحة العالمية» لتقديم ركائز التدخل للاستجابة المتعددة لتفشي الكوليرا، بما في ذلك القيادة والتنسيق، والمراقبة والمختبرات، وفرق الاستجابة السريعة، كذلك إدارة الحالات والوقاية من العدوى ومكافحتها، والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، فضلاً عن الإبلاغ عن المخاطر، والمشاركة المجتمعية، والتواصل الاجتماعي، واللقاحات الفموية.

وتدعم إعانة مالية من الوزارة البريطانية لـ«يونيسف» المياه والصرف الصحي والنظافة، إلى جانب الأنشطة الصحية في المناطق الجغرافية الأكثر تلوثاً وخطورة. يأتي ذلك ضمن جهود السعودية الإغاثية والإنسانية عبر «مركز الملك سلمان»؛ لدعم الفئات المتضررة والمحتاجة في اليمن، والارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لشعبه.

الدكتور عبد الله الربيعة لدى لقائه الوزيرة تشابمان في لندن الاثنين (مركز الملك سلمان للإغاثة)

من جانب آخر، ناقش الربيعة وتشابمان الأمور ذات الاهتمام المشترك المتصلة بالشؤون الإنسانية والإغاثية، وسبل تعزيز الشراكة بين الجانبين في المجال الإنساني.

وأشادت الوزيرة البريطانية بجهود السعودية لمساعدة الدول والشعوب المحتاجة والمتضررة في مختلف أنحاء العالم.