عاشر طائرة إغاثية سعودية إلى سوريا منذ مطلع يناير

أتبعها جسر بري انطلق في الرابع من الشهر نفسه

TT

عاشر طائرة إغاثية سعودية إلى سوريا منذ مطلع يناير

الطائرة الإغاثية العاشرة تحمل مواد غذائية وطبية وإيوائية (واس)
الطائرة الإغاثية العاشرة تحمل مواد غذائية وطبية وإيوائية (واس)

سيَّرت السعودية 10 طائرات إغاثية عبر ذراعها الإنسانية «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، إلى سوريا، منذ مطلع يناير (كانون الثاني) الحالي، تحمل على متنها مساعدات غذائية وطبية وإيوائية.

ومنذ بداية العام الحالي، أكدت السعودية أنه لا سقف للمساعدات التي سترسلها إلى سوريا، في الوقت الذي حطَّت فيه طائرتا إغاثة في دمشق، نهار الأربعاء، الأول من يناير، وهما من أولى طلائع الجسور الإغاثية.

وتزِن الطائرة الإغاثية السعودية الواحدة ما يقارب 30 طناً وتشتمل على مساعدات إغاثية متنوعة من مواد غذائية وإيوائية وطبية، في حين يرافق كل طائرة على حدةٍ فريق من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

وأتبع الجسر الجوي الإغاثي جسر بري حيث وصلت، صباح السبت، الرابع من يناير الحالي، أولى طلائع الجسر البري الإغاثي السعودي إلى الأراضي الأردنية للعبور منها نحو سوريا، بالتزامن مع استقبال دمشق طائرة المساعدات الخامسة، والتي تحمل موادَّ غذائية وصحية وإيوائية متنوعة.

وغادرت مطار الملك خالد الدولي بالرياض، اليوم الاثنين، الطائرة الإغاثية السعودية العاشرة تحمل على متنها مساعدات غذائية وطبية وإيوائية متجهة إلى مطار دمشق الدولي؛ للإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب السوري حالياً.

الطائرة الإغاثية العاشرة تحمل مواد غذائية وطبية وإيوائية (واس)

يأتي ذلك امتداداً لدعم السعودية المتواصل للدول الشقيقة والصديقة، خلال مختلف الأزمات والمِحن التي تمر بها.

وقبل نحو أسبوع، أوضح المتحدث باسم المركز، في تصريح نقلته «الإخبارية» السعودية، أن رسالة المملكة واحدة؛ وهي أن تكون رائدة في العمل الإنساني، من خلال مدّ يد العون والمساعدة للمحتاجين في كل مكان بهدف إنساني بحت وصناعة فارق في حياتهم، مضيفاً أن المركز وصل، خلال فترة قصيرة، إلى 105 دول و450 شريكاً حول العالم، وقدّم، منذ نشأته، مساعدات تجاوزت 27 مليار ريال (7 مليارات و200 مليون دولار).

الطائرة الإغاثية العاشرة تستعد للمغادرة إلى دمشق (واس)

كانت السعودية من أوائل الدول التي وقفت مع الشعب السوري في محنته، عبر استضافتها 3 ملايين منهم، منذ اليوم الأول للأحداث التي شهدتها بلادهم عام 2011، ووفّرت لهم متطلبات الحياة الأساسية؛ من تعليم وعلاج بالمجان، وأتاحت لهم ممارسة العمل، وأعادت دمجهم بالمجتمع، فضلاً عن تقديم المِنح والمساعدات الإغاثية والإنسانية إلى النازحين في الدول المجاورة، والمتضررين جراء الزلزال المدمِّر الذي طالت أضراره محافظات شمال سوريا في فبراير (شباط) 2023.

ووفقاً للإحصاءات، بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها السعودية للشعب السوري من عام 2011 إلى نهاية 2024، 856 مليوناً و891 ألف دولار، وذلك ضمن دعمها المتواصل لهم منذ اندلاع الأزمة السورية قبل 13 عاماً وحتى الآن.


مقالات ذات صلة

استهداف إسرائيلي للسلطة الجديدة في سوريا

المشرق العربي  الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في أنقرة (سانا)

استهداف إسرائيلي للسلطة الجديدة في سوريا

قُتل 3 أشخاص جراء قصف للجيش الإسرائيلي في قرية غدير البستان التابعة لمحافظة القنيطرة جنوب غربي سوريا، مستهدفاً قوات الإدارة الجديدة للمرة الأولى، حسبما أفادت

«الشرق الأوسط» (دمشق - أنقرة)
المشرق العربي وزيرا الخارجية التركي والسوري في مؤتمر صحافي في أنقرة الأربعاء (الخارجية التركية)

تركيا وإدارة دمشق تتفقان على عملية سياسية شاملة تحفظ وحدة سوريا

أكدت تركيا والإدارة السورية عدم السماح بتقسيم سوريا أو أن تصبح أراضيها منطلقاً لتهديد جيرانها والبدء بعملية سياسية بلا تفرقة بين أبنائها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج نائب وزير الخارجية السعودي ونظيره التركي ترأسا جولة المشاورات في أنقرة الأربعاء (واس)

مشاورات سعودية - تركية لتعزيز التعاون الثنائي

بحثت جولة المشاورات السياسية الثانية بين وزارتي الخارجية السعودية والتركية سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (أنقرة)
خاص امرأة تعبر أمام قوات الأمن السورية أثناء تفتيش شوارع دمّر قرب دمشق خلال عملية لمصادرة الأسلحة ومطاردة المسلحين (إ.ف.ب)

خاص حملات أمنية في دمشق وحماة واجتماعات تصالحية بالساحل

شهدت اللاذقية اليوم الأربعاء عقد لقاءات مصالحة بين شخصيات علوية ومحافظي طرطوس واللاذقية وريفها ومديري الإدارة السياسية في الإدارة السورية الجديدة بمدن الساحل.

سعاد جروس (دمشق)
خاص أشخاص يبحثون عن جثث في خندق يُعتقد أنه يُستخدم مقبرةً جماعية على مشارف دمشق في ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)

خاص المقابر الجماعية «ملاذ» لسوريين أضناهم البحث عن مفقوديهم

تُقدر أعداد «المفقودين والمعتقلين تعسفياً» في سوريا منذ عام 2011 وحتى نهاية العام الماضي، بنحو 136614 شخصاً وفق ما توثق «الشبكة السورية لحقوق الإنسان».

سعاد جروس (دمشق)

استثمار 5 % فقط من إمكانات الذكاء الاصطناعي في إدارة الحج والعمرة حتى الآن

جلسة البيانات والحلول الرقمية ضمن جسات اليوم الثاني في مؤتمر الحج والعمرة (المركز الإعلامي)
جلسة البيانات والحلول الرقمية ضمن جسات اليوم الثاني في مؤتمر الحج والعمرة (المركز الإعلامي)
TT

استثمار 5 % فقط من إمكانات الذكاء الاصطناعي في إدارة الحج والعمرة حتى الآن

جلسة البيانات والحلول الرقمية ضمن جسات اليوم الثاني في مؤتمر الحج والعمرة (المركز الإعلامي)
جلسة البيانات والحلول الرقمية ضمن جسات اليوم الثاني في مؤتمر الحج والعمرة (المركز الإعلامي)

شهد اليوم الثاني من مؤتمر ومعرض الحج والعمرة انعقاد أكثر من عشر جلسات تناولت موضوعات رئيسية في عدة مجالات من بينها التقنية والذكاء الاصطناعي والبيانات والحلول الرقمية لتحسين تجربة الحجاج والمعتمرين وإدارة الحشود.

وأكدت جلسات مؤتمر ومعرض الحج والعمرة الفرص الواعدة التي يحملها الذكاء الاصطناعي والبيانات في تطوير خدمات الحج والعمرة، حيث أشار المتحدثون إلى أن ما تم استخدامه حتى الآن يمثل فقط 5 في المائة من الإمكانات التقنية المتاحة، مما يفتح آفاقاً واسعة للابتكار والتطور في هذا القطاع الحيوي.

وأوضح رئيس مركز الذكاء الاصطناعي المهندس فهد الحامد في جلسة «تخصيص الخدمات لضيوف الرحمن: البيانات والحلول الرقمية» أن وزارة الداخلية حققت تقدماً كبيراً في البنية التحتية للبيانات والذكاء الاصطناعي، التي تُعد من بين الأكثر تطوراً على مستوى العالم.

وخلال ستة أشهر فقط، تم جمع بيانات من 42 جهة متصلة بوزارة الداخلية وربطها في بحيرة بيانات موحدة، ما يضع أساساً قوياً لإطلاق مبادرات مبتكرة قادمة.

وأشار الحامد إلى توجيهات القيادة بتسخير التقنية والذكاء الاصطناعي بوصفها منظومة متكاملة تبدأ من البيانات وتنتهي بالقرارات الذكية.

وأضاف أن الشراكات مع «سدايا»، ووزارة الحج، وعدد من الجهات الخاصة مثل «علم»، ساهمت في تعزيز قدرات المنظومة التقنية، مع توقعات بإطلاق مشاريع ضخمة ومبادرات مبتكرة قريباً، تؤكد التزام المملكة بتحقيق «رؤية 2030» وتقديم تجربة استثنائية لضيوف الرحمن.

وفي جلسة بعنوان «حلول وتقنيات التحكم ومراقبة الحشود»، استعرض نخبة من الخبراء أحدث التقنيات الذكية المطبقة خلال مواسم الحج، مؤكدين أهمية الأنظمة المتطورة لتحسين تدفق الحشود وضمان سلامتهم.

وأوضح الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في الشركة الوطنية للخدمات الأمنية «سيف» فهد الغامدي، أن الشركة تعمل بوصفها منظومة أمنية متكاملة، تشمل الاستشارات وتحليل المخاطر وتوفير حلول تقنية متقدمة، مثل مراكز القيادة والتحكم المتنقلة المزودة بكاميرات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات في الوقت الفعلي.

كما أشار إلى دور الأكاديمية التابعة للشركة في تدريب الشباب السعودي عبر دورات معتمدة محلياً ودولياً لتأهيلهم للعمل في خدمة ضيوف الرحمن.

بدوره، تناول المهندس نائب أول رئيس شركة «ني سي» في السعودية تامر بدران، دور الحلول التقنية العالمية التي تراعي خصوصية الحج والعمرة.

وأشار إلى استخدام تقنيات مثل التعرف على الوجه والبصمات، ومحاكاة تدفق الحشود باستخدام الحوسبة الفائقة، مما ساعد على تحسين التخطيط وتقليل أوقات الانتظار في المنافذ والمطارات. وأكد أهمية التطورات المستقبلية في الحوسبة الكمية التي ستحدث نقلة نوعية في مجال إدارة الحشود.

وفي سياق متصل، تحدث الرئيس التنفيذي لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن المهندس محمد إسماعيل، عن منصة البيانات الموحدة التي تجمع أكثر من 200 دراسة وتحليل بيانات متقدمة لتحسين الخدمات وتخصيصها بناءً على احتياجات الحجاج. وأكد أن التفويج في المشاعر المقدسة يعتمد على حلول الذكاء الاصطناعي التي تراعي التنوع الثقافي والمذهبي لضيوف الرحمن لضمان تجربة منظمة ومريحة.

وأوضح المهندس وكيل وزارة الحج والعمرة للتخطيط والتحول الرقمي، عبد العزيز المتحمي، أن الوزارة بدأت بتحويل الخدمات التقليدية إلى رقمية، ثم انتقلت إلى مرحلة التكامل بين الجهات الحكومية لتقديم خدمات مخصصة وفريدة لكل حاج ومعتمر.

وأشار إلى النسخة الجديدة من تطبيق «نسك»، الذي يوفر خدمات شاملة تشمل حجوزات الفنادق والطيران والجولات التاريخية وحجوزات الروضة الشريفة. كما أعلن عن إطلاق منصة «نسك أعمال» التي تهدف إلى تعزيز التكامل مع رواد الأعمال لتقديم حلول مبتكرة لخدمة الحجاج.

واختتمت الجلسات بدعوات لتكامل الجهود بين الجهات الحكومية والخاصة لتطوير المزيد من الحلول التقنية المبتكرة، مع التركيز على أهمية التدريب المستمر واستخدام التقنيات الناشئة لضمان تجربة متكاملة تبدأ من بلد الحاج وتنتهي عند عودته.

وأكد الخبراء أن هذه الجهود تمثل حجر الأساس لتحقيق «رؤية المملكة 2030»، التي تهدف إلى تقديم تجربة استثنائية لضيوف الرحمن تجمع بين الابتكار التقني والكفاءة البشرية، لتجعل من موسم الحج تجربة روحانية منظمة وآمنة على أعلى المستويات.