اللجنة الوزارية المنبثقة عن «قمة الرياض»... 14 رحلة مكوكية واجتماعات تنسيقية

انطلقت بعد أسبوع من القرار... وحظيت بإشادة إقليمية ودوليّة

TT

اللجنة الوزارية المنبثقة عن «قمة الرياض»... 14 رحلة مكوكية واجتماعات تنسيقية

جولات اللجنة الوزارية بدأت من الصين العام الماضي (واس)
جولات اللجنة الوزارية بدأت من الصين العام الماضي (واس)

لم يتجاوز تكليف لجنة وزارية من 8 دول ومنظمتين غير حكوميتين برئاسة السعودية أسبوعاً واحداً حتى أعلن الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي بدء أعمال اللجنة الوزارية المكلفة من «قمة الرياض» بهدف بلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، وانطلقت اللجنة وشرعت بتنفيذ مهامّها يوم الاثنين 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

أجرى الوفد 14 زيارة لعواصم دولية فاعلة، بدأت بالعاصمة الصينية بكين، جاء بعدها على التوالي: موسكو، ولندن، وباريس، ثم برشلونة، فنيويورك، وواشنطن، وأوتاوا، وجنيف، وأوسلو، ثم باريس مرةً أخرى، وأعقبتها بروكسل، ومدريد، وأخيراً على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

التقت اللجنة عدداً من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية، وعدداً من المسؤولين في الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، وعدداً من البلدان الفاعلة على الصعيد الدولي، كما عقد الوفد عدداً من الاجتماعات التنسيقية بين أعضائه. وفي هذا الإطار نوّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالدور السعودي البنَّاء للغاية، ليس في سبيل إنهاء الصراع في غزة فحسب، بل لإيجاد حل سياسي للصراع وإحلال السلام، مضيفاً أن السعودية دفعت بثقلها التاريخي والدبلوماسي وعبر رئاستها للجنة الوزارية المنبثقة عن اجتماع القمة العربية الإسلامية المشتركة التي عُقدت في الرياض، إلى جانب باقي الدول الأعضاء في اللجنة، لتحقيق ذلك.

وتابع مراقبون تطوّراً في مواقف العديد من الدول التي زارتها طائرة اللجنة، أنتج تحوّلاً واضحاً في عدد من المواقف ما بين 7 أكتوبر (تشرين الأول) والفترات اللاحقة بفعل المباحثات واللقاءات الماراثونية التي أفضت إلى دعوات دولية متواصلة ناحية وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، خصوصاً لدى الجانب الأوروبي.

وفقاً لأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور عبد الحكيم القرالَّة، فإن اللجنة الوزارية «قامت بمهامّها على أكمل وجه»، لافتاً إلى وضع اللجنة «خريطة طريق سارت عليها ولم تتلكأ أو تتردد»، وأردف: «برغم الصّلف والتعنّت الإسرائيلي بقيادة اليمين المتطرف الإسرائيلي ونتنياهو في إفشال كل سبل الوصول إلى تهدئة أو هدنة أو وقف لإطلاق النار والتأسيس لأفق سياسي»؛ فإن اللجنة «لم يتملّكها الإحباط».

وأعربت الرئاسة الفلسطينية عن شكرها للجنة الوزارية العربية الإسلامية المكلّفة من «القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية»، عادّةً أنها تواصل جهودها واتصالاتها وزياراتها المقدرة في هذا الشأن، كما شكرت الدول الشقيقة والصديقة التي أسهمت في الوصول إلى هذه المرحلة من الاعتراف بالدولة الفلسطينية على وجه الخصوص.


مقالات ذات صلة

رجال دين يتهمون مستوطنين في الضفة الغربية بالاعتداء على مواقع مسيحية

المشرق العربي جنود إسرائيليون يحرسون مجموعة من المستوطنين في الخليل بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

رجال دين يتهمون مستوطنين في الضفة الغربية بالاعتداء على مواقع مسيحية

اتهم زعماء مسيحيون مستوطنين إسرائيليين، الاثنين، بمهاجمة مواقع مقدسة في الضفة الغربية، في أعمال عنف قال أحدهم إنها تجبر البعض على التفكير في مغادرة الأراضي.

المشرق العربي قوات إسرائيلية بالقرب من الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

تقرير: إسرائيل قدمت خريطة ثالثة بشأن إعادة انتشار قواتها في غزة

ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست»، الاثنين، أن إسرائيل قدمت خريطة ثالثة بشأن إعادة انتشار قواتها في قطاع غزة في مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تحليل إخباري أطفال يصطفون مع أوانٍ لتلقي وجبات الطعام من مطبخ خيري في مدينة غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري مفاوضات «هدنة غزة» بانتظار «تعديلات»

دخلت مفاوضات الهدنة في قطاع غزة أسبوعها الثاني ولا تزال «تراوح مكانها» وسط تبادل للاتهامات بين إسرائيل وحركة «حماس» بالتعطيل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس أركان الجيش المصري قرب حدود إسرائيل نهاية العام الماضي (المتحدث العسكري)

«استهجان مصري» إزاء محاولات إسرائيلية لدفع الفلسطينيين نحو الحدود

عبّر مصدر مصري مطلع عن استهجان القاهرة «الشديد» لما وصفه بـ«السياسات الإسرائيلية التي تقود لتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين»، الذي ترفضه مصر.

هشام المياني (القاهرة)
المشرق العربي الدخان والنيران يتصاعدان في السماء عقب قصف إسرائيلي على شمال قطاع غزة (أ.ب) play-circle

«حماس»: نتنياهو «لا يريد التوصل إلى أيّ اتفاق» لوقف النار في غزة

اتهمت حركة «حماس»، الاثنين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بتعمّد «إفشال» جهود الوسطاء في ظل عدم رغبته بالتوصل إلى «أيّ اتفاق» لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

السعودية تؤكد دعمها جهود تعزيز التعاون الدولي السيبراني

السعودية شددت على أهمية تعزيز العمل الدولي المشترك للتصدي للتهديدات السيبرانية (واس)
السعودية شددت على أهمية تعزيز العمل الدولي المشترك للتصدي للتهديدات السيبرانية (واس)
TT

السعودية تؤكد دعمها جهود تعزيز التعاون الدولي السيبراني

السعودية شددت على أهمية تعزيز العمل الدولي المشترك للتصدي للتهديدات السيبرانية (واس)
السعودية شددت على أهمية تعزيز العمل الدولي المشترك للتصدي للتهديدات السيبرانية (واس)

أكدت السعودية دعمها للجهود الرامية لتعزيز التعاون الدولي في الفضاء السيبراني خلال أعمال الدورة الموضوعية الحادية عشرة والختامية للفريق العامل مفتوح العضوية المعني بأمن تكنولوجيات المعلومات والاتصالات واستخدامها، والتي عقدت بمقر الأمم المتحدة في نيويورك من 7 وحتى 11 يوليو (تموز) الحالي.

وشاركت السعودية، ممثلة بالهيئة الوطنية للأمن السيبراني والوفد الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، في أعمال الدورة التي جرى خلالها مناقشة عدة موضوعات ذات صلة بالأمن السيبراني في السياق الدولي، ومن ذلك التهديدات الحالية والمستقبلية، وقواعد ومبادئ ومعايير السلوك المسؤول للدول في هذا الفضاء.

كما نُوقِشَت التدابير اللازمة لبناء الثقة بالفضاء السيبراني، وأهمية مواصلة الجهود الرامية لبناء القدرات بما يسهم في استدامة الجهود لمواجهة التهديدات السيبرانية، ومواصلة مناقشة المسائل الملحة في الفضاء السيبراني، وأثرها في الأمن الدولي.

وتناولت السعودية في مشاركتها أهمية الموضوعات التي تُنَاقَش ضمن أعمال الفريق، وضرورة أن يتم البناء على ما تحقق من تقدم ومكتسبات، لمأسسة حوار منتظم تحت مظلة الأمم المتحدة حول مسائل الأمن السيبراني في سياق الأمن الدولي.

وأشارت السعودية إلى أهمية تعزيز العمل الدولي المشترك للتصدي للتهديدات السيبرانية، وحرصها على الإسهام في تطوير منصات إقليمية وعالمية تناقش موضوعات المجال على نحوٍ شمولي يسهم في تعزيز الجهود الدولية في هذا الفضاء، ومن ذلك إطلاقها «مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني» ترعى عدة مبادرات دولية تستثمر في رخاء الإنسان، وازدهار المجتمعات فيه.

كما سُلّط الضوء على مبادرة السعودية بتأسيس «مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب» الذي رحَّب قادة الدول العربية بإنشائه، واتخاذ مدينة الرياض مقراً دائماً له خلال قمتهم الثالثة والثلاثين بالعاصمة البحرينية المنامة في 16 مايو (أيار) 2024.

وخلص المجتمعون في أعمال الدورة إلى الاتفاق على آلية دولية لتعزيز السلوك المسؤول للدول في الفضاء السيبراني تحت مظلة اللجنة الأولى المعنية بنزع السلاح والأمن الدولي التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تناقش مسائل نزع السلاح والأمن الدولي، وتسعى لإيجاد حلول للتحديات القائمة في إطار منظومة الأمن الدولي.

وتأتي مشاركة الهيئة ضمن جهودها الرامية لتعزيز التعاون الدولي بالأمن السيبراني، بصفتها الجهة السعودية المختصة به، والمرجع لشؤونه، وتهدف إلى تعزيزه، حمايةً للمصالح الحيوية للدولة، وأمنها الوطني، وتختص بتمثيل المملكة في المنظمات والهيئات واللجان والمجموعات الثنائية والإقليمية والدولية ذات الصلة، ومتابعة تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمجال.