وزراء العدل في دول الخليج يبحثون تفعيل «اتفاقية تسليم المتهمين والمحكومين»

المهندي: التهديدات الأمنية تستلزم التنسيق القانوني والتعاون القضائي

جانب من اجتماع وزراء العدل في مجلس التعاون الخليجي بالعاصمة القطرية الدوحة اليوم
جانب من اجتماع وزراء العدل في مجلس التعاون الخليجي بالعاصمة القطرية الدوحة اليوم
TT

وزراء العدل في دول الخليج يبحثون تفعيل «اتفاقية تسليم المتهمين والمحكومين»

جانب من اجتماع وزراء العدل في مجلس التعاون الخليجي بالعاصمة القطرية الدوحة اليوم
جانب من اجتماع وزراء العدل في مجلس التعاون الخليجي بالعاصمة القطرية الدوحة اليوم

بحث وزراء العدل الخليجيون، في اجتماعهم بالعاصمة القطرية (الدوحة) اليوم (الاثنين)، اعتماد «اتفاقية تسليم المتهمين والمحكوم عليهم»، بين دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مشروع تطوير اتفاقية تنفيذ الأحكام والإنابات والإعلانات القضائية بدول المجلس.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، أن الاجتماع الـ34 لوزراء العدل بدول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد في قطر اليوم؛ سيبحث «اعتماد لعدد من الاتفاقيات، كاتفاقية تسليم المتهمين والمحكوم عليهم، والتي تأتي استكمالاً لمنظومة اتفاقيات التعاون القانوني والقضائي بين دول المجلس».

وأضاف البديوي في تصريح نقلته الأمانة العامة للمجلس، أن اجتماع وزراء العدل سيعتمد كذلك «إقرار الاتفاقية المنظمة للتعاون في المسائل المدنية والأحوال الشخصية، والاتفاقية المنظمة للتعاون في المسائل الجزائية، اللتين تأتيان تطويراً لاتفاقية تنفيذ الأحكام والإنابات والإعلانات القضائية، وإقرار وثيقة الدوحة لقواعد الأحداث، التي تضم بين جنباتها المبادئ العامة المتطلب مراعاتها عند محاكمة الأحداث، تمهيداً لرفعهم لمقام المجلس الأعلى، وهذه الاتفاقيات هي خير دليل على أهمية التعاون القائم بين دول المجلس في المجال العدلي».

وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، أن لجنة وزراء العدل بدول المجلس، أسهمت في تعزيز وتقريب القوانين والأنظمة في المجال العدلي، وحققت تجانساً في هذا الجانب بين دول المجلس عبر عدد من الإنجازات، من أبرزها اعتماد اتفاقية تنفيذ الأحكام والإنابات والإعلانات القضائية، واعتماد أكثر من 21 نظاماً (قانوناً) في كافة المجالات العدلية بصفة استرشادية.

وترأس الاجتماع الرابع والثلاثين لوزراء العدل بدول مجلس التعاون، وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء القطري إبراهيم بن علي بن عيسى المهندي الذي ثمَّن «ما حققته وزارات العدل بدول مجلس التعاون من تحديث وتطوير للأنظمة القانونية والقضائية، والتوجه نحو تمكين العدالة الرقمية، مستفيدة في ذلك من التطور التكنولوجي المتسارع».

وأشار المهندي إلى أن «التحديات والتهديدات الأمنية الخطيرة التي تعصف بالعالم اليوم تستلزم من وزارات العدل بدول مجلس التعاون المزيد من تعميق التنسيق القانوني والتعاون العدلي والقضائي، وتوحيد التشريعات النافذة، لإيجاد منظومة خليجية قانونية متكاملة، قادرة على مواجهة هذه التحديات، والعمل على وضع استراتيجية خليجية كفيلة بالارتقاء بالعمل القانوني الخليجي المشترك».

ونوه وزير العدل القطري إلى أهمية اعتماد خطة عمل لتنفيذ برنامجٍ خليجي متخصص في مجال بناء القدرات البشرية والفنية، للعاملين في الأجهزة المختصة بمجالات حماية حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وإنفاذ القانون.

وشارك وزير العدل السعودي الدكتور وليد الصمعاني في هذا الاجتماع الذي بحث -كذلك- اتفاقيتي التعاون القانوني والقضائي في المسائل المدنية والتجارية، والأحوال الشخصية، والجزائية، بدول المجلس، وتحويل بعض المبادئ التشريعية الواردة في القوانين والأنظمة إلى قواعد موحدة، إضافة إلى عدد من الموضوعات المدرجة على جدول الاجتماع.

ويناقش الاجتماع عدداً من الموضوعات المتعلقة بتعزيز التعاون القانوني والقضائي المشترك بين وزارات العدل بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، من بينها مشروع تطوير اتفاقية تنفيذ الأحكام والإنابات والإعلانات القضائية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، واتفاقيات للتعاون القانوني والقضائي في المسائل المدنية والتجارية والأحوال الشخصية والمسائل الجنائية بين دول المجلس، ومشروع القواعد الموحدة لمكافحة التمييز وخطاب الكراهية لدول مجلس التعاون، ومقترح الأمانة العامة بتحويل بعض المبادئ الواردة في القوانين إلى قواعد موحدة.



النازحون في معقل الحوثيين تجسيد للمأساة الإنسانية في اليمن

معظم المدارس أصبحت مأوى للنازحين من الحرب التي فجَّرها الحوثيون (إعلام محلي)
معظم المدارس أصبحت مأوى للنازحين من الحرب التي فجَّرها الحوثيون (إعلام محلي)
TT

النازحون في معقل الحوثيين تجسيد للمأساة الإنسانية في اليمن

معظم المدارس أصبحت مأوى للنازحين من الحرب التي فجَّرها الحوثيون (إعلام محلي)
معظم المدارس أصبحت مأوى للنازحين من الحرب التي فجَّرها الحوثيون (إعلام محلي)

كشفت بيانات وزعتها منظمات إغاثية عن صورة بائسة للنازحين داخلياً في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثيين في اليمن، سواء من حيث انعدام سبل العيش أو المشكلات المرتبطة بالإخلاء من المساكن، وصولاً إلى معاناة النساء والفتيات من غياب الخدمات الصحية أو التعليم.

ووفق شبكة من المنظمات غير الحكومية، والمنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة التي تعمل في مجال الحماية أثناء الأزمات الإنسانية، بما في ذلك الصراعات المسلحة والكوارث، فإن الوضع الإنساني في محافظة صعدة لا يزال بحاجة ماسَّة إلى المساعدة والدعم.

مجاميع من النازحين في صعدة تعيش في مناطق يصعب الوصول إليها (إعلام محلي)

وأكدت المنظمات أن وضع النازحين داخلياً في صعدة لا يزال صعباً، خصوصاً في المناطق التي يصعب الوصول إليها؛ حيث يفتقرون داخلياً إلى الاحتياجات الأساسية، ولم يعد لديهم غالباً وسائل لإعالة أنفسهم، أو أي مصدر دخل يسمح لهم بإعالة أسرهم، بصرف النظر عما يمكنهم كسبه أحياناً من خلال العمل اليومي.

وتظهر شبكة المنظمات أن انخفاض المساعدات الإنسانية، مثل الغذاء والمواد غير الغذائية وأدوات المأوى في حالات الطوارئ والنقد، أدى إلى جعل حياة النازحين داخلياً أكثر صعوبة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإنهم يعانون بشكل كبير من الظواهر الناجمة عن المناخ التي تؤثر بشكل متقطع في ملاجئهم المؤقتة، وتعرِّضهم لمخاطر حماية إضافية؛ حيث تسببت الأمطار الغزيرة والسيول في أضرار جسيمة للملاجئ في مواقع النزوح.

وفي ظل هذه الأوضاع، تؤكد الشبكة أن حالات الحماية المتعلقة بالفتيات والنساء تظل خارج الاهتمام؛ لأنه بسبب نظام القيم المحافظة والخوف من الوصمة، لا تبلغ الأسر عن الحوادث، بل تتعامل مع مثل هذه الحالات بنفسها من دون تدخُّل ودعم من جهات. ورغم ذلك، فقد جرى الإبلاغ عن مخاوف ذات صلة، مثل الافتقار إلى الخصوصية والتميز، كما الافتقار إلى المدارس التي تقدم التعليم للإناث، خصوصاً المدارس الثانوية.

الصحة والتعليم

يحذر تقرير شبكة المنظمات الإغاثية من أن غياب المراكز الصحية في بعض المناطق في محافظة صعدة اليمنية يُحْدِث فجوة حرجة في الوصول إلى الخدمات الطبية الأساسية للنساء والفتيات، ويشمل ذلك الاستشارات والعلاج من الأمراض والإشراف الآمن والمؤهل على الولادة.

النزوح الداخلي في محافظة صعدة اليمنية بدأ مع تمرد الحوثيين في 2004 (إعلام محلي)

ويؤكد التقرير أن المجتمع هناك يعتمد حالياً على النساء المسنات للولادة؛ ما يفرض مخاطر صحية محتملة على كل من الأمهات والمواليد الجدد، ويعرِّض حياة مجتمعات بأكملها للخطر.

ويذكر أن عبء الرعاية الصحية ونفقات رعاية الأطفال يؤثران في النساء بسبب التحديات الاقتصادية القائمة، حيث من الصعب تحمُّل التكلفة في ظل الموارد المالية المحدودة.

ولتقليص مخاطر الحماية، وتعزيز تعليم الفتيات، أعلنت الشبكة عن تجهيز 4 مدارس بمراحيض منفصلة للجنسين، وتعزيز إمكانية وصول الطالبات إلى مدارسهن بعد تجهيز 4 مدارس بفصول دراسية إضافية مجهزة بمكاتب وكراسي، بالإضافة إلى أدوات التدريس الأساسية، وتوسيع نطاق مبادرات مساعدة الضحايا والتوعية بمخاطر الألغام لتقليل تأثير الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، وتقديم الدعم لمواقع النازحين المعرضين لخطر الإخلاء داخل مركز محافظة صعدة.

وإلى جانب ذلك، تواصل شبكة المنظمات تقديم الوساطة القانونية والمساعدة النقدية لمنع عمليات الإخلاء، وضمان أن تحصل الأسر على الدعم الذي تحتاج إليه، وتعزيز الدعم للنساء والفتيات من خلال توسيع نطاق مشاريع الحماية المتكاملة مع التعليم والصحة، والتخفيف من المخاطر التي تواجهها النساء والفتيات اللاتي يحصلن على هذه الخدمات.

افتقاد المأوى

وفي محافظة الجوف اليمنية المجاورة لصعدة، حذرت شبكة المنظمات الإغاثية من أن الألغام الأرضية لا تزال تشكل تهديداً خطيراً لحياة كثير من المدنيين، خصوصاً الأطفال والنساء. كما تنتشر بقايا الحرب الأخرى على نطاق واسع في معظم المناطق؛ ما يتطلب تدخلاً عاجلاً.

السيول جرفت مخيمات النازحين في الجوف (إعلام محلي)

وبينما يواجه عدد كبير من النازحين مخاطر مرتبطة بالسكن، بما في ذلك عمليات الإخلاء والتهديدات بالإخلاء مع رغبة أصحاب العقارات في الاستثمار في أراضيهم، تريد السلطات المحلية من جهتها تجديد المرافق العامة التي تقيم فيها أسر النازحين داخلياً، مثل المدارس. ولهذا، يجري الإبلاغ عن عمليات الإخلاء والتهديدات بالإخلاء بشكل متكرر في محافظتي صعدة والجوف بشكل رئيسي.

ووفق هذه البيانات، جرى الإبلاغ عن أكثر من 50 حالة إخلاء فردية في مديرية الحزم بالجوف، حيث استجاب فريق إدارة عمليات الإغاثة للمتضررين، وجرى توفير الوساطة القانونية والمساعدة النقدية للأسر المعرضة لخطر الإخلاء لمساعدتهم على البقاء في منازلهم.