الجامعة العربية تدعم جهود السعودية لاستعادة استقرار اليمن

أبو الغيط بحث مع المبعوث الأممي سبل خفض التصعيد

أحمد أبو الغيط خلال لقائه غروندبرغ في القاهرة (جامعة الدول العربية)
أحمد أبو الغيط خلال لقائه غروندبرغ في القاهرة (جامعة الدول العربية)
TT

الجامعة العربية تدعم جهود السعودية لاستعادة استقرار اليمن

أحمد أبو الغيط خلال لقائه غروندبرغ في القاهرة (جامعة الدول العربية)
أحمد أبو الغيط خلال لقائه غروندبرغ في القاهرة (جامعة الدول العربية)

أكدت جامعة الدول العربية دعمها جهود المملكة العربية السعودية لاستعادة الاستقرار في اليمن. وقال الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، في إفادة رسمية: «ندعم الحكومة الشرعية في اليمن، وكل الجهود التي تبذلها الرياض من أجل استعادة الاستقرار في البلاد».

جاء ذلك خلال لقاء أبو الغيط ومبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، الثلاثاء، تناول سبل خفض التصعيد في اليمن، حسب الإفادة التي نشرها المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية، السفير جمال رشدي.

وقال رشدي إن «أبو الغيط أكد خلال اللقاء دعمه جهود المبعوث الأممي الرامية إلى التوصل لاتفاقات بشأن خفض التصعيد الاقتصادي في الفترة الأخيرة»، معرباً عن «أمله في استمرار الهدنة الحالية في اليمن رغم هشاشتها». وأشار رشدي إلى أن اللقاء ركّز على «الوضع في اليمن من مختلف النواحي الإنسانية والأمنية والسياسية».

الحوثيون احتجزوا العشرات من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية في اليمن (إ.ب.أ)

وأعرب الأمين العام عن «انزعاجه من استمرار تدهور الوضع الإنساني في كل مناطق اليمن»، مشيراً إلى أن «التسوية السياسية هي الكفيلة وحدها باستعادة وحدة البلاد والبدء بتحسين الوضع الاقتصادي»، ومؤكداً أنه «يجب ألا يتصوّر طرفٌ أن بإمكانه الانفراد بالسلطة، وأن كل المكونات لا بد أن يكون لها دورٌ في مستقبل اليمن»، حسب الإفادة.

كانت السعودية قد أطلقت مبادرة لحل الأزمة اليمنية عام 2021 شملت مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واستضافت لقاءات تشاورية عدة «لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن، والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من الأطراف اليمنية كافّة». كما شجعت المملكة الحوار والوفاق بين الأطراف اليمنية، وأسهمت في تقديم المساعدات الإنسانية وتسهيلها ووصولها إلى كل مناطق اليمن.

وأكد أبو الغيط أن «التطورات الجارية في المنطقة تستدعي بذل كل جهد ممكن لنزع فتيل التصعيد»، مشيراً إلى «خطورة انخراط الحوثيين في هجمات تُهدّد التجارة البحرية في واحد من أهم الشرايين الملاحية في العالم وهو البحر الأحمر».

نيران تشتعل في ناقلة نفط استهدفها الحوثيون بالبحر الأحمر مؤخراً (رويترز)

وأبدى أبو الغيط «انزعاجه الشديد حيال استمرار جماعة الحوثي في احتجاز عدد من الموظفين الأمميين والعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، ما يُمثل تهديداً لأنساق العمل الإنساني كافّة في البلاد»، داعياً «جماعة الحوثي إلى الإفراج عن هؤلاء في أقرب الآجال».

وكانت الجامعة العربية رحّبت في يوليو (تموز) الماضي بالإعلان الصادر عن مكتب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، بشأن اتفاق الحكومة اليمنية والحوثيين على إجراءات لخفض التصعيد فيما يتعلق بالقطاع المصرفي والخطوط الجوية اليمنية.

وقالت، آنذاك، إن «الإجراءات المتفق عليها من شأنها أن تخفّف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، وتخفّض التصعيد وتحسّن الظروف للأطراف؛ لاستئناف الجهود السياسية والدبلوماسية الهادفة إلى التوصل لحل سياسي سلمي للأزمة اليمنية». وعدّت الاتفاقات «خطوة مهمة نحو بناء الثقة إذا أظهر الطرف الحوثي الالتزام الواجب بخفض التصعيد».

النيران تشتعل في الناقلة «سونيون» بالبحر الأحمر بعد هجوم سابق من قبل الجماعة الحوثية (رويترز)

وتصاعدت التوترات في منطقة البحر الأحمر، نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية السفن المارة بالممر الملاحي؛ «رداً على استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة». ودفعت تلك الهجمات شركات شحن عالمية إلى تغيير مسارها متجنّبة المرور في البحر الأحمر، ما كانت له تداعيات على الاقتصاد وحركة التجارة العالمية.

وكانت السعودية قد أكدت، في بيان مشترك مع مصر عقب لقاء الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، الأسبوع الماضي، «أهمية انخراط الحوثيين بإيجابية مع الجهود الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، والتعاطي بجدية مع مبادرات وجهود السلام».

كما أكد الجانبان «أهمية المحافظة على أمن منطقة البحر الأحمر واستقرارها، التي تُعدّ حرية الملاحة فيها مطلباً دولياً لارتباطها بمصالح العالم أجمع، وضرورة تجنيبها أي مخاطر أو تهديدات تؤثر في الأمن والسلم الإقليميين والدوليين وحركة التجارة العالمية والاقتصاد الدولي»، وفق البيان المشترك.


مقالات ذات صلة

الجامعة العربية تُحذر من تفاقم «المجاعة المروعة» في غزة

المشرق العربي الجامعة العربية تُحذر من تدهور سريع للوضع الإنساني في قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

الجامعة العربية تُحذر من تفاقم «المجاعة المروعة» في غزة

حذرت جامعة الدول العربية، الأحد، من تفاقم «المجاعة المروعة» و«الكارثة الإنسانية» في قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي إردوغان متحدثاً عن التطورات في سوريا في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)

إردوغان: دمشق هدف فصائل المعارضة ونأمل استكمال مسيرتها دون مشكلات

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن إدلب وحماة وحمص أصبحت بيد فصائل المعارضة السورية، وإن هدف المعارضة بالطبع هو دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
خاص نازحون فروا من ريف حلب يركبون سيارة تحمل أمتعتهم بجوار إشارة طريق في حلب (رويترز)

خاص ما حدود الدعم العربي لسوريا بمواجهة الفصائل المسلحة؟

اتصالات عربية مع دمشق تتواصل بشأن التطورات الميدانية في شمال سوريا، كان أحدثها مناقشات وزيري الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره السوري بسام صباغ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد جانب من اجتماع المجلس الوزاري العربي للكهرباء في القاهرة (الجامعة العربية)

«الجامعة العربية» تطلق «السوق المشتركة للكهرباء» لتعزيز الإمدادات وخفض التكاليف

بهدف تعزيز الإمدادات وخفض التكاليف، أطلقت جامعة الدول العربية، الاثنين، «السوق العربية المشتركة للكهرباء»، عبر اتفاقية وقعتها 11 دولة، بينها السعودية ومصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

السعودية تدين حادث الدهس في ماغدبورغ... وتؤكد نبذها العنف

محققون يصلون إلى موقع حادثة الدهس التي وقعت في سوق بمدينة ماغدبورغ (إ.ب.أ)
محققون يصلون إلى موقع حادثة الدهس التي وقعت في سوق بمدينة ماغدبورغ (إ.ب.أ)
TT

السعودية تدين حادث الدهس في ماغدبورغ... وتؤكد نبذها العنف

محققون يصلون إلى موقع حادثة الدهس التي وقعت في سوق بمدينة ماغدبورغ (إ.ب.أ)
محققون يصلون إلى موقع حادثة الدهس التي وقعت في سوق بمدينة ماغدبورغ (إ.ب.أ)

أعربت السعودية، السبت، عن إدانتها حادث الدهس في سوق بمدينة ماغدبورغ، الذي نتج عنه وفيات وإصابات، معبِّرةً عن تضامنها مع الشعب الألماني وأسر الضحايا.

وأكدت في بيان لوزارة الخارجية، موقفها في نبذ العنف، معبِّرةً عن تعاطفها وصادق تعازيها لأسر المتوفين ولألمانيا حكومةً وشعباً، مع تمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل.

كما أدانت دول خليجية ومنظمات إسلامية بشدة حادث الدهس، معربين عن تضامنهم مع الحكومة الألمانية وعن خالص العزاء والمواساة لأسر وذوي الضحايا، ومتمنين الشفاء العاجل للمصابين.

وفي الوقت الذي جددت فيه الكويت رفضها لأشكال العنف كافة، أكدت على أهمية تكاتف المجتمع الدولي لمحاربة العنف والإرهاب ومحاسبة مرتكبيه والقضاء على منابعه. كما أكدت البحرين والإمارات وقطر وسلطنة عمان على موقفهم الثابت والرافض لأعمال العنف وترويع الآمنين بجميع صورها وأشكالها ومهما كانت دوافعها أو مبرراتها.

وألقت الشرطة الألمانية، الجمعة، القبض على سائق اقتحم سوقاً لعيد الميلاد في مدينة ماغدبورغ بوسط ألمانيا، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من بينهم طفل.

رجال إنقاذ يعملون في موقع الحادثة بسوق عيد الميلاد في ماغدبورغ (رويترز)

وأعلنت السلطات الألمانية سقوط 5 قتلى على الأقل ونحو 200 مصاب، بعد أن صدمت السيارة الحشد «لمسافة لا تقل عن 400 متر». وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، في بيان على منصة «إكس»، إن حادثة الدهس في سوق الميلاد «تثير أسوأ المخاوف».

بدورها، أدانت رابطة العالم الإسلامي عملية الدهس، وذلك في بيان جدَّدت فيه التأكيدَ على موقف الرابطة الرافض والمُدين للعنف والإرهاب بأشكاله وذرائعه كافة.

وأعربت الرابطة عن صادق التضامن وخالص العزاء والمواساة لذوي الضحايا والمصابين، ولعموم الشعب الألماني.