المساعدات السعودية تغطي 171 دول حول العالم

في 49 عاماً قدمت مساعدات إنمائية بلغت نحو نصف تريليون ريال سعودي

المساعدات الإنسانية السعودية طافت العديد من دول العالم (الشرق الأوسط)
المساعدات الإنسانية السعودية طافت العديد من دول العالم (الشرق الأوسط)
TT

المساعدات السعودية تغطي 171 دول حول العالم

المساعدات الإنسانية السعودية طافت العديد من دول العالم (الشرق الأوسط)
المساعدات الإنسانية السعودية طافت العديد من دول العالم (الشرق الأوسط)

من يبحر في تاريخ العمل الإنساني يدرك انه ارتبط باسم السعودية منذ نشأتها في ظل ما توليه قيادة البلاد من اهتمام ورعاية للعمل الخيري والإنساني للتخفيف من معاناة الإنسان في مشارق الأرض ومغاربها دون النظر إلى دينه أو عرقه إيماناً منها بأهمية الدور الإنساني والتنموي الفاعل الذي تقوم به تجاه الدول المحتاجة والمتضررة، لتجعل من البعد الإنساني نهجاً ثابتاً في سياستها.

وتشكل المشاريع والبرامج الإنسانية الكبيرة لمركز الملك سلمان للإغاثة، علامة بارزة في سجل السعودية الإنساني، وقطرة من فيض عطائها؛ وذلك بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يوافق 19 من شهر أغسطس (آب) من كل عام.

وحرصت السعودية منذ نشأتها على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وصولاً لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على رعاية وتنمية العمل الخيري والإنساني وتطويره على أسس سليمة وقواعد راسخة، إدراكاً منها لأهمية هذا العمل في التخفيف من المعاناة الإنسانية، وتلبية الاحتياجات الملحّة للشعوب التي تعاني من أزمات إنسانية وكوارث طبيعية في أنحاء العالم بما يدعم الازدهار والاستقرار في هذه الدول.

وقدمت السعودية منذ عام 1975 إلى عام 2024 مساعدات إنمائية تقارب نصف تريليون ريال سعودي (131 مليار دولار) غطت 171 دولة حول العالم والتي نفذ بها أكثر 7090 مشروعاً إنسانياً وإغاثياً وتنموياً.

ملامح تعلوها ابتسامات بريئة لعطاء سعودي أعاد السعادة لهم (الشرق الأوسط)

وبادرت السعودية في 13 مايو (أيار) 2015 بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ليكون مركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها، ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة، تحقيقاً للأهداف الإنسانية المرجوة، ومواجهة التحديات ومد يد العون للمحتاجين في كل مكان في العالم على نحو فعّال.

وبتوجيهات واهتمام خادم الحرمين الشريفين، وبمتابعة دقيقة من ولي العهد السعودي أخذ العمل الخيري في المملكة بعداً عالمياً، حيث نفذ المركز منذ تأسيسه 3009 مشاريع في مختلف القطاعات الحيوية شملت 100 دولة حول العالم بقيمة تجاوزت 6 مليارات و940 مليون دولار، استفاد منها الملايين من الفئات الأكثر ضعفاً واحتياجاً في الدول المستهدفة دون تمييز.

رعاية صحية متكاملة قدمها المشروع الطبي لجراحة العظام الذي دشنه مركز الملك سلمان للإغاثة في اليمن (الشرق الأوسط)

وحققت السعودية بنهاية عام 2023، المرتبة الرابعة بين أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والإغاثية في العالم، وذلك بحسب منصة التتبع المالي التابعة للأمم المتحدة، حيث قدمت مساعدات بما يفوق المليار و200 مليون دولار، أي ما نسبته 3.6 في المائة من المساعدات التي قدمتها الدول المانحة للدول النامية والدول التي تعاني من الكوارث والأزمات.

ولإبراز جهود السعودية دولياً وحفظ حقوقها في العطاء أسوة بالدول المانحة الكبرى تم إنشاء المنصات الإغاثية والتطوعية والتوثيق والتسجيل الدولي، مثل «منصة المساعدات السعودية، ومنصة المساعدات المقدمة للاجئين في المملكة، ومنصة التطوع الخارجي، ومنصة التبرع الإلكترونية (ساهم)».

جانب من جهود مركز الملك سلمان الإغاثية في تقديم الرعاية الطبية للمرضى في اليمن (الشرق الأوسط)

في حين أنشأ مركز الملك سلمان للإغاثة عدداً من البرامج النوعية لمساعدة الشعب اليمني منها البرنامج السعودي لنزع الألغام (مسام)، ومراكز الأطراف الصناعية، ومشروع إعادة إدماج الأطفال المرتبطين سابقاً بالنزاع المسلح.

وتعد السعودية من أكثر الدول استقبالاً للاجئين (الزائرين) إذ تتيح لهم فرصة العلاج والتعليم مجاناً، وتحرص على اندماجهم في المجتمع، وذلك من خلال وجودهم في جميع مناطق المملكة، وإتاحة فرص العمل والتعليم في المدارس العامة.

سيّرت السعودية جسراً جوياً وآخر بحرياً لإغاثة سكان قطاع غزة (واس)

وسيّر مركز الملك سلمان للإغاثة لإغاثة سكان قطاع غزة، جسراً جوياً مكوناً من 54 طائرة وجسراً آخر بحرياً مؤلفاً من 8 سفن كبيرة تشتمل على مواد غذائية وإيوائية وطبية تزن 6600 طن، إلى جانب تعاون المركز مع الأردن للقيام بعملية الإسقاط الجوي لإيصال المساعدات الغذائية النوعية للمتضررين في القطاع؛ بهدف كسر إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلية المعابر الحدودية.

في حين بلغت قيمة إجمالي المساعدات المقدمة حتى الآن للشعب الفلسطيني في قطاع غزة 185 مليون دولار، كما قدم المركز الدعم المالي لعلاج مرضى السرطان من أهالي قطاع غزة في الأردن، يستفيد منها 150 فرداً، بقيمة تبلغ 3 ملايين و615 ألف دولار إلى جانب العديد من المشروعات الإنسانية في كثير من الدول منها تدشين مركز برنامج «سمع السعودية» التطوعي في تركيا للتأهيل السمعي وزراعة القوقعة للمتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا، الذي يعد أكبر حدث إنساني تطوعي لزراعة القوقعة والتأهيل السمعي حول العالم.

لحظة عطاء واحدة قد تُزهِر الأمل في قلوب من هم في أمسّ الحاجة إليه (مركز الملك سلمان للإغاثة)

وضمن الإنجازات الإنسانية الكبرى للسعودية اعتمدت الأمم المتحدة مؤخراً وبمبادرة من المملكة يوم 24 من نوفمبر (تشرين الثاني) يوماً عالمياً للتوائم الملتصقة، وسينظم مركز الملك سلمان للإغاثة تزامناً مع هذا اليوم مؤتمراً دولياً تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين بمدينة الرياض بمناسبة مرور 30 عاماً على بدء البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، فضلاً عن تنظيم المركز في شهر فبراير (شباط) 2025 منتدى الرياض الدولي الإنساني في نسخته الرابعة.

وستبقى أيادي السعودية البيضاء تُمد بسخاء، وسجلها الناصع يمتد بالعطاء، وفق توجيهات من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده متخذة من «رؤية المملكة 2030» نبراساً يقود العمل الإنساني السعودي إلى معارج العلا.

المساعدات الإغاثية السعودية سلكت طرقاً وعرة لإيصال السلال الغذائية والإيوائية للمحتاجين


مقالات ذات صلة

برعاية خادم الحرمين... تكريم الفائزين في المسابقة الدولية لحفظ القرآن

الخليج برعاية خادم الحرمين... تكريم الفائزين في المسابقة الدولية لحفظ القرآن

برعاية خادم الحرمين... تكريم الفائزين في المسابقة الدولية لحفظ القرآن

تميّزت مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم بمشاركة أكبر عدد من الدول في تاريخها بـ174 متسابقاً من 123 دولة.

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
الخليج الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء (واس)

ولي العهد السعودي يتلقى رسالة خطِّية من رئيس المالديف

تلقَّى الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رسالة خطِّية من رئيس جمهورية المالديف، الدكتور محمد معز، تتصل بالعلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مسار المدونات اللغوية يخدم العلماء والباحثين في الحقول اللغوية ويتفق مع مجمل أعمال المجمع ومشروعاته (واس)

مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يطلق «مدونة الإبل»

أطلق مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، «مدونة الإبل» ضمن المدونات التي تضمّها منصة «فلك» للمدونات اللغوية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صورة لنظام دفع بالبطاقات الرقمية في أشهايم بألمانيا (رويترز)

استثمارات بـ9 ملايين دولار في شركة «رسال» السعودية لحلول البطاقات الرقمية

أغلقت شركة «رسال» السعودية المتخصصة في حلول بطاقات الإهداء الرقمية مسبقة الدفع جولة استثمارية بـ9 ملايين دولار، وتهدف من خلال التمويل إلى تطوير حلولها الرقمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مشاهد من رحلة عبد الله فيلبي إلى عسير عام 1936 (وزارة الثقافة)

التاريخ الثقافي والحضاري لمنطقة عسير حيّ في معرض للمخطوطات

انطلق «معرض مخطوطات عسير» لاستكشاف قصص الأجداد وتاريخ المنطقة بين طيّات المخطوطات ومن خلال الأجنحة المتنوعة والندوات والجلسات الحوارية المتخصصة.

عمر البدوي (الرياض)

مشاورات سعودية - مصرية في الرياض حول أوضاع المنطقة

الأمير فيصل بن فرحان مستقبِلاً الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة في مصر (واس)
الأمير فيصل بن فرحان مستقبِلاً الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة في مصر (واس)
TT

مشاورات سعودية - مصرية في الرياض حول أوضاع المنطقة

الأمير فيصل بن فرحان مستقبِلاً الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة في مصر (واس)
الأمير فيصل بن فرحان مستقبِلاً الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة في مصر (واس)

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، المستجدات الإقليمية والدولية، وخاصةً التطورات في قطاع غزة والجهود المبذولة بشأنها، بالإضافة لاستعراض العلاقات الأخوية والمتينة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وسبل تعزيزها في مختلف مجالات التعاون المشترك.

الأمير فيصل بن فرحان مستقبِلاً الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة في مصر (واس)

جاء ذلك خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان، الاثنين، في الرياض، لوزير الخارجية المصري الذي يجري زيارة رسمية هي الأولى إلى السعودية منذ توليه مهام عمله في يوليو (تموز) المنصرم.

إلى ذلك، أكّدت الخارجية المصرية في بيان، أن الزيارة تستهدف دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية، والتشاور حول التحديات الإقليمية المشتركة، وتدعيم أواصر التضامن العربي في مواجهة تلك التحديات، وأضافت أنه إلى جانب المباحثات التي سيعقدها عبد العاطي مع نظيره السعودي، سيلتقي أيضاً وزير التجارة السعودي، والجالية المصرية في السعودية، وبعض المستثمرين المصريين في السعودية.

واعتبر المحلل السياسي هاني الجمل، أن زيارة عبد العاطي إلى السعودية تأتي في ظرف دقيق، وتحمل في طيّاتها أجندات عدّة، منها ملف وقف النار في غزة والتأكيد على موقف الجانبين منه، بالإضافة إلى عدة ملفات إقليمية من بينها ملف الأزمة في السودان، نظير الدور المحوري الذي تلعبه السعودية من خلال «منبر جدة» لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة هناك، بما يحد من نزوح السودانيين، ويحقن الدماء. وتابع الجمل أن ملف العمالة المصرية في السعودية ضمن أجندة الجانب الاقتصادي للزيارة، والرغبة في زيادة الاستثمارات السعودية في مصر «خاصةً في مجال الطاقة والهيدروجين الأخضر».

وتأتي الزيارة في ضوء جملة من التطورات في المنطقة، وبعد ساعات من مشاورات هاتفية خلال الاتصال الذي تلقاه بن فرحان من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، بحثا فيها وفقاً لوكالة الأنباء السعودية «التطورات التي تشهدها المنطقة، ومنها جهود إنهاء الحرب على قطاع غزة، والمستجدّات في السودان واليمن». ويزور بلينكن القاهرة الثلاثاء، وفق ما أعلنته الخارجية الأميركية، ضمن زيارته التاسعة إلى المنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة، في محاولة للدفع باتجاه هدنة في قطاع غزة تترافق مع الإفراج عن رهائن، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية. كما ستحتضن القاهرة مفاوضات مع الحكومة السودانية لمناقشة رؤية الحكومة في «إنفاذ اتفاق جدة»، حسبما أعلن «مجلس السيادة» الانتقالي في منشور على منصة «فيسبوك»، وذلك بناءً على اتصال من المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيريللو، واتصال من الحكومة المصرية، حسبما أشار البيان، دون الإشارة إلى موعد محدد.