السعودية تؤكد ضرورة تأطير التعاون والتعايش السلمي بين الدول

«الوزراء» أقرَّ إنشاء برنامج وطني للمعادن وتمديد «مشروع جدة التاريخية» سنتين

الأمير محمد بن سلمان مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة (واس)
الأمير محمد بن سلمان مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة (واس)
TT
20

السعودية تؤكد ضرورة تأطير التعاون والتعايش السلمي بين الدول

الأمير محمد بن سلمان مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة (واس)
الأمير محمد بن سلمان مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة (واس)

شدد مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، على أهمية تعزيز النظام الدولي القائم ليكون حصناً منيعاً ضد الفوضى والصراعات، مؤكداً ضرورة توفير إطار للتعاون والتعايش السلمي بين الدول، في ظل ما يشهده العالم من تحديات وأزمات.

جاء ذلك خلال الجلسة التي عقدها برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في جدة، حيث تابع المجلس تطورات القضايا السياسية، إقليمياً ودولياً، واطّلع على مجمل المحادثات التي جرت خلال الأيام الماضية بين السعودية ومختلف الدول، ونتائج مشاركات المملكة في عدة اجتماعات إقليمية ودولية، ضمن جهودها الهادفة لدعم العمل الجماعي، ومد جسور التنسيق والتضامن؛ للوصول إلى عالم يسوده النماء والازدهار، وينعم بالأمن والاستقرار.

وجدّد مجلس الوزراء ما أكدته السعودية خلال اجتماعات المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية من دعمها ترسيخ التعاون الدولي لحظر جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل ومنع انتشارها، وأهمية دور المنظمة في صون الأمن والسلم الدوليين، والتنفيذ الكامل والفاعل لجميع أحكام اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.

الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في جدة (واس)
الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في جدة (واس)

وأدان بشدة استمرار مجازر الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، مجدداً المطالبة بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين العزّل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتأكيد على ضرورة تفعيل آليات المحاسبة الدولية إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي الإنساني، وقرارات الشرعية الدولية.

وفي الشأن المحلي، استعرض المجلس تقارير أداء قطاعات رئيسة وحيوية عدة، وما سجلته من قفزات متواصلة في التنافسية والمؤشرات الدولية، مشيداً بتحقيق السعودية المركز الثاني بين دول مجموعة العشرين للمرة الثانية على التوالي في مؤشر تنمية الاتصالات والتقنية 2024 الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات.

واتخذ مجلس الوزراء جملة قرارات، حيث فوّض رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (أو من ينيبه) بالتباحث مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) حول مشروع الاتفاقية الثلاثية بين حكومة المملكة والمركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي و«اليونسكو» بشأن تصنيف المركز مركزاً من الفئة الثانية تحت رعاية المنظمة، والتوقيع عليه عن الحكومة، كذلك فوّض رئيس الهيئة بالتباحث مع المنظمة حول مشروع الاتفاقية المشار إليها، والتوقيع عليه عن المركز.

جانب من جلسة مجلس الوزراء في جدة الثلاثاء (واس)
جانب من جلسة مجلس الوزراء في جدة الثلاثاء (واس)

كما فوّض وزير الخارجية بالتباحث مع الجانبين الإسواتيني والأندوري بشأن مشروعي اتفاقيتين عامتين للتعاون بين حكومة السعودية وكل من حكومتيْ إسواتيني وإمارة أندورا، ووزير البيئة والمياه والزراعة بالتباحث مع الجانب الهندي حول مشروع مذكرة تفاهم في المجال الزراعي، ومع الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن بشأن مشروع بروتوكول التعاون الإقليمي في إدارة المصائد وتربية الأحياء البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، ومع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) حول مشروع مذكرة تفاهم للتعاون بمجال تنمية القطاع الزراعي.

وفوّض المجلس أيضاً وزير الصحة بالتباحث مع الجانب التايلندي بشأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الصحية، ووزير التعليم بالتباحث مع الجانب التشادي حول مشروع مذكرة تعاون علمي وتعليمي، ووزير النقل والخدمات اللوجستية بالتوقيع على مشروع اتفاقية بين حكومتي السعودية وأنتيغوا وباربودا في مجال خدمات النقل الجوي. ووافق على اتفاقية عامة للتعاون بين حكومتي السعودية وسيراليون، ومذكرة تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين، كذلك مذكرات تفاهم للتعاون في المجال الإذاعي والتلفزيوني مع جيبوتي، وفي مجالات الحكومة الرقمية مع جيبوتي ورواندا، وفي البحث والابتكار مع المملكة المتحدة.

جانب من جلسة مجلس الوزراء في جدة الثلاثاء (واس)
جانب من جلسة مجلس الوزراء في جدة الثلاثاء (واس)

وأقر مجلس الوزراء تمديد برنامج «مشروع جدة التاريخية» سنتين إضافيتين، وإنشاء برنامج وطني للمعادن يرتبط بوزارة الصناعة والثروة المعدنية، وتجديد عضوية الدكتور فيصل السبيعي، والدكتور عمر بن عميرة، في مجلس إدارة المركز الوطني لكفاءة وترشيد المياه من المتخصصين وذوي الخبرة بمجال عمله، كما اعتمد الحسابات الختامية لجامعتي «الأميرة نورة بنت عبدالرحمن»، و«المجمعة» لأعوام مالية سابقة، وتعيين وترقيات إلى المرتبة الرابعة عشرة.

واطّلع المجلس على موضوعات عامة مدرجة على جدول أعماله، من بينها تقريران سنويان لوزارة الصناعة والثروة المعدنية، و«مجمع الملك سلمان للحديث النبوي»، وقد اتخذ ما يلزم حيالها.


مقالات ذات صلة

رسالة الملك سلمان لخامنئي... تثبيت للتفاهمات

الخليج وزير الدفاع السعودي لدى لقائه المرشد الإيراني في طهران الخميس (رويترز)

رسالة الملك سلمان لخامنئي... تثبيت للتفاهمات

سلّم الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، رسالة خطية من الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، وذلك خلال لقاء.

غازي الحارثي (الرياض)
الخليج جانب من لقاء الأمير خالد بن سلمان بالمرشد علي خامنئي في طهران الخميس (وكالة فارس)

سفير إيران لدى السعودية لـ«الشرق الأوسط»: زيارة خالد بن سلمان مهمة للغاية

في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» وصف السفير الإيراني لدى السعودية علي عنايتي زيارة الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي إلى إيران بـ«المهمة للغاية».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الخليج خالد بن سلمان يُسلِّم خامنئي رسالة من خادم الحرمين play-circle 00:36

خالد بن سلمان يُسلِّم خامنئي رسالة من خادم الحرمين

جاءت زيارة الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي إلى العاصمة الإيرانية طهران، الخميس، وسط تطورات إقليمية ودولية ذات أبعاد ترتبط بالبلدين.

غازي الحارثي (الرياض)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (الشرق الأوسط)

ولي العهد السعودي يتلقى رسالة خطية من رئيس السنغال

تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رسالة خطية من الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير خالد بن سلمان لدى لقائه علي خامنئي في طهران الخميس (وكالة تسنيم) play-circle 00:36

خالد بن سلمان يلتقي خامنئي وبزشكيان في طهران

التقى الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، المرشدَ الإيراني علي خامنئي، والرئيس مسعود بزشكيان، في طهران، الخميس.

«الشرق الأوسط» (طهران)

سفير إيران لدى السعودية لـ«الشرق الأوسط»: زيارة خالد بن سلمان مهمة للغاية

جانب من لقاء الأمير خالد بن سلمان بالمرشد علي خامنئي في طهران الخميس (وكالة فارس)
جانب من لقاء الأمير خالد بن سلمان بالمرشد علي خامنئي في طهران الخميس (وكالة فارس)
TT
20

سفير إيران لدى السعودية لـ«الشرق الأوسط»: زيارة خالد بن سلمان مهمة للغاية

جانب من لقاء الأمير خالد بن سلمان بالمرشد علي خامنئي في طهران الخميس (وكالة فارس)
جانب من لقاء الأمير خالد بن سلمان بالمرشد علي خامنئي في طهران الخميس (وكالة فارس)

وصف السفير الإيراني لدى السعودية علي عنايتي زيارة الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي إلى إيران بـ«المهمة للغاية»، مبيناً أن الأمير خالد التقى كبار المسؤولين الإيرانيين وناقش معهم العلاقات الثنائية وقضايا الإقليم.

وأوضح عنايتي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن زيارة الأمير خالد بن سلمان لطهران دليل على تحرك العلاقات بوتيرة متسارعة منذ عودتها قبل أقل من سنتين.

وأضاف: «نتمنى أن يأتي الخير للإقليم، إيران والسعودية بلدان مهمان، وزيارة الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع لإيران مهمة للغاية، وقد التقى خلالها المرشد الأعلى علي خامنئي، وكذلك الرئيس بزشكيان، ورئيس هيئة الأركان، والأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني».

وتابع عنايتي، الذي كان يتحدث من طهران، بقوله: «نوقش خلال الزيارة العلاقات المثمرة والبناءة والإيجابية والصاعدة بين إيران والسعودية على المستوى الثنائي، وكذلك تمت مناقشة القضايا التي تهم الإقليم وتصب في صالح الأمن والاستقرار في المنطقة، بالإضافة لما يجري في العالم الإسلامي ودعم قضية فلسطين».

سفير إيران لدى السعودية علي عنايتي (وكالة مهر)
سفير إيران لدى السعودية علي عنايتي (وكالة مهر)

وقال وزير الدفاع السعودي، إنه بتوجيهات من القيادة السعودية التقى خامنئي، وسَلَّمه رسالة خطية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وأضاف في منشور عبر حسابه على منصة «إكس»، أنه ناقش مع المرشد القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، واستعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين.

وشدد السفير الإيراني على أن «البلدين لديهما طاقات قصوى وهناك حاجة إلى تفعيلها في تنمية العلاقات»، مبيناً أن المرشد الأعلى أكد على «أهمية العلاقات الإيرانية - السعودية، وأن استمرارها في صالح الجميع، ونحن نولي اهتماماً كبيراً بهذه الزيارة».

ولفت عنايتي إلى تأكيد زيارة وزير الدفاع السعودي «عزم البلدين على استمرار العلاقات وتعزيزها، وتفعيل ما اتفق عليه، ورسم مستقبل مشرق للعلاقات، سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي».

وقال الدبلوماسي الإيراني إن «الإقليم يحتاج إلى التكاتف والتعاضد بين دوله، خاصة السعودية وإيران»، متابعاً: «عندما نتحدث عن الأمن أو الاستقرار الإقليمي، لا يمكن أن يتحققا إلا بتضافر الجهود لجميع دول المنطقة، وأن تجلس دول الإقليم وترسم مستقبله بيديها».