عقوبات تطال «المغرّرين» بالحجّاج... وتثمين سعودي للإجراءات التصحيحية

الأردن يغلق شركات ومصر تسحب تراخيص ورئيس تونس يقيل وزيراً

عقوبات تطال «المغرّرين» بالحجّاج... وتثمين سعودي للإجراءات التصحيحية
TT

عقوبات تطال «المغرّرين» بالحجّاج... وتثمين سعودي للإجراءات التصحيحية

عقوبات تطال «المغرّرين» بالحجّاج... وتثمين سعودي للإجراءات التصحيحية

كشفت الإجراءات التي اتخذتها بعض الدول التي قضى عدد من مواطنيها خلال موسم الحج لهذا العام، عن جهد موجّه من السعودية وتلك الدول، تجاه محاربة الشركات التي منحت تأشيرات غير مخصّصة للحج لحاملي تأشيرات الزيارة؛ مما أفضى في النهاية إلى نتائج لم تُحمَد عقباها، على الرغم من العمل السعودي المسبق في تكثيف الحملات الإعلامية والتوعوية التي تحذّر من الحج بلا تصريح، وتشدّد العقوبات على المخالفين للأنظمة.

وثمّنت السعودية، الاثنين، الإجراءات الصارمة التي اتخذتها عدد من الدول تجاه الشركات السياحية التي منحت تأشيرات غير مخصصة للحج لحاملي تأشيرات الزيارة، وما عملت عليه تلك الدول من إجراءات تصحيحية للقضاء على محاولة تكرار تلك المخالفات، بينما تواصل الرياض تقديم العلاج لأعداد من الحجاج، النظاميين والمخالفين، المصابين بالإجهاد الحراري، بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تسببت بوفاة 1301 حاج، معظمهم من الحجاج المخالفين.

 

السعودية والأردن تتهمان «المغرّرين»

وغرّرت الشركات السياحية، طبقاً لحديث العقيد طلال الشلهوب، المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، بحاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها، ومنحتهم تأشيرات غير مخصصة للحج، وشجعتهم على مخالفة الأنظمة والتحايل عليها، والبقاء في العاصمة المقدسة قبل موسم الحج بشهرين، وهو الأمر نفسه الذي ذهب إليه الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، مهند مبيضين، مبيّناً أن تحرّيات الجهات الأمنية وجدت أن «عدداً من هؤلاء المواطنين (الحجاج) تعرّضوا للتغرير من قِبل ضعاف النفوس وبعض المكاتب» وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الأردنية (بترا).

 

الإيقاف ومنع السفر لـ«المتاجرين بالبشر» في الأردن

وأعلن المجلس القضائي الأردني، الثلاثاء، نتائج التَّحقيقات الأولية التي أجرتها النِّيابة العامة في قضية سفر أردنيين لأداء مناسك الحج خارج البعثة الرسمية خلال العام الحالي 2024، والتي نجم عنها وفاة 99 شخصاً، وفقاً للأرقام الصادرة عن الخارجية الأردنية، بالإضافة إلى إغلاق الشركات التي قامت بدور بارز في مخالفة القانون وتسهيل الحج دون تصريح، كما أصدرت قرارها بالحجز على المتحصلات الجرمية التي كانت ثمرة للحج بهذه الطريقة.

تواصل السعودية تقديم العلاج لأعداد من الحجاج النظاميين والمخالفين المصابين بالإجهاد الحراري (واس)

 

وأضافت الأمانة العامة للمجلس، أنَّ النِّيابة العامة وبنتيجة التحقيق، «أسندت جناية الاتجار بالبشر، وفقاً لأحكام المادة (417) من قانون العقوبات، بحق 28 مشتكى عليه»، مشيرة إلى أن النِّيابة قرَّرت توقيف 19 شخصاً من بينهم سيدة، ومنع 10 أشخاص من السَّفر على ذمة القضية التحقيقية.

 

سحب الرخص والتغريم في مصر

وسحبت السلطات المصرية رخص 16 شركة سياحيّة، بعد رصدها تحايلها وتسفيرها الحجاج بصورة غير نظامية، ودون تقديم أي خدمات لهم، وفضلاً عن سحب الرخص جرى إحالة المسؤولين عن تلك الشركات إلى النيابة العامة، مع تغريم هذه الشركات لصالح أسر الحجاج الذين تسبّبوا في وفاتهم. وفقاً لمجلس الوزراء المصري.

وأشاد أحمد فاروق، السفير المصري لدى السعودية، بمستوى التعاون بين السلطات في الجانبين السعودي والمصري، ووصفه بالممتاز، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه على أعلى درجة من التنسيق مع عدد من الجهات في السعودية، وأردف أن «هذا التنسيق المرتفع يشمل موضوع الحجاج ومجالات التعاون الثنائي كافة بين البلدين الشقيقين أيضاً».

 

إقالة الوزير التونسي

بينما أعلن الرئيس التونسي قيس سعيّد، في بيان، إقالة وزير الشؤون الدينية إبراهيم الشائبي بعد وفاة عدد من الحجاج التونسيّين الذين وصل عددهم وفقاً للقنصلية التونسية في جدة إلى 60 حاجاً حتى يوم الاثنين.

من جانبه، أشاد وزير الشؤون الدينية الإندونيسي، ياقوت خليل قوماس؛ بالتنظيم السعودي الناجح لموسم الحج هذا العام، مقدّماً شكره وتقديره للقيادة السعودية على قيادتها القوية؛ مما سمح بتنفيذ مناسك الحج بكل يسرٍ وسلاسة، وتابع أن الأمور سارت بسلاسة في عرفات ومزدلفة ومِنى، وأن مبادرة «طريق مكة» وفّرت تسهيلات سريعة وإجراءات مريحة للحجاج.

 

«غياب التصريح أعاق تقديم الخدمة للمخالفين»

ونوّهت السعودية بأن تصريح الحج ليس مجرد بطاقة عبور للمنافذ أو نقاط الفرز، وإنما وسيلة وأداة مهمة تسهل الوصول للحجاج والتعرف على أماكنهم؛ لتقديم الرعاية والخدمات المطلوبة في الوقت المطلوب، وأوضحت الداخلية السعودية أن عدم وجود التصريح شكّل تحدّياً أمام الوصول لبعض المخالفين، وعائقاً لتقديم الخدمة لهم أو رعايتهم.

التنظيم السعودي للحج لقي إشادة دولية واسعة (تصوير: بشير صالح)

 

تجدر الإشارة إلى أن إجمالي عدد حملات الحج الوهمية التي تم ضبطها موسم حج هذا العام بلغ 160 حملة، في حين حين زاد عدد من تم إخراجهم من حاملي تأشيرات الزيارة لغرض مختلف عن تأشيرة الحج على 256 ألف زائر، وعدد من تمت إعادتهم من غير المقيمين بمكة المكرمة بلغ 250.4 ألف شخص.

بينما بلغ عدد الوفيات قرابة 1079 ممن لا يحملون تصريح الحج، وفقاً للداخلية السعودية، وهو ما يعادل نسبة 83 في المائة من إجمالي الوفيات خلال موسم الحج والبالغ عددهم 1301.

 

التنظيم السعودي للحج يلقى إشادة واسعة

ولقي نجاح السعودية بتنظيم الحج هذا العام، إشادةً واسعة من قادة الدول العربية والإسلامية، ونوّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أدّى فريضة الحج هذا العام بـ«ما شهده ولمسه من حسن التنظيم من السلطات السعودية لمناسك الحج، والخدمات المقدَّمة لملايين الحجاج وتيسير أمورهم كافة، في أجواء روحانية عامرة بالأمن والأمان وفي طمأنينة ويسر».

وأعرب الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، عن إعجابه بالتنظيم الدقيق والخدمات المميزة التي قدمتها المملكة لحجاج بيت الله الحرام، بينما أثنى الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، على استحداث الخدمات والتقنيات الذكية الحديثة المنتشرة في جميع المشاعر التي تلبي احتياجات الحجاج، والتي تسهم بشكل كبير في تيسير أداء المناسك، في حين أكّد الشيخ محمد بن زايد، رئيس الإمارات، على النجاح اللافت للنظر الذي حققته المملكة في التنظيم والإدارة الفعالة لشؤون الحجاج خلال الموسم الحالي.


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
TT

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية، وحاجياتهم الحيوية الملموسة»، متهماً «التصورات المتطرفة» بالمراهنة على تطلعات آيديولوجية تبرر التضحية بطموحات الشعوب في سبيل مشروعات ترى التدمير إنجازاً والتنمية تهمة.

وأشار «اعتدال»، الذي يتّخذ من الرياض مقرّاً له، في تقرير نشر عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، الأربعاء، إلى عدد من الأسباب التي تدفع الفكر المتطرّف إلى مهاجمة الدول المستقرة، لافتاً إلى اعتبارات متطرّفة عدة مقابل ما يقدّمه الاستقرار للتنمية والأمن والمستقبل.

الأزمات «لحظات عابرة»

الدول المستقرّة، وفقاً للتقرير، تعدّ كل أزمة «لحظةً عابرة» ينبغي تجاوزها للعودة إلى مهامها الأساسية القائمة على العناية بجودة الحياة وضمان الأمن، بينما تُعدّ الأزمات «جزءاً من عقيدة التطرف بمختلف مشاربه»، وبيّن أن الاستقرار «محك واقعي لمدى صدق الوعود والعهود التي يطلقها المتطرفون عبر خطابهم الترويجي والاستقطابي»، وللاستدلال على أن «المتطرّفين» لا يملكون أي مشروع حقيقي غير الدعوة إلى التدمير والصراع، أوضح «اعتدال» أن خُلُو العالم من الأزمات، وشيوع الاستقرار بين الدول، «سيحرمهم لا محالة من الوضع المعلق الذي تخلقه الصراعات».

وضمن الأسباب التي تدفع الفكر المتطرف إلى مهاجمة الدول المستقرة، يرى التقرير أن «الاستقرار يُمَتَّنُ حالة الولاء بين المجتمعات وبين الدول»، عادّاً أن ذلك يحول دون «تنامي المشاعر السلبية والانفعالات المريضة والحاقدة بين الناس، مما يُعدّ حرماناً للمتطرفين من مادتهم الأساسية».

ويعتقد يوسف الرميح، وهو مستشار أمني سعودي، أن الفكر المتطرّف «يحاول استهداف الدول المستقرة والدول المضطربة على حدٍّ سواء».

دوافع واختلافات

ويرى الرميح أن «الدول المستقرة ليس لديها هامش للأفكار المضطربة، مما يدفع بالمتطرفين إلى محاولة الاصطياد في الماء العكر واختراق المجتمعات عبر استهداف مواطنين، خصوصاً الشباب، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات العامة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ بهدف خلخلة هذا النظام العام في المجتمع».

يذكر أن «اعتدال» يضطلع بمهام رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف، وحجب منافذه بمختلف أشكالها وتعطيل مصادر تغذيتها. وقد دُشّن من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدد من قادة الدول خلال في مايو (أيار) عام 2017 بالرياض.