منع حاملي تأشيرة «الزيارة» من دخول مكة المكرمة 

وكيل وزارة الحج لـ«الشرق الأوسط»: وجود غير النظاميين يربك الحركة التشغيلية في المشاعر المقدسة

منع دخول مكة المكرمة لحاملي تأشيرات الزيارة خلال فترة الحج (واس)
منع دخول مكة المكرمة لحاملي تأشيرات الزيارة خلال فترة الحج (واس)
TT

منع حاملي تأشيرة «الزيارة» من دخول مكة المكرمة 

منع دخول مكة المكرمة لحاملي تأشيرات الزيارة خلال فترة الحج (واس)
منع دخول مكة المكرمة لحاملي تأشيرات الزيارة خلال فترة الحج (واس)

منعت وزارة الداخلية السعودية دخول حاملي تأشيرة زيارة بمختلف أنواعها من دخول مدينة مكة المكرمة أو البقاء فيها خلال الحج موسم الحج الحالي 1445، بدءاً من 15 ذي القعدة الحالي حتى 15 ذي الحجة.

وأكدت وزارة الداخلية في بيان، الخميس، أن تأشيرة الزيارة بجميع أنواعها ومسمياتها لا تعد تصريحاً لحاملها لأداء فريضة الحج، مهيبة بضيوف المملكة من حاملي تأشيرة الزيارة عدم التوجه إلى مدينة مكة المكرمة أو البقاء فيها خلال الفترة المحددة المعلنة، مؤكدة أن من يخالف ذلك سيكون عرضة لتطبيق الجزاءات بحقه، وفق ما تقضي به الأنظمة والتعليمات في المملكة.

وقف تصاريح العمرة

من جانبها أوقفت وزارة الحج والعمر تصاريح العمرة عبر تطبيق «نسك». وقالت الوزارة في تغريدة: من أجل تمكين الحجاج من أداء المناسك بيُسر، إيقاف إصدار تصاريح العمرة عبر تطبيق «نسك»، ومنع الزوّار من دخول مكة حتى 15 ذي الحجة 1445هـ.

وقال الدكتور عايض الغوينم، وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الحج لـ«الشرق الأوسط»، إن التوجيهات صدرت بمنع الدخول إلى مكة المكرمة بعد يوم 15 ذي القعدة لغير حاملي تأشيرة الحج، وإخلاء مكة من حاملي تأشيرات «زيارة» أو «سياحة» من منتصف ذي القعدة، موضحاً أن وزارة الحج عملت مع كل الجهات التشريعية لوضع لوائح رادعة للحجاج غير النظاميين.

وأضاف الغوينم: هناك عمل دؤوب من الجهات الحكومية المختلفة، وعلى رأسها الجهات الأمنية، للحد من دخول المتسللين من الحجاج غير النظاميين على مسارات الحجاج النظاميين، مشدداً على أن وزارة الحج وكل الجهات ستكون حازمة في الردع للحد من دخول غير النظامي إلى المشاعر المقدسة ومكة المكرمة.

ولفت وكيل الوزارة إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين عملت خلال الأعوام الماضية على تقديم أفضل الخدمات للحجاج وفق آلية التسجيل المسبق ومعرفة أعداد الحجاج، وبالتالي نضمن بأن الحاج يحصل على الخدمة.

وأكد الغوينم أن دخول حجاج غير نظاميين إلى المشاعر المقدسة ومزاحمة الحجاج النظاميين على الخدمات التي تقدم لهم يربك العمليات التشغيلية، إضافة إلى بعض المخاطر التي ترصد من خلال الافتراش واستخدام نمط الراجلة في التنقل بين المشاعر المقدسة ما يؤدي بشكل أو بآخر إلى التهلكة، وبالتالي صدرت الفتوى الشرعية التي بينت أن من يأتي للحج بلا تصريح يأثم.

رمي الجمرات بيسر وسهولة نتيجة البرامج لخدمة الحجاج (واس)

وجرى الشروع في تنفيذ الخطط الأمنية والتنظيمية التي تهدف للمحافظة على سلامة ضيوف الرحمن المصرح لهم بأداء فريضة الحج، ليؤدوا مناسكهم بأمن وطمأنينة وفق برامج وخطط وضعتها كافة الجهات لخدمة الحجاج النظاميين.

وسخرت السعودية كل إمكانياتها في مختلف القطاعات لتسهيل رحلة الحج وتمكين الحجاج النظاميين من الاستفادة من الخدمات في القطاع الصحي إذ هيأت وزارة الصحة 16 مستشفى و123 مركزاً صحياً تضاف إليها 5 مراكز صحية موسمية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة يساندها مستشفى أجياد للطوارئ ومستشفى الحرم و3 مراكز صحية في أروقة الحرم المكي، إضافة إلى مركزين صحيين قريبة من المنطقة المركزية للحرم المكي، كما جرى تهيئة 80 سيارة إسعاف صغيرة و75 سيارة إسعاف كبيرة عالية التجهيز لحالات الطوارئ، ونحو 33 فرقة إسعافية داعمة في مسجد نمرة وجبل الرحمة بعرفات ومنشأة الجمرات في منى.

وفيما يتعلق بنقل الحجاج من وإلى المسجد الحرام حيث تم تجهيز 3500 حافلة لنقل ضيوف الرحمن ومن المتوقع تسيير 12 مليون رحلة خلال موسم الحج من وإلى المسجد الحرام بواسطة النقل الترددي عبر 9 محطات محيطة بالمسجد الحرام، كما تم تحديد عدد 12 مساراً لخدمة الحجاج في التنقل خلال أيام التشريق بين مشعر منى والمسجد الحرام، وذلك ضمن الخطة التشغيلية للهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج.

هذه الإمكانيات وتوفير الكوادر البشرية يجب أن تتوجها لمستفيديها الفعليين، خاصة أن أمانة العاصمة المقدسة تقوم بعمل جبار خلال أيام الحج من خلال 11800 موظف وعامل لمتابعة النظافة والإصحاح البيئي واستخدام أحدث الأجهزة التي تجاوزت 921 آلة مختلفة الحجم والمهام، بخلاف تجهيز 28 مركزاً للخدمات البلدية في المشاعر المقدسة.


مقالات ذات صلة

القطاعات الاقتصادية واللوجيستيات تدفع جدة السعودية لمنافسة المدن العالمية

الاقتصاد جانب من جلسات غرفة جدة حول ريادة الأعمال (الشرق الأوسط)

القطاعات الاقتصادية واللوجيستيات تدفع جدة السعودية لمنافسة المدن العالمية

تشهد مدينة جدة، غرب السعودية، حراكاً كبيراً في القطاعات الاقتصادية والسياحية كافة، فيما يدفع قطاع اللوجيستيات المدينة للوصول لمستويات عالية في تقديم هذه الخدمة.

سعيد الأبيض (جدة)
الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال مشاركته في الاجتماع الـ41 لوزراء الداخلية بدول الخليج في قطر (واس)

تأكيد سعودي على التكامل الأمني الخليجي

أكد الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي، الأربعاء، موقف بلاده الراسخ في تعزيز التواصل والتنسيق والتكامل بين دول الخليج، خصوصاً في الشأن الأمني.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
يوميات الشرق التنوع البيئي وجماليات الشعب المرجانية في البحر الأحمر (واس)

ابيضاض الشعب المرجانية يضرب العالم... والبحر الأحمر الأقل تضرراً

تعدّ الشُّعَب المرجانية رافداً بيئياً واقتصادياً لكثير من الدول؛ فقد نمت فيها عوائدها لمليارات الدولارات؛ بسبب تدفّق السياح للاستمتاع بسواحلها وبتنوع شعبها.

سعيد الأبيض (جدة)
الاقتصاد هيئة المنافسة السعودية توافق على 116 طلباً للاستحواذ

هيئة المنافسة السعودية توافق على 116 طلباً للاستحواذ

أصدرت الهيئة العامة للمنافسة في السعودية، قرارات بتحريك الدعوى الجزائية بحق 24 منشأة، منذ بداية العام، في حين بلغ عدد الشكاوى الواردة للهيئة 299 شكوى.

سعيد الأبيض (جدة)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

«الإليزيه»: ماكرون يزور السعودية بين 2 و4 ديسمبر القادم

يزور الرئيس إيمانويل ماكرون السعودية في الفترة بين الثاني والرابع من ديسمبر المقبل، حسبما أعلن قصر الإليزيه.

«الشرق الأوسط» (باريس)

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».