اتفاق سعودي – أميركي على مواصلة العمل لاستكشاف الفضاء

التعاون أثمر أول جامعة متخصّصة في الرياض

TT

اتفاق سعودي – أميركي على مواصلة العمل لاستكشاف الفضاء

مدير وكالة الفضاء الأميركية يؤدي العرضة مع رئيس جامعة الأمير سلطان ومسؤولين (تصوير: تركي العقيلي)
مدير وكالة الفضاء الأميركية يؤدي العرضة مع رئيس جامعة الأمير سلطان ومسؤولين (تصوير: تركي العقيلي)

أعلن بيل نيلسون، مدير وكالة الفضاء الأميركية (NASA) خلال زيارته الحالية إلى السعودية، عن توقيع اتفاق إطاري لمواصلة العمل بين السعودية والولايات المتحدة في استكشاف الفضاء.

وعلى هامش جلسة حوارية، الثلاثاء في الرياض، بمشاركة مدير وكالة الفضاء الأميركية و4 من روّاد الفضاء السعوديين؛ جرى تنظيمها بالتعاون بين وكالة الفضاء السعودية وجامعة الأمير سلطان في الرياض، أكد نيلسون لـ«الشرق الأوسط» أن قطاع الفضاء في السعودية «يتقدّم بشكل رائع ويتضح الاهتمام بذلك في القطاع الخاص، وفي القطاع الحكومي أيضاً من خلال وكالة الفضاء السعودية».

وأضاف: «سيتم تطوير قطاع الفضاء وعمليات الفضاء والترتيبات المرتبطة به، وسيكون لذلك أثر اقتصادي عظيم على السعودية».

جلسة حوارية جمعت مدير وكالة «ناسا» و4 من روّاد الفضاء السعوديين (تصوير: تركي العقيلي)

وفي ردٍّ على سؤال حول مساهمة التعاون السعودي - الأميركي في مجال الفضاء لحل قضايا مثل التغير المناخي، قال نيلسون إن هناك عشرات المركبات الفضائية في الفضاء «وهذه المركبات موجّهة إلى الأرض وتحصل على بيانات مناخية، وعندما نقوم بتجميع كل هذه المعلومات معاً في نموذج ثلاثي الأبعاد لما يحدث للأرض والمناخ، يمكننا التخفيف بشكل أفضل من التغييرات التي تحدث».

وأردف: «درجة حرارة الأرض ترتفع لأسباب كثيرة، ليس أقلها الغازات الدفيئة وثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان، ونحن نجمع كثيراً من البيانات حتى نتمكن من تثقيف أنفسنا بشكل أفضل لفهم ما نحتاج إلى القيام به لإنقاذ كوكبنا».

من جانبه، كشف رئيس جامعة الأمير سلطان، الدكتور أحمد اليماني، عن أن الجامعة تعتزم إطلاق كلية متخصصة في علوم الفضاء والطيران، وذلك نتيجة للتعاون مع وكالة الفضاء السعودية ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا).

وأوضح اليماني لـ«الشرق الأوسط» أن «كلية الفضاء والطيران» التي ستكون سابع كليات جامعة الأمير سلطان في الرياض، ستتضمّن قسمين؛ أحدهما معني بالفضاء وعلومه، والثاني معني بالطيران، مضيفاً أنه سيكون هناك تعاون بين الجامعة و«وكالة الفضاء السعودية» في برامج التدريب وغيرها في أثناء العملية الأكاديمية.

وأفاد اليماني بأن 4 من روّاد الفضاء السعوديين سيكونون جزءاً من الكلية وسيشكّل وجودهم «حافزاً ومصدر إلهام للشبان والشابات السعوديين في تحقيق تطلعات كثير منهم؛ حيث إن جامعة الأمير سلطان فتحت نافذة التعليم العالي الأهلي في السعودية، ونريد أيضاً أن نفتح آفاق تعليم الفضاء لتحقيق تطلعات الشبان والشابات السعوديين عبر جامعة أو كلية أو مركز وسيتم ذلك عبر جامعة الأمير سلطان».

وبدأ بيل نيلسون زيارة إلى السعودية، الأحد، وقالت السفارة الأميركية في الرياض إن الزيارة تأتي «استناداً إلى تاريخ طويل من التعاون بين الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية في مجال الفضاء».

مدير وكالة الفضاء الأميركية يؤدي العرضة مع رئيس جامعة الأمير سلطان ومسؤولين (تصوير: تركي العقيلي)

وخلال زيارته التقى نيلسون، الاثنين، رئيس مجلس إدارة وكالة الفضاء السعودية، ومحافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، كما عقد اجتماعاً مع رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وناقش مع المسؤولين السعوديين الشراكة الاستراتيجية في مجال الفضاء وسبل تعميق التعاون لخدمة البشرية.


مقالات ذات صلة

علماء يتوقعون ظهور قمر ثانٍ حول الأرض خلال أيام

يوميات الشرق سيبقى القمر الجديد في الفضاء من يوم 29 سبتمبر ولمدة شهرين تقريباً (إ.ب.أ)

علماء يتوقعون ظهور قمر ثانٍ حول الأرض خلال أيام

توقّعت مجموعة من العلماء ظهور قمر ثانٍ حول الأرض خلال أيام، مشيرة إلى أنه سيبقى لفترة وجيزة فقط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الأقمار الاصطناعية الصينية تراوغ أقمار الرصد الأميركية

الأقمار الاصطناعية الصينية تراوغ أقمار الرصد الأميركية

يستكشف بحث أميركي جديد ما يعرفه الصينيون عن برنامج التجسس الأميركي

يوميات الشرق العلماء يقترحون أن قشرة الكوكب امتصت جزءاً كبيراً من الغلاف الجوي المفقود للمريخ (رويترز)

علماء يكشفون حقيقة ما حدث للغلاف الجوي المفقود للمريخ

عندما فقد المريخ غلافه الجوي قبل مليارات السنين، تحول من كوكب كان من الممكن أن يدعم الحياة إلى عالم صحراوي بارد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق من المتوقَّع أن تنقل مهمة «كرو دراغون» المقبلة لـ«سبيس إكس» رائد فضاء من «ناسا» ورائد فضاء من روسيا إلى محطة الفضاء الدولية (رويترز)

«ناسا» تؤجل إطلاق مركبة الفضاء «كرو دراغون» بسبب العاصفة «هيلين»

أعلنت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) إن إطلاق مهمتها «كرو-9 » بالتعاون مع شركة «سبيس إكس» تأجل إلى 28 سبتمبر (أيلول) بسبب العاصفة الاستوائية «هيلين».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الغلاف الجوي للكوكب المُكتشف غير متماثل بين الشرق والغرب (جامعة أريزونا)

علماء الفلك يكتشفون كوكباً فريداً

تمكّن علماء الفلك من جامعة أريزونا الأميركية، بالتّعاون مع فريق دولي من رصد كوكب خارجي فريد، يعادل حجمه حجم كوكب المُشتري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

وزير الخارجية السعودي: الدولة الفلسطينية حق أصيل لا نتيجة نهائية

وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن حول القيادة في السلام بنيويورك (واس)
وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن حول القيادة في السلام بنيويورك (واس)
TT

وزير الخارجية السعودي: الدولة الفلسطينية حق أصيل لا نتيجة نهائية

وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن حول القيادة في السلام بنيويورك (واس)
وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن حول القيادة في السلام بنيويورك (واس)

أكد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، الجمعة، أن «الدولة الفلسطينية حق أصيل، وليست نتيجة نهائية»، مشدداً على صعوبة تقييم الوضع في الشرق الأوسط الآن، لكنه أشار إلى حقيقة مخاطر خروج الأمور عن السيطرة.

وبشأن الأنباء حول محاولة استهداف أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله بغارات إسرائيلية، قال الأمير فيصل بن فرحان، خلال مؤتمر صحافي في نيويورك: «لا تعليق لديّ حول المعلومات الأولية التي نراها، لكن المؤكد أن الموقف الموحد هو وجوب وقف التصعيد، وإيجاد طريقنا لإنهاء القتال، وحل سياسي في إطار جامع لكل هذه المشكلة التي أساسها الحرب بغزة وغياب الأفق السياسي للقضية الفلسطينية»، مضيفاً: «يجب أن نركز على ذلك، وهو سبب انضمامنا للبيان مع الولايات المتحدة وفرنسا الداعي لوقف إطلاق النار بغزة».

وأوضح أن «جهودنا تتضافر في هذه اللحظة الحاسمة لإيقاف التصعيد الخارج عن السيطرة، ونتواصل مع الجميع لتجنيب المنطقة وشعوبها ويلات الحرب ومزيداً من الأسى، وسنعمل دوماً على تجنّب أي شيء يزيد من القتال»، متابعاً: «لقد قلنا على الدوام وطيلة شهور إن هذه اللحظة غاية في الخطورة، والأمر زاد تفاقماً، لذلك نواصل الدفع باتجاه وقف لإطلاق النار في غزة ولبنان، وسننقل موقف اللجنة العربية الإسلامية المشتركة الحازم إلى مجلس الأمن بضرورة أن يقوم بدوره في ذلك».

جانب من مشاركة الأمير فيصل بن فرحان في جلسة لمجلس الأمن بنيويورك (واس)

وشدّد وزير الخارجية السعودي على أنه «من غير المعقول ارتهان القرار الدولي لطرف واحد يتعنّت، في تصعيد غير مبالٍ للقوانين والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن والاعتبارات الإنسانية والأخلاقية»، مضيفاً: «سئمنا من الانتظار، وحان الوقت لتحرك جماعي جاد، وفعّال وعملي، ومسار سياسي موثوق وواضح المعالم لتنفيذ حل الدولتين».

تحالف حل الدولتين

أوضح الوزير السعودي خلال المؤتمر الصحافي أن إطلاق «اللجنة العربية الإسلامية» مع شركائها في الاتحاد الأوروبي والنرويج «تحالفاً دولياً لتنفيذ حل الدولتين» جاء «قناعة منّا بعدم وجود مجال لانتظار جاهزية الطرف الآخر للتفاوض في ظل تصاعد الانتهاكات الجسيمة، ونرى أن استمرار الكارثة الإنسانية في غزة خير دليل على ذلك، متابعاً: «الحرب والدمار لا يأتيان إلا بمزيد من الحروب، وهذا ليس من مصلحة المنطقة».

ومن دون معالجة القضية الفلسطينية لا يرى الوزير أنه سيكون بالإمكان التوصل إلى السلام والاستقرار الإقليمي، «وجوهر المسألة هنا هو كيفية المعالجة. ويتم ذلك من خلال ما هو موجود في القانون الدولي بإقامة دولة فلسطينية».

الأمير فيصل بن فرحان لدى ترؤسه اجتماعاً وزارياً عربياً إسلامياً بشأن غزة في نيويورك (واس)

وجدّد الأمير فيصل بن فرحان التأكيد على حاجة وقف النار، وقال: «لا يمكن للبنادق أن تحل أي مشكلة، يجب أن ننتقل باتجاه سلام في منطقتنا، وهذا السلام متجذر في معالجة القضية»، لافتاً إلى أن «إقامة الدولة الفلسطينية ستفتح الآفاق، ليس لتطبيع العلاقات مع إسرائيل فقط، ولكن إلى تكامل وتعاون، وهذا يوفر إمكانات هائلة لنا جميعاً في المنطقة، ولكن دون معالجتها هذا لن يحدث».

وزاد بالقول: «لا نستطيع ولا يجب أن نتحدث في الشأن الدولي عن فرض. لا نقبل أن يُفرض علينا، ولا نريد أن نفرض على أحد، لكن لا بد أن نتكاتف ونعمل سوياً لتحقيق ما هو الحق»، الذي يتمثّل «في قيام الدولة الفلسطينية»، ويعدّ «الفكر الأساس في التحالف الذي دعونا إليه البارحة، وحضره ما يقارب 90 دولة، بينهم نحو 60 على مستوى وزاري».

ذلك الحضور الكبير يؤكد بحسب وزير الخارجية السعودي «تضافر ورغبة لإيجاد سبيل لتحقيق تسوية حقيقية للقضية في منطقتنا بقيام الدولة الفلسطينية»، معتقداً: «هذا هو المسار الصحيح بتعزيز الإجماع الدولي، ولا شك أنه يؤثر أيضاً على الأطراف التي ما زالت تترد في هذا الجانب».