السعودية تؤكد ضرورة الوقف الشامل للعمليات العسكرية في غزة

«الوزراء» يشدد على مضامين كلمة ولي العهد أمام «بريكس»

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مترئساً جلسة مجلس الوزراء (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مترئساً جلسة مجلس الوزراء (واس)
TT

السعودية تؤكد ضرورة الوقف الشامل للعمليات العسكرية في غزة

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مترئساً جلسة مجلس الوزراء (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مترئساً جلسة مجلس الوزراء (واس)

برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، شدّد مجلس الوزراء السعودي على مضامين كلمة ولي العهد رئيس المجلس، في الاجتماع الاستثنائي لقادة مجموعة بريكس والدول المدعوّة للانضمام بشأن الأوضاع في غزّة، وعلى الدعوة إلى الوقف الشامل للعمليات العسكرية، وحماية المدنيين وإغاثتهم، والتأكيد على موقف السعودية الثابت أنه لا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

جاء ذلك ضمن الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء، (الثلاثاء) في الرياض، حيث تناول المجلس، نتائج مشاركات المملكة في عددٍ من الاجتماعات الدولية خلال الأيام الماضية، في إطار مساعيها الرامية إلى «تعزيز التضامن مع الأشقاء والتعاون مع الأصدقاء»، والإسهام في كل مجهود يخدم العدل والسلام، ويحقق الاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة والعالم.

واطّلع المجلس على فحوى الاتصال الهاتفي الذي تلقاه ولي العهد، من الرئيس الأوكراني، وما جرى خلاله من استعراض العلاقات بين البلدين، والتأكيد على حرص السعودية ودعمها للجهود الدولية الرامية لحل الأزمة «الأوكرانية ـ الروسية» سياسيا.

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مترئساً جلسة مجلس الوزراء (واس)

وعقب الجلسة، أوضح سلمان الدوسري وزير الإعلام، لوكالة الأنباء السعودية، أن المجلس جددّ ما أكدته المملكة خلال القمة الافتراضية لقادة دول مجموعة العشرين تحت الرئاسة الهندية، من الالتزام بمواصلة جهودها الشاملة لمواجهة التغير المناخي، وإعطاء أولوية عالية لتنفيذ الإطار المشترك لمعالجة الديون؛ بما يجسد الاهتمام بتعزيز التعاون الدولي في مختلف المجالات، وإيجاد حلول ملموسة لدعم الاقتصاد العالمي.

وتطرق مجلس الوزراء، إلى ما اشتملت عليه مخرجات المؤتمر العربي الخامس للمياه الذي عقد بالرياض، من إبراز الدور الفاعل للسعودية في التصدي لتحديات المياه على المستويين الإقليمي والدولي؛ بما في ذلك المبادرة بتأسيس منظمة عالمية للمياه، وابتكار الحلول التقنية الداعمة لتحقيق الأمن المائي المستدام.

ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز خلال جلسة مجلس الوزراء (واس)

واتخذ المجلس عددا من القرارات والإجراءات، منها: الموافقة على مذكرة تفاهم بين وزارتي الطاقة في السعودية وكازاخستان للتعاون في مجال الطاقة، وتفويض وزير الطاقة رئيس مجلس إدارة هيئة الرقابة النووية والإشعاعية - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب الكويتي في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال السلامة النووية والوقاية من الإشعاع بين هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية وإدارة الوقاية من الإشعاع بوزارة الصحة في الكويت، وتفويض وزير الخارجية - أو من ينيبه - بالتباحث مع برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، بشأن مشروع مذكرة تعاون في مجال الدعم والمساندة الفنية بين وزارة الخارجية في السعودية وبرنامج (أجفند)، والموافقة على مذكرة تفاهم فيما يتعلق بمبادئ الممر الاقتصادي للهند ـ الشرق الأوسط ـ أوروبا، وتفويض وزير الصناعة والثروة المعدنية - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب البريطاني في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية في السعودية ووزارة الأعمال والتجارة في المملكة المتحدة للتعاون في مجال الثروة المعدنية.

كما قرر المجلس، تفويض وزير الصحة - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب البيلاروسي في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الصحية بين وزارتي الصحة في السعودية وبيلاروسيا، والموافقة على اتفاقية شراكة إطارية بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالمملكة، والمركز الوطني جورج بومبيدو للفنون والثقافات في فرنسا للتعاون بشأن مشاريع معارض الفن المعاصر في العلا، وتفويض وزير التجارة رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب الباكستاني في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في السعودية، وهيئة تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة التابعة لوزارة الصناعة والإنتاج في باكستان الإسلامية للتعاون في مجال المنشآت الصغيرة والمتوسطة.

جانب من الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان في الرياض (واس)

وأقر المجلس، انضمام السعودية إلى بروتوكول اتفاق مدريد في شأن التسجيل الدولي للعلامات، وتفويض وزير السياحة رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب السويسري بشأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال السياحة بين الهيئة السعودية، ومؤسسة السياحة السويسرية، وتفويض رئيس هيئة السوق المالية - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب البحريني بشأن مشروع مذكرة تفاهم بين هيئة السوق المالية في السعودية ومصرف البحرين المركزي في البحرين، والموافقة على البروتوكول الإضافي (الثاني) للاتفاقية البريدية العالمية المضمن في قرارات المؤتمر الاستثنائي (الثالث) للاتحاد البريدي العالمي، والموافقة على مذكرة تفاهم للتعاون وتبادل الأخبار بين وكالة الأنباء السعودية ووكالة الأنباء البلغارية.

وقرر المجلس، الموافقة - من حيث المبدأ - على القواعد العامة الموحدة لملاك العقارات بدول مجلس التعاون، وأن تحل محل النظام الموحد لملاك العقارات بشأن إدارة المناطق المشتركة وصيانة المباني (الاسترشادي) ـ الذي تنتهي الفترة الاسترشادية له بنهاية عام (2023م)، والموافقة على تنظيم المؤسسة العامة للمحافظة عـلى الشعب المرجانية والسلاحف في البحر الأحمر، وتجديد عضوية مازن الرميح، وتعيين عبد العزيز العنيزان، وفيصل السقاف عضوين في مجلس إدارة صندوق التنمية العقارية من المختصين وذوي الخبرة في مجال عمل الصندوق، وإعادة تشكيل مجلس إدارة بنك التنمية الاجتماعية، والموافقة على تنظيم المركز الوطني لنظم الموارد الحكومية، واعتماد الحسابات الختامية للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، وهيئة تطوير بوابة الدرعية، وجامعة شقراء.

جانب من الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان في الرياض (واس)

ووافق مجلس الوزراء، على تعيين وترقيات للمرتبتين الخامسة عشرة، والرابعة عشرة، كما اطّلع، على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها تقارير سنوية لوزارة البيئة والمياه والزراعة، والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، وهيئة الصحة العامة، وهيئة السوق المالية، والهيئة العامة للمنافسة، والهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، والمركز السعودي لكفاءة الطاقة، ومركز الإسناد والتصفية، واتخذ المجلس ما يلزم حيال تلك الموضوعات.


مقالات ذات صلة

الخليج الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء السعودي في الرياض (واس)

السعودية تجدد دعوتها دول العالم للانضمام لتحالف «حل الدولتين»

جدد مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، التأكيد على وقوف بلاده إلى جانب الأشقاء في فلسطين ولبنان، لتجاوز التبعات الإنسانية الكارثية جراء العدوان الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض (واس)

السعودية: الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة في السودان

حثَّ مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، الأطراف المتحاربة في السودان على وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض (واس)

السعودية تتطلع لإجراءات عملية من اجتماع «تحالف حل الدولتين»

تَطَلّعَ مجلس الوزراء السعودي لأن يتوصل أول اجتماع رفيع المستوى للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين الذي تستضيفه الرياض إلى خطوات عملية لدعم جهود ومساعي السلام.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

«الوزراء السعودي» يثمن تأييد مقترح عقد «قمة متابعة عربية - إسلامية» بالرياض

ثمّن مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، ما حظي به مقترح السعودية لعقد «قمة متابعة عربية - إسلامية مشتركة» في مدينة الرياض من دعم وتأييد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
TT

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية، وحاجياتهم الحيوية الملموسة»، متهماً «التصورات المتطرفة» بالمراهنة على تطلعات آيديولوجية تبرر التضحية بطموحات الشعوب في سبيل مشروعات ترى التدمير إنجازاً والتنمية تهمة.

وأشار «اعتدال»، الذي يتّخذ من الرياض مقرّاً له، في تقرير نشر عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، الأربعاء، إلى عدد من الأسباب التي تدفع الفكر المتطرّف إلى مهاجمة الدول المستقرة، لافتاً إلى اعتبارات متطرّفة عدة مقابل ما يقدّمه الاستقرار للتنمية والأمن والمستقبل.

الأزمات «لحظات عابرة»

الدول المستقرّة، وفقاً للتقرير، تعدّ كل أزمة «لحظةً عابرة» ينبغي تجاوزها للعودة إلى مهامها الأساسية القائمة على العناية بجودة الحياة وضمان الأمن، بينما تُعدّ الأزمات «جزءاً من عقيدة التطرف بمختلف مشاربه»، وبيّن أن الاستقرار «محك واقعي لمدى صدق الوعود والعهود التي يطلقها المتطرفون عبر خطابهم الترويجي والاستقطابي»، وللاستدلال على أن «المتطرّفين» لا يملكون أي مشروع حقيقي غير الدعوة إلى التدمير والصراع، أوضح «اعتدال» أن خُلُو العالم من الأزمات، وشيوع الاستقرار بين الدول، «سيحرمهم لا محالة من الوضع المعلق الذي تخلقه الصراعات».

وضمن الأسباب التي تدفع الفكر المتطرف إلى مهاجمة الدول المستقرة، يرى التقرير أن «الاستقرار يُمَتَّنُ حالة الولاء بين المجتمعات وبين الدول»، عادّاً أن ذلك يحول دون «تنامي المشاعر السلبية والانفعالات المريضة والحاقدة بين الناس، مما يُعدّ حرماناً للمتطرفين من مادتهم الأساسية».

ويعتقد يوسف الرميح، وهو مستشار أمني سعودي، أن الفكر المتطرّف «يحاول استهداف الدول المستقرة والدول المضطربة على حدٍّ سواء».

دوافع واختلافات

ويرى الرميح أن «الدول المستقرة ليس لديها هامش للأفكار المضطربة، مما يدفع بالمتطرفين إلى محاولة الاصطياد في الماء العكر واختراق المجتمعات عبر استهداف مواطنين، خصوصاً الشباب، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات العامة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ بهدف خلخلة هذا النظام العام في المجتمع».

يذكر أن «اعتدال» يضطلع بمهام رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف، وحجب منافذه بمختلف أشكالها وتعطيل مصادر تغذيتها. وقد دُشّن من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدد من قادة الدول خلال في مايو (أيار) عام 2017 بالرياض.