السعودية تدعو لوقف فوري للهجوم البري الإسرائيلي

محللون لـ«الشرق الأوسط»: بيان الرياض أظهر مدى خطورة العملية العسكرية على المدنيين

أنقاض مبنى في غزة دمرته غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
أنقاض مبنى في غزة دمرته غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
TT
20

السعودية تدعو لوقف فوري للهجوم البري الإسرائيلي

أنقاض مبنى في غزة دمرته غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
أنقاض مبنى في غزة دمرته غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)

أدانت السعودية العمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وقالت إنها تتابع بقلقٍ بالغ التصعيد الإسرائيلي العسكري، مشددة على أن هذه العمليات «تهدد حياة المدنيين الفلسطينيين وتعرضهم لمزيد من الأخطار والأوضاع غير الإنسانية».

وحذرت وزارة الخارجية السعودية في بيان يوم السبت، من خطورة الاستمرار في الإقدام على هذه الانتهاكات التي وصفتها بـ«الصارخة وغير المبررة والمخالفة للقانون الدولي» بحق الشعب الفلسطيني، كما حذرت مما سيترتب على ذلك من تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة والسلم والأمن الإقليمي والدولي.

ودعت الرياض المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته للوقف الفوري لهذه العملية العسكرية، وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر بتاريخ 27 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وحقناً لدماء الأبرياء، وحفاظاً على البنى التحتية والمصالح الحيوية واحتراماً للقانون الدولي الإنساني، ولتمكين المنظمات الإنسانية والإغاثية من إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة والضرورية إلى المدنيين في قطاع غزة دون عوائق.

ويعتقد محللون تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، أن موقف السعودية تجاه القضية الفلسطينية أعطى مصداقية لرؤيتها بشأن ذلك، وجعل القيادات العالمية تتجه إليها نظراً لوزنها الدولي والإقليمي، ووضوح منهجها، مشيرين إلى أن البيان أظهر مدى خطورة تلك العمليات العسكرية على المدنيين في غزة.

 

أسس واضحة

تتحرك السعودية في كل ما يخص القضية الفلسطينية من أسس واضحة ومعيار يتمثل في «الشرعية الدولية التي اكتسبتها القضية»، يقول الأستاذ الدكتور عبد الله الرفاعي، أستاذ كرسي اليونسكو للحوار والإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود لـ«الشرق الأوسط»: «هذا محور مهم تحرص عليه المملكة للحفاظ على التأييد الدولي للقضية بشكل عام، ولذلك هي تدعم كل الجهود التي تعزز من الحق الفلسطيني، وتتصدى لكل محاولات القوى المناوئة لهذا الحق، سواء كانت تستخدم أسماء فلسطينية أو جهات فلسطينية».

ويقرأ الرفاعي تحرك السعودية من باب دعم القضية الفلسطينية من خلال دعم المشروعات الدولية التي تكون مسؤولة عنها بشكل مباشر السلطة الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو حتى في غزة، وزاد: «السعودية استطاعت أن تتعامل بذكاء سياسي، بحيث تصل المساعدات والدعم من خلال القنوات الرسمية الشرعية الدولية للفلسطينيين، وحشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية والمعاناة لسكان غزة. لذلك كانت لها مبادرات كثيرة في إعادة الإعمار، ودعم الخدمات التي يحتاجها سكان غزة بشكل مباشر».

وأشار إلى أن السعودية بذلت جهداً كبيراً مع المجتمع الدولي للتفريق ما بين ما تقوم به «حماس» والحقوق الفلسطينية التي يجمع عليها العالم، عادّاً ذلك «أكبر تحدٍ يواجه كل الملتزمين بالقضية الفلسطينية نتيجة التداخلات التي طرأت بعد فرض (حماس) هيمنتها على قطاع غزة، وهذا له دور كبير في زيادة المعاناة للشعب الفلسطيني هناك»، وأردف: «لذلك لو تابعنا جهود المملكة في الأمم المتحدة نجد محاولة عدم ربط القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بأعمال المنظمات التي ليست تحت مظلة الشرعية الدولية».

 

الصورة الأكبر للعلاقات الدولية

وفي قراءة من منظور دولي، يقول براين كاتوليس نائب رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن: «يُظهر بيان السعودية الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار مدى قلقها بشأن المخاطر التي تشكلها هذه العملية العسكرية على المدنيين الفلسطينيين والمخاطر التي ترى أن هذه العملية تثير حرباً إقليمية أوسع».

ويعتقد كاتوليس أن «هناك بعض الاحتمالات بأن تعمل أميركا والسعودية معاً بشكل أوثق دبلوماسياً إذا تصاعد الصراع أكثر»، مشيراً إلى أن «المملكة تتمتع بعلاقات وروابط مهمة مع الجهات الفاعلة الرئيسية في جميع أنحاء العالم العربي، وحتى في إيران، وقد يكون مثل هذا التنسيق الدبلوماسي الثنائي مهماً للغاية في احتواء الصراع».

وأضاف أن «الفجوة بين المواقف السياسية للولايات المتحدة والسعودية في الوقت الحالي مؤشر على مدى الصعوبة التي تواجهها أميركا في بناء تحالف إقليمي متماسك»، ويرى أن  «عام 2023 ليس عام 2014، عندما تتمكن أميركا من إيجاد قضية مشتركة مع شركاء مثل السعودية ضد (داعش)، أو عام 1991، عندما قامت أميركا ببناء تحالف واسع لإخراج العراق من الكويت».


مقالات ذات صلة

شُح السيولة النقدية يعتصر أبناء غزة

خاص طفل يأكل من صحن طعام حصل عليه من «تكيَّة خيرية» بمدينة غزة اليوم (أ.ف.ب)

شُح السيولة النقدية يعتصر أبناء غزة

يعاني قطاع غزة شُحّاً حادّاً في السيولة النقدية بعدما منعت إسرائيل دخول أي عملات جديدة إليه منذ 7 أكتوبر 2023، مما وضع أهله بين براثن تجار استغلوا الأزمة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج وزير الخارجية السعودي خلال مباحثاته مع نظيره الأردني (واس)

السعودية والأردن يبحثان تحضيرات «مؤتمر حل الدولتين»

بحثت السعودية والأردن التحضيرات القائمة لمؤتمر تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين المقرر عقده في شهر يونيو المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية أعضاء محكمة العدل الدولية والمشاركين خلال جلسات الاستماع في محكمة العدل في لاهاي 30 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

أميركا تدافع عن موقف إسرائيل بحظر عمليات مساعدات «الأونروا» في غزة

قالت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، في جلسة استماع بمحكمة العدل الدولية في لاهاي إنه لا يمكن إجبار إسرائيل على السماح لوكالة «الأونروا» بالعمل في غزة.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
الخليج محمد الناصر يلقي بيان السعودية خلال جلسة محكمة العدل الدولية في لاهاي (واس) play-circle 00:52

السعودية تطالب بوجوب التزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني

جدَّدت السعودية مطالبتها بوجوب التزام إسرائيل باعتبارها قوة محتلة بأحكام القانون الدولي الإنساني، وتوفير الاحتياجات الأساسية للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
الخليج وليد الخريجي يتحدث خلال اجتماع «بريكس» الوزاري في ريو دي جانيرو الثلاثاء (الخارجية السعودية)

السعودية تُجدِّد التزامها بالحياد تجاه التصعيد الإقليمي والدولي

جدَّدت السعودية التزامها بأن تكون شريكاً موثوقاً ومحايداً ضمن جهودها ومساعيها الرامية إلى خفض التصعيد إقليمياً ودولياً.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

لجنة التظلمات الخاصة بسحب وإسقاط الجنسية الكويتية تباشر عملها

أكد المستشار علي الضبيبي أن لجنة التظلمات ستتلقى طلبات التظلم حصراً عبر الموقع الإلكتروني للجنة ولن تعتد بأي تظلمات سبق تقديمها أو تقدم بغير هذه الطريقة (كونا)
أكد المستشار علي الضبيبي أن لجنة التظلمات ستتلقى طلبات التظلم حصراً عبر الموقع الإلكتروني للجنة ولن تعتد بأي تظلمات سبق تقديمها أو تقدم بغير هذه الطريقة (كونا)
TT
20

لجنة التظلمات الخاصة بسحب وإسقاط الجنسية الكويتية تباشر عملها

أكد المستشار علي الضبيبي أن لجنة التظلمات ستتلقى طلبات التظلم حصراً عبر الموقع الإلكتروني للجنة ولن تعتد بأي تظلمات سبق تقديمها أو تقدم بغير هذه الطريقة (كونا)
أكد المستشار علي الضبيبي أن لجنة التظلمات ستتلقى طلبات التظلم حصراً عبر الموقع الإلكتروني للجنة ولن تعتد بأي تظلمات سبق تقديمها أو تقدم بغير هذه الطريقة (كونا)

أعلن المستشار علي الضبيبي، رئيس لجنة التظلمات الخاصة بسحب وإسقاط وفقد الجنسية الكويتية التابعة لمجلس الوزراء، اليوم، فتح باب تقديم طلبات التظلم للأشخاص الذين صدرت بحقهم مراسيم أو قرارات بسحب أو إسقاط أو فقد الجنسية الكويتية أو مَن سحبت منهم شهادة الجنسية الكويتية.

وأوضح المستشار الضبيبي في تصريح لـ«وكالة الأنباء الكويتية»، الخميس، أن فتح باب استقبال التظلمات سيكون على مرحلتين؛ الأولى: تشمل المراسيم والقرارات التي صدرت بسحب أو إسقاط أو فقد الجنسية الكويتية أو مَن سُحبت منهم شهادة الجنسية الكويتية خلال الفترة من 20 فبراير (شباط) 2024 حتى 30 أبريل (نيسان) 2025، التي نشرت في الجريدة الرسمية (الكويت اليوم)، وستكون مدة تقديم التظلم 60 يوماً اعتباراً من يوم الأحد المقبل الموافق 4 مايو (أيار) 2025.

المستشار علي الضبيبي رئيس لجنة التظلمات الخاصة بسحب وإسقاط وفقد الجنسية الكويتية (كونا)
المستشار علي الضبيبي رئيس لجنة التظلمات الخاصة بسحب وإسقاط وفقد الجنسية الكويتية (كونا)

وأضاف: «أما المرحلة الثانية فتشمل المراسيم والقرارات التي قد تصدر بسحب أو إسقاط أو فقد الجنسية الكويتية أو مَن سُحبت منهم شهادة الجنسية الكويتية بعد تاريخ 30 أبريل 2025، وتكون مدة تقديم التظلم 60 يوماً من تاريخ نشرها في الجريدة الرسمية (الكويت اليوم)».

وأكد أن تقديم التظلمات سيكون حصراً عبر الرابط الإلكتروني للجنة، خلال أيام الدوام الرسمي، داعياً ذوي الشأن ممن يرغب في تقديم التظلم تعبئة البيانات من خلال رابط اللجنة، منبهاً إلى أن اللجنة لن تعتد بأي تظلمات سبق تقديمها أو ستقدم بغير هذه الطريقة المبينة.

وكان مجلس الوزراء أصدر في 11 مارس (آذار) 2025 القرار رقم 207 بتشكيل لجنة التظلمات الخاصة بسحب وإسقاط وفقد الجنسية الكويتية، وتتبع مجلس الوزراء برئاسة المستشار علي الضبيبي، وعضوية كل من عبد الوهاب المزيني نائباً للرئيس، والمستشارين خالد البكر وجمال الريش وفواز المشعان.

وتختص اللجنة بتلقي التظلمات المقدمة ممن سحبت منهم أو أسقطت عنهم أو فقدوا جنسيتهم الكويتية أو مَن سُحبت منهم شهادة الجنسية والنظر فيها وبحثها ودراستها وإعداد التوصيات اللازمة بشأنها وتقديم الاقتراحات في إطار القوانين واللوائح والقرارات المعمول بها.

ومنذ أن بدأت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية عملها مطلع مارس 2024، تمّ سحب الجنسية الكويتية من نحو عشرات الآلاف، عدا عن التابعين لهم، وفق تقديرات غير رسمية.