كشف الدكتور عبد الفتاح مشاط، نائب وزير الحج والعمرة في السعودية، عن زيادة ملحوظة في أعداد المعتمرين القادمين من خارج المملكة، وكذلك زيادة في الطاقة الاستيعابية للحرمين الشريفين، مرجعاً ذلك لعوامل عدة؛ في مقدمتها تيسير إجراءات الحصول على التأشيرة.
وتأتي هذه الزيادة بعد شهر ونيف من توافد طلائع المعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف، القادمين من خارج المملكة لأداء مناسك العمرة التي انطلق موسمها غرة العام الهجري الجديد، ما يشير إلى أن موسم العام الحالي، سيسجل زيادة تفوق المواسم السابقة، خصوصاً أن الحكومة السعودية عملت على تهيئة حزمة من التسهيلات للوصول إلى الحرمين الشريفين من جميع أنحاء المعمورة لمن يرغب من المسلمين.
وقال نائب وزير الحج والعمرة في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن الزيادة الملحوظة التي جرى رصدها لأعداد المعتمرين في هذا الموسم مقبلة من جميع الدول، إلا أن النسبة الأكبر تأتي من «باكستان، وإندونيسيا، والهند، والعراق، واليمن، وبنغلاديش»، لافتاً إلى أن التقديرات والمؤكد أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة في أعداد المعتمرين القادمين من مختلف دول العالم، وذلك بسبب التسهيلات التي أتاحتها منصة «نُسك» في الحصول على التأشيرة والتواصل مع مقدمي الخدمات، فضلاً عن زيادة عدد الشركات العاملة في خدمات العمرة والمتخصصة في مجالات الضيافة التي تتنافس على تقديم أفضل الخدمات بجودة عالية.
وتحدث مشاط عن التنظيمات وكيف أسهمت في تدفق المعتمرين من خارج البلاد، قائلاً إن «التنظيمات الجديدة أسهمت في تمكين القادمين من خارج المملكة بمختلف أنواع التأشيرات (تأشيرة الزيارة العائلية، أو الشخصية، والسياحية، والتأشيرة عند الوصول، وتأشيرة المرور - الترانزيت) من أداء العمرة، إضافة إلى تمديد فترة صلاحية تأشيرة العمرة إلى 90 يوماً مع إلغاء شرط المحرم للنساء».
وأضاف النائب أنه إلى جانب ذلك، جرت إتاحة التقديم المباشر على تأشيرة العمرة من خلال منصة «نُسك»، مع تخفيض قيمة التأمين الطبي دون المساس بجودة الخدمات المقدّمة، والسماح لحاملي التأشيرة بالتنقل في كل مناطق المملكة، وغير ذلك من التنظيمات التي كان لها انعكاس واضح في زيادة أعداد المعتمرين في موسم العمرة 1444هـ، ومنذ بداية موسم العمرة الحالي.
وحول متابعة مقدمي الخدمة، قال مشاط إنه في إطار حرص وزارة الحج على تحقيق أعلى مستوى من الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن وجودة الخدمات المقدمة لهم على مدار الرحلة، أنشأت الوزارة مراكز «عناية»، «وهي تعمل على مدار الساعة لاستقبال شكاوى وبلاغات المعتمرين بكل اللغات والعمل على معالجتها في أقصر فترة زمنية، كذلك نقوم بمتابعة ورصد عمل مقدّمي خدمات العمرة من خلال عدد من آليات المتابعة، ولدينا لائحة واضحة في هذا الشأن، تحدد المخالفات والعقوبات المترتبة عليها».
ووصف نائب وزير الحج في حديثه مع «الشرق الأوسط»، منصة «نُسك»، بأنها الأبرز في التحولات الرقمية والتقنية في خدمة ضيوف الرحمن، كونها أصبحت الآن بوابة شاملة يستطيع من خلالها ضيف الرحمن التخطيط لرحلة العمرة بالكامل بداية من التقديم للتأشيرة، كما يوفر تطبيق «نُسك» مجموعة من الخدمات التي تجعل رحلة ضيف الرحمن سهلة وميسّرة مثل الخرائط التفاعلية ودليل المواقع التاريخية، بجانب البلاغات والشكاوى وغير ذلك، موضحاً أن وزارة الحج والعمرة ماضية في الاستفادة من التحول الرقمي وتسخير التقنية في خدمة ضيوف الرحمن.
وعن الآلية للوصول إلى 30 مليون معتمر، قال إنه «بفضل التسهيلات التي قُدمت للراغبين في زيارة الحرمين الشريفين وأداء مناسك العمرة، نتوقع أن نحقق هذا الرقم بسب المستهدفات السنوية، من خلال مجموعة من المبادرات منها تمديد موسم العمرة، وتخفيض مدة إصدار التأشيرة، وتيسير إجراءات القدوم، وتطوير خدمة تسجيل الخصائص الحيوية ورفع وثائق السفر قبل القدوم عبر تطبيق الهاتف الذكي (Saudi Visa Bio)»، موضحاً أن تلك الخطوات اتخذتها السعودية ضمن خطوات عديدة نحو تقليص وقت إجراءات التحقق عند الوصول إلى الحجاج والمعتمرين، ونُفذت التجربة حتى الآن مع دول بريطانيا، وماليزيا، وبنغلاديش، وتونس، والكويت.
وشدد نائب وزير الحج على أن القيادة السعودية تُولي خدمة الحجاج والمعتمرين وزوار بيت الله الحرام والمسجد النبوي عناية كبيرة، ومن ذلك أعمال التوسعة التي شهدها المسجد الحرام والمشاعر المقدّسة التي عُدّت من أضخم المشروعات في العالم من حيث التكلفة والمساحة، كما جرى إنشاء برنامج «خدمة ضيوف الرحمن» الذي يضم كل الجهات المعنية بأعمال الحج والعمرة في المملكة، بهدف تيسير استضافة مزيد من ضيوف الرحمن وتسهيل الوصول إلى الحرمين الشريفين، وتقديم خدمات عالية الجودة للحجاج والمعتمرين، وإثراء التجربة الدينية والثقافية لدى الحجاج والمعتمرين، من خلال زيارة المواقع التاريخية الإسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة.