تأكيد إسلامي على أهمية «مؤتمر التواصل والتكامل» في تحقيق الوسطية

إشادة بجهود السعودية لخدمة قضايا الأمة وتعزيز التسامح والتعايش

الملك سلمان بن عبد العزيز
الملك سلمان بن عبد العزيز
TT

تأكيد إسلامي على أهمية «مؤتمر التواصل والتكامل» في تحقيق الوسطية

الملك سلمان بن عبد العزيز
الملك سلمان بن عبد العزيز

أكد علماء ومفتون ورؤساء شؤون دينية في دول إسلامية أهمية المؤتمر الإسلامي الدولي الذي سيقام في مكة المكرمة تحت شعار «تواصل وتكامل»، لمعالجة القضايا والنوازل، والاستفادة من خبرات أهل العلم المشاركين فيه، وتأصيلهم لهذه القضايا.

ويرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المؤتمر الدولي «التواصل مع إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم» الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد يومي 13 و14 أغسطس (آب) الحالي، بمشاركة 150 عالماً ومفتياً يمثلون 85 دولة.

وشدد الدكتور راشد الهاجري رئيس مجلس الأوقاف السنية بالبحرين على أهمية المؤتمر، وقال إنه من المؤتمرات المهمة التي تهدف للنهوض برسالة المؤسسة الدينية في ظل التحديات المعاصرة، مشيراً إلى أن السعودية قائدة العمل الإسلامي في جميع القضايا السياسية والدينية والفكرية، وهي حريصة على الاستقرار والسلام لجميع دول المنطقة.

وبيّن الهاجري أن «وزارة الشؤون الإسلامية» السعودية تضطلع بدور كبير في معالجة وتصحيح الأخطاء في الساحتين العلمية والفكرية من خلال نشر الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب والأفكار الدخيلة على المسلمين.

ومن جهته، أكد الشيخ أحمد الشنقيطي المفتي العام وإمام الجامع الكبير بموريتانيا أن جهود السعودية التي تبذلها بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في مختلف مجالات العمل الإسلامي في سائر أنحاء العالم ملء الأسماع والأبصار، مشيراً إلى أن محاور المؤتمر تُلامِسُ حاجةَ الأمة الإسلامية.

الشيخ أحمد الشنقيطي مفتي موريتانيا (واس)

ونوّه الشنقيطي بأهمية المؤتمر في توحيد جهود العلماء والمفتين والمؤسسات والإدارات الدينية في العالم لمواجهة ما تطفح به المتغيرات والمستجدات من قضايا عصرية متشعبة يحتاج حلها إلى بصيرة بأصول الشريعة وقواعدها ومقاصدها، ومعرفة أوجه دلالات أدلتها، إلى جانب التفقه في الواقع وما يتنزل عليه من الأحكام عزيمة أو رخصة.

في حين أكد الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتي لبنان، أن المؤتمر الذي يجمع بين أبناء الأمة الإسلامية وفي جوار البيت الحرام له أهمية كبرى، بما يتضمن من محاور تحمل الكثير من المعاني الإسلامية السامية، فهو وسيلة لتوثيق روابط التعاون بين أبناء الأمة الإسلامية، ومظهر لإبراز التضامن والوئام بين المسلمين، وقال إن الإسلام دين الاعتدال، وينكر الغلو والتطرف، خصوصاً باسم الدين، ويدعو إلى الوسطية والاعتدال، والمحبة والتعاون بين الشعوب، لافتاً إلى أنه «ينبغي لنا أن نكون أمناء على الوسطية في حياتنا العامة والخاصة بلا تشدد، ولا تفلت، ولا غلو، ولا تطرف».

وأشاد بجهود السعودية التي لا تعد ولا تحصى في ترسيخ مبدأ التسامح والسلام، ونشر وتأصيل ثقافة الوسطية والاعتدال، ودعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية، ونصرة الحق والعدل في العالم، وكذلك التوعية بمنهج الوسطية، مثمناً حرصها بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده على بذل الجهود للم الشمل العربي والإسلامي والعمل على وحدة الصف والتلاحم.

إلى ذلك، أكد الشيخ نجاد غرابوس مفتي سراييفو، أن زيارة السعودية مصدر سعادة دائم لجميع المسلمين، وقال إنها تعمل دون كلل على خدمة الإسلام والمسلمين ليس فقط ضمن حدودها الجغرافية، وإنما في جميع أنحاء العالم.

الشيخ نجاد غرابوس مفتي سراييفو (واس)

وأفاد المفتي البوسني بأن المؤتمر له أهمية في تعميق الفهم المتبادل للعمل الإسلامي مع الإدارات الدينية والمشيخات خصوصاً مع السعودية، التي تبذل جهوداً كبيرة بهدف تعزيز العمل الإسلامي والارتقاء به على المستوى الدولي، بالإضافة إلى خبراتها الكبيرة في مختلف المجالات، لا سيما في مجال التعليم والعمل الديني والوقفي، وجهودها الجبارة في تعزيز السلم العالمي، «ولذلك يقصدها المسلمون بغرض الاستفادة من هذه الخبرات الكبيرة ونقلها إلى بلدانهم، وتوطيد روابط التعاون معها».

ويهدف المؤتمر إلى تعزيز روابط التواصل والتكامل بين إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم لتحقيق مبادئ الوسطية والاعتدال، وتعزيز قيم التسامح والتعايش بين الشعوب، ومحاربة الأفكار المتطرفة، وحماية المجتمعات من الإلحاد والانحلال، وبيان تجربة السعودية الفريدة في الدعوة إلى الله، ونشر مبادئ الرحمة، والحفاظ على القيم مع البناء والنهضة والتقدم في شتى المجالات لبناء المجتمع.


مقالات ذات صلة

باكستان: اعتقال شخص بتهمة إهانة القرآن بعد محاولة حشد إعدامه

آسيا الشرطة الباكستانية تُلقي القبض على رجل متهم بإهانة القرآن (إ.ب.أ)

باكستان: اعتقال شخص بتهمة إهانة القرآن بعد محاولة حشد إعدامه

ألقت الشرطة الباكستانية القبض على رجل متهم بإهانة القرآن، في شمال غربي البلاد، اليوم الثلاثاء، بعدما تلقت بلاغاً يفيد بأن مجموعة من الناس تسعى لإعدامه.

«الشرق الأوسط» (بيشاور (باكستان))
الخليج الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى حل ضيفَ شرفٍ على نادي 44 للدراسات الفكرية (الشرق الأوسط)

العيسى يناقش «تفهم الاختلاف ومعالجة سوء الفهم بين الإسلام والغرب» في سويسرا

حَلّ الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى ضيفَ شرفٍ على نادي 44 للدراسات الفكرية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب (رويترز)

متعهداً بإنهاء صراع الشرق الأوسط... ترمب يسعى لأصوات المسلمين في ميشيغان

سعى المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب إلى استمالة الناخبين المسلمين في ولاية ميشيغان.

«الشرق الأوسط» (ديترويت)
أوروبا مظاهرة لدعم غزة في ميدان ترافالغار بلندن (رويترز)

دراسة: نصف مسلمي الاتحاد الأوروبي يتعرضون للتمييز

أفاد نحو نصف المسلمين المقيمين في دول الاتحاد الأوروبي بأنهم يتعرضون للتمييز في حياتهم اليومية، مع تسجيل «زيادة حادة في الكراهية» عقب حرب غزة.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الخليج الدكتور محمد العيسى دشن أعمالَ المؤتمر الدولي «الإيمان في عالم متغير» (الشرق الأوسط)

العيسى يدشن المؤتمر الدولي «الإيمان في عالم متغير» للتصدي لشبهات الإلحاد

دشن الشيخ الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، أعمالَ المؤتمر الدولي «الإيمان في عالم متغير».

«الشرق الأوسط» (الرباط)

سحب الجنسية الكويتية من رجل الأعمال معن الصانع

معن الصانع
معن الصانع
TT

سحب الجنسية الكويتية من رجل الأعمال معن الصانع

معن الصانع
معن الصانع

أصدرت الحكومة الكويتية، اليوم، مرسوماً بفقدان الجنسية الكويتية من خمسة أشخاص بينهم الملياردير معن عبد الواحد الصانع، وذلك وفقاً لنص (المادة 11) من قانون الجنسية الكويتية.

كما ترأس رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد يوسف الصباح، اليوم (الخميس)، اجتماع اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، إذ قررت اللجنة سحب وفقدان الجنسية الكويتية من عدد (1647) حالة تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

وشرعت السلطات الكويتية منذ مطلع شهر مارس (آذار) الماضي، من خلال اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، في حملة إسقاط جنسيات وذلك لأسباب مختلفة، يأتي في مقدمتها التزوير، كما تشمل عمليات سحب الجنسية، الأشخاص والتابعين الذين حصلوا عليها من دون استيفاء الشروط القانونية، ومن بينها «صدور مرسوم» بمنح الجنسية، حيث دأب أعضاء في الحكومات السابقة على تخطي هذا القانون ومنح الموافقات على طلبات الحصول على الجنسية دون انتظار صدور مرسوم بذلك.

ومعن الصانع هو رجل كان يحمل الجنسيتين السعودية والكويتية، اشتهر بكونه مؤسس «مجموعة سعد»، التي تضم مجموعة شركات كبيرة تعمل في قطاعات مثل البنوك، والعقارات، والإنشاءات، والرعاية الصحية.

ومع مطلع الألفية الثانية أصبح أحد أغنى رجال الأعمال في السعودية والخليج، وكان على قائمة «فوربس» لأغنى مائة رجل في العالم عام 2007، لكنَّ أعماله تعرضت للانهيار بعد خلافات اتُّهم خلالها بالاحتيال، لينتهي الخلاف مع عائلة القصيبي وآخرين في أروقة المحاكم، وتعثرت «مجموعة سعد»، إلى جانب شركة أخرى هي «أحمد حمد القصيبي وإخوانه»، في عام 2009، مما وصل بحجم الديون غير المسددة للبنوك إلى نحو 22 مليار دولار.

وفي مارس (آذار) 2019 وافقت محكمة سعودية على طلب رجل الأعمال المحتجز والمثقل بالديون وشركته لحل قضيتهما من خلال قانون الإفلاس الجديد في المملكة.

وقبيل نهاية عام 2018 طُرحت عقارات مملوكة لمعن الصانع للبيع في مزاد علني، من أجل سداد أموال الدائنين التي تقدَّر بمليارات الريالات، حيث كلَّفت المحكمة شركة متخصصة بالمزادات ببيع الأصول على مدار خمسة أشهر في مزادات في المنطقة الشرقية وجدة والرياض.