«الحج» يوحد اليمنيين من جبال صعدة إلى حضرموت

ثمنوا الخدمات وتحدثوا عن الأجواء الأخوية السائدة

أيمن صالح أعرب عن جمالية الرحلة الإيمانية بوجود والدته معه (الشرق الأوسط)
أيمن صالح أعرب عن جمالية الرحلة الإيمانية بوجود والدته معه (الشرق الأوسط)
TT

«الحج» يوحد اليمنيين من جبال صعدة إلى حضرموت

أيمن صالح أعرب عن جمالية الرحلة الإيمانية بوجود والدته معه (الشرق الأوسط)
أيمن صالح أعرب عن جمالية الرحلة الإيمانية بوجود والدته معه (الشرق الأوسط)

من المناطق الجبلية في محافظة صعدة الواقعة شمال غرب صنعاء إلى حضرموت في أقصى الشرق، اجتمع اليمنيون تحت سقف واحد بمختلف أطيافهم في مخيماتهم بالمشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج وسط أجواء تسودها المحبة والتآخي وتغمرها السكينة والوئام، ممتدحين منظومة الخدمات المقدمة لهم التي وصفوها بالمميزة، حيث أسهمت في أدائهم الفريضة بيسر وسهولة.

وأعرب حجاج يمنيون من مقر سكنهم في مشعر منى عن شكرهم وتقديرهم لحكومة المملكة على التسهيلات التي قدّمتها لضيوف الرحمن، منوهين بحفاوة الاستقبال الذي وجدوه بالمطار أو عبر منفذ الوديعة الحدودي من المسؤولين كافة، وسهولة الإجراءات وتيسيرها، مؤكدين أن هذه الخدمات ليست بمستغربة على المملكة التي شرّفها الله برعاية وخدمة الإسلام والمسلمين.

وقال أيمن محمد صالح، صاحب الـ30 ربيعاً من محافظة حضرموت وتحديداً من مديرية القطن، إن حلم الحج تحقق له في موسم هذا العام والأجمل أنه كان برفقة والدته، ممتدحاً كذلك التسهيلات التي قُدمت لهما عند الحدود السعودية، موضحاً: «كانت رحلة طيبة وجميلة خصوصاً أنها برفقة والدتي، قدمنا عن طريق البر وكان ميسراً ومسهلاً لجميع الحجاج، حيث وجدنا تسهيلات عديدة امتدت حتى قضاء الفريضة بيسر ولله الحمد».

وأضاف: «ذللت كل العقبات أثناء توافدنا لمنفذ الوديعة، حيث تم إنجاز إجراءات دخولنا إلى المملكة بكل يسر، كما وفرت العديد من الخدمات لجميع الحجاج في المشاعر من إرشاد وتوجيه إلى جانب الاهتمام والرعاية اللذين حظينا بهما جميعاً وأثرهما البالغ في نفوسنا وهو أمر لن ينسى على الإطلاق». وتابع: «الحاج هنا ليس عليه شيء سوى التفرغ للعبادة، أما بقية الأمور فجميعها تأكد أنها ستكون ميسرة وسهلة في كل الجوانب حتى تلك المعنية بالصحة وجميعها بالمجان».

وكان وزير الأوقاف والإرشاد اليمني محمد شبيبة قد أشار إلى أن عدد الحجاج اليمنيين لموسم حج هذا العام براً وجواً بلغ 24 ألفاً و522 حاجاً وحاجة.

بدوره، أعرب الحاج أحمد ناصر هادي أبو عبيد من محافظة صعدة، الذي قدم لأداء الحج للمرة الأولى عن إعجابه الشديد بالجهود السعودية الكبيرة في الاهتمام بشؤون ضيوف الرحمن وتلبية احتياجاته وتهيئة كل السبل لأدائه الفريضة بكل يسر وسهولة، مضيفاً: «كل شيء كان ميسراً ومتوفراً لنا سواء في المخيمات داخل المشاعر أو في مقر السكن في مكة وهو أمر يشكر الجميع عليه».

احمد ابو عبيد وصديقه صفوان راجي من مقر سكنهم في مكة (الشرق الأوسط)

وأشار أبو عبيد صاحب الـ45 عاماً إلى الأجواء الأخوية السائدة بين جميع أطياف المجتمع اليمني في المشاعر المقدسة، لافتاً إلى أنهم حضروا لأداء الفريضة متضرعين للمولى بأن يغفر لهم.

بينما اتفق الحاج صفوان يحيى راجي صاحب الـ30 عاماً مع ما ذهب إليه صديقه أبو عبيد في حديثه، مشيراً إلى تنوع الخدمات طوال الرحلة الإيمانية سواء في مقار السكن أو التنقلات أو في أثناء القدوم للمشاعر المقدسة.

وكانت وزارة الحج والعمرة قد أعلنت تسهيل وصول الحجاج اليمنيين القادمين لأداء فريضة الحج لهذا العام، وأداء العمرة، من مطار صنعاء إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، أسوة ببقية المنافذ البرية والجوية مع اليمن، وذلك امتداداً لحرص المملكة على تيسير أداء فريضة وتسهيل أداء مناسك الحج والعمرة على الحجاج والمعتمرين من جميع الدول الإسلامية والعربية.


مقالات ذات صلة

كرم السعوديين… من التقاليد العريقة إلى خدمة ضيوف الرحمن

يوميات الشرق «جمعية خدمات الحجاج والمعتمرين» قصة إنسانية ومبادرات مبتكرة (الشرق الأوسط)

كرم السعوديين… من التقاليد العريقة إلى خدمة ضيوف الرحمن

في الشمال السعودي، وعلى مقربة من المنافذ الحدودية التي تستقبل القادمين براً من دول الجوار، تنبض «جمعية خدمات الحجاج والمعتمرين» بروح العطاء

أسماء الغابري (جدة)
الخليج جلسة البيانات والحلول الرقمية ضمن جسات اليوم الثاني في مؤتمر الحج والعمرة (المركز الإعلامي)

استثمار 5 % فقط من إمكانات الذكاء الاصطناعي في إدارة الحج والعمرة حتى الآن

شهد اليوم الثاني من مؤتمر ومعرض الحج والعمرة انعقاد أكثر من عشر جلسات تناولت موضوعات رئيسية في عدة مجالات من بينها التقنية والذكاء الاصطناعي والبيانات والحلول

أسماء الغابري (جدة)
الخليج جانب من الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحج والعمرة في نسخته الرابعة (المركز الإعلامي)

استراتيجية طويلة الأمد وخدمات تقنية مبتكرة لتعزيز تجربة الحج والعمرة

استعرضت الجلسة الافتتاحية لـ«مؤتمر الحج والعمرة» الرابع، جهود السعودية لتطوير وتحسين الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.

أسماء الغابري (جدة)
الخليج جانب من أعمال «مؤتمر الحج» في نسخته الرابعة التي تستضيفها جدة (واس)

الملك سلمان: السعودية تفخر منذ تأسيسها بشرف خدمة الحرمين

أكد الملك سلمان بن عبد العزيز أن السعودية تفخر منذ تأسيسها بشرف خدمة الحرمين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار، والسهر على أمنهم وسلامتهم.

أسماء الغابري (جدة)
الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)

فيصل بن فرحان يُجدِّد من دمشق دعم السعودية نهضة سوريا

TT

فيصل بن فرحان يُجدِّد من دمشق دعم السعودية نهضة سوريا

أحمد الشرع مستقبلاً الأمير فيصل بن فرحان في قصر الشعب بدمشق (سانا)
أحمد الشرع مستقبلاً الأمير فيصل بن فرحان في قصر الشعب بدمشق (سانا)

جدّد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، الجمعة، دعم بلاده سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، ووقوفها إلى جانب الشعب السوري.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقب لقائه قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في قصر الشعب، حيث أبدى الأمير فيصل بن فرحان سعادته بزيارة دمشق، وقال إنها تؤكد موقف السعودية الداعم لسوريا بما يضمن أمنها واستقرارها ونهضتها.

وبحث الأمير فيصل بن فرحان مع الشرع جميع السبل الرامية لدعم أمن واستقرار ووحدة سوريا، وناقشا المساعي الهادفة إلى دعم الجانب السياسي والإنساني والاقتصادي هناك، وعلى رأسها الجهود المبذولة لرفع العقوبات المفروضة عليها، وتقديم جميع أشكال العون والمساندة لها في هذه المرحلة المهمة لاستعادة الاستقرار على كامل أراضيها، وعودة الحياة في مؤسساتها الوطنية بالشكل الذي يتوافق مع تطلعات وطموحات الشعب.

أحمد الشرع مستقبلاً الأمير فيصل بن فرحان في قصر الشعب بدمشق (الخارجية السعودية)

وثمّن وزير الخارجية السعودي ما تقوم به الإدارة السورية الجديدة من انفتاح وحوار مع جميع الأطراف، معبِّراً عن ثقته بعبور السوريين هذه المرحلة المفصلية بنجاح، وبما يكفل تحقيق مستقبل زاهر يسوده الاستقرار والرخاء.

ونوّه بأهمية استعجال المجتمع الدولي في رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا بأسرع وقت؛ لإتاحة الفرصة للنهوض باقتصادها، ودعم العيش الكريم للشعب السوري، وقال: «منخرطون في حوار مع الدول ذات الصلة لرفع العقوبات، ونتلقى إشارات إيجابية» بشأن ذلك.

من ناحيته، قال أسعد الشيباني، وزير خارجية الإدارة السورية الجديدة، خلال المؤتمر، إن السعودية قدَّمت الكثير من الدعم لسوريا، وتقف دائماً بجانب الشعب السوري، ولها تاريخ طويل في ذلك، مشيراً إلى أن هذه الزيارة «تؤكد دعمها لنا».

الأمير فيصل بن فرحان يلتقي أحمد الشرع في قصر الشعب بدمشق (الخارجية السعودية)

وأضاف: «نتشاور مع السعودية على جميع الأصعدة، ولا توجد أي تحفظات أو عقبات، وتعاوننا معها سيكون خطوة مهمة نحو بناء مستقبل أفضل للمنطقة»، مؤكداً أن سوريا اليوم بحاجة لدعم أشقائها العرب، وتفتح صفحة جديدة من أجل التعاون معهم، وتطمح لتكون جزءاً من مشروع عربي مشترك.

ودعا الشيباني المجتمع الدولي لرفع العقوبات التي «أنهكت كاهل السوريين وهي ضد الحكومة والشعب»، وتُشكّل «عائقاً أمام الاستقرار»، عاداً إزالتها خطوة مهمة لتمكين شعب سوريا. وأبدى عزم بلاده فتح صفحة جديدة تركز على البناء والتطوير، ودعم فتح باب الاستثمار.

كان الأمير فيصل بن فرحان قد وصل، ظهر الجمعة، إلى سوريا في زيارة رسمية، بعد أخرى لبيروت هي الأولى من نوعها منذ 15 عاماً، بحث خلالها مع كبار المسؤولين عدداً من الموضوعات التي تهم البلدين.

أحمد الشرع لدى استقباله الأمير فيصل بن فرحان في قصر الشعب بدمشق (سانا)

وذكر مصدر رسمي سوري أن الشرع يسعى إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات مع السعودية، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأفادت مصادر دبلوماسية عربية في دمشق، لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، بأن القيادة السورية الجديدة تعدُّ زيارة المسؤول السعودي «خطوة مهمة في إطار العلاقات العربية العربية».

وقال الأمير فيصل بن فرحان، خلال مشاركته، الثلاثاء، في جلسة عامة على هامش «المنتدى الاقتصادي العالمي 2025» بمدينة دافوس السويسرية، إن لديه «تفاؤلاً حذراً» بشأن سوريا، مشيراً إلى وجود فرصة كبيرة لنقلها باتجاه إيجابي.

وأوضح أن الإدارة السورية الجديدة «تقول الأشياء الصحيحة في السر والعلن، ومنفتحة على العمل مع المجتمع الدولي للتحرك في الاتجاه الصحيح»، منوهاً بأن «لديها رغبة كبيرة ونية حاسمة للتعاون والتعامل معه بطريقة متجاوبة».

وشدد على ضرورة بذل المزيد لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، داعياً المجتمع الدولي إلى رفعها ومساعدتها في المرحلة الانتقالية، وإعادة بناء الدولة، ومد يد العون للشعب السوري.

وقال الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي، مطلع يناير (كانون الثاني) الحالي: «لقد عانى إخواننا وأخواتنا في سوريا سنوات من الحروب والدمار والوضع المعيشي الصعب»، مؤكداً: «آن الأوان أن تستقر سوريا وتنهض، وتستفيد مما لديها من مقدرات وأهمها الشعب السوري الشقيق».

جاء ذلك عقب لقاء في الرياض وصفه بـ«المثمر» مع وفد من الإدارة السورية الجديدة برئاسة أسعد الشيباني وزير الخارجية، وضمّ وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات أنس خطاب.

الأمير خالد بن سلمان يلتقي وفد الإدارة السورية الجديدة (واس)

وبحث الجانبان مستجدات الأوضاع في سوريا، وسبل دعم العملية السياسية الانتقالية بما يحقق تطلعات الشعب السوري، ويضمن أمن واستقرار سوريا ووحدة أراضيها.

وأعرب الشيباني في منشور على منصة «إكس»، بعد وصوله إلى الرياض في أول زيارة رسمية للإدارة السورية الجديدة إلى الخارج، عن أمله في أن تفتح هذه الزيارة «صفحة جديدة ومشرقة في علاقات البلدين»، و«تليق بالتاريخ العريق المشترك» بينهما.

الأمير فيصل بن فرحان استقبل أسعد الشيباني في الرياض مطلع يناير الحالي (الخارجية السعودية)

وجاءت تلك الزيارة بعد تصريحات أحمد الشرع لقناة «العربية» التي أكد فيها على أهمية دور السعودية في مستقبل سوريا. وقال إن «للسعودية دوراً كبيراً في مستقبل سوريا»، وتصريحاتها الأخيرة تجاه بلاده «إيجابية جداً»، مضيفاً أنها «تسعى لاستقرار سوريا»، ولها «فرص استثمارية كبرى» فيها.

وتواصل السعودية منذ بداية العام الحالي، إرسال مساعداتها الإغاثية إلى دمشق، ضمن دورها الإنساني المعهود بالوقوف مع الشعب السوري في مختلف الأزمات والمحن، والإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمر بها حالياً.

المساعدات تجسد دور السعودية الإنساني المعهود بالوقوف مع الشعب السوري في مختلف الأزمات والمحن (واس)

تأتي تلك المساعدات امتداداً لدعم السعودية المتواصل للشعب السوري منذ اليوم الأول للأحداث التي شهدتها بلادهم عام 2011، إذ استضافت الملايين منهم، ووفّرت لهم متطلبات الحياة الأساسية من تعليم وعلاج بالمجان، وأتاحت لهم ممارسة العمل، ودمجهم بالمجتمع.

وأكدت السعودية أنه «لا يوجد سقف محدد» للمساعدات التي ترسلها إلى دمشق عبر جسرين؛ بري وجوي، إذ ستبقى مفتوحة حتى تحقيق أهدافها على الأرض في سوريا باستقرار الوضع الإنساني، وفق توجيهات قيادة المملكة؛ للتخفيف من معاناة المتضررين.