قال أدهم إسماعيل، ممثل منظمة الصحة العالمية بالمملكة العربية السعودية، رئيس بعثة المنظمة في موسم الحج، إن «السلطات السعودية تتعامل بـ(احترافية) مع تحديات كبيرة في هذا الموسم».
وأوضح، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «التحدي الأكبر هو الأعداد الكبيرة من الحجاج هذا العام، وهو ما كان متوقعاً بعد إعلان انتهاء جائحة (كوفيد 19)، كطارئة صحية تمثل قلقاً عالمياً»، مشيراً إلى أن «السلطات السعودية تتعامل مع هذا التحدي بإجراءات احترازية بالغة الدقة، ويتم تنفيذها بشكل جيد، لمنع انتشار الأمراض».
وأضاف أن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة يمثل تحدياً آخر، تتعامل معه السلطات السعودية بإجراءات متكاملة، تشمل «توفير أدوات الوقاية من الإجهاد الحراري وضربات الشمس، بتوفير المظلات والماء البارد ورشاشات المياه، كما تشمل أيضاً الاستعداد بالتدخلات العلاجية المناسبة لاستخدامها عند إصابة أي فرد من الحجاج».
ولفت إسماعيل إلى أن المنظمة كعادتها كل عام، أرسلت بعثة تضم خبراء من المكتب الإقليمي والمكتب القُطري في المملكة العربية السعودية، للعمل عن كثب مع وزارة الصحة السعودية بشأن تدابير التأهب المناسبة في مجال الصحة العامة للوقاية من أي فاشيات محتملة للأمراض، ولتقديم الدعم حسب الحاجة.
وكانت المنظمة قد وصفت في بيان أصدرته، الاثنين، عبر مكتبها الإقليمي، موسم الحج هذا العام بأنه «بالغ الأهمية»، لأنه الأول التي تعود فيه الأمور إلى وضعها الطبيعي بعد 3 سنوات من فرض تدابير خاصة بسبب جائحة «كوفيد 19».
وقالت إنه مع تزايد الأعداد هذا العام، فإنها تثق في كفاءة التدابير الاحترازية التي اتخذتها وزارة الصحة وجميع الهيئات المعنية بالحج في السعودية، لضمان سلامة الحجاج. وأوضحت أن هذه التدابير تتطابق مع متطلبات اللوائح الصحية الدولية، وتشمل الترصُّد الفعال لضمان اكتشاف أي فاشية من فاشيات الأمراض المعدية بين الحجاج والتصدي لها فوراً، والوقاية من العدوى ومكافحتها، والإصحاح السليم، وسلامة الأغذية، والتلقيح، والتواصل بشأن المخاطر، والاستجابة في الوقت المناسب.
ولفت أحمد المنظري، مدير إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، إلى أن هذه التدابير أثبتت في السنوات السابقة فاعليتها الكبيرة في ضمان سلامة الحجاج وصحتهم، ولم يُبلَغ عن أي فاشيات مرضية أو غيرها من مشكلات الصحة العامة، كما أن الدروس المستفادة من الاستجابة لـ«كوفيد 19» من المفترض أن تساعد على جعل هذه التدابير أكثر فاعلية وتأثيراً.
ودعا المنظري إلى «ضرورة أن يظل (كوفيد 19) حاضراً في الأذهان عند تطبيق تدابير الوقاية». وأضاف: «رغم سعادتنا بأنه لم يعد يمثل طارئة صحية عامة، فإنه يسبب قلقاً دولياً».