أدى حجاج بيت الله الحرام صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في مسجد نمرة، وامتلأت جنبات المسجد بالحجيج الذين توافدوا إلى صعيد عرفات منذ فجر اليوم وسط منظومة أمنية خدمية متكاملة.
وألقى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد، خطبة يوم عرفات دعا فيها للالتزام بشرع الله وحفظ حدوده للفوز في الدنيا والآخرة.
وحذر الدكتور يوسف بن سعيد: المؤمنين من الحملات المغرضة بمختلف وسائلها وأساليبها لتفريق الكلمة وتأليب بعض المجتمع على بعضه، مؤكداً أن النصوص جاءت بالأمر بالاجتماع والمحبة والتآلف والنهي عن التنازع والتفرق والاختلاف.
وحثّ عضو هيئة كبار العلماء، المسلمين على تقوى الله تعالى بطاعته والتزام شرعه وحفظ حدوده ليكونوا من المصلحين الفائزين في الدنيا والآخرة.
وأكد أن من حفظ حدود الله عدم صرف شيء من العبادات لغير الله، مشيراً إلى أن من كان من أهل التوحيد كان من أهل الهداية، وكانت له النجاة والعاقبة الحميدة.
وشدّد على أن اختلاف اللغات والألوان والأعراق ليس مبرراً للاختلاف والنزاع، بل هو آية من آيات الله في الكون، وقال: «إن مما تتابعت النصوص على تأكيده الأمر بالاجتماع والمحبة والتآلف والنهي عن التنازع والتفرق والاختلاف».
وأفاد الشيخ يوسف بن سعيد، بأن في اجتماع الكلمة صلاح للدين والدنيا وتحقيق للمصالح وزوال للمفاسد، وحصول للتعاون على البر والتقوى، ويُنصر الحق ويُدحر الباطل، ويغتاظ الأعداء وتحبط مساعي الحاقدين والمتربصين، لافتاً الانتباه إلى أنه متى تفرقت الكلمة دخلت الأهواء والضغائن وتضادت الإرادات فسفك الدم الحرام، واستحل المال المعصوم وانتهكت الحرمات، وصعُب على الأمة الرقي في حياتها وعسُر الالتزام بالطاعات، مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
ونبه إلى أن الشريعة نهــت عن الانسياق وراء الإشاعات والأراجيف التي يقصد منها تفريق الصف، وقال: «ومن هنا يُحذر المؤمنون من الحملات المغرضة بمختلف وسائلها وأساليبها الموجهة لتفريق الكلمة، وتأليب بعض المجتمع على بعضه، كما جعل الله عدداً من الطاعات تؤدى بشكل جماعي كما في اجتماعكم اليوم على صعيد عرفات، ومثل اجتماعكم في صلاة الجمعة والجماعة».
ولفت النظر إلى أن التأكيد جاء بوجوب السمع والطاعة لولاة الأمر لتحقيق مقصد اجتماع الكلمة مستدلاً بقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
ويُعد مسجد نمرة بمشعر عرفات ثاني أكبر مسجد مساحةً بمنطقة مكة المكرمة بعد المسجد الحرام، وشهد المسجد في عهد الدولة السعودية وتحديداً في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، أضخم توسعاته، وبتكلفة بلغت 237 مليون ريال، على طولٍ بلغ 340 متراً من الشرق إلى الغرب، وعرضٍ يقدر بـ240 متراً من الشمال إلى الجنوب، ومساحة تجاوزت 110 آلاف متر مربع، إلى جانب ساحة مظللة خلف المسجد تقدَّر مساحتها بـ8 آلاف متر مربع، ليستوعب بعد هذه التوسعة نحو 400 ألف مصلّ، ويظهر بست مآذن، ارتفاع كل مئذنة منها 60 متراً، وله ثلاث قباب وعشرة مداخل رئيسية تحتوي على 64 باباً، ويضم غرفة للإذاعة الخارجية مجهزة لنقل الخطبة وصلاتي الظهر والعصر ليوم عرفة مباشرة بواسطة الأقمار الصناعية.