رحلة الحج في 7 عقود... من هاجس الأمن إلى الخدمات الشاملة

من 250 ألف حاج في عهد المؤسس إلى الملايين خلال عهد الملك السابع

حاج يطوف بالكعبة في رحلة اطمئنان وسكينة (أ.ب)
حاج يطوف بالكعبة في رحلة اطمئنان وسكينة (أ.ب)
TT

رحلة الحج في 7 عقود... من هاجس الأمن إلى الخدمات الشاملة

حاج يطوف بالكعبة في رحلة اطمئنان وسكينة (أ.ب)
حاج يطوف بالكعبة في رحلة اطمئنان وسكينة (أ.ب)

قبل قرون كان الحج والوصول إلى الأماكن المقدسة هما هاجس المسلمين من كل أقطار المعمورة، لكن تحقيق هذا الركن الخامس من أركان الإسلام محفوف بالمتاعب تارة وبالمخاطر تارة أخرى، إضافة إلى ضيق ذات اليد، لكن العقبة الوحيدة التي كانت تواجه الحجاج هي فقدانهم الأمن داخل الجزيرة العربية عند دخولهم إليها من المنافذ المختلفة، حيث يتعرضون للسلب والنهب، باعتبار أن الموسم السنوي خلق نوعاً من الاستثمار الموسمي لزيادة الدخل من أفراد ودول وقبائل عبر السلب والنهب، أو عبر تأمين وصولهم إلى المشاعر مقابل مبلغ مالي أو ما يعرف بالإتاوات. لقد تشكلت عصابات منظمة من أفراد تستوقف الحجاج وتسلب كل ما لديهم من مؤن أو دواء ثم تتركهم في الفلاة هائمين، بعضهم يهلك، وبعضهم يواصل سيره راجلاً متهالكاً، حتى وصوله إلى مكة، والبعض يتم قتلهم من قبل هذه العصابات عند مقاومتهم لهم.

حاج على ظهر جمل في بداية الحكم السعودي للدولة الثالثة (واس)

هاجس الأمن في رحلة الحج

في هذا السياق، ترددت حكايات شعبية عن هذه الأجواء والمشاهد لا يعوزها الصدق، منها أن أي حاج ينوي أداء هذا الركن قبل عقود يكتب وصيته لقناعته بأنه سيموت حتماً، ويتم وداعه من قبل ذويه، كما يحكى أن إحدى الأمهات في فترات ماضية وهي تلاعب وليدها الذكر مرددة عبارة: متى تكبر وتسرق الحجاج؟! لقد كان ذلك هدفاً ومطلباً عند بعض السكان للحصول على المال والعتاد والمؤن في عصر غياب الأمن والتشرذم والفاقة والفقر، في حين أن كثيراً من القبائل والبلدان تخصص من رجالها أفراداً لتأمين وصول الحجاج إلى المشاعر مقابل إتاوات يتفق عليها الطرفان.

المؤرخ والإعلامي أمين سعيد، رصد قبل نحو 100 عام أغلب أحداث الحج وبداية حكم الملك عبد العزيز في مجلته «الشرق الأدنى»، التي أصدرها في القاهرة عام 1927، الموافق 1346هـ، حيث احتلت أخبار الحجاز ونجد وملحقاتهما مكانة الصدارة فيها، وأبرز المؤرخ السوري عبد الكريم إبراهيم السمك، المقيم في السعودية رصداً لكل ما احتوته «الشرق الأدنى» والقضايا التي تناولتها في سياسة البناء التي انتهجها الملك عبد العزيز، خاصة فيما يخص الحجاج، وذلك بتوفير الأمن للحاج من ساعة وصوله حتى سفره إلى بلده، وسجلت المجلة أن الحاج لمس الفارق بين الحاضر والماضي.

صورة تاريخية للملك المؤسس خلال تأديته مناسك الحج، برفقة ابنه الملك سعود التقطت عام 1935

الملك عبد العزيز ورعاية الحجاج

يمكن الجزم أن تعاقب حكام الدولة السعودية بمراحلها الثلاث قد حقق الأمن داخل الجزيرة العربية، لكن الملك عبد العزيز مؤسس الدولة الثالثة، بالإضافة إلى تحقيقه الأمن بعد تشكيل وحدة إقليمية بين الحجاز ونجد، أدخل تحسينات في الحرم المكي بإيصال الكهرباء إليه لأول مرة، وتركيب مكبرات الصوت، وتنظيم عمليات تنقل الحجاج، وتأمين وصولهم إلى المشاعر بيسر وسهولة، ثم تابع أبناؤه الملوك: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبد الله، الجهود ذاتها مسجلين أكبر عمليات لتوسعة الحرم في التاريخ.

وذكرت «الشرق الأدنى» أن الملك عبد العزيز وجه الدعوة لعلماء المسلمين في العالم لحضور أول حج بعد وحدة الحجاز بنجد. ولما وقعت عليه عيون هؤلاء العلماء من نهضة الملك بالحرمين الشريفين، وراحة حجاج بيت الله وزوار الحرمين وطيب الرعاية، ما كان منهم إلا مباركة الملك في حكمه للحجاز وسدانته للحرمين الشريفين. ومع هذه المباركة من العلماء المسلمين للملك، ازداد عدد الحجيج في الأعوام التالية، بعدما تخطت سمعة نجاحات الملك عبد العزيز في إدارة شؤون الحرمين وتنظيم أموره، الحدود لتصل إلى عموم المسلمين في العالم.

في عهد الملك سلمان بلغ الاهتمام بالحجيج والمعتمرين ذروته (واس)

من 250 ألف حاج إلى 30 مليون حاج ومعتمر

ولم تسجل في التاريخ المكتوب الموثق أعداد الحجيج في العقود الماضية، لكن تم في عهد الملك عبد العزيز تسجيل أول إحصائية عن الحجاج بلغ عددهم 250 ألف حاج، ووصف هذا العدد بأنه الأكبر في تاريخ الحج منذ قرون.

وفي عهد القيادة السعودية الحالية وصل الاهتمام بالحرمين الشريفين في عهد الملك سلمان وبجهود ولي عهده إلى ذروته بإقرار تنظيمات بزيادة أعداد المعتمرين طوال العام، حيث لامس عدد المعتمرين طوال أيام رمضان الماضي حوالي 30 مليوناً، في حين خضع رقم الحجاج إلى النسب المقررة والمحددة لكل دولة من دول العالم، ووفرت الحكومة السعودية كل التسهيلات منذ مغادرة الحجاج بلدانهم وحتى وصولهم للمشاعر، لدرجة أن بعض الحجيج يحرص على المجيء إلى مكة قبل الحج بأشهر ليتمكن من الاستفادة من الخدمات الصحية وإجراء عمليات في القلب والعظام والعيون، ثم يكمل حجه ليعود إلى بلاده سليماً معافى، كما تحرص النساء الحوامل على المجيء قبل الحج بأشهر لتضع مولودها هناك استفادة من الخدمات الموفرة للحجيج.

وشكلت وحدة إقليمي الحجاز ونجد حدثاً تاريخياً لافتاً على المستويين الإقليمي والدولي، إذ عُدّ هذا الحدث أهم فترات بناء الدولة السعودية الحديثة. فقد ساهم مشروع وحدة الحجاز بنجد من خلال «مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها»، في بناء أرضية الدولة بوحدتها الكاملة، والانفتاح على العالم الخارجي، والإسراع في اعتراف الدول، خصوصاً الغربية، بدولة الملك عبد العزيز، والبدء في بناء العلاقات الدبلوماسية وتبادل السفراء والقناصل مع الدول التي اعترفت بها، إضافة إلى إقرار الأنظمة الداخلية والخارجية وبناء الدولة الحديثة... وفوق ذلك كله نشر الأمن والأمان في ربوع المملكة، وخدمة الحجاج وتأمين الخدمات التي يحتاجون إليها في ظل إمكانيات متواضعة، وحمايتهم من النوازل التي كانت تلازمهم في الفترات السابقة لقيام هذه المملكة. كل هذا حدث في ظروف إقليمية ودولية بالغة الصعوبة، حيث كانت مشاريع كل من فرنسا وبريطانيا الاستعمارية مستمرة لصناعة حدود الدول العربية وطمس معالم وحدتها، وفرض الهيمنة عليها وفق مصالحها، ورسم خريطة جديدة للمنطقة.

خدمات طبية متكاملة تقدم للحجاج حتى يكملوا الركن الخامس (واس)

العهد السعودي والتيسير والرفاهية

 

كانت طرق الحج المختلفة طويلة ومتشعبة وغير آمنة؛ لذلك كانت الرحلة إلى مكة المكرمة مجازفة غير مأمونة العواقب، وكانت مشاهد وداع الحجاج لذويهم تحمل في داخلها ملامح فقدان الأمل في نجاح هذه الرحلة، ولا سيما أنها رحلة تمتد لعدة أشهر عبر طرق وعرة المسالك محفوفة بمثل هذه المخاطر، إلا أنه في عهد الدولة السعودية تبدل الحال بأحسن حال، وأصبحت فكرة الحج أمراً ميسراً، وعمّ الأمن والأمان بلاد الحرمين، وتطورت وسائل النقل البدائية عاماً بعد عام، وصولاً إلى الوقت الحالي، حيث أصبح الطيران الوسيلة الأسرع التي تنقل الحجاج من أقاصي الدنيا إلى مكة المكرمة في غضون سويعات، أما الطريق البحرية فأصبحت البواخر المعاصرة المجهزة بأحدث وسائل الراحة تمخر عباب المحيطات والبحار ناقلة حجاجها إلى ميناء جدة الإسلامي بأعداد كبيرة دون عناء أو نصب.

أما الطرق البرية فأصبحت الحافلات المكيفة والمزودة بالخدمات هي الوسيلة الحديثة لنقل الحجاج عبر طرق سريعة مرصوفة ومحطات للاستراحات والتزود بالوقود والمواد الغذائية.

ويتكامل قطار المشاعر المقدسة مع بقية خدمات منظومة النقل والخدمات اللوجيستية التي تقدمها السعودية لضيوف البيت الحرام، عبر منظومة خدمية متكاملة تجسّد اهتمام المملكة بتسهيل حركة تدفق الحجاج وتفويجهم بكل يسر وسهولة وفق أعلى معايير الجودة والتنقل الآمن، ويهدف إلى التخفيف من الازدحام المروري، وسهولة التنقل بطريقة آمنة وسريعة.

وجاء قطار الحرمين السريع الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز استكمالاً لهذه الجهود في خدمة ضيوف الرحمن والتيسير عليهم، وترجمة لما قاله: «إنّنـــا فـــي المملكـــة العربيـــة السعودية وقـــد شـــرفنا الله بخدمـــة الحرمين الشـــريفين وقاصديهمـــا نذرنـــا أنفســـنا وإمكاناتنـــا، ومـــا أوتينـــا مـــن جهـــد قيـــادة وحكومة وشـــعباً لراحـــة ضيوف الرحمن، والســـهر علـــى أمنهم وســـلامتهم».

خدمات متنوعة تقدم للحجاج ومنها العربات الكهربائية التي يستخدمها كبار السن وغير القادرين (واس)

منظومة متكاملة لخدمة الحجاج

 

شهدت منظومة الحج والعمرة نجاحات كبرى عاماً تلو آخر، ضمن تشاركية فاعلة بين جميع الجهات الأمنية والصحية واللوجيستية، كأحد أهم الإنجازات التي تفخر الدولة السعودية بتحقيقها، وذلك بما سخرته القيادة من إمكانيات مادية وبشرية لخدمة ضيوف الرحمن، وإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين للقدوم لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة والزيارة، ولهذا الهدف دشّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز برنامج خدمة ضيوف الرحمن كأحد برامج تحقيق «رؤية السعودية 2030»، بهدف رفع مستوى الخدمات المقدمة لهم، وإثراء تجربتهم الدينية والثقافية.

وتطورت منظومة الحج والعمرة خلال الأعوام القليلة الماضية تطورات عدة ومهمة؛ نظراً لما يُمثله قطاع الحج والعمرة من أولوية قصوى، مما ساعد في إطلاق العديد من المبادرات لتنظيم القطاع والارتقاء بجودة الخدمات فيه، مثل إتاحة التأشيرات الإلكترونية للحجاج والمعتمرين من جميع الدول، وتمديد فترة موسم العمرة، وإطلاق مشروع حافلات مكة وتطوير المواقع التاريخية الإسلامية، وتسهيل قدوم المعتمرين من خارج المملكة عبر عدد من التأشيرات، مثل: التأشيرة السياحية عند القدوم إلى منافذ المملكة، والتأشيرة السياحية الإلكترونية، وتأشيرات الزيارة، وغيرها من الأنواع، إضافة إلى مبادرات وزارة الحج والعمرة الإلكترونية، مثل تطبيق «اعتمرنا»، و«بطاقات الحج الذكية»، و«مبادرة حج بلا حقيبة»، وكذلك «مبادرة طريق مكة» بالشراكة مع عدة جهات لتسهيل إجراءات دخول ضيوف الرحمن عبر المنافذ دون انتظار، وغيرها من المبادرات والخدمات الهادفة إلى خدمة الحجاج، وتأديتهم الفريضة بكل يسر واطمئنان في أجواء إيمانية.

ورغبة من المملكة في إتاحة أداء فريضة حج هذا العام 1444هـ لأكبر عدد ممكن من المسلمين، أعلن مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بداية هذا العام عن عودة أعداد الحجاج في موسم هذا العام (2023) إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا.

وبحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء، فقد بلغ إجمالي عدد الحجاج منذ بدأت الهيئة عملية الإحصاء في عام 1390هـ تحت مسمى «مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات»، حتى العام الماضي 1443هـ، أكثر من 99 مليون حاج، ونصت «رؤية السعودية 2030» في أحد أهدافها على استقبال أكثر من 30 مليون معتمر في عام 2030.

مبادرة طريق مكة

 

تعتبر مبادرة طريق مكة من أهم المبادرات التي أطلقتها وزارة الداخلية السعودية، والتي تأتي ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد برامج «رؤية السعودية 2030»، التي أطلقت في عام 2017، وتهدف إلى تقديم خدمات ذات جودة عالية للحجاج المستفيدين من المبادرة، من خلال إنهاء إجراءاتهم من بلدانهم، بدءاً من إصدار التأشيرة إلكترونياً وأخذ الخصائص الحيوية، ومروراً بإنهاء إجراءات الجوازات في مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، إضافة إلى ترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة، وعند وصولهم ينتقلون مباشرة إلى حافلات لإيصالهم إلى مقار إقامتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بمسارات مخصصة، في حين تتولى الجهات الخدمية إيصال أمتعتهم إلى مساكنهم، واختتمت المبادرة هذا العام أعمالها في 7 دول هي المغرب، وإندونيسيا، وماليزيا، وباكستان، وبنغلاديش، ولأول مرة في جمهوريتي تركيا وكوت ديفوار، وذلك بعد وصول جميع المستفيدين من المبادرة إلى المملكة، لأداء حج هذا العام، والتي خدمت 242.272 حاجاً، وبلغ عدد الرحلات في صالات المبادرة، إلى مطاري الملك عبد العزيز الدولي بجدة والأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، 667 رحلة.


مقالات ذات صلة

«المدّ البشري»... فيلم يُوثّق رحلة الحج عبر حكايات 6 عائلات من العالم

يوميات الشرق 6 حكايات متنوّعة من قلب المشاعر المقدَّسة (لقطة من الفيلم)

«المدّ البشري»... فيلم يُوثّق رحلة الحج عبر حكايات 6 عائلات من العالم

تتكشَّف قصص ممزوجة بالخوف، والشوق، والأمل، والفقد، ليظهر مفهوم الحج بأبعاد جديدة، في رحلة تتحرّك بالروح قبل القدم...

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق هيثم مساوا يُقدّم ورشة عمل بعنوان «التحدّيات الصحية في المنافذ الجوّية» (الشرق الأوسط)

جدة تحتضن «هاكاثون الابتكار الصحي» للارتقاء بخدمات ضيوف الرحمن

يستعرض الهاكاثون 4 مسارات رئيسية. تشمل المنتجات الصحية، والخدمات الصحية، وتجربة المريض، والإعلام الصحي...

أسماء الغابري (جدة)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (واس)

ولي العهد السعودي يتلقى رسالة من الرئيس الإيراني

تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، رسالة خطية، من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق 
قبو زمزم يظهر في صحن المطاف عام 1970 (دارة الملك عبد العزيز)

تطوّر الحج في معرض بـ«دارة الملك عبد العزيز»

يروي معرض «100 عام من العناية بالحرمين»، في دارة الملك عبد العزيز، تطور رحلة الحج منذ عام 1925 حتى اليوم، مِن وقت المشقة إلى تجربة آمنة وروحانية، عبر سرد بصري.

أسماء الغابري (جدة)
الخليج عرضت جهات حكومية أحدث مشروعاتها وبرامجها التطويرية لخدمة ضيوف الرحمن (الشرق الأوسط)

وزير الحج السعودي: إجراءات مبكرة لضمان تجربة استثنائية للحجاج

أعلن وزير الحج الدكتور توفيق الربيعة إتمام التعاقد لأكثر من مليون حاج في المشاعر المقدسة حتى الآن، في «إنجاز غير مسبوق يتحقق قبل الموسم بـ6 أشهر».

أسماء الغابري (جدة)

قطر: مفاوضات إنهاء حرب غزة تمر بمرحلة حرجة

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يتحدث في اليوم الأول من النسخة الثالثة والعشرين لمنتدى الدوحة السنوي (رويترز)
رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يتحدث في اليوم الأول من النسخة الثالثة والعشرين لمنتدى الدوحة السنوي (رويترز)
TT

قطر: مفاوضات إنهاء حرب غزة تمر بمرحلة حرجة

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يتحدث في اليوم الأول من النسخة الثالثة والعشرين لمنتدى الدوحة السنوي (رويترز)
رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يتحدث في اليوم الأول من النسخة الثالثة والعشرين لمنتدى الدوحة السنوي (رويترز)

كشف رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم (السبت)، أن المفاوضات بشأن حرب غزة تمر بمرحلة حرجة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأضاف خلال جلسة نقاش ضمن فعاليات منتدى الدوحة في قطر، أن الوسطاء يعملون معاً لدخول المرحلة التالية من وقف إطلاق النار.

وأوضح رئيس الوزراء أن وقف إطلاق النار في غزة لن يكون مكتملاً من دون انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.

وقال: «نحن الآن في اللحظة الحاسمة... لا يمكننا أن نعتبر أن هناك وقفاً لإطلاق النار، وقف إطلاق النار لا يكتمل إلا بانسحاب إسرائيلي كامل وعودة الاستقرار إلى غزة».

من جهته، صرح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم، بأن المفاوضات بشأن قوة إرساء الاستقرار في غزة لا تزال جارية، بما في ذلك بحث تفويضها وقواعد الاشتباك.

وأضاف فيدان متحدثاً من منتدى الدوحة في قطر، أن الهدف الرئيسي للقوة ينبغي أن يكون الفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين على طول الحدود.

وقتل مواطن فلسطيني وأصيب 3 آخرون بجروح اليوم، جراء استهداف من مسيرة إسرائيلية شمال غزة. ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن مصادر محلية، قولها إن «شهيداً و3 مصابين وصلوا إلى مستشفى الشفاء، إثر استهداف من طائرة (كواد كابتر) إسرائيلية على دوار العطاطرة شمال غزة».

وأشار المركز إلى أنه «منذ بدء اتفاق وقف إطلاق في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، استشهد 369 مواطناً، غالبيتهم أطفال ونساء وكبار سن، إضافة إلى أكثر من 920 مصاباً».


قلق عربي - إسلامي لنية إسرائيل إخراج الغزيين باتجاه مصر

معبر رفح الحدودي بين مصر والأراضي الفلسطينية (أرشيفية - رويترز)
معبر رفح الحدودي بين مصر والأراضي الفلسطينية (أرشيفية - رويترز)
TT

قلق عربي - إسلامي لنية إسرائيل إخراج الغزيين باتجاه مصر

معبر رفح الحدودي بين مصر والأراضي الفلسطينية (أرشيفية - رويترز)
معبر رفح الحدودي بين مصر والأراضي الفلسطينية (أرشيفية - رويترز)

أعربت السعودية ومصر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا وقطر، الجمعة، عن بالغ القلق إزاء التصريحات الإسرائيلية بشأن فتح معبر رفح في اتجاه واحد لإخراج سكان قطاع غزة إلى مصر.

وشدَّد وزراء خارجية الدول الثمانية، في بيان، على الرفض التام لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مؤكدين ضرورة الالتزام الكامل بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وما تضمنته من فتح معبر رفح في الاتجاهين، وضمان حرية حركة السكان، وعدم إجبار أيٍ من أبناء القطاع على المغادرة، بل تهيئة الظروف المناسبة لهم للبقاء على أرضهم والمشاركة في بناء وطنهم، ضمن رؤية متكاملة لاستعادة الاستقرار وتحسين أوضاعهم الإنسانية.

وجدَّد الوزراء تقديرهم لالتزام الرئيس ترمب بإرساء السلام في المنطقة، مؤكدين أهمية المضي قدماً في تنفيذ خطته بكل استحقاقاتها دون إرجاء أو تعطيل، بما يحقق الأمن والسلام، ويُرسّخ أسس الاستقرار الإقليمي.

وشددوا على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار بشكل كامل، ووضع حد لمعاناة المدنيين، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود أو عوائق، والشروع في جهود التعافي المبكر وإعادة الإعمار، وتهيئة الظروف أمام عودة السلطة الفلسطينية لتسلم مسؤولياتها في القطاع، بما يؤسس لمرحلة جديدة من الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وأكد الوزراء استعداد دولهم لمواصلة العمل والتنسيق مع أميركا وكل الأطراف الإقليمية والدولية المعنية، لضمان التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2803، وجميع قرارات المجلس ذات الصلة، وتوفير البيئة المواتية لتحقيق سلام عادل وشامل ومستدام، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين، بما يؤدي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967، بما في ذلك الأراضي المحتلة في غزة والضفة الغربية، وعاصمتها القدس الشرقية.


برنامج سعودي لتحسين وضع التغذية في سوريا

المهندس أحمد البيز مساعد المشرف العام على المركز للعمليات والبرامج لدى توقيعه البرنامج في الرياض الخميس (واس)
المهندس أحمد البيز مساعد المشرف العام على المركز للعمليات والبرامج لدى توقيعه البرنامج في الرياض الخميس (واس)
TT

برنامج سعودي لتحسين وضع التغذية في سوريا

المهندس أحمد البيز مساعد المشرف العام على المركز للعمليات والبرامج لدى توقيعه البرنامج في الرياض الخميس (واس)
المهندس أحمد البيز مساعد المشرف العام على المركز للعمليات والبرامج لدى توقيعه البرنامج في الرياض الخميس (واس)

أبرم «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، الخميس، برنامجاً تنفيذياً لتحسين وضع التغذية لأكثر الفئات هشاشة، من الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات، في المناطق ذات الاحتياج ومجتمعات النازحين داخلياً بمحافظات سورية.
ويُقدِّم البرنامج خدمات تغذية متكاملة وقائية وعلاجية، عبر فرق مدربة ومؤهلة، بما يسهم في إنقاذ الأرواح وضمان التعافي المستدام. ويستفيد منه 645 ألف فرد بشكل مباشر وغير مباشر في محافظات دير الزور، وحماة، وحمص، وحلب.

ويتضمن تأهيل عيادات التغذية بالمرافق الصحية، وتجهيزها بالأثاث والتجهيزات الطبية وغيرها، وتشغيل العيادات بالمرافق الصحية، وبناء قدرات الكوادر، وتقديم التوعية المجتمعية.

ويأتي هذا البرنامج في إطار الجهود التي تقدمها السعودية عبر ذراعها الإنساني «مركز الملك سلمان للإغاثة»؛ لدعم القطاع الصحي، وتخفيف معاناة الشعب السوري.