مسؤولون سعوديون كبار يرسمون الخطط الفنية لـ«إكسبو 2030»

«الشرق الأوسط» تنشر أسماء أعضاء اللجنة الناتجة عن مرسوم ملكي... وحملة توظيف واسعة على الأبواب

TT

مسؤولون سعوديون كبار يرسمون الخطط الفنية لـ«إكسبو 2030»

السعودية أكّدت أنه بحلول فبراير عام 2028 ستكتمل جميع تجهيزاتها لاستضافة «إكسبو 2030» في الرياض (الشرق الأوسط)
السعودية أكّدت أنه بحلول فبراير عام 2028 ستكتمل جميع تجهيزاتها لاستضافة «إكسبو 2030» في الرياض (الشرق الأوسط)

ما إن أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2021، عن تقدم مدينة الرياض بطلب استضافة «إكسبو2030» على أراضيها، حتى انطلق التحضير لهذا الترشيح بزخم واندفاع، وبمشاركة ودعم جميع الجهات الحكومية المعنية في البلاد، ليصبح موضوع الاستضافة عنواناً رئيسياً في السعودية وعاصمتها.

وأعاد الأمير محمد بن سلمان، التذكير بأن «إكسبو 2030» سيتزامن مع تتويج «رؤية السعودية 2030»، وسيكون «فرصة استثنائية لعرض إنجازات الرؤية ومشاركة الدروس القيّمة من هذا التحول غير المسبوق» في تاريخ البلاد، مشيراً في حديثٍ آخر إلى الميزات التنافسية التي تزخر بها العاصمة السعودية الرياض باعتبارها «القوة الشرائية الأكبر في الشرق الأوسط، وكونها تملك بنية تحتية رائعة، بالإضافة إلى أنها إحدى ركائز النمو الاقتصادي في السعودية نظراً لما تملكه من حجم وتأثير اقتصادي ضخم».

ثقة منقطعة النظير بالقدرات التنموية

وبما أن «الهيئة الملكية لمدينة الرياض» تتولّى مسؤولية التطوير الشامل للمدينة ومهمة الإشراف عليه وتنظيمه، لذا فهي الجهة المخوّلة لقيادة جهود السعودية في سعيها لاستضافة «إكسبو 2030»، كما تنتهج أسلوب حوكمة إدارية وفنّية يجعلها تعمل كقيادة موحّدة ومسؤولة عن جميع الجهود المبذولة لتحقيق التنمية الحضرية في العاصمة السعودية، التي تشق طريقها لتكون من المدن الـ10 الأولى على مستوى العالم من حيث الاقتصاد الحضري، طبقاً لما أكّده الرئيس التنفيذي للهيئة، الثلاثاء، في باريس، خلال استعراض ملف الرياض لاستضافة إكسبو 2030 أمام «الجمعية العامة للمكتب الدولي للمعارض».

بالإضافة إلى ذلك، فالثقة التي تتمتّع بها العاصمة السعودية، يدلّل عليها التأكيد المدعّم بثقة منقطعة النظير من الرئيس التنفيذي لـ«الهيئة الملكية لمدينة الرياض» المهندس إبراهيم السلطان، بالقول: «مستعدون للعمل مباشرة فور اختيارنا، وبحلول فبراير (شباط) عام 2028 ستكون جميع تجهيزات السعودية مكتملة لاستضافة إكسبو 2030 وواثقون من قدرتنا على إنجاز معرض عالمي غير مسبوق».

مرسوم ملكي وتوجيه... حوكمة إدارية رفيعة المستوى

وبالربط مع ما يجري على أرض الواقع، يرى مطّلعون على الشأن أن «رؤية 2030» توضّح كيف يمكن للدول أن تدعم هذا التحول وأن تتوقع مسبقاً التغيير الهيكلي بناءً على رؤية طويلة الأمد، استشرافاً لغد أفضل – وهذا ما يتردّد صداه اليوم من خلال شعار «إكسبو الدولي 2030 الرياض».

وتتبلور الاستراتيجية التي تمنحها الهيئات الحكومية في السعودية لمشروع «إكسبو 2030» من خلال المرسوم الملكي الصادر بتاريخ 25 ديسمبر (كانون الأول) 2021 بإنشاء اللجنة التوجيهية لـ«إكسبو 2030» للإشراف على ترشيح المدينة، كما أعقب هذا المرسوم توجيه صادر بتاريخ 7 مارس (آذار) عام 2022، لمنح هذه اللجنة التوجيهية صفة رسمية تحت مسمّى «لجنة التحضيرات الفنية».

يرى مطّلعون على الشأن أن «رؤية 2030» توضّح كيف يمكن للدول أن تدعم هذا التحول وأن تتوقع مسبقاً التغيير الهيكلي بناء على رؤية طويلة الأمد (الشرق الأوسط)

«لجنة التحضيرات الفنّيّة»

مصادر مطّلعة كشفت لـ«الشرق الأوسط» عن أن لجنة التحضيرات الفنّيّة المشرفة على ترشيح الرياض لاستضافة معرض «إكسبو 2030» يترأسها الرئيس التنفيذي لـ«الهيئة الملكية لمدينة الرياض» المهندس إبراهيم السلطان، وتتمتّع بعضوية عدد من كبار المسؤولين الحكوميين في السعودية وهم أحمد الخطيب، وزير السياحة، ومحمد الجدعان وزير المالية، وفيصل الإبراهيم وزير الاقتصاد والتخطيط، ومحمد التويجري وزير الاقتصاد والتخطيط السابق والمستشار بالديوان الملكي، وفهد تونسي المستشار بالديوان الملكي، وحامد فايز نائب وزير الثقافة، بالإضافة إلى السفير السعودي لدى فرنسا فهد الرويلي، وفهد حميد الدين الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للسياحة.

وتأكيداً على أهمية إكسبو بالنسبة إلى السعودية، تقوم «لجنة التحضيرات الفنية» بتقديم تقاريرها إلى مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض – وهو السلطة العليا في مدينة الرياض – الذي يرأسه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.

التواؤم مع مخطّطات التنمية

وكان إطار الحوكمة هذا ضرورياً طوال فترة إنشاء عرض «إكسبو 2030» كما يمكن القول إن الترشيح الناتج يعكس النهج التعاوني بين جميع الهيئات الوطنية وهيئات المدينة المعنية، الأمر الذي يضمن المرونة في تصميم «إكسبو 2030» من جهة، والمواءمة التامة مع مخططات التنمية طويلة الأجل المضمنة في الرؤية التنموية للبلاد «رؤية 2030».

من جهة أخرى وطوال الرحلة التي ستستغرق 7 سنوات إلى «إكسبو 2030»، سيمهد هذا النهج التعاوني الطريق لإيجاد الحلول التشريعية والإدارية والتشغيلية اللازمة لتسهيل تجربة الدول المشاركة، فضلاً عن السعي الواضح لضمان فاعلية التكلفة بشكل كبير من دون المساومة على تجربة «إكسبو 2030» الشاملة.

حملة توظيف واسعة

وأوضحت مصادر مطّلعة على الملف لـ«الشرق الأوسط» أنه ستنطلق لاحقاً حملة توظيف واسعة تستهدف القوى العاملة المحلية الماهرة، وتتّسق مع التطورات التي تعمل عليها البلاد خلال المرحلة المقبلة، من ضمنها احتمالية تنظيم «إكسبو 2030»، مع التركيز الواضح على شريحة الشباب الحيوية والكبيرة في البلاد، بالنظر إلى البيانات التي كشف خلالها «تعداد السعودية لعام 2022»، عن ارتفاع نسبة الشباب السعودي في الفئات العمرية الأقل من 35 عاماً ليشكلوا 71 في المائة من إجمالي السعوديين، وذلك مقابل نحو 66 في المائة وفق تقديرات تعداد سكان المملكة في عام 2010، وهو ما يعكس الحالة الشبابية التي يتمتع بها المجتمع السعودي والمستقبل الواعد الذي ينتظره الاقتصاد السعودي مع التدفق السنوي لعمر الشباب الذي يرفع الطلب على الخدمات كافة، ويحتم الحاجة إلى زيادة العرض.

الشباب السعودي في الفئات العمرية الأقل من 35 عاماً يشكلون 71 في المائة من إجمالي السعوديين لعام 2022 (تعداد السعودية)

فرصة لإثبات القدرات التنافسية السعودية

في السعودية، يُنظر إلى «إكسبو 2030» على أنه فرصة للشركات السعودية والشركات العاملة داخل السوق السعودية لتطوير وإثبات قدرتها التنافسية، ودفع أهدافها الاستراتيجية إلى الأمام بُغية طرح الابتكارات والتقنيات الجديدة على المسرح العالمي والمساهمة والتأثير في الاتجاهات المستقبلية وتوحيد مبادرات تصميم العلامة التجارية وتوعية المستهلك على أساس قاعدة مشتركة وإنشاء علاقات وتحالفات استراتيجية مع المؤسسات وصانعي السياسات والمؤثرين وذوي الأدوار الرئيسية في القطاع ومد جسور الحوار والتفاهم مع مجموعات متنوعة من أصحاب المصالح، إذ إن التزام المجتمع ومشاركته يعدان من النقاط الرئيسية لرؤية «إكسبو 2030» التي تهدف إلى بث الحماسة والشغف بين الأجيال المختلفة في أرجاء المملكة كافة، من خلال تعزيز الاهتمام بالتحديات والفرص التي سيتم استكشافها مع تطوير موضوع المعرض.

يُذكر أنه في طريق السعودية إلى رفع مستوى التنافسية في القطاعات كافة بما يعزّز من حظوظها في المنافسة على الفوز باستضافة «إكسبو 2030»، حققت البلاد المرتبة الـ17 عالمياً من أصل 64 دولة هي الأكثر تنافسية في العالم، لتصبح من البلدان الـ20 الأولى لأول مرة في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية، الصادر مؤخّراً عن «مركز التنافسية العالمي» التابع لـ«المعهد الدولي للتنمية الإدارية»، محقّقةً تقدماً بواقع 7 مراتب في نسخة العام الحالي، مدعومةً بالأداء الاقتصادي والمالي القوي في العام المنصرم، وتحسن تشريعات الأعمال، ما جعلها في المرتبة الـ3 بين دول مجموعة العشرين لأول مرة، وتفوّقت بذلك على بلدان ذات اقتصادات متقدمة في العالم مثل: كوريا الجنوبية، وألمانيا، وفرنسا، واليابان، وإيطاليا، والهند، والمملكة المتحدة، والصين، وغيرها.


مقالات ذات صلة

1.8 مليون زائر و5 جوائز عالمية في الجناح السعودي بـ«إكسبو الدوحة» للبستنة

يوميات الشرق تصميم الجناح مُستوحى من جبل طويق الذي شبه به ولي العهد همة السعوديين (واس)

1.8 مليون زائر و5 جوائز عالمية في الجناح السعودي بـ«إكسبو الدوحة» للبستنة

اختتمت السعودية مشاركتها في «إكسبو الدوحة 2023» للبستنة بحصادها 5 جوائز وأرقاماً قياسية عالمية، وتفاعل 1.8 مليون زائر للجناح السعودي الذي يُعدّ الأكبر في الحدث.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
يوميات الشرق الوزير سلمان الدوسري يتحدث خلال لقاء «سحور الإعلام» الثاني بالرياض (واس)

الدوسري: شاشة الحلم السعودي ستبث خبر المستقبل

شدّد الوزير سلمان الدوسري على أن الإعلام السعودي «سيكون لاعباً أساسياً وليس متفرج»، مؤكداً أن «الفرص الكبيرة، ولا مجال للتقاعس».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد السوق العقارية مرشحة للنمو في 2024 حتى بلوغ 100 مليار دولار في 2030 (واس)

3 أسباب أسهمت في تماسك السوق العقارية السعودية في 2023

حافظت السوق العقارية السعودية على مستوى صفقاتها السنوية في 2023 بتسجيلها قيمة إجمالية بنحو 277 مليار ريال (74 مليار دولار).

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد تتضمن حزمة الحوافز المالية الإعفاء من ضريبة الدخل (واس)

السعودية: حوافز ضريبية جديدة لجذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية

قالت السعودية، يوم الثلاثاء، إنها ستقدم «حزمة حوافز ضريبية جديدة لمدة 30 سنة» لدعم برنامج جذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية، تتضمن الإعفاء من ضريبة الدخل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تُظهر هذه الصورة شعار «إكسبو الرياض 2030» في قصر المؤتمرات في «إيسي ليه مولينو» بضاحية باريس، في 28 نوفمبر 2023، عقب إعلان الهيئة الملكية السعودية لمدينة الرياض فوزها باستضافة «إكسبو 2030» لعام 2030، الحدث العالمي الذي يُقام كل خمس سنوات (أ.ف.ب) play-circle 01:43

172 عاماً من معرض «إكسبو الدولي»... تعرّف على الدول التي استضافت الحدث العالمي

منذ انطلاقته عام 1851 وحتى يومنا هذا، ساعد «إكسبو» البشرية على رسم مستقبل أكثر تقدماً من خلال جمع الناس والأمم تحت شعار مشترك هو التعليم والابتكار والتعاون.

شادي عبد الساتر (بيروت)

السعودية قدّمت 7 مليارات دولار لتحسين ظروف الأطفال وأسرهم حول العالم

نفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه وحتى الآن 3 آلاف و117 مشروعاً في 105 دول (واس)
نفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه وحتى الآن 3 آلاف و117 مشروعاً في 105 دول (واس)
TT

السعودية قدّمت 7 مليارات دولار لتحسين ظروف الأطفال وأسرهم حول العالم

نفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه وحتى الآن 3 آلاف و117 مشروعاً في 105 دول (واس)
نفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه وحتى الآن 3 آلاف و117 مشروعاً في 105 دول (واس)

نفَّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه وحتى الآن 3 آلاف و117 مشروعاً في 105 دول، بتكلفة تتجاوز 7 مليارات و113 مليون دولار، من بينها 965 مشروعاً بقيمة 924 مليوناً و961 ألف دولار تهدف إلى تحسين ظروف الأطفال وأسرهم؛ مما يُسهم في رفع معاناتهم، وضمان حصولهم على التعليم في بيئة آمنة وصحية، وتقديم الدعم للأطفال في مختلف أنحاء العالم.

يُعدّ مركز الملك سلمان للإغاثة من الداعمين الرئيسين لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» (واس)

ويحتفي العالم باليوم العالمي للطفل في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، وهو يوم يهدف إلى تعزيز حقوق الأطفال من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تضمن لهم بيئة آمنة وصحية، وتشمل حقوق الطفل في التعليم، والمساواة، والعناية، والحماية من العنف والإهمال، كما نصت على ذلك المواثيق والأعراف الدولية.

من ضمن مشروعات السعودية ضمان حصول الأطفال على التعليم في بيئة آمنة وصحية (واس)

ومن المشروعات النوعية التي ينفّذها المركز، مشروع «إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين في النزاع المسلح باليمن» الذي يهدف إلى تأهيل الأطفال المجندين وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية، حيث استفاد منه حتى الآن 530 طفلاً و60 ألفاً و560 فرداً من عوائلهم، يشمل المشروع إدماج الأطفال في المجتمع وإلحاقهم بالمدارس، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي إليهم وإلى أسرهم من خلال دورات تدريبية تهدف إلى مساعدتهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

تشمل مشروعات السعودية إدماج الأطفال في المجتمع وإلحاقهم بالمدارس بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم (واس)

ويُعد مركز الملك سلمان للإغاثة من الداعمين الرئيسين لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ حيث يُسهم هذا الدعم في توفير الخدمات الصحية ومشروعات التغذية للأطفال حديثي الولادة وأمهاتهم، إلى جانب دعم العملية التعليمية؛ مما يضمن استمرارية التعليم في مناطق الأزمات والكوارث.

ويشارك المركز العالم في الاحتفاء باليوم العالمي للطفل؛ مما يجسّد التزامه ببناء مستقبل أفضل للأطفال في جميع أنحاء العالم، ويعزّز الوعي بأهمية حقوقهم واحتياجاتهم الأساسية.